انصروا فـلسـطين .. ولليمـن رجال تحمـيه
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن والذي استهدف منشآت مدنية خدمية في الحديدة أمس السبت، لم يفاجئ اليمنيين، فهو عدوان متوقع، وخصوصا بعد الضربة المدوية التي وجهها الجيش اليمني لقلب كيان الاحتلال فجر الجمعة الماضية، وهي ضربة تعد الثانية بعد الضربة الفلسطينية التي تلقاها الكيان في السابع من أكتوبر 2023 .
لم يستطع كيان الاحتلال ترميم صورته التي مرغها الطوفان الفلسطيني في الوحل رغم كل القتل والتدمير والمجازر التي ارتكبها في غزة طيلة عشرة أشهر، ولن يستطيع هذا الكيان ترميم صورته التي داسها اليمنيون في معقله الأكثر تحصينا “تل أبيب” في الـ19 من يوليو الجاري مهما كان عدد أسراب المقاتلات وطرازاتها التي سيعمل من خلالها على صناعة مشاهد تليفزيونية للحرائق والدخان .
الكيان الصهيوني متورط في الحرب على اليمن منذ عشر سنوات، لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها عدوانه المباشر على اليمن، وهو بهذا الإعلان يحاول ترميم صورته أمام قطعان المستوطنين الذين باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أنهم شعب من اللصوص ولا أمان لهم في مستوطناتهم المحصنة بغلاف غزة، لا في شمال فلسطين أو في جنوبها، ولا حتى في قلبها الذي يسمونه ” تل أبيب” .
بعد إعلان اليمنيين ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014، كان كيان الاحتلال هو المحرض الرئيسي للحرب على اليمن، ولعب دورا رئيسيا لتشكيل تحالف الحرب على اليمن الذي اعلنه السفير السعودي في واشنطن في 26 مارس 2015، وسخّر كيان الاحتلال كل إمكاناته لدعم التحالف الذي قادته الرياض طيلة أكثر من 8 سنوات .
التدخل الإسرائيلي المباشر والعلني باستهداف محطة الكهرباء وخزانات الوقود في ميناء الحديدة، يأتي في سياق الحرب على اليمن التي بدأت عام 2015، وقد شهدت هذه الحرب موجات ومراحل وتحالفات مختلفة، بدأت بالوكلاء واستمرت بالأصلاء ..
بدأت بالمرتزقة المحليين، قبل أن يتدخل السعودي والإماراتي بشكل مباشر، ثم استأنفت الحرب بتدخل مباشر ومستمر من الأمريكي والبريطاني عبر تحالف “حارس الازدهار واسبيدس” في البحر الأحمر .
وفي حين فشلت كل التحالفات واندحرت فلولها برا وبحرا، لا يزال اليمن شامخا وأكثر قوة وبأسا، وها هو يدخل المرحلة الرابعة من الحرب بالمواجهة المباشرة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، الكيان الذي كان الغائب الحاضر في كل تحالفات الحرب على اليمن، والمستفيد الأكبر منها .
“إسرائيل” مُنكر، هكذا ينظر إليها اليمنيون، وقد سعوا إلى تغيير هذا المنكر بلسانهم، صرخوا بالموت لإسرائيل بحناجرهم، لوحوا بخناجرهم، ثم ارسلوا الموت لإسرائيل بصواريخهم وطائراتهم إلى أم الرشراش وحيفا ويافا .
المشاركة اليمنية في معركة إسناد غزة، لا يمكن قياسها بمدى تأثيرها العسكري الاقتصادي على كيان الاحتلال، مع أنه أحدث تأثيراً كبيراً باعتراف العدو نفسه، فاليمنيون يقدمون من خلال هذه المواقف والتضحيات دروسا للعرب والمسلمين، وللإنسانية جمعاء . دروس في رفض الظلم، في نصرة الحق، في مواجهة الاستكبار والاستعمار مهما كانت قوته .
مواجهة إسرائيل والدول الاستعمارية المشاركة في حرب الإبادة بغزة، معركة شريفة أهدافها سامية ورسالتها خالدة، وعلى اليمنيين أن يفخروا بهذا الدور وهذا الشرف العظيم .
اليمنيون ليسوا عشاقا للحروب، لكنهم يبحثون من خلالها عن الحق والعدل والسلام، انطلاقا من مبادئ الإسلام الحنيف أولا، ومن القوانين الدولية والإنسانية ثانيا .
لقد فشل المجتمع الدولي في تطبيق قوانينه الإنسانية والدولية لوقف حرب الإبادة في غزة . لا يوجد لهذه القوانين آلية ملزمة لتطبيقها، لكنها ـ القوانين الدولية ـ سمحت لأي دولة بالعمل لتطبيق القانون وإجبار الدولة أو الكيان المتمرد على القانون الدولي بالتوقف عن سلوكه وجرائمه، عبر ما يسمي “نظرية التدابير الضرورية” وهذا ما اضطلعت به اليمن من خلال عملياتها لحظر الملاحة إلى موانئ الكيان، واشترطت وقف العدوان والحصار لوقف عملياتها . وهذا ما يقر به خبراء القانون الدولي، وبناء عليه اقترح العديد من الناشطين والمنظمات الحقوقية الأوروبية ترشيح “أنصار الله” لجائزة نوبل للسلام .
كثيرة هي الدروس التي سطرها اليمنيون للعرب والمسلمين والإنسانية خلال معركة إسناد غزة، لكن العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن يلقي بمسؤولية كبيرة على شعوبنا العربية والإسلامية عامة، وعلى محور المقاومة بشكل خاص . يجب أن تتجسد وحدة الساحات بصورة فاعلة أكثر. وعلينا أن ندرك أن كيان الاحتلال يعيش في هذه المرحلة أسوأ وأضعف حالاته منذ تأسيسه، وقد بات مجرد محتل مجرم منبوذ ضعيف، ولا خشية منه، وهو للموت أقرب، انصروا فلسطين، ولليمن رجال تحميه .
انصروا فـلسـطين .. ولليمـن رجال تحمـيه
كتب/ مدير التحرير
العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن والذي استهدف منشآت مدنية خدمية في الحديدة أمس السبت، لم يفاجئ اليمنيين، فهو عدوان متوقع، وخصوصا بعد الضربة المدوية التي وجهها الجيش اليمني لقلب كيان الاحتلال فجر الجمعة الماضية، وهي ضربة تعد الثانية بعد الضربة الفلسطينية التي تلقاها الكيان في السابع من أكتوبر 2023 .
لم يستطع كيان الاحتلال ترميم صورته التي مرغها الطوفان الفلسطيني في الوحل رغم كل القتل والتدمير والمجازر التي ارتكبها في غزة طيلة عشرة أشهر، ولن يستطيع هذا الكيان ترميم صورته التي داسها اليمنيون في معقله الأكثر تحصينا “تل أبيب” في الـ19 من يوليو الجاري مهما كان عدد أسراب المقاتلات وطرازاتها التي سيعمل من خلالها على صناعة مشاهد تليفزيونية للحرائق والدخان .
الكيان الصهيوني متورط في الحرب على اليمن منذ عشر سنوات، لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها عدوانه المباشر على اليمن، وهو بهذا الإعلان يحاول ترميم صورته أمام قطعان المستوطنين الذين باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى أنهم شعب من اللصوص ولا أمان لهم في مستوطناتهم المحصنة بغلاف غزة، لا في شمال فلسطين أو في جنوبها، ولا حتى في قلبها الذي يسمونه ” تل أبيب” .
بعد إعلان اليمنيين ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014، كان كيان الاحتلال هو المحرض الرئيسي للحرب على اليمن، ولعب دورا رئيسيا لتشكيل تحالف الحرب على اليمن الذي اعلنه السفير السعودي في واشنطن في 26 مارس 2015، وسخّر كيان الاحتلال كل إمكاناته لدعم التحالف الذي قادته الرياض طيلة أكثر من 8 سنوات .
التدخل الإسرائيلي المباشر والعلني باستهداف محطة الكهرباء وخزانات الوقود في ميناء الحديدة، يأتي في سياق الحرب على اليمن التي بدأت عام 2015، وقد شهدت هذه الحرب موجات ومراحل وتحالفات مختلفة، بدأت بالوكلاء واستمرت بالأصلاء ..
بدأت بالمرتزقة المحليين، قبل أن يتدخل السعودي والإماراتي بشكل مباشر، ثم استأنفت الحرب بتدخل مباشر ومستمر من الأمريكي والبريطاني عبر تحالف “حارس الازدهار واسبيدس” في البحر الأحمر .
وفي حين فشلت كل التحالفات واندحرت فلولها برا وبحرا، لا يزال اليمن شامخا وأكثر قوة وبأسا، وها هو يدخل المرحلة الرابعة من الحرب بالمواجهة المباشرة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، الكيان الذي كان الغائب الحاضر في كل تحالفات الحرب على اليمن، والمستفيد الأكبر منها .
“إسرائيل” مُنكر، هكذا ينظر إليها اليمنيون، وقد سعوا إلى تغيير هذا المنكر بلسانهم، صرخوا بالموت لإسرائيل بحناجرهم، لوحوا بخناجرهم، ثم ارسلوا الموت لإسرائيل بصواريخهم وطائراتهم إلى أم الرشراش وحيفا ويافا .
المشاركة اليمنية في معركة إسناد غزة، لا يمكن قياسها بمدى تأثيرها العسكري الاقتصادي على كيان الاحتلال، مع أنه أحدث تأثيراً كبيراً باعتراف العدو نفسه، فاليمنيون يقدمون من خلال هذه المواقف والتضحيات دروسا للعرب والمسلمين، وللإنسانية جمعاء . دروس في رفض الظلم، في نصرة الحق، في مواجهة الاستكبار والاستعمار مهما كانت قوته .
مواجهة إسرائيل والدول الاستعمارية المشاركة في حرب الإبادة بغزة، معركة شريفة أهدافها سامية ورسالتها خالدة، وعلى اليمنيين أن يفخروا بهذا الدور وهذا الشرف العظيم .
اليمنيون ليسوا عشاقا للحروب، لكنهم يبحثون من خلالها عن الحق والعدل والسلام، انطلاقا من مبادئ الإسلام الحنيف أولا، ومن القوانين الدولية والإنسانية ثانيا .
لقد فشل المجتمع الدولي في تطبيق قوانينه الإنسانية والدولية لوقف حرب الإبادة في غزة . لا يوجد لهذه القوانين آلية ملزمة لتطبيقها، لكنها ـ القوانين الدولية ـ سمحت لأي دولة بالعمل لتطبيق القانون وإجبار الدولة أو الكيان المتمرد على القانون الدولي بالتوقف عن سلوكه وجرائمه، عبر ما يسمي “نظرية التدابير الضرورية” وهذا ما اضطلعت به اليمن من خلال عملياتها لحظر الملاحة إلى موانئ الكيان، واشترطت وقف العدوان والحصار لوقف عملياتها . وهذا ما يقر به خبراء القانون الدولي، وبناء عليه اقترح العديد من الناشطين والمنظمات الحقوقية الأوروبية ترشيح “أنصار الله” لجائزة نوبل للسلام .
كثيرة هي الدروس التي سطرها اليمنيون للعرب والمسلمين والإنسانية خلال معركة إسناد غزة، لكن العدوان الإسرائيلي الأخير على اليمن يلقي بمسؤولية كبيرة على شعوبنا العربية والإسلامية عامة، وعلى محور المقاومة بشكل خاص . يجب أن تتجسد وحدة الساحات بصورة فاعلة أكثر. وعلينا أن ندرك أن كيان الاحتلال يعيش في هذه المرحلة أسوأ وأضعف حالاته منذ تأسيسه، وقد بات مجرد محتل مجرم منبوذ ضعيف، ولا خشية منه، وهو للموت أقرب، انصروا فلسطين، ولليمن رجال تحميه .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حرب الإبادة.. فلسطين تطالب بتدخل فوري لوقف جرائم الاحتلال
ادانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات استخدام الاحتلال لسياسة التجويع والتعطيش كأداة في حرب الإبادة والتهجير والضم ضد شعبنا مع استمرار منع دخول المساعدات لقطاع غزة لليوم العاشر على التوالي.
وفي بيان لها استنكرت الخارجية الفلسطينية جرائم الاحتلال المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة خاصة في شمالها كما يحدث حتى اللحظة في محافظتي جنين وطولكرم ومخيماتهما، في ترجمة ونسخ لمظاهر الإبادة والتهجير التي حدثت في قطاع غزة، بشكل يترافق مع اقدام ميليشيات المستوطنين على اقتحام قرية أم صفا قرب رام الله واحراقها عدد من المركبات، في تكامل الأدوار بين جيش الاحتلال وميليشيات المستوطنين الإرهابية لتعميق مظاهر الإبادة والتهجير والضم.
وقالت الخارجية الفلسطينية: تنظر الوزارة بخطورة بالغة لمحاولات الاحتلال فرض اعتياد تواجده بين المواطنين الفلسطينيين، بما يرافقها من جرائم وانتهاكات وعربدات ودهس نتيجة تحركات آلياته العسكرية على اختلاف أنواعها وتدميرها للبنى التحتية والمنازل والشوارع والمركبات ومصادر أرزاق المواطنين وبشكل منهجي استفزازي همجي ومقصود، وتحذر من مخاطر هذه الجرائم على فرصة الحل السياسي للصراع.
كما عبرت الوزارة عن استيائها الشديد من تعايش المجتمع الدولي مع مظاهر التجويع والإبادة والتهجير وترهيب المواطنين كما يحدث في جنين وطولكرم، وتقاعسه في تنفيذ قراراته بشأن وقف عدوان الاحتلال المفتوح والشامل ضد شعب الفلسطيني وحقوقه.
وطالبت بجرأة دولية تحترم قرارات الشرعية الدولية ومطالبات الدول والأوامر الاحترازية التي صدرت عن محكمة العدل الدولية لوقف انفلات إسرائيل كقوة احتلال من القانون الدولي وأية التزامات تفرضها اتفاقيات جنيف.