يمانيون – متابعات
لا تزال عملية “يافا” اليمنية التي هزت عمق كيان العدو الصهيوني محل دراسة الخبراء والقادة العسكريين على مستوى العالم.

من الناحية التقنية والتكنولوجية يصفها المحللون بأنها هزيمة للعقل الصهيوني، وأنها هزيمة من الناحية العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يقهر، ولمخابراتها التي تدعي بأنها الأضخم في المنطقة.

لم تكن هذه العملية، ضربة للكيان المؤقت فحسب، بل هي ضربة مزدوجة للصهيوني والأمريكي الراعي الرسمي للكيان، وهي أعطت درساً للعالم، بأن التهديدات التي تطلقها اليمن ليست للاستعراض الإعلامي، وإنما على الأعداء الأخذ بها على محمل الجد.

وفي سياق الردود المتصاعدة عن العملية يقول المسؤول السابق في “الشاباك” دورون متسا إن على “إسرائيل” أن تعلم أنها أمام حرب مختلفة وهذه المُسيّرة التي استهدفت “تل أبيب” هوت بنا نحو الأرض.

ويواصل: “نحن في حرب استنزاف ليس لدينا فيها أجوبة على جزء من التهديدات التي وضعها العدو أمامنا.

أما القائد السابق للفيلق الشمالي في جيش العدو نوعم تيبون، فيرى أنه على المستوى الاستراتيجي فإن استهداف “تل أبيب” بالطائرة المسيرة اليمنية جزء من إخفاق الـ7 من أكتوبر.

ويضيف: “سمحنا في السنوات الأخيرة أن يبنى حولنا حزام ناري والآن انكسر الردع الإسرائيلي وقد سمح اليمنيون لأنفسهم بضرب “تل أبيب” .

خبراء أسلحة: تطور مثير للاهتمام

وفي تغطيتها عن العملية اليمنية في قلب مدينة يافا، التي يطلق عليها “تل أبيب” نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن خبراء أسلحة تأكيدهم على أن هناك فشل في التصدي للطائرات بدون طيار والتي تشكل تهديداً من نوع مختلف.

ويرى الخبراء أن ” تسلّل الطائرة بدون طيار منفردةً، ودون أن يتم إسقاطها أو حتى إطلاق أي إنذاراتٍ تحذيرية، يُعدّ “خرقاً نادراً للدفاعات الجوية الإسرائيلية المتعددة الطبقات”.

ويشير الخبراء إلى أنه ” إذا لم يتم بالفعل اكتشاف الطائرة اليمنية في سماء “تل أبيب” فإنّ ذلك سيكون تطوراً مثيراً للاهتمام بالنسبة لليمنيين”، معتقدين أن المسيّرة التي ضربت “تل أبيب” تبدو نسخة مختلفة عن صماد3، وتم طلاؤها بلون أغمق للتهرب من الدفاعات الجوية، ومجهزة بخزان وقود ومحرك أكبر لإعطائها المدى للوصول إلى “تل أبيب”.

وعلى صعيد متصل اعتبر مسؤول رفيع في جيش الاحتلال الصهيوني،العملية العسكرية اليمنية التي استهدفت “تل أبيب”، أنّها 7 أكتوبر الدفاع الجوي الإسرائيلي.

ونقلت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الإسرائيلية، اليوم السبت، عن المسؤول العسكري الصهيوني قوله: إن نجاح اليمن في إطلاق المسيّرة المتفجّرة إلى وسط “تل أبيب” هو فشل مدوٍ لنظام الدفاع الجوي والذي يمثّل نهاية عصر السماء النظيفة الذي كانت تتغنّى فيه “إسرائيل” لعدّة سنوات.

وتطرق إلى عدد من الظروف والاخفاقات التي يمكن أن تفسّر اختراق الطائرة المسيّرة اليمنية “يافا” المجال الجوي الإسرائيلي، من دون أي محاولة مسبقة لاعتراضها، لافتاً إلى وجود فجوة حرجة في المعلومات الاستخباراتية الملموسة حول مثل هذه الطائرة المسيّرة التي اجتازت مسافة نحو 2000 كيلومتر من دون اكتشافها.

وبين المسؤول العسكري، أنّ مسار رحلة الطائرة المسيّرة من اليمن، وهي رحلة طويلة لعدة ساعات، ضلّلت المنظومات الإسرائيلية، حيث غيّرت الطائرة المسيّرة بشكل متكرر ارتفاعها ومسارها، ووصلت في النهاية إلى “تل أبيب” من البحر، موضحاً أن التفوّق الجوي الإسرائيلي لم يعد مطلقاً، إذ لا توجد حماية محكمة لأجواء الكيان الصهيوني ومن يقول خلاف ذلك فهو ضال ومضلّل.

ونوه إلى العملية اليمنية خلطت الأوراق من جديد، وتشير إلى دخول إسرائيل في عصر يكون فيه المستوطنون في كلّ مكان عرضةً لهجوم جوي مفاجئ لا يمكن منعه مسبقاً، وهو ما يتعين على سلاح الجو أيضاً، عند التحقيق في الفشل الذريع، فحص ما إذا كانت القوات الأميركية المنتشرة في البحر الأحمر والخليج قد حدّدت حركة مشبوهة في المنطقة، وما الذي حدّدته، وما الذي فعلته، وما إذا كانت هناك ثغرات في التنسيق تتطلّب الآن إغلاقها وتوثيقها.

تحول نوعي استراتيجي

وعلى صعيد الردود العربية، اعتبر أبرز مذيعي قناة الجزيرة الفضائية جمال ريان عملية القوات المسلحة في استهداف “تل أبيب” عمق الكيان الصهيوني، بمثابة “فيتو” عسكري على تصويت الكنيست الإسرائيلي حول رفض قيام دولة فلسطين، وكذا رداً على مساعي الاحتلال لإطباق الحصار على غزة بغية احتلال القطاع، إضافة إلى أنها رسالة مفادها ان التصعيد سيقابل بتصعيد أشد من جبهات المقاومة المختلفة.

وأفاد الإعلامي ريان، في تغريدة على صفحته الرسمية بمنصة “إكس” أن وصول الطائرة المسيرة اليمنية “يافا” إلى عاصمة الاحتلال، يعد تحولاً نوعياً ودليل على وجود أسلحة حديثة ستدخل على خط المواجهة تتمتع بالتخفي والقدرة وفاعلية الأداء، ناهيك عن كشفها توسيع رقعة العمليات إلى مناطق وسط وجنوب الأراضي المحتلة.

وأضاف أن العملية بمثابة استنزاف كبير لسلطة الاحتلال من حيث تأمين وسلامة مصالحها الحيوية، وتأكيد على أن جميع أنظمة الدفاع الإسرائيلية والأمريكية بمن فيها حاملة الطائرات غير قادرة على حماية الاحتلال وحق المقاومة بالدفاع المشروع.

أما الإعلامي اللبناني المتخصص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، فأكد أن القرار الذي اتّخذ في صنعاء جاء بعد تقدير موقف شامل لما وصلت إليه الأمور على صعيد الأزمة الإنسانية في قطاع غزّة ومواصلة حكومة نتنياهو المماطلة في الاستجابة لمتطلبات المقاومة، وعدم إعطاء أجوبة واضحة للوسطاء، وكذلك محاولة تمرير الوقت قدر الإمكان كجزء من رهانات إسرائيلية قد يكون من بينها متغير داخل واشنطن.

وأضاف أن العملية اليمنية قد تكون فاتحة لمرحلة أكثر قوة وإيلامًا بحال لم تقرأ “تل أبيب” خلفيات ورسائل العملية، ولم يقم الأمريكيون بالضغط الجاد لوقف الحرب، مبيناً أن عملية “يافا” هي ورقة قوة جديدة تضاف إلى أوراق أخرى لدى المفاوض الفلسطيني، ليس لرميها في وجه الكيان بل لمقاومة الضغوط التي يتعرض لها من قبل الوسطاء.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: رة الیمنیة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

خبراء يؤكدون في “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024”: صناعة محتوى الطفل مهنة نبيلة

 

 

 

 

 

الشارقة – الوطن:

أكد عدد من خبراء الإعلام وعلم النفس أن صناعة محتوى الطفل مهنة نبيلة لا تقل أهمية عن مهنة المعلمين والتربويين، لأنها قادرة على غرس القيم الإيجابية في نفوس الأطفال وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة، كما أنها تسهم في حمايتهم من الظواهر السلبية المختلفة كالتنمر، والضغط، والتوتر، والإساءة.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “مستقبل محتوى الطفل.. بين التنافسية والقيم الثقافية”، استضافت الدكتورة فهدة باوزير، أخصائي نفسي أول اكلينيكي، وشادي شرايحة، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي في شركة “ديجيتيلز”، وأدارها الإعلامي السعودي خليل الفهد، خلال فعاليات اليوم الثاني من الدورة الـ13 من “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي” الذي نظمه “المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة” “مركز إكسبو الشارقة” تحت شعار “حكومات مرنة.. اتصال مبتكر”.

 

 

قيم أخلاقية وملكات إبداعية

وأشارت الدكتورة فهدة باوزير إلى قدرة أفلام الكرتون والرسوم المتحركة على زرع القيم الإيجابية والأخلاقية في نفوس الأطفال، وتحفيزهم على الاستكشاف المعرفي والتفكير الطموح، والسعي إلى تحقيق الأهداف، وتنمية المهارات الشخصية والأكاديمية، مؤكدة على أهمية تحديد نوعية البرامج بطريقة تراعي المحتوى الجامع بين التعليم والترفيه من أجل فتح بوابة إلى عالم الخيال والإبداع، وضمان تسريع وتسهيل مهمة الأهل في تعليم أطفالهم كيفية اتخاذ قرارات واعية.

واستعرضت الدكتورة فهدة باوزير مجموعة من القيم والمهارات الإيجابية التي يمكن للأطفال تعلمها من خلال أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة، ومنها التمارين الرياضية والأكل الصحي، وتقنيات التنفس بطريقة سهلة ومبسطة، وأساسيات الإسعافات الأولية، والهدوء، وتنظيم الوقت، والروح الرياضية والصداقة، إلى جانب تنمية ملكة الخيال والإبداع والكتابة، وتطوير مهارات معينة يحتاجها الطفل لإثراء فكره، وسلوكياته، محذرة من الصدمات النفسية ومشاعر الخوف التي قد يتعرض لها الطفل جراء مشاهدة محتوى غير مناسب لفئته العمرية.

 

تنافس ومسؤولية كبيرة

بدوره، استعرض شادي شرايحة الأثر الكبير لأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة على الطفل، مؤكداً أن  كل صانع محتوى متخصص بمضمون الطفل عليه أن يدرك مسؤوليته، لا سيما في ظل منافسة الكم الهائل من المحتوى العالمي الذي يتدفق إلى شاشاتنا ومنصاتنا، لا سيما وأن صناعة الأنيميشن هي صناعة ناشئة في الوطن العربي، وأشار إلى دراسة تبين أنه في عام 2019 وصل عدد الساعات التي يقضيها الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي إلى 4.5 ساعات مقابل 5.5 ساعات ونصف يومياً في عام 2023.

وأكد شادي شرايحة أن صناع محتوى الطفل العربي الذي يفكرون في الربحية السريعة مخطئون، في ظل تحديات إنتاج محتوى قيّم يسرد قصصنا ويستعرض قيمنا، وهذا ما يبرز أهمية الفكر الاستراتيجي والتعاون بين المحطات وصناع محتوى الطفل لنكون قادرين على تقديم محتوى قيّم للأطفال بعيداً عن الأرباح السريعة لأن الأرباح ستأتي عاجلاً أم آجلاً إذا كان المحتوى مفيداً.

 

تحديات وحلول

وحول التحديات التي تواجه صناع محتوى الطفل، صرح شرايحة بأن أبرزها تشمل تحقيق التوازن بين المحتوى الجاذب والرسالة التي نريد إيصالها، ضمن الفترة الزمنية التي يستطيع الطفل التركيز فيها، والنجاح في شد انتباهه، إلى جانب صناعة محتوى علمي دقيق ومتطور تكنولوجياً يواكب التقدم التقني والتكنولوجي الهائل، حيث تتوجه صناعة المحتوى العالمية المخصصة للطفل إلى استخدام الواقع المعزز ويتم فيها مسح الكود عن القصة فتظهر الشخصية وتبدأ برواية الحكاية.

وتطرق شرايحة إلى أهمية طرح المواضيع التي تلبي اهتمامات الطفل وتحل مشاكله وتساعده في التغلب على التحديات التي تواجهه، وتلبية احتياجات الأطفال ذوي الإعاقات، معرباً عن أمله في تأسيس منصة قادرة تقييم المحتوى من خلال مجموعة من الخبراء في الإعلام والتربية والتعليم وعلم النفس.


مقالات مشابهة

  • خبراء يؤكدون في “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024”: صناعة محتوى الطفل مهنة نبيلة
  • قدمت خصومات 50% لأبنائنا.. الجالية اليمنية بمصر تعقد اتفاق مع مدارس اليمن الدولية لتسهيل العملية التعليمية
  • طالب أردني يعرض درون إطفاء الحرائق في “سوفكس 2024”
  • “طوفان الأقصى” تواصل إيلام الاحتلال: عمليات نوعية في حي الزيتون.. واستهداف “نتساريم”
  • إيرلندا تعلق رحلاتها الجوية إلى مطارات كيان العدو
  • مغادرة رحلة الخطوط الجوية اليمنية مطار صنعاء إلى عمًان بعد إرجاعها من الأجواء السعودية بدون مبرر
  • هيئة شؤون الأسرى: الاحتلال اعتقل أكثر من 195 مواطن منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية
  • “أدنوك” تُكمل بنجاح تسعير الطرح الأول من سندات “أدنوك مربان” متعددة الشرائح
  • 40 شهيدا بالضفة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية
  • خبراء عسكريون: احراق السفينة “سونيون” يثبت تفوق اليمن في مواجهة القدرات الأمريكية