صراع شرق الكونغو الديمقراطية.. حركة إم 23 بين إلقاء السلاح والعودة إليه
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
شرق الكونغو الديمقراطية– كوني باحثة في ”لغة الصراع في منطقة البحيرات الكبرى“ ولأن الصراع المسلح المباشر بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة الثالث والعشرين من مارس "إم 23" بدأ في أواخر عام 2021، كنت مهتمة بفهم أعمق لما يحدث في شرق الكونغو الديمقراطية.
أردت بداية التحقيق في أسباب اتهام الحركة مرارا وتكرارا بالمسؤولية عن العنف وانعدام الأمن في المنطقة، على الرغم من وجود عدد كبير من الميليشات في تلك البقعة، إذ سافرت إلى منطقة شمال كيفو للقاء المتحدث باسم حركة "إم 23" لورانس كانيوكا، للتعرف على أصول وتاريخ الحركة والأسباب الكامنة وراء أزمة شرق الكونغو، من وجهة نظر الحركة.
حركة "إم 23" موجودة منذ عام 2012 وهي معروفة عالميًا اليوم بانخراطها في الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. هل يمكنك تعريفنا بتاريخ الحركة، بهيكلها العام ومهمتها؟
حركة الثالث والعشرين من مارس- "إم 23″، هي حركة سياسية – عسكرية كونغولية تأسست في 6 مايو 2012، نتيجة للعديد من إخفاقات حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، والمتمثلة بشكل رئيسي برفض تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في 23 مارس 2009. تعتبر "إم 23" واحدة من مكونات تحالف أكبر يدعى تحالف نهر الكونغو. نحن نناضل من أجل حكم يدعم حقوق الإنسان الأساسية، ويوفر الحماية لجميع المواطنين، ويعالج الأسباب الجذرية للصراع، بمعنى آخر، نناضل من أجل حكم يشجع على الوحدة الوطنية، ويكون خاليًا من خطاب الكراهية، والتمييز، والانقسام، والنزعة القبلية، والمحسوبية، والفساد، وأيديولوجيا الإبادة الجماعية.
ما هي الأسباب الجذرية، برأيكم، للصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية؟
هناك العديد من الأسباب للصراع، منها مسألة انعدام الأمن في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الناتج عن الوجود الدائم للجماعات المسلحة الأجنبية، وهي قوات التحالف الديمقراطية ، والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا ، وكذلك الميليشيات المحلية التي تم دمجها رسميًا في القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية. هناك أيضًا قضية عودة وإعادة إدماج النازحين داخليًا في مناطقهم الأصلية، وكذلك اللاجئين، بعضهم يعيش في مخيمات اللجوء خارج البلاد لأكثر من 30 عامًا دون حل دائم. وهناك أيضًا، وهذا هو الأهم، غياب رؤية واضحة للتنمية المستدامة للبلاد ككل.
هل يمكنك إخبارنا عن قيادات حركة الثالث والعشرين من مارس؟حركة M23، كما قلت، هي حركة سياسية – عسكرية، لها رئيس وهو من قبائل”موشي“ يدعى برتراند بيسيموا، ونائب رئيس وهو أيضًا رئيس أركان الجيش الثوري الكونغولي (ARC)، اللواء سلطاني ماكينغا، وهو كونغولي من قبائل ”التوتسي“، والأمين التنفيذي للحركة بنيامين مبونيبا، وهو كونغولي من قبائل ”الهوتو“، وأنا نفسي أنتمي لقبيلة ”لوبا“ من كاساي، الكونغولية.
دورية راجلة من مقاتلي حركة M23 شرق الكونغو الديمقراطية (الجزيرة)قلت للتو أنك من قبيلة” لوبا“، هل تقصد أنها القبيلة ذاتها التي ينحدر منها رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي؟
نعم، هناك الكثير منا ينتمي لهذه القبيلة، مثل العقيد كابينجيلي. كما قلت، إنها حركة كونغولية تضم خلفيات عرقية متنوعة. على سبيل المثال، نائب رئيس الأركان الجنرال برنارد بيامونجو هو من قبيلة ”موتيمبو“، والمتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل ويلي نجوما من قبيلة ”باس كونغو“، والعقيد بيويو من قبيلة ”موشي“. هذا يعني أن حركتنا شاملة ومتنوعة، على عكس ما تحاول حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية تصويرنا به، على أننا روانديين أو حركة يقودها التوتسي.
من هو الطرف المقابل في الصراع الجاري في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية؟على الجانب الآخر من الصراع، هناك ائتلاف الحكومة الكونغولية الذي يضم القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية (FARDC)، والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا (FDLR)، وهي مجموعة أجنبية انبثقت عن
”الإنتراهاموي“ الميليشيات الرواندية التي ارتكبت الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا عام 1994، إضافة إلى ميليشيات محلية التي كانت تسمى سابقًا ”ماي-ماي“ والتي تُعرف اليوم باسم ”وزاليندو“، والمرتزقة الأوروبيين، وقوات الدفاع الوطني البوروندية، وقوة ساميدرك الإقليمية ” التابعة ”للمجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي“.
ذكرت أن هناك مرتزقة أوروبيين يقاتلون أيضًا إلى جانب ائتلاف حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، هل تعرف كم عدد الموجودين منهم على أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن أين يأتون؟هناك بضع مئات من المرتزقة موجودين حاليًا هنا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. بعضهم رومانيون، كما أكدت حكومتهم. مقرهم الرئيسي في غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو، والعديد منهم منتشرون على الخطوط الأمامية. لقد رأينا بعضهم في كينشاسا وهم يتولون حماية الرئيس تشيسكيدي. ومن المهم في هذا السياق أن يعرف الجميع، أن استخدام المرتزقة يخالف الاتفاقيات الدولية للأمم المتحدة، بما في ذلك اتفاقية الاتحاد الأفريقي لعام 1977 للقضاء على المرتزقة في أفريقيا. تنفق حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية ملايين الدولارات للحفاظ على خدمات هؤلاء المرتزقة، بينما يتراوح راتب العسكري الكونغولي بين 50 و100 دولار أميركي.
لماذا استأنفتم القتال في نوفمبر 2021 بعد توقف قرابة 10 سنوات؟ جولة الباحثة بوجانا برفقة المتحدث باسم حركة M23 لورانس كانيوكا (الجزيرة)أولا، نحن لم نتحول إلى حركة غير نشطة، أوقفنا القتال لأننا كنا ننتظر تنفيذ الإعلان الموقع في 12 ديسمبر 2013 في نيروبي- كينيا، المستمد من محادثات السلام التي جرت في كمبالا- أوغندا ولم نستأنف القتال.
لكن بعد 14 شهرًا من التفاوض في كينشاسا مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي استمرت من 29 سبتمبر 2020 إلى 10 نوفمبر 2021، تعرضنا لهجوم مباغت من قبل قوات حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية.
هل يمكنك التوضيح؟ ماذا حدث بالضبط؟لقد أجرينا حوارًا مع السلطات الكونغولية لمدة 14 شهرًا كما ذكرت. خلال تلك المفاوضات، اقترحنا دعم برنامج الرئيس تشيسيكيدي في شرق البلاد، والمساعدة في تحييد مجموعات من قوات التحالف الديمقراطية ADF، والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا FDLR وميليشيا "ماي ماي" المسؤولة عن انعدام الأمن. عرضنا تعاونا مشتركا سياسيا وعسكريا، أخبرونا أنهم سيرسلون قافلة في غضون أسبوعين حتى نتمكن من بدء العملية المشتركة. وبينما كنا لا نزال في كينشاسا خلال المفاوضات، بدأت الحكومة الكونغولية، في 15 أكتوبر عام 2021، بمهاجمة المناطق القريبة من مقرنا في سابينيو، في منطقة شرق كيفو، لكنهم لم يكونوا على علم بمواقعنا بشكل دقيق. نفوا أن تكون القوات الحكومية مسؤولة عن تلك الهجمات، التي أخذت بالتصاعد حتى وصلت إلى الاستهداف المباشر الذي قتل على إثره 50 شخصا من أعضاء الحركة. بعد هذا الحادث، تواصلنا مع الحكومة الكونغولية لمعرفة ما حدث، لكننا لم نتلق أي تفسير. واصلوا مهاجمتنا، وعندها فقط قررنا البدء في الرد في 28 مارس 2022.
أحد مقاتلي حركة M23 (الجزيرة) حركتكم متهمة بالرغبة في السيطرة على استخراج المعادن وخاصة في منطقة روبايا. هل يمكنك الرد على هذا الاتهام؟هذا هو تضليل بحت، حركتنا ليست مدفوعة بالربح. أمضينا سنتين في منطقة” بوناغانا“، حيث لا توجد مناجم. عندما توجهنا إلى منطقة” روبايا“ في أبريل من هذا العام، كان ذلك لأسباب إنسانية. لو كنا مدفوعين بالسعي للسيطرة على المناجم، لكنا توجهنا إلى هناك منذ فترة طويلة. يجب على الجميع معرفة مسألة مهمة،” روبايا “هي منطقة مأهولة، إنها ليست مجرد منطقة مناجم. ذهبنا إلى هناك لأن سكان روبايا استغاثوا طلبًا للمساعدة لأنهم كانوا يتعرضون للمجازر ويجبرون لعدة عقود على العمل في المناجم بما في ذلك الأطفال، من قبل القوات الديمقراطية لتحرير روانداFDLR وميليشيا” وزاليندو“. ما فعلناه في منطقة” روبايا “هو أننا أوقفنا على الفور عمالة الأطفال في المناجم، وفرضنا ذلك بصرامة. في الوقت نفسه، حظرنا على كل وأي عضو في حركتنا الانخراط في عمليات التعدين.
ما هي مصادر تمويلكم؟نحن نعيش في أرض خصبة، ننتج طعامنا الأساسي محليا ولا نعتمد على استيراد الغذاء لإعالة أنفسنا. كما أننا نتلقى مساهمات من الجالية الكونغولية وداعمي حركتنا. أما بالنسبة للأسلحة، فإننا نجمعها من ساحة المعركة من القوات الحكومية التي تهرب وتترك أسلحتها خلفها.
ما ردكم على تقرير مجموعة خبراء الأمم المتحدة الأخير الذي يتهمكم بتلقي الدعم من رواندا وتجنيد الأطفال؟من المروع أن نرى مجموعة خبراء الأمم المتحدة تديننا بينما نسعى لتحقيق السلام في المنطقة. عندما ذهبنا إلى كمبالا في مارس الماضي لطلب حل سلمي للصراع، كان ذلك بحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي. اتهمنا الخبراء في التقرير "بتلقي الدعم من أوغندا". وبالمثل، يتهموننا بتلقي الدعم من رواندا دون أي دليل. اليوم يرتدي الجميع نفس الزي، الصور التي تضمنها تقرير خبراء الأمم المتحدة، والتي التقطت عبر الأقمار الصناعية لا تثبت أي شيء. بالإضافة إلى ذلك، مع امتلاك جميع السكان المحليين للهواتف الذكية، لم يتلق الخبراء أبدًا أي صور تظهر روانديين، ولم يأت أي من الخبراء الذين كتبوا التقرير للتحدث معنا. أما فيما يتعلق بتجنيد الأطفال، لدينا مدونة سلوك تحظر تجنيد القصّر، وفقًا للمعايير الدولية. ونحن نفرض هذه المدونة بصرامة.
عناصر من حركة M23 في نقطة مراقبة (الجزيرة) ما هو الدور الذي لعبته بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية في هذا الصراع؟ينبغي على” بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية” MONUSCO أن تبقى محايدة في هذا الصراع، لقد فشلت في تنفيذ مهمتها. خلال السنوات العشر من غياب حركة الثالث والعشرين من مارس -M23، كان هناك 44 مجموعة مسلحة كان من المفترض أن تقوم” بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية“ MONUSCO بنزع سلاحها ومحاربتها. لكن اليوم، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، هناك أكثر من 250 مجموعة مسلحة. لم تفشل بعثة الأمم المتحدة MONUSCO في مهمتها فقط، بل انخرطت في دور نشط في الصراع من خلال دعم قوات التحالف الكونغولية التي تشمل القوة التي ترتكب الإبادةFDLR، والمرتزقة، وهو يخالف الاتفاقيات الدولية للأمم المتحدة، كما أنه يشجع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية على انتهاك القانون الدولي من خلال الاستمرار في دعم قوات كان من المفترض أن يتم حلها وفقًا لتفويض الأمم المتحدة.
ماذا عن بعثة مجتمع التنمية لأفريقيا الجنوبية في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي حلت محل القوة الإقليمية لشرق أفريقيا؟
القوة الأكثر بروزًا في هذه البعثة SAMIDRC هي القوة الجنوب أفريقية. يذكر الجميع أن العالم حارب نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وإنه لأمر صادم أن نرى جنوب أفريقيا اليوم تقاتل إلى جانب ائتلاف حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي يدعم التمييز وكراهية الأجانب وكراهية الناطقين بلغة ”كينيارواندا “في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ما هو الحل للصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية من وجهة نظركم؟
الصراع سياسي، والاجتماع الأخير في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أعلن أنه يجب أن يتم التوصل لحل سياسي للصراع الجاري في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. منذ عام 2012، ونحن نسعى لحل سلمي للصراع. كنا في غوما في عام 2012، وكان بإمكاننا الذهاب أبعد من ذلك، ولكن المجتمع الدولي طلب منا المشاركة في محادثات السلام، وهو ما قبلناه. كما قلت سابقًا، ذهبنا إلى كينشاسا، ولمدة 14 شهرًا انخرطنا خلالها في مفاوضات السلام مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما شاركنا في مفاوضات نيروبي في 23 أبريل/ نيسان 2023، بالإضافة إلى ذلك شاركنا في مفاوضات في أنغولا في 7 مارس/ آذار 2023، حيث وقعنا على وقف لإطلاق النار، والقائمة تطول. لقد شاركت بنفسي في كل هذه المفاوضات. لذلك، الحل لهذا الصراع هو حل سياسي. مع تجربتي في التفاوض منذ محادثات كمبالا عام 2012، ومن خلال جميع جولات المفاوضات التي جرت وتستمر، تؤكد حركتنا أنه على حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، قبول التفاوض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی شرق جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة شرق الکونغو الدیمقراطیة الأمم المتحدة من قبیلة فی منطقة هل یمکنک عام 2012
إقرأ أيضاً:
حكومة غزة: إسرائيل تقتل عناصر تأمين المساعدات لتسهيل نهبها
قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن إسرائيل تتعمد قتل عناصر تأمين المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وتوفر رعاية كاملة لمن يقومون بنهبها، وذلك ضمن خطة ممنهجة ترمي لتجويع السكان.
وجاء في بيان أصدره المكتب -اليوم الثلاثاء- أن الاحتلال الإسرائيلي يرعى عمليات نهب المساعدات، ويقتل عناصر تأمينها في خطة ممنهجة هدفها خلق بيئة اقتصادية خانقة تؤدي إلى غلاء فاحش في الأسعار.
وأوضح البيان أن "الاحتلال يعمل بكل وضوح على توفير الرعاية الكاملة لسرقة المساعدات على يد فئة ضالة وخارجة عن القانون، لتحقيق عدة أهداف منها قتل أكبر عدد ممكن من عناصر تأمين المساعدات وتجويع السكان".
وقال المكتب الحكومي إن إسرائيل قتلت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما يزيد على 728 شخصا من عناصر وشرطة تأمين المساعدات.
وأدان المكتب الحكومي هذه الجريمة الإسرائيلية التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين والنازحين، كما ندد باستمرار الخطط الإسرائيلية الرامية لتجويع الفلسطينيين في القطاع.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل والضغط على الاحتلال لضمان تدفق المساعدات دون أي عوائق، وزيادة عددها للقضاء على سياسة التجويع الممنهجة.
إعلان
استهداف متكرر
يأتي البيان بعد استهداف الاحتلال المتكرر للعناصر التي تحرس المساعدات الإنسانية، حيث استهدفت غارة إسرائيلية، أمس الاثنين، سيارة كانت ترافق شاحنة مساعدات تحمل شحنة من الدقيق في مدينة دير البلح وسط القطاع، مما أسفر عن استشهاد 4 من عناصر الحماية، كما قصف أول أمس الأحد مركبة تقل عناصر تأمين مساعدات، مما أدى لاستشهاد 5 منهم.
وفي الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال المكتب الحكومي إن الجيش الإسرائيلي ينسق مع عصابات محلية لنهب المساعدات الشحيحة التي تصل القطاع.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية في 11 أغسطس/آب الماضي، عن مصادر في منظمات إغاثية دولية عاملة بغزة لم تسمها، قولها إن الجيش الإسرائيلي يسمح لمسلحين بنهب شاحنات المساعدات بغزة وابتزاز أموال حماية من سائقيها.
وأضافت المصادر أن المسلحين منعوا وصول قسم كبير من شحنات المساعدات التي تدخل غزة عبر معبر كرم أبو سالم إلى السكان.
وأكدت الصحيفة أن عمليات النهب ممنهجة، وتجري تحت أنظار الجيش الإسرائيلي الذي يغض الطرف عنها، وأشارت إلى أن بعض منظمات الإغاثة ترفض دفع أموال مقابل توفير الحماية لقوافلها، لذلك غالبا ما ينتهي المطاف بالمساعدات في مستودعات تابعة للجيش الإسرائيلي.
واستفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي، لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوبا.
بيانات أممية
وكانت الأمم المتحدة أكدت أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زالت مستمرة، وقالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي -مساء أمس الاثنين- إن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأوضحت -في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية- أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.
إعلانمن جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن قطاع غزة حاليا المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، حيث أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
وأوضح فليتشر، في بيان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول إلى المحتاجين في القطاع، "حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة".
وقال إن الحصار الإسرائيلي على شمال غزة "أثار شبح المجاعة"، في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية "مما يخلق ظروفا معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها ستوقف تسليم المساعدات عبر المعبر الرئيسي إلى قطاع غزة بسبب تهديدات العصابات المسلحة التي تنهب القوافل. وألقت الوكالة باللوم في انهيار النظام القانوني إلى حد كبير على السياسات الإسرائيلية.