الذراع الطويلة.. رسائل إسرائيلية من تحت لهب الحديدة اليمنية
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
أخيرا ردت إسرائيل على هجمات جماعة أنصار الله (الحوثيين)، لتفتح جبهة جديدة بعيدا عن دائرة نيرانها التقليدية التي كانت تتخذ من أكناف بيت المقدس ومن الشام الكبير مسرحا للهبها المستعر منذ أكثر من 70 سنة.
ومن اليمن السعيد أخذت النار الإسرائيلية طريقها إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون رأس الحربة في الإسناد العسكري للمقاومة، خارج فلسطين ولبنان.
ويأخذ اللهب الإسرائيلي هذه المرة، دفقا كبيرا في تعدد هجماته التي زادت على عشر ضربات متلاحقة وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، زيادة على حجم الإصرار الإسرائيلي على التدمير، ومستوى الانتشاء العالي بما لحق بمنشآت ميناء الحديدة من أضرار.
وقد تحدث الحوثيون عن سقوط قتلى ومصابين، بالإضافة إلى اشتعال النيران في منشآت مدنية هي مباني شركة الكهرباء ومستودعات الوقود إضافة إلى محطات توليد الكهرباء بالميناء الذي يعود إنشاؤه إلى العام 1961، ضمن تعاون يمني روسي.
ولليمن قصة طويلة مع اللهب، وتاريخ لا ينقطع مع الحروب، وبدون النار واللهب لا يأخذ اليمن سمته، فمنها عجمت الأيام عوده، وعرفت جبالها قصة الدم والثأر الذي لا سقف له، وبين اليمنيين وإسرائيل الآن قصة ثأر وعناد صراع لا سقف لنهايته، على خلفية دعم الحوثيين للمقاومة في قطاع غزة.
وبتناقض الإرادات بين الطرفين تتعدد رسائل الهجومات المتبادلة، ولا سيما الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي يعتبر الأول بعد 200 هجوم حوثي (وفقا لوزير الدفاع الإسرائيلي) كاد أن يعيد تشكيل المنطقة، وأن يجمد أمواج البحر الأحمر أمام الفلك الجارية من إسرائيل وإليها، وبعض حلفائها الغربيين.
ولعل من أبرز الرسائل الإسرائيلية:
التخويف وإرهاب المحيط: ركز القصف الإسرائيلي على مخازن الوقود والنفط في ميناء الحديدة، ليأخذ دهان اللهب مداه، بما يمكن أن يحقق من رعب في الشرق الأوسط، لا سيما أن "النيران يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط" وفق عبارة وزير الدفاع الإسرائيلي.ولكن الحوثيين وأنصارهم يؤكدون أن ما لا يدركه الإسرائيليون أن تاريخ اليمن مرتبط باللهب، وأن حجم ما احترق على الأرض اليمنية من قاذفات النار، أضاء مستويات غير مسبوقة من الإصرار اللامتناهي.
وبشكل خاص، فإن سعي إسرائيل إلى إلحاق ما أمكن من ضرر بالمصالح الاقتصادية لليمن، وبالأدوات القتالية للحوثيين يعتبر هدفا أساسيا "لليد الطويلة" التي اتخذتها إسرائيل اسما لحملتها الجديدة.
استعراض القوة: وقد كان ذلك لافتا من حيث ضخامة الطائرات المستخدمة في القصف، ومن حيث عددها وتنوعها أيضا، حيث سخرت إسرائيل أسطولا جويا كاملا لتنفيذ العملية، وشاركت في القصف 20 طائرة من بينها قاذفات من طراز إف-15، وطائرات شبح إف-35، وطائرات حراسة من طراز إف-16، بالإضافة إلى 4 طائرات للتزويد بالوقود جوا، كما رافقتها لمسافة معينة بعض المروحيات.كما أن هذه الأسراب العاتية من حاملات النار قطعت 1800 كيلومتر، لتصب حممها ولهبها على منشآت لتخزين الوقود في ميناء الحديدة، ثم لتترك بعد ذلك ألسنة اللهب التي تطاول عنان السماء، والنيران المتأججة تتحدث عن نفسها وتوصل ما تريد حكومة نتنياهو أن تبعثه من رسائل إلى الداخل وإلى الأطراف الأخرى في المنطقة، بعد أن تهاوت حالة الردع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومع أن الهجوم الإسرائيلي الجديد جاء يوما واحدا بعد القصف غير المسبوق الذي نفذه الحوثيون على تل أبيب بطائرة مسيرة، فقد تسابق المسؤولون الإسرائيليون للتأكيد -ضمنا- على أن الضربة الجديدة وإن نفذت على أراض يمينة، إلا إنها تحمل رسائل إلى خارج اليمن، كما اتضح ذلك من تصريحات نتنياهو ووزير الدفاع، بينما شارك رئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا صورة الحرائق في الحديدة، قائلا "هذه رسالة لكل الشرق الأوسط". إظهار قوة إسرائيل: حيث حرص مسؤولون إسرائيليون على التأكيد لوسائل إعلام إسرائيلية وأميركية أن قصف اليمن كان تنفيذا إسرائيليا خالصا، ودون مشاركة أميركية أو غربية، لتظهر بذلك لحلفائها وللداخل الإسرائيلي أنها ما زالت قوية وقادرة على حماية نفسها، بل والحرب خارج حدود "لهبها التقليدي". تمثل العملية الجديدة أول رد على واقع عسكري فرض الحوثيون تفاصيله، فقد أرغمت الهجمات الحوثية المستمرة منذ شهور، إسرائيل على أن تكون في موضع دفاع عن "النفس" وهي التي طالما مارست عدوانها على بلدان عربية متعددة ما زالت بدورها تحتفظ لنفسها بحق الرد. رسائل للنظام الإيراني الجديد الذي سيستلم مهامه بعد فترة قليلة، تؤكد أن تل أبيب ما زالت خصما عنيدا وقادرا على إثارة مزيد من اللهب في شط العرب وفارس على حد السواء، سيما أن الهوى والسلاح الحوثي إيرانيان وبجدارة كما تزعم إسرائيل باستمرار وحرصت على التأكيد عليه اليوم في تصريحات مسؤوليها عقب العملية.وبين رسائل اللهب المتعددة، تحاول إسرائيل ترميم ما أمكن من صورتها المحترقة داخليا، وإعادة شيء من التوازن إلى حرب فرض الحوثيون في أغلب ما مضى محطاتها، وأطرافها، وزمانها، واختاروا لها من الأمكنة دائما ما يحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر والقبة الحديدية التي لا تخترق، والعاصمة التي كانت في الفترة التي سبقت طوفان الأقصى إحدى أكثر عواصم الشرق الأوسط أمنا وإن كانت أيضا الأكثر تصديرا للرعب واللهب، وربما أصبحت الأكثر استيرادا له منذ عدة أشهر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات میناء الحدیدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
فيها مواد محظورة .. الأدوات البلاستيكية السوداء تسبب 6 مخاطر
اكتشف العلماء مؤخرا مخاطر جديدة لاستخدام الأدوات البلاستيكية السوداء فى طهى الطعام مما أثار جدلا واسعا فى العالم.
ووفقا لما جاء فى موقع “npr” فإن الأدوات البلاستيكية السوداء المستخدمة فى طهى وإعداد الطعام تعرض الجسم للإصابة بمشاكل صحية خطيرة، أبرزها: السرطان، واضطراب الهرمونات، والتأثيرات العصبية، والأضرار الإنجابية والنمو والامراض الالتهابية والمزمنة مثل السكري.
ووجدت دراسة حديثة نشرت فى نهاية العام الماضي أن الأدوات البلاستيكية السوداء تحتوي على بعض مثبطات اللهب المحظورة في بعض الدول في الاتحاد الأوروبي.
هذا بالإضافة إلى أن الباحثين وجدوا أن مادة ديكا-بي دي إي هي المادة الكيميائية التي تم حظرها في الولايات المتحدة وترتبط بمرض السرطان.
وتظهر هذه المواد الكيميائية الضارة في الأدوات البلاستيكية السوداء لأن هذه المادة غالبًا ما تكون مصنوعة من إلكترونيات معاد تدويرها، مثل أجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر، والتي يتم تصنيعها باستخدام مثبطات اللهب.
هذه المواد الكيميائية الخطيرة للغاية والمسببة للسرطان لا ينبغي أن تكون موجودة في المنتجات التي تلامس طعامنا أو تلامس أفواه أطفالنا لأن هناك بدائل أكثر أمانًا.
لا يبدو هذا جيدًا. ميجان ليو تعمل مع مجموعة الدفاع عن مستقبل خالٍ من السموم. وقد شاركت في كتابة دراسة نُشرت في مجلة Chemosphere والتي وجدت مثبطات اللهب السامة في العديد من الأدوات البلاستيكية السوداء.