العربية:
2025-01-13@22:59:49 GMT

بعد معارك عنيفة.. الجيش يفك الحصار عن زالنجي

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

بعد معارك عنيفة.. الجيش يفك الحصار عن زالنجي

‍‍‍‍‍‍

فيما تطوي الحرب السودانية شهرها الرابع، وسط تعثر المساعي للوصول إلى حل نهائي لللأزمة التي تفجرت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، لا يزال إقليم دارفور وولاياته يعيش معارك متقطعة وانتهاكات مستمرة.

فيما أفادت مصادر عسكرية أن الجيش تمكن من فك الحصار الذي فرضته "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي على قيادته بمدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور وبسط سيطرته على الجزء الغربي من المدينة وكل محيط قيادة الفرقة 21 مشاة

السودان السودان دارفور تغلي.

. الجيش يصد هجوماً في الفاشر ويفك حصار زالنجي مادة اعلانية

كما أكدت أن القوات المسلحة، قادت معارك عنيفة ضد الدعم السريع في محيط قيادة الفرقة 21 مشاه يومي الأحد، والاثنين، قبل أن تتمكن من طردها،، وفق ما نقلت "سودان تريبيون".

وأشارت إلى أن الجيش سيطر على الجزء الغربي لمدينة زالنجي بصورة كاملة ووضع ارتكازات حتى الاتجاه الجنوبي الشرقي لجامعة زالنجي، وشمالا حتى رئاسة المجلس التشريعي فضلا عن سيطرته على كل حي الحصاحيصا وغربا حتى الإسكان الشعبي.

يشار إلى أن مدينة زالنجي كانت تأثرت بالقتال العنيف الذي اندلع مذ أشهر بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في السودان.

دارفور (آيستوك) انتهاكات وأعمال نهب

وشهدت المدينة اشتباكات قاتلة بين الجانبين، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، ونزوح العيد من المنيين أيضاً.

كما سجلت العديد من الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين، بعضها وصل حد الاغتصاب

كذلك عزلت المدينة بشكل شبه تام، إذ انقطعت الاتصالات والإنترنت في خضم المواجهات والاشتباكات.

ورافقت الحرب التي تمددت من العاصمة الخرطوم إلى مناطق في دارفور وكردفان، أعمال نهب واسعة النطاق لمخازن المنظمات الإنسانية والشركات والمصانع والمنازل، ما فاقم معاناة ملايين السودانيين.

ذكريات أليمة

يشار إلى أنه منذ اندلاع الصراع بين القوتين العسكريتين في منتصف أبريل الماضي (2023)، تصاعدت المخاوف من تفجر الوضع في دارفور، لاسيما أن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية اشتباكات قبلية متقطعة.

فهذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، يزخر بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.

فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيا الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.

ورغم اتفاقيات السلام العديدة، لا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.

وقد أجج الاقتتال بين الجيش والدعم السريع قبل أشهر المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددا في أتون حرب أهلية وقبلية طاحنة.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News دارفور الدعم_السريع السودان زالنجي

المصدر: العربية

كلمات دلالية: دارفور الدعم السريع السودان زالنجي الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

هل من مشروع سياسي للدعم السريع؟

خالد فضل

لا يمكن الزعم بوجود مشروع سياسي لقوات الدعم السريع، فطبيعة تكوينها حامية لمشروع الاستبداد الإسلامي طبعة المؤتمر الوطني، تجعل منه امتداداً طبيعياً لذلك المشروع. في الواقع فطن حميدتي إلى وضعية استغلاله كحارس لمشروع لم ينتم إليه فكريا، وطوّر إمكانات قواته حتى صارت قوة ضاربة؛ لأنّه اكتشف طبيعة المشروع الذي استخدمه كخفير عند بواباته، يفزع ضد مساكنيه من قبائل الزرقة في دارفور تحديدا مستغلين دوافع ومبررات الدفاع عن النفس والقوافل التجارية والاستهداف العرقي للعناصر العربية من جانب بعض منسوبي حركات الكفاح المسلح؛ ومعظمها من مجموعات الزرقة. عرف حميدتي أنّ من يستخدمونه يريدونه هكذا، يحمي ويحرس سطوتهم وثروتهم، ولا يهم ما يحدث، لذلك أطلق له العنان، وتمّ تقريبه من البشير تحديدا ليخدم الأغراض الشخصية والمطامع الذاتية لذاك الرئيس المخلوع،

ثم إن حميدتي عرف تهافت وضحالة وفراغ ما تنطوي عليه ما يعرف بمؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية، وخبر جوهرها فوجدها تنطوي على نقائص فادحة، إذ تسود فيها العنصرية والجهوية والعرقية والقرائبية والحزبية الإسلاموية بصورة لا يمكن مداراتها والتستر عليها، فجاء سعيه لتمكين قواته على مستوى القيادات تحديدا على نفس المنوال، ولذلك ليس غريبا أن يكون معظم مستشاريه من كوادر المؤتمر الوطني عبر بوابات القرابات القبلية والجهوية، فتلك هي السنّة الماضية في كل أجهزة الدولة. وعندما طرح فكرة القضاء على دولة 56 في أتون هذه الحرب، كان لديه ما يسعفه من الشواهد والخبرة وسط دهاليز تلك الدولة العقيمة، لكن يبقى عنصر الجدية والمصداقية هو ما يحول بين اقتناع الناس بحديثه، ضف لذلك الممارسات الوحشية والهمجية المنسوبة لقواته؛ مما شكّل عنصرا إضافيا في بناء حاجز نفسي موجود أساسا في المشاعر العنصرية والجهوية وبنية وعي وتفكير معظم سكان الوسط والشمال ضد (الغرّابة) عموما، ولدرجة لا تسمح لهذه العقلية المغلّفة بالعواطف أن ترى غلبة العناصر العربية في جل مكونات الدعم السريع، عرقيا نلحظ أنّ عرب الماهرية مثلا لا يكاد تمييزهم من عرب الشكرية أو الدباسين في مناطق الجزيرة، لكن غلبة روح العنصرية وداء الجهوية المستحكم في النفوس يحول دون رؤية مثل هذه المشتركات العرقية.

المهم أنّ ادعاء قيادات الدعم السريع بأنها تخوض حرب تحرير ضد دولة 56 لا تجد آذانا صاغية لدى الأوساط التي نشأت وتمتّعت بامتيازات تلك الدولة المختلة فعلا، كما أنّ الدعم السريع كقوة عسكرية لا يمتلك التأهيل الفكري والنظري والسياسي الملائم لطرح مشاريع كبيرة كهذه، فإعادة بناء السودان على أسس جديدة وجد حظّه بصورة معمّقة في أطروحات الحركة الشعبية لتحرير السودان وقائدها الفذ الراحل د. جون قرنق، وهي الأدبيات التي وجدت طريقها إلى أدبيات معظم القوى المدنية الديمقراطية والتكوينات الشبابية والمدنية الأخرى، فليس هناك جديد قدّمه الدعم السريع سوى مضمضمة شفاه لا تسمن ولا تغني عن تحميله وزر ما ارتكب من فظائع وانتهاكات ضد المدنيين، وفيهم من ينادي فعلا ببناء السودان الجديد على أنقاض دولة 56 البالية.

في المقابل، لن يجتهد المرء كثيرا ليرى بأم عينيه أنّ الجيش يحمل مشروعا سياسيا واضح المعالم، فحواه بصورة لا تحتمل التأويل، هو إعادة تشغيل وتفعيل مشروع دولة الإسلام السياسي ماركة المؤتمر الوطني. ولن تستطيع بعض قيادات الجيش الفكاك من أسر هذا المشروع وإنْ سعت لذلك، السبب بسيط هو أنّ معظم القيادات العليا في مؤسسة الجيش والأمن والشرطة هي جزء أصيل من ذلك النظام والتنظيم، هذه هي الحقيقة في تقديري، ولذلك فإنّ السطوة البارزة لعناصر التنظيم خلال هذه الحرب لم تنبع من فراغ أو شطارة أو رجاله _كما زعم زاعمهم من قبل_ بل نجمت من طول عمر وعمق الدولة البائسة المنهارة الفاسدة، نعم كثير من الديكتاتوريات؛ على بؤسها، جثمت على صدور الشعوب لمئات السنين؛ لأنها أنهكت القوى الحية وسط الشعوب، واستهلكت طاقاتها المبدعة وقدراتها على البناء في مقارعة تلك الأنظمة لشق الطريق إلى النور، وهو ما حدث في السودان الآن بشكل لا يخفى إلا على عمي البصيرة، فالحرب أشعلت أساسا ضد طريق الحرية والعدالة والسلام الذي اختطه ثوار ديسمبر.

وبحسب التقديرات الميدانية تم تحليل الوضع بأنّ وجود قائد الدعم السريع بقوته الضاربة، وطموحه الزائد بأن يكون له موطئ قدم في مستقبل إعادة بناء السودان سيشكل عقبة كؤود أمام استئناف مسيرة عصابات التمكين عبر استعادة دولة المؤتمر الوطني على نسق الدولة العقيمة بامتيازاتها الحصرية، ولربما استقوت القوى المدنية في خطتها لتفكيك التمكين بالدعم السريع باعتباره قوة مكافئة لجبروت وعنجهية مؤسسات الإسلاميين العسكرية والأمنية.

وقد تمت عدة تمارين في هذا الاتجاه، مثل حل هيئة العمليات ذات الطبيعة التنظيمية القحة، وكشف عدد من التحركات الانقلابية لضباط الجيش من الإسلاميين، وغيرها من شواهد، ويبدو أن محاولات إستئلاف حميدتي وترويضه قد فشلت لذلك كان لا بد من إشعال الحريق على فرضية عليّ وعلى أعدائي كأقل تقدير، واستغلال ما بدا وكأنه تمرد على سطوة من أنجبوه ليخدم أهدافا محددة، وتوافق ما بدأ يطرحه مع معظم الأطروحات السائدة وسط القوى المدنية الديمقراطية من ضرورة تفكيك نظام التمكين، وإصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية، وبناء جيش قومي مهني موحد، وحظر المؤتمر الوطني عن المشاركة خلال الفترة الانتقالية، وخروج العسكر من السياسة والاقتصاد وغيرها من أدبيات ظلت موجودة في سرديات القوى المدنية الديمقراطية من قبل أن يتحدث عنها حميدتي، لكن هذه الحقائق يجب طمرها مباشرة، والحديث عن القوى السياسية المدنية الديمقراطية كحاضنة سياسية وذراع سياسي للدعم السريع، وبقدرة التضليل الهائلة تمّ إقناع كثيرين بهذا الزعم، لأنّ مجرد التفكير في كيف لقوة عسكرية عمرها بالكاد عشر سنوات أن يكون ذراعها السياسي تنظيمات سياسية مدنية عمرها حوالي ثمانين عاما!! هذا استعباط للناس وتجهيل فوق جهالة، فلو قالت الدعاية والتضليل إنّ الدعم السريع استلف أدبيات هذه القوى ليبرر بها حربه مثلا لقلنا هذا تحليل موضوعي، فهل المطلوب في هذه الحالة أن تتخلى هذه القوى عن أطروحاتها؛ لأن الدعم السريع قد استغلها؟ هل يترك الناس الإسلام؛ لأنّ إسلامي السودان _ بصورة خاصة_ قد أسأنا استخدامه أيما إساءة!!

الوسومخالد فضل

مقالات مشابهة

  • السودان: حاكم دارفور يدين مجزرة الكنابي ويطالب بالعدالة
  • هل من مشروع سياسي للدعم السريع؟
  • مقتل 16 وإصابة أكثر من 40 في قصف مدفعي للدعم السريع بالفاش
  • بعد معارك عنيفة.. الجيش السوداني يستعيد "ود مدني" من الدعم السريع
  • بعد معارك عنيفة.. الجيش السوداني يستعيد ود مدني من الدعم السريع
  • بلا معارك.. الجيش يستعيد ثاني أكبر مدن السودان
  • الجيش السوداني: أحرزنا تقدما في استعادة مدينة ود مدني من ميليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني ينجح في استعادة مدينة «ود مدني» من ميليشيا الدعم السريع
  • السودان: اشتباكات عنيفة قرب ود مدني والجيش يتأهب لدخول المدينة
  • حديث الإفك والتقسيم