صحيفة صدى:
2025-04-26@10:34:55 GMT

ختم القرآن 1400 مرة

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

ختم القرآن 1400 مرة

قد يتبادر للذهن من عنوان المقال بأنني سأتحدث عن أحد السلف الذين استمتعوا بالقرآن وتلذذوا به، وكان نبراساً لهم ودليلاً ونوراً في حياتهم. إنها حقًا حياة جميلة أن تعيش مع القرآن، فأنت تعيش مع الله في مناسبة مبهجة ولطيفة، أقول هذا الحديث، وكنت قد التقيت برجل من القصيم في مزرعته الجميلة، كان سهل الحديث بلا تكلف فما يكون في قلبه يتحدث به لسانه حديثاً يلامس القلب، وفي أثناء حديثي معه أخبرني أن الله تعالى قد وفقه لختم القرآن الكريم 1400 مرة، وهو مسرور بذلك، وقال إنَّ كتاب الله كان رفيقه في مجلسه ومسجده وحياته، فمنذ أن يصبح حتى يمسي يقرأ القرآن، ويتدبّر آياته، ويتفكر في معانيه، فما أجملها من همة ونشاط، وما أجمل إخلاصه وقربه من الله، فمن تشبه بالسلف لم يخطئ!

عندما تتأمل القرآن عزيزي القارئ تدرك أن الله أنزله لحكمة بالغة، فهو نور يهدي للحياة وموعظة للقلوب.

فهو يصلك بالخالق، ويذكرك بما أهملته، يروي لك القصص بلغة قوية وسهلة الفهم، لقد يسر الله تعالى تلاوة القرآن فهل من مدكر، وجعل كل حرف نقرؤه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها.

وحينما تقرأ القرآن إما أن تقرأ آياته سردًا احتساباً للثواب، أو تقرؤه بقلب واعٍ تتدبر معانيه ،ففيه جمال يتسع القلب لتأمله، ومما يجدر ذكره أن القران منذ أن نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجدت البشرية عزاء في تلاوته، وحفظه الله من التحريف، وتناقلته الأجيال، مكتوبًا ومحفوظًا، ومن عاش مع القرآن كان خيراً له في حياته، فهو مصدر الحياة، به تطمئن القلوب، وتطرد الشياطين، وبه يشفي المرضى، وبه تذهب الهموم، وتأثيره يكون مباشراً بأمر الله، ولا يضاهي قوته شيئاً.

ومن عرف القرآن تلهف إليه تلهف الضمآن ، فهو مفتاح العلوم والمعارف، وينير البصيرة، ويهذب الأخلاق، و دستور الأمم، ويتحاكم الناس إليه ، فإذا فتح الله لك ذلك الباب فالزمه، فإنك على خير عظيم ،قال رسول الله صلى الله عليه، وسلم: “يقال لقارئ القرآن : اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ” وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه، وسلم قال: “أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات عظام سمان، قلنا: نعم، قال فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان » وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل”، وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهلَه الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقدُمُهُ سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما”.

ومما يجب إدراكه أن للحياة مقاصد يجب أن نعيها، ومن تلك المقاصد عبادة الله وذكره، ومن أعظم الأذكار تلاوة القرآن، وكم سيكون جميلاً لك عزيزي القارئ في أن يكون لك ورد من القرآن تتلوه كل يوم وليلة، فهناك من يختم القرآن كل شهرين، وبعضهم كل شهر، وهناك من يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام ،وعندما تتأمل عزيزي القارئ مقدار الوقت الذي تقضيه يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي وبحد أدنى ساعتين فما أجمل أن نقضي وقتا مع القرآن في كل يوم وخاصة بين الأذان والإقامة فهو وقت ثمين، فإننا ومن حيث ندري أو لا ندري قد ننشغل بالأمور الحياتية، ونغفل عما يرفع درجاتنا في الآخرة، ويقربنا من الله عز وجل فما الذي يضيرنا في أن نجعل لأنفسنا يومياً وقتاً نتلو فيها آيات من الذكر الحكيم تملأ صحيفة أعمالنا وترجح كفة ميزاننا يوم القيامة، بدلاً من الانغماس تماما في مشاغل الحياة الدنيا الزائلة!! وأخيراً فلنحمد الله الذي أنعم علينا بالإسلام وكتابه، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن، ويرزقنا حسن الخاتمة.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه صلى الله علیه وسلم مثل ما

إقرأ أيضاً:

هل التأمين على السيارات حلال أم حرام؟.. الإفتاء تكشف

كشفت دار الإفتاء المصرية، حكم التأمين على السيارات، مشيرة إلى أنه جائزٌ شرعًا؛ لأنه في حقيقته تبرعٌ وليس معاوضةً ولا ضريبةً تحصل بالقوة، بل هو من التكافل والتضامن والتعاون على البر في رفع ما يصيب الأفراد من أضرار الحوادث ونحوها، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2].

هل يجوز إخراج زكاة المال طعام للفقراء؟.. أمين الإفتاء يجيبهل يجوز للفتاة صلاة قضاء الحاجة للزواج من شخص معين؟.. الإفتاء توضحما التناجي الذي نهى عنه الرسول ومتى يجوز؟.. الإفتاء تجيبهل تُقبل الصدقة من مال مصدره حرام؟.. الإفتاء توضح الفرق بين التصدّق وتبرئة الذمّة

وسبق لـ دار الإفتاء المصرية أن أصدرت فتوى في شأن التأمين ونصت على :

لما كان التأمين بأنواعه المختلفة من المعاملاتِ المستحدثةِ التي لم يرد بشأنها نصٌّ شرعيٌّ بالحلِّ أو بالحرمة شأنه في ذلك شأن معاملات البنوك فقد خضع التعامل به لاجتهادات العلماء وأبحاثهم المستنبطة من بعض النصوص في عمومها؛ كقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]، وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى» رواه البخاري، إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة الواردة في هذا الباب.

والتأمين على ثلاثة أنواع:

الأول: التأمين التبادلي: وتقوم به مجموعة من الأفراد أو الجمعيات؛ لتعويض الأضرار التي تلحق بعضهم.

الثاني: التأمين الاجتماعي: وهو تأمين من يعتمدون في حياتهم على كسب عملهم من الأخطار التي يتعرضون لها، ويقوم على أساس فكرة التكافل الاجتماعي، وتقوم به الدولة.

الثالث: التأمين التجاري: وتقوم به شركات مساهمة تنشأ لهذا الغرض.

والنوع الأول والثاني يكاد الإجماع أن يكون منعقدًا على أنهما موافقان لمبادئ الشريعة الإسلامية؛ لكونهما تبرعًا في الأصل، وتعاونًا على البر والتقوى، وتحقيقًا لمبدأ التكافل الاجتماعي، والتعاون بين المسلمين دون قصدٍ للربح، ولا تفسدهما الجهالة ولا الغرر، ولا تعتبر زيادة مبلغ التأمين فيهما عن الاشتراكات المدفوعة ربًا؛ لأن هذه الأقساط ليست في مقابل الأجل، وإنما هي تبرع لتعويض أضرار الخطر.

أما النوع الثالث: وهو التأمين التجاري ومنه التأمين على الأشخاص فقد اشتد الخلاف حوله واحتد: فبينما يرى فريق من العلماء أن هذا النوع من التعامل حرامٌ؛ لما يكتنفه من الغرر المنهي عنه، ولما يتضمنه من القمار والمراهنة والربا، يرى فريق آخر أن التأمين التجاري جائز وليس فيه ما يخالفُ الشريعةَ الإسلامية؛ لأنه قائم أساسًا على التكافل الاجتماعي والتعاون على البر، وأنه تبرعٌ في الأصل وليس معاوضة، واستدل هؤلاء الأخيرون على ما ذهبوا إليه بعموم النصوص في الكتاب والسنة وبأدلة المعقول.

أما الكتاب فقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، فقالوا: إن لفظ العقود عامٌّ يشمل كل العقود ومنها التأمين وغيره، ولو كان هذا العقد محظورًا لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحيث لم يبينه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإن العموم يكون مرادًا ويدخل عقد التأمين تحت هذا العموم.

وأما السنة فقد روي عن عمرو بن يثربي الضَّمْرِيِّ قال: شهدتُ خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنًى، وكان فيما خطب: «وَلاَ يَحِلُّ لاِمْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلاَّ مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ» رواه أحمد، فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طريق حل المال أن تسمح به نفس باذله من خلال التراضي، والتأمين يتراضى فيه الطرفان على أخذ مال بطريق مخصوص فيكون حلالًا.

ومن المعقول: أن التأمين وهو تبرعٌ من المؤمِّن؛ حيث يتبرع بالقسط المدفوع، وتبرع من جهة أخرى من الشركة؛ حيث تتبرع بقيمة التأمين، وذلك على سبيل توزيع المخاطر والتعاون على حمل المبتلى لا يشتمل على منهي شرعًا.

كما استدلوا أيضًا بالعرف فقد جرى العرف على التعامل بهذا النوع من العقود، والعرف مصدرٌ من مصادر التشريع كما هو معلوم، وكذا المصلحة المرسلة، كما أن بين التأمين التجاري والتأمين التبادلي والاجتماعي المجمع على حلهما وموافقتهما لمبادئ الشريعة وجوه شبه كثيرة، مما يسحب حكمهما عليه فيكون حلالًا.

مقالات مشابهة

  • ما حكم ترديد الصلاة على النبي أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • لماذا أوصى الرسول بقراءة أذكار النوم؟.. لـ 13 سببا الشياطين أبرزها
  • دار الإفتاء تكشف حكم سجود التلاوة بدون وضوء
  • جوائز مالية وأجهزة.. مستقبل وطن يكرم 1400 من حفظة القرآن في ههيا
  • هل الحج يغني عن الصلاة الفائتة لشخص كان لا يصلي؟.. الإفتاء ترد
  • سنن يوم الجمعة وثوابها.. اعرف أفضل الأعمال وأعظمها أجرا
  • ما هي الأعمال المستحبة عند زيارة مسجد النبي؟.. داعية يُوضح
  • خطيب حوثي يكذب علنًا ويزعم أن رسول الله ''لم يُحِط بعلم القرآن الكريم'' !
  • كلمة واحدة وصف بها رسول الله من يحافظ على صلاة الضحى.. اغتنمها ولا تتركها
  • هل التأمين على السيارات حلال أم حرام؟.. الإفتاء تكشف