الخليج الجديد:
2024-09-19@23:12:47 GMT

أطفال مُختطفون.. ثمن الهجرة الباهظ!

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

أطفال مُختطفون.. ثمن الهجرة الباهظ!

أطفال مُختطفون.. ثمن الهجرة الباهظ

تبدأ المعضلة لدى الجيل الأول من المهاجرين وهو يفكر فيما ستؤول إليه أمور الجيل الثاني المتمثل بأبنائه أو الثالث المتمثل بأحفاده.

طعم المستقبل المر في تلك البلدان التي يهاجر إليها المضطرون فلا يجدوا سوى أحلام تحقق بمقاسات المكان الجديد واشتراطاته وحسب!

أم «صادروا» منها ابنتها وهي طفلة صغيرة ولم يعيدوها إليها إلا بعد بلوغها الثامنة عشرة من العمر، فاكتشفت الأم أنها لم تعد ابنتها التي تعرفها.

مشاهد موجعة لأطفال ينتزعون من أحضان أمهاتهم وآبائهم اللاجئين أو المهاجرين في بلدان اسكندنافية، لتربيتهم بعيدا عن هؤلاء الأمهات والآباء!

ثمن باهظ يدفعه لاجئ يترك بلاده مضطرا ليعيش في بلاد أخرى تفرض عليه قيمها الخاصة في أدق تفاصيل حياته وخاصة في طريقة تربيته لأطفاله.

* * *

أي ثمن يدفعه اللاجئ أو المهاجر الذي يترك بلده مضطرا أو مختارا ليعيش في بلاد أخرى تفرض عليه قيمها الخاصة في أدق تفاصيل حياته وخصوصا في طريقة تربيته لأطفاله؟

لا شك أنه ثمن باهظ ولا يساوي أحيانا المميزات التي يحصل عليها جراء الهجرة واللجوء في أغلب الأحيان. والمؤلم أن الضحية الذي يحسب أنه نجا بانتقاله إلى بلد آخر، لا يكتشف الحقيقة إلا بعد سنوات من محاولة الاندماج في مجتمعات لا تمت لقيمه الأخلاقية أو الدينية وما نشأ عليه بصلة.

فتبدأ المعضلة لدى الجيل الأول وهو يفكر فيما ستؤول إليه أمور الجيل الثاني المتمثل بأبنائه أو الثالث المتمثل بأحفاده.

هذا بالتأكيد لا يعني استهانة بأسباب الهجرة واللجوء أو حالة الاضطرار لها في كثير من بلداننا العربية والإسلامية، فأنا أعرف أن المرء لا يضطر لهما غالبا إلا وقد نفد صبره وقدرته على المقاومة في وطنه لأسباب كثيرة. ومع هذا فهو يذهب للغربة محملا بأحلامه المؤجلة لعله يجد بيئة صالحة ليحققها فيها.

ورغم أن كثيرا من اللاجئين والمهاجرين قد نجحوا في ذلك، إلا أن هناك الكثير أيضا مما نغص عليهم ذلك النجاح، ومن أهم المنغصات نشوء أبنائهم في بيئة غريبة عما تعودوه ويتمنونه لهم من قيم تربوية وتقاليد مجتمعية خصوصا على صعيد العلاقة بالعائلة، بل إن الثمن الأكبر أحيانا يكون الأبناء أنفسهم الذين تفصلهم السلطات عن أسرهم بحجج كثيرة اتكاء على قوانينها الخاصة على هذا الصعيد.

توجع قلبي، على سبيل المثال هذه الأيام، مشاهد الأطفال وهم ينتزعون من أحضان أمهاتهم وآبائهم اللاجئين أو المهاجرين في بعض البلدان الإسكندنافية، لتربيتهم بعيدا عن هؤلاء الأمهات والآباء، بحجة عدم استحقاقهم لذلك، وأنهم غير أمينين على تربيتهم بما يتوافق ومعايير تلك الدول في تربية الأطفال وحقوق الإنسان ككل.

الموضوع غريب فعلا بالنسبة لنا نحن الذين لم نعايش التجربة عن قرب، ويكاد لا يصدق لولا أننا نشاهد بعض التقارير الإنسانية التي اشتعلت في السنوات الأخيرة بوسائل التواصل الاجتماعي.

وتظهر أمهات وآباء، عربا ومسلمين، ومن دول العالم الثالث أيضا، يشعرون بالندم الشديد على الهجرة أو اللجوء في تلك البلدان البعيدة التي صادرت أطفالهم منهم بحجج مختلفة، وهم الذين تركوا بلدانهم الأصلية في البلاد العربية أو الإسلامية الأخرى بحثا عن مستقبل أفضل لأبنائهم في التعليم والعيش الكريم.

رأيت مثلا مقطعا لإحدى الأمهات العراقيات تبكي فيه بحسرة وحرقة على ابنتها التي «صادروها» منها وهي طفلة صغيرة ولم يعيدوها إليها إلا بعد أن كبرت وبلغت الثامنة عشرة من العمر، فاكتشفت الأم أنها لم تعد ابنتها التي تعرفها بل تحولت إلى كائن غريب، بثقافة مختلفة وقيم اجتماعية وتربوية تجاوزت فيها حتى القيم الأسرية المقبولة في المجتمعات الأوروبية التقليدية.

رأيت أيضا مقطعا آخر لأب وأم سوريين يبكيان دما بعد «مصادرة أبنائهم منهم ومنعوا من التواصل معهم فقط لأنهم، وفقا للسلطات الاجتماعية في ذلك البلد غير مؤهلين لتربية الأبناء»!

أما الحكاية التي أثارت العالم كله خاصة بعد أن حولتها بطلتها إلى كتابة يحكي القصة من البداية للنهاية، فهي لامرأة هندية كانت أكثر شجاعة من غيرها من الأمهات المهاجرات.

فرغم أن السلطات في ذلك البلد الإسكندنافي قد صادرت طفليها الصغيرين منها بحجة أنها غير مؤتمنة على تربيتهما بما يناسب المجتمع الجديد، إلا أنها لم تسكت ولم ترضخ للأمر الواقع، حتى بعد أن تركها زوجها، والد الطفلين، خوفا على تأثر ملفه لطلب الجنسية مما تثيره زوجته من زوابع في سبيل استعادة طفليهما.

لقد قاتلت تلك المرأة بقوة وبصبر ولم تتصالح مع فكرة أن يتربى فلذتا كبدها بعيدا عنها فقط لأنها كانت تربيهما كما تعتقد أنها التربية الصحيحة كأن تناولهما طعامهما بيدها لا بالشوكة والسكين، أو تسمح لهما بالنوم معها على السرير متدثرين بحنانها، أو غيرها من تصرفات لم تعجب مراقبات الخدمة الاجتماعية.

حكايتها مثيرة جدا كما روتها في كتاب تحول لاحقا إلى فيلم وثائقي، يستطيع من يشاهده أن يتأكد من طعم المستقبل المر في تلك البلدان التي يهاجر إليها المضطرون فلا يجدوا سوى أحلام تحقق بمقاسات المكان الجديد واشتراطاته وحسب!

*سعدية مفرح كاتبة وصحفية وشاعرة كويتية

المصدر | الشرق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لاجئ مهاجر قيم السويد التربية الصحيحة

إقرأ أيضاً:

أحمد المسلماني: أطفال غزة يبيعون الحجارة لبناء القبور وشراء الخبز (فيديو)

أكد الإعلامي أحمد المسلماني، أن الوضع في قطاع غزة صعب للغاية وثلثي السكان في حالة فقر، وهناك خدمات قليلة تقدم للشعب الفلسطيني”.

استشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على غزة ورفح حزب الله يواصل عمليات دعم قطاع غزة (شاهد)

وقال أحمد المسلماني في برنامجه "الطبعة الأولى" المذاع على قناة "الحياة" إنه منذ بداية الحرب الإجرامية على الشعب الفلسطيني في غزة؛ وهناك أهوال غير مسبوقة في القطاع.

 

وأضاف أحمد المسلماني:"الاحتلال الإسرائيلي يضيق الخناق على قطاع غزة بشكل كبير حتى قبل 7 أكتوبر"، متابعا: "50% من سكان قطاع غزة بلا عمل، ويعانون من البطالة، وهناك أطفال يحاولون بيع القهوة؛ لتوفير أي مصدر دخل لعائلاتهم، لأن الظروف صعبة للغاية".

ولفت أحمد المسلماني، إلى أن “الأطفال في قطاع غزة يقومون بتقطيع الحجارة؛ لبيعها لبناء المقابر للشهداء وشراء الحبز”.

أفاد مراسل القاهرة من جنوب لبنان، بأن جبهة جنوب لبنان تعيش ساعات من الهدوء والحذر كما أنها تترقب العمليات العسكرية التي تحدث عنها حزب الله اللبناني في بيانه صباح اليوم، والتي تفيد بأنه سيواصل عمليات دعم وإسناد قطاع غزة من الجنوب اللبناني.


حزب الله ينفذ 7 عمليات نوعية

 

وأضاف خلال مداخلة مذاعة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن حزب الله نفذ 7 عمليات نوعية تجاه مواقع عسكرية تخص جيش الاحتلال يوم أمس قبل تنفيذ جيش الإحتلال للهجوم السيبراني الكبير الذي ضرب أجهزة الاتصال الخاصة بعدد من عناصر حزب الله.

وأوضح أن الـ 7 عمليات التي تمت بالأمس كان من ضمنها عمليات كبرى استخدمت فيها المسيرات والصواريخ الموجهة بإتجاه عناصر مواقع عسكرية إسرائيلية من بينها مرابض مدفعية جيش الإحتلال الإسرائيلي في منطقة الزاعورة، ولكن العمليات العسكرية توقفت بعد الهجوم السيبراني الكبير الذي استهدف عدد من عناصر حزب الله.

وأشار إلى تصريحات حزب الله التي تفيد بأنه سيواصل هذه العمليات اليوم، ذاكرا أن حزب الله لم يعلن حتى الآن عن عمليات من الجنوب اللبناني بإتجاه أي من المواقع العسكرية.


جدير بالذكر أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، دعا إيران يوم الثلاثاء إلى عدم استخدام التفجيرات الأخيرة في لبنان كذريعة لزيادة التصعيد ضد إسرائيل.

جاء هذا التحذير خلال مؤتمر صحفي حيث أكد ميلر على ضرورة تجنب إيران استغلال الحوادث الطارئة لزيادة عدم الاستقرار في المنطقة.

وأضاف ميلر أن الولايات المتحدة تلقت تقارير حول إصابة السفير الإيراني خلال الحادث، لكن لم يتم تأكيد هذه المعلومات بعد، ولم يكن هناك تقييم فوري لهذه التقارير. وأكد أن واشنطن ليست متورطة في تفجيرات أجهزة الاتصالات التي حدثت في لبنان، وأنها لم تكن على علم مسبق بالحادث.


وكان انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بعناصر "حزب الله" قد أسفر عن إصابة أكثر من 2500 شخص، وذلك في عدة مناطق من لبنان. كما أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، عن مقتل 9 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة نحو 2750 شخصًا، غالبيتهم من عناصر "حزب الله"، بسبب التفجيرات.

وفي وقت لاحق، أكد "حزب الله" في بيان رسمي أن التفجيرات أسفرت عن مقتل طفل واثنين من عناصره، إضافة إلى إصابة عدد كبير بجروح. كما حمل الحزب إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم، واعتبره "عدوانًا إجراميًا" استهدف المدنيين وأدى إلى وقوع ضحايا.


قال مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة هادي هاشم إن العدوان الأخير على لبنان يشكل تهديدًا خطيرًا قد يؤدي إلى تصاعد الصراع في المنطقة. وأكد هاشم في تصريحات له، أن التصعيد العسكري من جانب إسرائيل يمكن أن يشعل حربًا أوسع، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذا التصعيد.

وأوضح هاشم أنه "ليس من المقبول أن تستمر إسرائيل في التصرف وكأنها فوق القانون الدولي"، مشيرًا إلى أن هذا العدوان يتعارض مع المبادئ الأساسية للعدالة الدولية وحقوق الإنسان. وأكد على ضرورة محاسبة إسرائيل على أفعالها لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل.


وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين لبنان وإسرائيل، حيث تسود الأجواء توترًا شديدًا بعد سلسلة من الهجمات والردود المتبادلة.

 

أظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرته هيئة البث الإسرائيلية أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين لا يثقون في وزير الدفاع غدعون ساعر، حيث أفاد 59% من المشاركين في الاستطلاع بعدم ثقتهم بساعر في هذا المنصب.


كما كشف الاستطلاع عن معارضة 48% من الإسرائيليين لإقالة وزير الدفاع الحالي، يوآف غالانت، بينما أعرب 49% عن تفضيلهم لبقاء غالانت في منصبه بدلاً من ساعر. في المقابل، فضل 16% فقط من المشاركين غدعون ساعر كوزير للدفاع.

وتعكس هذه الأرقام تباين الآراء والقلق العام بشأن قيادة وزارة الدفاع في ظل التوترات الأمنية الحالية.

مقالات مشابهة

  • بينهم 3 أطفال.. إصابة 7 في انقلاب سيارة بمطروح
  • استشهاد 11 فلسطينيياً جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • احتفالات المولد النبوي مع أطفال "أهالينا"
  • "أمنية الإماراتية" تُحقق أمنيات 21 من أطفال غزة
  • الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل: إنها غير قانونية وغير مقبولة
  • أحمد المسلماني: أطفال غزة يبيعون الحجارة لبناء القبور وشراء الخبز (فيديو)
  • لعبة غميضة تتحول إلى مأساة بعد مصرع أربعة أطفال اختناقا داخل ثلاجة
  • «لو عندك أطفال» خطوات إضافة المواليد الجدد على بطاقات التموين
  • مربية أطفال تدفن مولوداً وتسافر في إجازة
  • أطفال المحافظات الحدودية يواصلون إبداعاتهم بمطروح ضمن أسبوع "أهل مصر"