الخليج الجديد:
2025-04-27@19:43:00 GMT

أطفال مُختطفون.. ثمن الهجرة الباهظ!

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

أطفال مُختطفون.. ثمن الهجرة الباهظ!

أطفال مُختطفون.. ثمن الهجرة الباهظ

تبدأ المعضلة لدى الجيل الأول من المهاجرين وهو يفكر فيما ستؤول إليه أمور الجيل الثاني المتمثل بأبنائه أو الثالث المتمثل بأحفاده.

طعم المستقبل المر في تلك البلدان التي يهاجر إليها المضطرون فلا يجدوا سوى أحلام تحقق بمقاسات المكان الجديد واشتراطاته وحسب!

أم «صادروا» منها ابنتها وهي طفلة صغيرة ولم يعيدوها إليها إلا بعد بلوغها الثامنة عشرة من العمر، فاكتشفت الأم أنها لم تعد ابنتها التي تعرفها.

مشاهد موجعة لأطفال ينتزعون من أحضان أمهاتهم وآبائهم اللاجئين أو المهاجرين في بلدان اسكندنافية، لتربيتهم بعيدا عن هؤلاء الأمهات والآباء!

ثمن باهظ يدفعه لاجئ يترك بلاده مضطرا ليعيش في بلاد أخرى تفرض عليه قيمها الخاصة في أدق تفاصيل حياته وخاصة في طريقة تربيته لأطفاله.

* * *

أي ثمن يدفعه اللاجئ أو المهاجر الذي يترك بلده مضطرا أو مختارا ليعيش في بلاد أخرى تفرض عليه قيمها الخاصة في أدق تفاصيل حياته وخصوصا في طريقة تربيته لأطفاله؟

لا شك أنه ثمن باهظ ولا يساوي أحيانا المميزات التي يحصل عليها جراء الهجرة واللجوء في أغلب الأحيان. والمؤلم أن الضحية الذي يحسب أنه نجا بانتقاله إلى بلد آخر، لا يكتشف الحقيقة إلا بعد سنوات من محاولة الاندماج في مجتمعات لا تمت لقيمه الأخلاقية أو الدينية وما نشأ عليه بصلة.

فتبدأ المعضلة لدى الجيل الأول وهو يفكر فيما ستؤول إليه أمور الجيل الثاني المتمثل بأبنائه أو الثالث المتمثل بأحفاده.

هذا بالتأكيد لا يعني استهانة بأسباب الهجرة واللجوء أو حالة الاضطرار لها في كثير من بلداننا العربية والإسلامية، فأنا أعرف أن المرء لا يضطر لهما غالبا إلا وقد نفد صبره وقدرته على المقاومة في وطنه لأسباب كثيرة. ومع هذا فهو يذهب للغربة محملا بأحلامه المؤجلة لعله يجد بيئة صالحة ليحققها فيها.

ورغم أن كثيرا من اللاجئين والمهاجرين قد نجحوا في ذلك، إلا أن هناك الكثير أيضا مما نغص عليهم ذلك النجاح، ومن أهم المنغصات نشوء أبنائهم في بيئة غريبة عما تعودوه ويتمنونه لهم من قيم تربوية وتقاليد مجتمعية خصوصا على صعيد العلاقة بالعائلة، بل إن الثمن الأكبر أحيانا يكون الأبناء أنفسهم الذين تفصلهم السلطات عن أسرهم بحجج كثيرة اتكاء على قوانينها الخاصة على هذا الصعيد.

توجع قلبي، على سبيل المثال هذه الأيام، مشاهد الأطفال وهم ينتزعون من أحضان أمهاتهم وآبائهم اللاجئين أو المهاجرين في بعض البلدان الإسكندنافية، لتربيتهم بعيدا عن هؤلاء الأمهات والآباء، بحجة عدم استحقاقهم لذلك، وأنهم غير أمينين على تربيتهم بما يتوافق ومعايير تلك الدول في تربية الأطفال وحقوق الإنسان ككل.

الموضوع غريب فعلا بالنسبة لنا نحن الذين لم نعايش التجربة عن قرب، ويكاد لا يصدق لولا أننا نشاهد بعض التقارير الإنسانية التي اشتعلت في السنوات الأخيرة بوسائل التواصل الاجتماعي.

وتظهر أمهات وآباء، عربا ومسلمين، ومن دول العالم الثالث أيضا، يشعرون بالندم الشديد على الهجرة أو اللجوء في تلك البلدان البعيدة التي صادرت أطفالهم منهم بحجج مختلفة، وهم الذين تركوا بلدانهم الأصلية في البلاد العربية أو الإسلامية الأخرى بحثا عن مستقبل أفضل لأبنائهم في التعليم والعيش الكريم.

رأيت مثلا مقطعا لإحدى الأمهات العراقيات تبكي فيه بحسرة وحرقة على ابنتها التي «صادروها» منها وهي طفلة صغيرة ولم يعيدوها إليها إلا بعد أن كبرت وبلغت الثامنة عشرة من العمر، فاكتشفت الأم أنها لم تعد ابنتها التي تعرفها بل تحولت إلى كائن غريب، بثقافة مختلفة وقيم اجتماعية وتربوية تجاوزت فيها حتى القيم الأسرية المقبولة في المجتمعات الأوروبية التقليدية.

رأيت أيضا مقطعا آخر لأب وأم سوريين يبكيان دما بعد «مصادرة أبنائهم منهم ومنعوا من التواصل معهم فقط لأنهم، وفقا للسلطات الاجتماعية في ذلك البلد غير مؤهلين لتربية الأبناء»!

أما الحكاية التي أثارت العالم كله خاصة بعد أن حولتها بطلتها إلى كتابة يحكي القصة من البداية للنهاية، فهي لامرأة هندية كانت أكثر شجاعة من غيرها من الأمهات المهاجرات.

فرغم أن السلطات في ذلك البلد الإسكندنافي قد صادرت طفليها الصغيرين منها بحجة أنها غير مؤتمنة على تربيتهما بما يناسب المجتمع الجديد، إلا أنها لم تسكت ولم ترضخ للأمر الواقع، حتى بعد أن تركها زوجها، والد الطفلين، خوفا على تأثر ملفه لطلب الجنسية مما تثيره زوجته من زوابع في سبيل استعادة طفليهما.

لقد قاتلت تلك المرأة بقوة وبصبر ولم تتصالح مع فكرة أن يتربى فلذتا كبدها بعيدا عنها فقط لأنها كانت تربيهما كما تعتقد أنها التربية الصحيحة كأن تناولهما طعامهما بيدها لا بالشوكة والسكين، أو تسمح لهما بالنوم معها على السرير متدثرين بحنانها، أو غيرها من تصرفات لم تعجب مراقبات الخدمة الاجتماعية.

حكايتها مثيرة جدا كما روتها في كتاب تحول لاحقا إلى فيلم وثائقي، يستطيع من يشاهده أن يتأكد من طعم المستقبل المر في تلك البلدان التي يهاجر إليها المضطرون فلا يجدوا سوى أحلام تحقق بمقاسات المكان الجديد واشتراطاته وحسب!

*سعدية مفرح كاتبة وصحفية وشاعرة كويتية

المصدر | الشرق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لاجئ مهاجر قيم السويد التربية الصحيحة

إقرأ أيضاً:

أمين عام “فلسطينيو أوروبا”: تسهيلات هجرة الفلسطينيين مفبركة ومضللة

يمانيون../
نفى الأمين العام لمؤتمر “فلسطينيو أوروبا” مازن كحيل، ما يتم تداوله مؤخرًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بشأن وجود تسهيلات للهجرة للفلسطينيين، خصوصًا من قطاع غزة، إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، واصفًا هذه الأخبار بـ”المضللة والمفبركة”.

وقال كحيل في تصريحات خاصة لـ “وكالة سند للأنباء” اليوم الخميس، إن هذه الحملات الإعلامية المشبوهة تهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها، تحت غطاء إنساني زائف، في محاولة لتمرير مخططات التهجير القسري.

وأكد أنه “لا توجد أي سياسات أوروبية أو أمريكية حاليًا تعكس وجود وعود حقيقية أو مبادرات إنسانية لاستقبال الفلسطينيين”، مشيرًا إلى أن الواقع يكشف العكس تمامًا، حيث تتصاعد إجراءات التضييق في سياسات الهجرة، ويتنامى خطاب الكراهية والعنصرية، خاصة تجاه العرب والمسلمين.

وأوضح كحيل أن “الولايات المتحدة لا تزال تفرض قيودًا مشددة على دخول العرب، وهي سياسات رسّختها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، دون أي مؤشرات على تخفيفها حتى الآن”.

وأضاف أن “أوروبا تشهد بدورها صعودًا لقوى اليمين المتطرف، ما جعل ملف الهجرة موضوعًا حساسًا ومرفوضًا شعبيًا وسياسيًا، الأمر الذي يضع الفلسطينيين في دائرة الاستهداف والتمييز”.

وحذّر من أن “هذه الأكاذيب ليست عشوائية، بل تقف خلفها جهات معادية، على رأسها العدو الإسرائيلي، الذي يسعى لترويج أوهام عن حياة أفضل في الخارج، بهدف دفع الفلسطينيين إلى الهجرة”.

ومضى كحيل قائلًا إن من يُقدم على هذه الخطوة دون حماية قانونية، يصبح عرضة للاستغلال من قبل شبكات الاتجار بالبشر، أو يواجه الموت غرقًا أو الاعتقال على الحدود.

وفي ختام تصريحه، وجّه كحيل رسالة إلى أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، دعاهم فيها إلى عدم الانخداع بهذه الوعود الوهمية، مؤكدًا أن “الهجرة ليست حلاً، بل فخًّا مغطى بشعارات كاذبة”، مؤكدًا أن “فلسطين باقية بأهلها، وكرامة الفلسطيني تُصان بالصمود والثبات لا بالتشريد والشتات”.

والإثنين، حذر المكتب الإعلامي الحكومي من إشاعات ومعلومات مضللة، تتعلق بترتيبات مزعومة لهجرة جماعية من قطاع غزة، مؤكدًا أنها جزء من حملة خبيثة يقودها العدو الإسرائيلي، لزعزعة صمود الشعب الفلسطيني، وضرب وعيه.

وقال المكتب، في بيان له، إن من يقف خلف هذه المنشورات بالدرجة الأولى العدو الإسرائيلي، وتروج لها حسابات وهمية أو حسابات مغرضة، أو حسابات تعرضت للتضليل، أو أشخاص لا يمتلكون معلومات صحيحة.

وبين أن هؤلاء الأشخاص يستخدمون وثائق مزيفة، ونماذج توكيل قانوني لا قيمة لها، ويروجون لوهم العدو بما يطلق عليه “الهجرة الآمنة”، في محاولة لتجميل الوجه القبيح لمخططات التهجير الجماعي، التي فشل العدو في فرضها بالقوة.

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب ترحل 3 أطفال أميركيين بينهم مصاب بسرطان نادر
  • إدارة ترامب تتراجع عن إلغاء تأشيرات مئات الطلاب الأجانب
  • ترحيل 91 مهاجرًا غير شرعي من مطار سبها بينهم إثيوبيون وسنغاليون وساحل العاج
  • اعتقال قاضية عرقلت عملية تتعلق بالهجرة في أميركا
  • استطلاع: الهجرة هي أقوى قضايا ترامب .. لكن أمريكيين يقولون إنه تمادى كثيرا
  • ما مستقبل العلاقات الأميركية الأوروبية بعد لقاء ترامب وميلوني؟
  • مصر وأوروبا تبحثان التعاون الاقتصادي وحزمة المساعدات المالية للقاهرة
  • سفيرة الجامعة العربية أمام جثمان البابا فرانسيس: «تأثرت بشدة وذكرت اللحظة التي تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين»
  • أمين عام “فلسطينيو أوروبا”: تسهيلات هجرة الفلسطينيين مفبركة ومضللة
  • سوق أهراس.. حريق في محرك سيارة أمام مقر شرطة الهجرة