أكدت مصادر محلية أن الخلافات بين قادة المليشيا بمنطقة الوسط قد استعرت خلال الآونة الأخيرة ، بطل هذه الصراعات هو “ابو عاقلة كيكل” ، الذي يحاول السيطرة على قوات التمرد بمنطقة الوسط ، وتكوين جيشه الخاص تحت مسمى “درع السودان ” وتنصيب نفسه قائداً عاماً ، وبالطبع لن يتم ذلك دون التخلص من المنافسين .
احتدم الصراع بين “كيكل” و قائد منطقة تمبول “الطاهر جاه الله” وصل إلى مرحلة أن يشي به لدى “آل دقلو” ، حيث ابلغهم بأن “جاه الله” خائن، يتخابر لصالح استخبارات الجيش ، وبالتالي أمر “عبدالرحيم دقلو” باعتقاله و سجنه بمعتقلات المليشيا بحي الرياض-الخرطوم .
و”الطاهر جاه الله ” متفلت من أبناء تمبول ، كان قد فر من المنطقة بعد اعتداءه برفقة مجموعة على قسم الشرطة وإضرام النار فيه قبل سنوات ،بسبب شجار بين أفراد شرطة وابن شقيقه ،ومنها فر هارباً إلى مناطق التعدين، وعاد مرة أخرى بعد اندلاع الحرب وانضم لصفوف المليشيا.
“جاه الله” كان كثير الاعتراض على عمليات النهب والانتهاكات التي طالت المدنيين ، حتى أنه اشتبك بقواته مع متمردين حاولوا نهب منطقة تقطنها عشيرته .
بعد أن تخلص ” كيكل ” من “الطاهر جاه الله” وقام بسجنه ، احتدم النزاع بينه و”عبدالرحمن البيشي” ، الذي تمرد عليه خلال الآونة الأخيرة ورفض الانصياع لتعليماته .
رشان اوشي
رشان اوشيإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الأردني بين “الأب والولد”: وطنٌ يُباع على طاولة الوراثة والتوريث
#سواليف
#الأردني بين ” #الأب و #الولد “: وطنٌ يُباع على طاولة #الوراثة و #التوريث
أ.د #محمد_تركي_بني_سلامة
في زمنٍ بات فيه الوطن شبيهًا بشركة عائلية تُدار بعقلية “الأب والولد”، نجد أنفسنا كشعب نعيش على فتات الكرامة، نتجرع مرارة التهميش ونحلم بعدالة مفقودة. لقد تحول الحلم الأردني إلى كابوسٍ مرير، حيث تُوزَّع المناصب والمغانم على أبناء علية القوم وكأن الدولة إرثٌ خاص، بينما المواطن البسيط لا يجد إلا الله سندًا له.
مقالات ذات صلة الحوثيون يعلنون مهاجمة “هدف حيوي” بميناء إيلات 2024/11/16الدين العام يتكدس كالجبال، يطاردنا كظلٍ ثقيل، ولا أحد يعرف إلى أين أنفقت هذه المليارات المتراكمة. ومع ذلك، تجد الدولة سخية حين يتعلق الأمر بتعيينات “أبناء الذوات”، برواتب خيالية لا تُصدق. طفلٌ يولد اليوم في الأردن، وهو لا يزال يحبو، يُحمَّل دينًا يُقدر بـ5600 دينار، وكأن صراخه الأول في الحياة إعلانٌ بتحمل عبء ديون ليس له فيها ناقة ولا جمل.
بينما يُرهق الجندي على الحدود دفاعًا عن الأرض، ويُرهق المُعلم في تعليم الأجيال، ويُرهق الطبيب في إنقاذ الأرواح، نجد “أبناء الذوات” يتسلمون رواتب تعادل دخل مئات العائلات الأردنية. كيف يمكن لعقلٍ أن يستوعب أن أحدهم يحصل على 25 ألف دينار شهريًا بينما يكافح الآلاف لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة؟
إن هذا العبث بمنظومة العدالة الاجتماعية لا يخلق إلا مزيدًا من الانقسام والإحباط في النفوس. لقد أصبحنا كشعب نشعر بأننا “ضيوف” في وطننا، نعيش في ظل نظام يفتقر إلى أبسط مقومات الإنصاف. المواطن العادي لا يطالب بالمستحيل، بل بحقه في العيش الكريم والعدالة التي كفلها الدستور.
نحن نواجه دولة تسير بلا بوصلة، تقودها صالونات سياسية منفصلة عن واقع الشارع الأردني. تلك الصالونات، التي يبدو أنها عاجزة عن إدراك أن الوطن على حافة الهاوية، مستمرة في نهجها وكأنها تخوض تجربة اجتماعية عجيبة في إدارة الدولة بأسلوب “حرق المراحل”. لكن ماذا عن الشعب؟ من يتحمل فاتورة هذا الفشل؟
الأسئلة كثيرة، والإجابات غائبة. هل ينتظرون أن نصل إلى نقطة اللاعودة؟ هل سنظل نراقب بصمت هذا الانهيار التدريجي؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير النهج قبل فوات الأوان؟
لك الله يا أردني، فقد خذلتك سياسات غارقة في التوريث والتنفيع. لك الله يا أردني، في وطنٍ بات فيه الحلم مساواة مستحيلة. لكن هل يكفي الله وحده؟ أليس من حقنا أن نطالب بالعدالة والمساءلة؟ أليس من حقنا أن نقف ونسأل: إلى أين تأخذنا هذه السفينة الغارقة في الفساد؟
ربما الأمل الوحيد المتبقي هو صوت الشعب، ذلك الصوت الذي لطالما كان القوة الدافعة للتغيير. لا يزال هناك من يؤمن بوطنٍ تُدار فيه الدولة لخدمة الجميع، لا لفئة بعينها. وإن كان هذا الأمل يبدو بعيد المنال، فإنه يبقى شعلة لا تنطفئ في قلوب من يرفضون الانكسار.