دكا "أ.ف.ب": أطلقت الشرطة في بنغلادش الرصاص الحي على المتظاهرين في العاصمة دكا السبت، على ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس فيما انتشر الجيش بأعداد كبيرة في مختلف أنحاء البلاد بعد يوم جديد من المواجهات الدامية.

تسبّبت أعمال العنف في إطار تحركات وتظاهرات طالبية، بمقتل ما لا يقل عن 123 شخصا، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر المستشفيات والشرطة.

وشكلت التظاهرات تحديا كبيرا لحكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي تمسك بالسلطة منذ 15 عاما، الأمر الذي حملها على إلغاء رحلاتها خارج البلاد.

أصيب شخص على الأقل في حي رامبورا السكني السبت حيث تجمع آلاف المحتجين الذين تحدوا حظرا للتجول أعلنته الحكومة ودخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت، حسبما أفاد مراسل فرانس برس.

وانتشر الجيش بقوة السبت في مدن بنغلادش بطلب من الشيخة حسينة بعدما فشلت الشرطة في السيطرة على الوضع.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة شهدات حسين لوكالة فرانس برس إن "الجيش انتشر في كل أنحاء البلاد للسيطرة على الاضطرابات التي تمس بالنظام العام".

وذكرت القناة 24 الخاصة أن حظر التجول سيظل ساريا حتى الساعة العاشرة من صباح الأحد على الأقل.

وقال المتحدث باسم الشرطة فاروق حسين لفرانس برس إن "مئات آلاف" المتظاهرين تواجهوا مع الشرطة في العاصمة دكا الجمعة.

وأكد أن "150 شرطيا على الأقل نقلوا إلى المستشفى وتلقى 150 آخرون الاسعافات الأولية"، مضيفا أن شرطيين ضُربا حتى الموت.

وأفاد فاروق حسين بأن "المتظاهرين أشعلوا النار في العديد من أكشاك الشرطة" و"تم إحراق وتخريب العديد من المقار الحكومية".

وقال متحدث باسم منظمة "طلاب ضد التمييز"، وهي المجموعة الرئيسية التي تنظم الاحتجاجات، لوكالة فرانس برس إن اثنين من قادتها موقوفان منذ الجمعة.

وأوقف مسؤول كبير في "الحزب القومي البنغلادشي" وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، في الساعات الأولى من صباح السبت، حسبما قال المتحدث باسم الحزب، سيرول إسلام خان.

وحاصر آلاف الأشخاص مركزا للشرطة في رانغبور في شمال البلاد ليل الجمعة السبت، حسبما قال مسؤول كبير في شرطة هذه المدينة لوكالة فرانس برس، وقُتل ثلاثة متظاهرين.

وكان من المقرر أن تغادر حسينة البلاد الأحد للقيام بجولة دبلوماسية، لكنها ألغتها بعد أسبوع من تصاعد العنف. وقال مسؤول الإعلام في مكتب رئيسة الوزراء نعيم الإسلام خان لوكالة فرانس برس السبت "لقد ألغت زيارتيها إلى إسبانيا والبرازيل بسبب الوضع الحالي".

تهدف التظاهرات شبه اليومية التي انطلقت مطلع يوليو إلى إنهاء نظام الحصص في القطاع العام الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف لمجموعات محددة ولا سيما لأبناء قدامى المحاربين في حرب التحرير ضد باكستان عام 1971.

ويطالب الطلاب بالتوظيف على أساس الجدارة، معتبرين أن هذا النظام يعطي الأفضلية لأبناء أنصار رئيسة الوزراء التي تحكم البلاد منذ عام 2009 ويتهمها المعارضون بالرغبة في القضاء على المعارضة لتعزيز سلطتها.

وتتهم جماعات حقوق الإنسان حكومة الشيخة حسينة بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة، بما في ذلك القتل التعسفي الذي يستهدف نشطاء المعارضة.

ومنذ سقوط أولى الضحايا الثلاثاء، بدأ المتظاهرون يطالبون الشيخة حسينة بالتنحي.

وقال بيار براكاش من مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس إن "الإحباط يتزايد في بنغلادش لأن البلاد لم تشهد انتخابات وطنية تنافسية فعليا منذ أكثر من 15 عاما".

وأضاف "بدون بديل حقيقي من طريق صناديق الاقتراع، لن يكون لدى البنغلادشيين المستائين سوى خيارات قليلة غير الاحتجاج في الشوارع لإسماع صوتهم".

وأبلغت مصادر في المستشفيات والشرطة السبت عن مقتل 18 شخصا بعد مواجهات الجمعة، لترتفع الحصيلة إلى 123 قتيلا منذ الثلاثاء.

وتسبّب إطلاق الشرطة النار بسقوط أكثر من نصف عدد القتلى المسجلين منذ بداية الأسبوع، بحسب ما أفادت به أطقم طبية فرانس برس.

وقال بابو رام بانت من منظمة العفو الدولية في بيان إن "ارتفاع عدد القتلى دليل أكيد على عدم تسامح السلطات البنغلادشية على الإطلاق مع الاحتجاجات والمعارضة".

وتحجب السلطات منذ الخميس خدمات الإنترنت على مستوى البلاد، ما يعوق الى حد بعيد الاتصالات داخل بنغلادش وخارجها.

وما زال الوصول إلى المواقع الحكومية غير متاح، كما لم تتمكن مواقع الصحف الكبرى وبينها "دكا تريبيون" و"ديلي ستار" من تحديث حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي منذ الخميس.

وما زال تلفزيون بنغلادش الرسمي أيضا غير متصل بالإنترنت بعدما أحرق متظاهرون مقره في دكا الخميس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لوکالة فرانس برس الشیخة حسینة فرانس برس إن

إقرأ أيضاً:

إيران دفعت فدية مليونية بعد اختراق ضرب نظامها المصرفي

هدد هجوم إلكتروني ضخم ضرب إيران الشهر الماضي استقرار نظامها المصرفي وأجبرها على الموافقة على صفقة فدية بملايين الدولارات، وفق تقرير من مجلة "بوليتكو".

ونقلت المجلة عن أشخاص مطلعين أن شركة إيرانية دفعت ما لا يقل عن 3 ملايين دولار كفدية الشهر الماضي لمنع مجموعة مجهولة من المتسللين من نشر بيانات الحسابات الفردية من ما يصل إلى 20 بنكا محليا.

وهو أسوأ هجوم إلكتروني شهدته البلاد،  وفقا لمحللي القطاع والمسؤولين الغربيين المطلعين على الأمر.

وقال المسؤولون إن مجموعة تعرف باسم "إر ليكس"، والتي لها تاريخ في اختراق الشركات الإيرانية، كانت على الأرجح وراء الهجوم. ويقال إن المتسللين هددوا في البداية ببيع البيانات التي جمعوها، والتي تضمنت بيانات الحساب الشخصي وبطاقات الائتمان لملايين الإيرانيين، على شبكة الإنترنت المظلمة ما لم يتلقوا 10 ملايين دولار من العملات المشفرة، لكنهم استقروا لاحقا على مبلغ أصغر.

وقال المسؤولون إن النظام الاستبدادي في إيران ضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، خوفا من أن تؤدي سرقة البيانات إلى زعزعة استقرار النظام المالي المتذبذب بالفعل في البلاد، والذي يتعرض لضغوط شديدة وسط العقوبات الدولية التي تواجهها البلاد. 

ولم تعترف إيران أبدا بالخرق الذي وقع في منتصف أغسطس، والذي أجبر البنوك على إغلاق أجهزة الصراف الآلي في جميع أنحاء البلاد.

ووجه المرشد الأعلى الإيراني رسالة مشفرة في أعقاب الهجوم، ألقى فيها باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في "نشر الخوف بين شعبنا"، دون الاعتراف بأن بنوك البلاد تتعرض للهجوم. 

وقال أشخاص مطلعون على الاختراق المصرفي الإيراني لـ"بوليتيكو" إن "إر ليكس" لا تنتمي إلى الولايات المتحدة ولا إسرائيل، مما يشير إلى أن الهجوم ربما كان من عمل قراصنة مستقلين مدفوعين في المقام الأول بدوافع مالية.

وفي ديسمبر، زعمت "إر ليكس" أنها سرقت بيانات العملاء لما يقرب من عشرين شركة تأمين إيرانية، وأنها اخترقت "سناب فود" وهي خدمة توصيل. وقال المسؤولون إنه على الرغم من أن الشركات وافقت على دفع فدية لشركة "إر ليكس"، إلا أنها كانت أقل بكثير مما تلقته المجموعة من الاختراق المصرفي.

وقال المسؤولون إن المجموعة دخلت خوادم البنوك عبر شركة تدعى "توسان"، والتي توفر البيانات والخدمات الرقمية الأخرى للقطاع المالي الإيراني. وباستخدام "توسان" يبدو أن المتسللين قد سرقوا البيانات من كل من البنوك الخاصة والبنك المركزي الإيراني. ومن بين 29 مؤسسة ائتمانية نشطة في إيران، تعرض ما يصل إلى 20 مؤسسة للتسلل، حسبما قال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

ومن بين البنوك المتضررة بنك الصناعة والمناجم، وبنك مهر الخالي من الفوائد، وبنك البريد الإيراني، وبنك زامين الإيراني، وبنك سرمايه، والبنك الإيراني الفنزويلي الثنائي، وبنك داي، وبنك الشهر، وبنك اقتصاد، وسامان، الذي له أيضا فروع في إيطاليا وألمانيا. أجبر النظام في نهاية المطاف "توسان" على دفع فدية "إر ليكس"، حسبما قال شخص مطلع على الأحداث.

مقالات مشابهة

  • إيران دفعت فدية مليونية بعد اختراق ضرب نظامها المصرفي
  • أبو الغيط: حجم القنابل التي أُلقيت على غزة يفوق قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما ونجازاكي
  • يتعاطى المخدرات.. مواطن يقتل ابنه رميا بالرصاص في بغداد والشرطة تعتقله
  • مظاهرات ليلية في إسرائيل والشرطة تتدخل
  • ثلاثة يتنافسون على الرئاسة.. صمت انتخابي في الجزائر قبل اقتراع السبت
  • تهديدات بالقتل لحكم كرة قدم.. والشرطة تتدخل
  • الفحم يولد أقل من 50% من كهرباء أستراليا لأول مرة
  • «بن غفير إرهابي ونتنياهو قاتل».. اعتقالات واشتباكات عنيفة في مظاهرات إسرائيل
  • حضرموت.. مرتزقة العدوان تفرق بالرصاص الحي احتجاجات منددة بتردي الأوضاع الخدمية
  • رميًا بالرصاص.. 4 قتلى داخل قطار في شيكاغو