صراحة نيوز – تجتمع لجان نيابية مختصة في مجلس النواب الثلاثاء؛ لمناقشة مشاريع قوانين أحيلت إليها من المجلس، وقضايا عدة، أبرزها مناقشة التحديات التي تواجه المعلمات في المدارس الخاصة، من قبل لجنة المرأة وشؤون الأسرة.
وتناقش اللجنة النيابية القانونية، خلال اجتماعها مشروع قانون معدل لقانون الملكية العقارية لسنة 2023.
وتزور لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان، إدارة حماية الأسرة والأحداث، كما تزور لجنة السياحة والآثار والخدمات العامة، مركز حدود جابر (الأسواق الحرة الأردنية- السورية)، وزيارة مدينة أم الجمال الأثرية.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا عربي ودولي الوفيات اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا عربي ودولي الوفيات اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
إلى من يلجؤون بعد الله؟
جابر حسين العُماني **
Jaber.alomani14@gmail.com
ظاهرة مُقلقة بدأت تؤثر على المجتمعات العربية والإسلامية، وبدأ تأثيرها يعود سلباً على المجتمع العربي، وهي: ظاهرة إهمال كبار السن؛ سواء كانوا من المُقعدين أو المرضى أو الأصحاء، نلاحظ اليوم هناك من يحترم ويقدر كبار السن بينما هناك مؤشرات خطيرة تخبرنا بتراجع ذلك الاحترام والتقدير، وذلك لعدة أسباب حياتية واجتماعية، من بينها تغير نمط الحياة، وكثرة الانشغال بالعمل، وضعف العلاقات العائلية مقارنة بالماضي الجميل.
كان الناس في المجتمعات العربية التقليدية يعتبرون كبار السن مصدرًا ملهمًا للحكمة والخبرة الأسرية والاجتماعية، وكان الاهتمام بهم من أجمل الآداب التي يتربى عليها أفراد الأسرة، ومن أهم الجوانب الأخلاقية والدينية التي لا يغفلها الناس، أما اليوم ونحن نواكب الحداثة والتطور والعولمة في العالم البشري، نشهد تحولات اجتماعية وأسرية سلبية أثرت بشكل كبير على كثير من أخلاقنا، وديننا والتزامنا بمبادئنا وقيمنا الاجتماعية الراسخة التي كنا نؤمن بها، ومن أبرز نتائج تلك التحولات الضارة إهمال فئة كبار السن، وذلك لعدة أسباب منها:
أولًا: الهجرة إلى مدن أخرى؛ فهناك من يرغبون بالانتقال من مناطقهم إلى مناطق أخرى بسبب ظروف العمل، مما يجبرهم على قطيعة آبائهم وأمهاتهم وأفراد أسرهم من كبار السن، وهذا لا يعني بالضرورة الإهمال المتعمد، ولكن الظروف المعيشة القاهرة أحيانًا تفرض عليهم ذلك، مما جعل من البعض ينظر إلى كبار السن كعبء وليس كمسؤولية، ومن هنا تم انتشار دور الرعاية للمسنين ورغم فوائدها الكثيرة التي تقدمها لكبار السن، إلا أنها تدل بوضوح على إهمال في الرعاية لكبار السن من قبل الأسرة وأفرادها. ثانيًا: تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على تواصل أفراد الأسرة مع آبائهم وأمهاتهم، وقد أوصى الله تعالى بالبر بالوالدين، وجعل الإحسان إليهما من أهم القربات، فقال سبحانه: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]، وكان ولا يزال لذلك أثر سلبي كبير على كبار السن، مما أدى إلى الإهمال العاطفي بسبب انشغال الأبناء والأحفاد بوسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبح اللقاء والحديث مع كبار السن نادرًا في كثير من الحالات، مما جعل من كبار السن يعيشون العزلة والوحدة في داخل الأسرة. ثالثًا: التأثيرات الاقتصادية، ومنها غلاء المعيشة، الذي جعل بعض الأفراد غير قادرين على إدارة الاقتصاد الأسري بكفاءة عالية، مما أثر على قدرتهم على رعاية كبار السن من الآباء والأمهات والجدات. وأدى ذلك إلى لجوء البعض إلى تسليم كبار السن إلى دور الرعاية الاجتماعية كحل بديل عن الرعاية المباشرة.وروي عن حفيد الرسالة المحمدية الإمام علي بن الحسين زين العابدين أنه قال في رسالة الحقوق حول حق الكبير: (وَحَقُّ اَلْكَبِيرِ تَوْقِيرُهُ لِسِنِّهِ، وَإِجْلاَلُهُ لِتَقَدُّمِهِ فِي اَلْإِسْلاَمِ قَبْلَكَ، وَتَرْكُ مُقَابَلَتِهِ عِنْدَ اَلْخِصَامِ، وَلاَ تَسْبِقْهُ إِلَى طَرِيقٍ، وَلاَ تَتَقَدَّمْهُ، وَلاَ تَسْتَجْهِلْهُ).
اليوم هناك جهود جبارة لتعزيز الاهتمام بكبار السن الذين هم بحاجة ماسة للرعاية الاسرية، وهو ما تقوم به بعض التشريعات التي تحمي حقوق ورعاية كبار السن، وكذلك ما تقوم به الكثير من المبادرات الاجتماعية التي تهتم بتعزيز دور كبار السن في الاسرة، لذا علينا أن نسأل وبوضوح تام: هل مشكلة اهمال كبار السن اليوم هو بسبب المجتمع أم بسبب تغير مفهوم الأسرة ودورها التقليدي الذي ينبغي الحفاظ عليه؟
والجواب على ذلك أن المسؤولية ملقاة على الأسرة والمجتمع معًا، فهما اللذان ينبغي أن يتشاركا في حماية كبار السن من الوحدة والعزلة والاهتمام بهم، وذلك بإشعارهم بأهميتهم في الأسرة والمجتمع، لذا يمكن للجميع الحد من ظاهرة إهمال كبار السن ولكن بتعزيز القيم والمبادئ الاسرية والاجتماعية، ويكون ذلك من خلال نشر الوعي الاجتماعي حول أهمية رعاية كبار السن وايجاد الكثير من التوازنات الحياتية في الأسرة والمجتمع، والجمع بين المسؤوليات والواجبات العائلية التي ينبغي اتخاذها بحكمة ودراية.
أخيرًا.. يجب أن يلتجئ كبار السن بعد الله تعالى إلى أبنائهم وأحفادهم أولًا، فهم الملاذ الأقرب إليهم، والواجب يحتم عليهم الاهتمام بهم، كما ينصح بأن يكون لكبار السن تواصل مع المجتمع والجيران، إذ أن العلاقات الاجتماعية تمنحهم الاطمئنان والاستقرار والشعور بالأمن والانتماء إلى العائلة والمجتمع، والأهم من كل ذلك أن يشعر كبار السن بأنهم ليسوا في عزلة أو وحدة، وأنهم غير مهملين من قبل الأهل والمجتمع، بل يعيشون حياتهم الأسرية والاجتماعية الطبيعية التي اعتادوا عليها.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر