نظمت اليوم مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان "المستقبل والتكنولوجيا"، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب 2024 في دورته التاسعة عشر، بمشاركة الدكتور أحمد مرسي الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتور محمد زهران أستاذ هندسة وعلوم الحاسبات بجامعة نيويورك، والدكتورة مها بالي بمركز التعلم والتدريس بالجامعة الأمريكية، وقدمها الأستاذ أحمد عصمت باحث فى مجال تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي.

و تحدثت الدكتورة مها بالي عن أهمية التفكير النقدي عن تكنولوجيا التعليم، وأشارت إلى أن البعض يظنون أن نقل تنكولوجيا معينة من الخارج إلى مصر سيجعلها صالحة للتطبيق، إلا أنه ليس بالضرورة أن تنجح تكنولوجيا في بلد لمجرد صلاحياتها في بلد آخر، لافتة إلى أنه توجد أكثر من طريقة لتطبيق تكنولوجيا التعليم مع ضمان تقييم نجاحها مع الفئة المستهدفة من عدمه.

وطرحت بالي مجموعة من النماذج المستخدمة في التفكير النقدي لتكنولوجيا التعليم، وأشارت إلى علاقة العدالة الاجتماعية بالتكنولوجيا، وما اذا كان استخدامنا للتكنولوجيا سيزيد من الفروقات الاقتصادية بين الناس، بحيث يكون للبعض القدرة على استخدام التكنولوجيا في حين يصعب على البعض استخدامها.

من جانبه تحدث الدكتور محمد زهران، عن الطريقة المثلى للتعامل مع التكنولوجيا وكيف ستغير من الحياة في المستقبل، لافتا إلى أن الأغلبية في الوقت الحالي تهتم بالذكاء الاصطناعي فقط رغم وجود أشكال مختلفة من التكنولوجيا تتطلب الاهتمام بها.

وقال زهران إن الذكاء الاصطناعي موجود في الواجهة ويجذب كل الانتباه، لكنه حتى يعمل يحتاج أشياء أخرى منها تكنولوجيا توفر كمًا كبيرًا من المعلومات وتقنيات تعليم الآلة فائقة السرعة وتكنولوجيا أخرى لتخزين هذا الكم من المعلومات.

وتحدث عن رؤيته لمستقبل التكنولوجيا وكيف ستغير من الحياة خلال الخمس سنوات المقبلة، قائلا سنجد أجهزة أكثر قوة ومستويات تخزين أكبر للمعلومات، كما ستتقدم آلية الذكاء الاصطناعي بحيث يمكنه التعلم بطريقة أفضل من الحالية، لافتا إلى أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من الذكاء الاصطناعي لأنهم يعتمدون على حواس النظر واللمس والتذوق والسمع والشم، بينما الذكاء الاصطناعي مازال يعتمد في تطوره على القراءة فقط من الكلمات المكتوبة.

وتابع أنه خلال السنوات المقبلة ستكون التكنولوجيا أكثر قربا للإنسان بحيث ستشمل أغلب الأدوات التي يتعامل معها، لافتا إلى أن بعض الوظائف ستختفي وأخرى ستظهر، معتبرًا أن سرعة اختفاء وظهور تلك الوظائف يعتمد على قدرات كل بلد، كما أن نوعية تلك الوظائف ستطلب قدرات عقلية أعلى وهذا سيعتمد على شكل التعليم.

وقال إن الطريقة المثلى للتعامل مع التكنولوجيا تتطلب الخروج من مرحلة الاندهاش بالذكاء الاصطناعي، وأن نتوقف عن الانبهار بالدول والناس، لأنه إذا تعمقنا في التفاصيل سنجد لدى بعض الدول المتقدمة أشياء سلبية كثيرة.

وطرح الدكتور أحمد مرسي ثلاثة عناصر أساسية للمناقشة هي سحر التكنولوجيا، ومدى تقدم التكنولوجيا والفجوة التي بينها وبين توقعاتنا، ومقدار النفع والضرر منها، لافتا إلى أن هناك فجوة بين العناصر المبهرة في التكنولوجيا وبين نفعها الحقيقي مثل الانبهار بالذكاء الاصطناعي وما قد يفعله من توقعات تصل لحد الخيال.

وتحدث عن تكنولوجيا المستقبل وكيف يحدد الإنسان أولوياته تجاهها لافتا إلى أن أحد تلك الأولويات هي كل ما يتعلق بالندرة مثل ندرة المياه والطاقة، وجعل تكنولوجيا المستقبل تتعامل بجدية مع تلك المشكلات، وكذلك ندرة العلاقات الاجتماعية التي تتأثر أيضا بالتكولوجيا.

وأشار مرسي إلى أن أحد أهم أولويات الإنسان تجاه مستقبل التكنولوجيا هي الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية، وكذلك تطويع التكنولوجيا لجعل البيئة المحيطة مناسبة للعيش فيها.

وعن دور الشباب تجاه مستقبل التكنولوجيا، أكد ضرورة الانتقال من ثقافة المفعول به إلى ثقافة الفاعل، مشيرا إلى عدم المبالغة في تخوفنا من تكنولوجيا المستقبل قائلا "دورنا يعتمد بسكل أساسي على اختيارتنا ويجب أن تكون اختيارات ذكية وهذا ما يسمى بالذكاء الطبيعي".

وحذر مرسي من ما وصفه بتسبب تكنولوجيا المستقبل في تسليع البشر أو جعلهم سلعة، قائلا لايجب أن نسمح للتكنولوجيا فى المستقبل أن تزيد من وطأة تسليع البشر، وقال "لو وجدت نفسك تحصل على خدمة أو سلعة دون مقابل فاعلم أنك أنت السلعة".

جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتي 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: تکنولوجیا المستقبل مکتبة الإسکندریة الذکاء الاصطناعی لافتا إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدير مكتبة الإسكندرية يؤكد استعداده لتعزيز التعاون مع متحف الكونغو

أكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد، استعداد المكتبة للتعاون مع متحف الكونغو، لتعزيز أواصر العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى إهداء المتحف مجموعة من الكتب المترجمة وأخرى صادرة عن مركز الأنشطة الفرنكوفونية التابع للمكتبة.


جاء ذلك خلال استقبال مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم الخميس المدير العام لمتحف الكونغو بيليندا آييس والوفد المرافق لها.


ومن جانبها.. عبرت بيليندا آييس؛ عن سعادتها بالتواجد في مكتبة الإسكندرية التي تمتلك مكانة كبيرة على مستوى العالم، مؤكدة تطلعها للعمل مع مكتبة الإسكندرية، خاصة وأن مصر لها مكانة كبيرة لدى بلادها وأن متحف الكونغو يضم قاعة عرض دائمة عن تاريخ مصر.


وأضافت: "في عام 2019 أهدى سفير مصر في ذلك الوقت حاتم قنديل، مجموعة من القطع المصرية إلى المتحف وتم تنظيم احتفالية كبرى لاستقبالها، كما يستضيف المتحف العديد من الشخصيات الدبلوماسية المصرية".


وأهدت "آييس" الدكتور أحمد حمد زايد تمثال خشبي يعبر عن أم تمد يدها لابنها لكي ينهض، معتبرة أن التمثال يعبر عن الدور الذي يلعبه بصفته مديرا لمكتبة الإسكندرية، كما أهدته مجلدا عن تاريخ الكونغو، وبدوره قام زايد بإهدائها مجموعة من إصدارات المكتبة باللغة الفرنسية.


وعقب ذلك أجرت "آييس" جولة تفقدية بالمكتبة للتعرف على مزاراتها المختلفة، حيث زارت قاعة الاطلاع الرئيسية للتعرف على المشروعات الرقمية والتكنولوجية والموارد المعرفية، بالإضافة إلى المعارض والمتاحف الموجودة داخل المكتبة، مثل معرض الإسكندرية عبر العصور، كسوة الكعبة المشرفة، متحف المخطوطات، متحف الآثار، متحف الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

مقالات مشابهة

  • أمازون تدعم مساعدها الصوتي أليكسا بالذكاء الاصطناعي
  • فوز 4 طلاب بالمدرسة النووية بمطروح بالمركز الأول والثاني بمعرض مكتبة الإسكندرية
  • حصول ٤ طلاب بالمدرسة النووية بالضبعة علي المركزين الأول والثاني جمهوريا بمعرض مكتبة الإسكندرية
  • «حبيبة وهمية» مطورة بالذكاء الاصطناعي تحتال على صيني بـ28 ألف دولار
  • مدير مكتبة الإسكندرية يستقبل المدير العام لمتحف الكونغو
  • ترامب يروّج لمستقبل غزة بفيديو استفزازي بالذكاء الاصطناعي
  • مدير مكتبة الإسكندرية يؤكد استعداده لتعزيز التعاون مع متحف الكونغو
  • روبوت منزلي يعمل بالذكاء الاصطناعي.. خدمات مذهلة (شاهد)
  • روشتة بالذكاء الاصطناعي من «ChatGPT» لصوم صحي
  • أحمد موسى يكشف عن فيديو لـ ترامب بالذكاء الاصطناعي للترويج لخطته بشأن غزة| شاهد