واجه الاقتصاد المصرى فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر كثيرا من الأزمات والتحديات وللخروج الآمن مـن وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، نجد أننا فى حاجة لإعادة القراءة فيما قام به طلعت حرب، فى فترة ربما كانت من أخصب فترات تاريخنا الحديث سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.. إلى أن وصلت إلى ما هى عليه الآن حيث رأى طلعت حرب أن استقلال مصر فى استقلال الاقتصاد، فعمد إلى ترجمة هذه القناعة على أرض الواقع وخاض تحديا كبيرا فى هذا الاتجاه دعمه فيه وطنيون مثله غيورون على استقلال بلدهم وحلموا بتحقق نهضة نوعية وجديدة لها، فكان انتصار طلعت حرب ليس مجرد انتصار اقتصادى وسياسى، وإنما كان انتصارا للإرادة المصرية.

أخبار متعلقة

فانتازيا حول اختفاء تمثال طلعت حرب .. «اللى بنى مصر» عرض مسرحى يُنمى روح الوطنية

عودة طلعت حرب فى عرض «اللى بنى مصر»

وقف بيع شهادة طلعت حرب بفائدة 25% في بنك مصر بهذا الموعد

ومن خلال السطور القادمة نقف على تفاصيل هذه التجربة التى تجلت فيها العزيمة والإرادة المصرية على غرار نهضة مماثلة آنذاك فى السياسة والثقافة والفنون، وتمثل دور طلعت حرب الريادى فى تأسيس أول شركة مصرية وعربية عابرة للقارات وهى بنك مصر. إلا أنه عمد إلى التأكيد على أن هذا الدور إنما جاء كجزء من منظومة متكاملة تم تفعيلها تركت بصماتها، استمرت حتى بعد أن رحل عنها مؤسسوها الأوائل. فقد ارتبط اسم محمد طلعت حرب ببنك مصر ارتباطا شديداً لا يمكن معه الفصل بينهما، مما شكل إحدى الظواهر الاقتصادية فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر. ومثل بنك مصر انطلاقة اقتصادية مهمة تعددت ثمارها وتمثلت فى ميلاد شركات ومؤسسات أخرى فى غير مجال، منها السينما والتصنيع

لقد كان طلعت حرب (25 نوفمبر 1867- 13 أغسطس 1941) هو الاسم الأكثر شهرة فى المجال الاقتصادى فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين، وهو مولود بالقاهرة وتخرج فى مدرسة الحقوق عام 1889 والتحق للعمل كمترجم بالقسم القضائى «بالدائرة السنية» ثم أصبح رئيسا لإدارة المحاسبات ثم مديراً لمكتب المنازعات حتى أصبح مديراً لقلم القضايا.

غلاف الكتاب

وفى عام 1905 انتقل ليعمل مديراً لشركة كوم إمبو بمركزها الرئيسى بالقاهرة، ثم مديراً للشركة العقارية المصرية والتى عمل على تمصيرها حتى أصبحت غالبية أسهمها للمصريين، بدأت أفكار طلعت حرب الاقتصادية فى الظهور حين قاوم مشروع مد امتياز قناة السويس فى كتابه عن قناة السويس عام 1910 وارتفع صوته معارضا لمشروع وزارة بطرس غالى بمد امتياز قناة السويس خمسين عاماً وهو المشروع الذى رفضته الجمعية التشريعية بفضل حالة التنوير التى أشاعها مفكرون كان طلعت حرب أبرزهم.

وهناك الكثير من الكتب عن طلعت حرب كمسيرة وسيرة ومشروع وطنى غير أنه من الجميل أن نجد كتابا بقلم مفكر أمريكى عن أبوالاقتصاد المصرى، وهو ما نعرض له هنا، أما الكاتب الأمريكى «إيريك ديفيز»، أستاذ العلوم السياسية البارز بجامعة «روتجرز»، هو أيضا الرئيس السابق لمركز دراسات الشرق الأوسط بنفس الجامعة، ويشغل مناصب أخرى بحثية، وعلمية فى جامعات أمريكا، وألمانيا، وكان رسالته للدكتوراة بجامعة شيكاغو، وتمت ترجمة الرسالة فى بيروت 1986 وفى مصر 2008. والكتاب يلقى الضوء على طلعت حرب الذى يعد علامة مميزة فى تاريخ الاستقلال الاقتصادى.. وهو مؤلف هذا الكتاب الذى يعد من أهم الكتب عن طلعت حرب وعنوان الكتاب هو «طلعت حرب وتحدى الاستعمار.. دور بنك مصر فى التصنيع 1920- 1941» والكتاب ترجمة هشام سليمان عبد الغفار وتقديم العالم الجليل الدكتور إبراهيم فوزى، الأستاذ بهندسة القاهرة ووزير الصناعة الأسبق.

وفى مقدمة الكتاب يؤكد الدكتور إبراهيم فوزى أن الجدليات الداخلية والضغوط الخارجية فيما يتعلق بمسيرة التنمية المصرية لاتزال تقريباً كما هى، حتى ليبدو لمن يتأمل فى أوضاعنا قليلاً أننا لم نستوعب دروس الماضى كما يجب، ولم نستخلص منها ما نواجه به متطلبات الحاضر، فضلاً عن ضمانات المستقبل.. يؤمن إيماناً راسخاً بأن مستقبل هذه الأمة مرتبط بالصناعة القومية الوطنية، توفير اللازم لإنشاء صناعة وطنية لايزال من كبرى العقبات التى تواجهها الصناعة فى مصر، ولايزال يخضع لاعتبارات ونقاشات شتى، فإن الارتباط بين الصناعة الإنتاجية والبنوك أو الصناعة المصرية، لايزال هو التحدى الأكبر فى عملية التنمية والتقدم.. من هنا تأتى أهمية طلعت حرب وجهوده فى فترة شديدة الخصوبة من التزاوج بين الصناعة والبنوك، ممثلة فى إنشاء مصر لتمويل الشركات الصناعية والإنتاجية أساساً.

ناقش إيريك ديفيز فى كتابه كيف برزت فكرة الاستقلال الاقتصادى: فخلال فترة الركود الاقتصادى العالمى فى عام 1907، ازداد قلق ملاك الأراضى فى مصر من استمرار انخفاض أسعار القطن العالمية. رأى السياسى المتمرد محمد طلعت حرب أن دعم دور كبار ملاك الأراضى يمكن أن يكون له دور مهم فى إنهاء الاعتماد على السوق البريطانية التى كانت تقوم باستيراد القطن المصرى، ومن ثم تصنيعه فى معامل الغزل والنسيج فى بريطانيا وبيعه على شكل ملابس فى مصر والأسواق العالمية. سعى طلعت حرب لإعادة بناء السوق المصرية لتصبح مصدراً رئيسياً لإنتاج وتصنيع القطن فى معامل غزل ونسيج مصرية ومن ثم تصديره على شكل ملابس من مصر لبقية دول العالم، ومنها بريطانيا نفسها، كما واجه طلعت حرب السيطرة الاقتصادية الأجنبية على ثروات مصر الطبيعية، لا سيما إنتاج القطن وتصنيعه فى معامل غزل ونسيج فى بريطانيا.. رأى طلعت حرب أنه لا يمكن لأى دولة أن تكون قوية إذا كان اقتصادها ضعيفاً ومسيطراً عليه من قبل الاستعمار والقوى الخارجية.. رأى أن تأسيس بنك مصر هو الخطوة الأولى فى تحدى الاستعمار وإنهاء الهيمنة الغربية على الاقتصاد المصرى. ومن وجهة نظره فان تأسيس هذا البنك الوطنى سيساهم فى توفير رأس المال اللازم لإقامة مشاريع اقتصادية جديدة تكون مهمتها تحدى الاحتكارات الاقتصادية الخارجية، وقام بتأسيس بنك مصر فى عام 1920 فى أعقاب الثورة المصرية عام 1919.

تكمن قوة مصر فى عائلاتها البارزة والعريقة والتى منها انحدر أغلب التجار وكبار ملاك الأراضى والاقتصاديين، لذلك فإن خطر الاستعمار البريطانى حسب وجهة نظر طلعت حرب، يتمثل فى سعيه لتقويض بنية الأسرة المصرية أحد أهم السياسات التى اتبعها طلعت حرب لمواجهة هذا التحدى، بعد إنشائه بنك مصر فى عام 1920، هى توظيف الشباب من العائلات البارزة فى مصر فى بنك مصر وشركاته.

لم يكن طلعت حرب اقتصاديا فحسب لكن كان أيضا متمسكا بهوية مصر الإسلامية ولغتها العربية وأصالة ثقافتها الشرقية. فقد استخدم اللغة العربية والهندسة المعمارية المستوحاة من التراث الإسلامى فى البنك وشركاته يعد من آليات مواجهة الاستعمار لتعزيز ثقة المصريين بأنفسهم فى وقت كانت فيه اللغات الفرنسية والإنجليزية سائدة فى المعاملات الاقتصادية والمالية.. قام طلعت حرب بنشر العديد من الكتب، كان أولها كتب تتعلق بالدفاع عن الهوية الإسلامية فى العقد الأخير للقرن التاسع عشر وهى: «كلمة حق على الإسلام والدولة العليا»، «تاريخ دول العرب والإسلام». وفى خضم معركته الأدبية والفكرية مع قاسم أمين أصدر كتابى: تعليم «المرأة والحجاب» (1898) وفصل الخطاب فى المرأة والحجاب (1900) «رداً على قاسم أمين الذى دعا لتحرير المرأة وإزالة الحجاب. وفى عام 1911 أصدر كتاب «علاج مصر الاقتصادى».

قدم نموذجاً ممتازاً للتسامح بين الأديان الإبراهيمية، طلعت حرب كان مسلماً متديناً جداً، إلا أنه فى الوقت نفسه كان متسامحا جداً مع بقية أتباع الديانات الأخرى.. قدم نموذجاً ممتازاً للتسامح وكيف يمكن لأتباع هذه الديانات أن يتعايشوا بسلام ومحبة.. ويتضح هذا فى تجربة تأسيس بنك مصر، فكان أول رئيس مجلس إدارة فى بنك مصر هو يوسف أصلان القطاوى باشا، وهو رئيس الطائفة اليهودية فى مصر، أفضل أصدقاء طلعت حرب كانوا من أبناء الديانات المسيحية واليهودية فى مصر مثل عضو البرلمان أمين إسكندر وشقيقه راغب، وهم من المسيحيين.. وكان له مجلس ثقافى (صالون) فى داره فى حى العباسية فى القاهرة يجتمع فيه المسيحيون واليهود بشكل دائم أسبوعياً.

ولم تكف المؤامرات ضد طلعت حرب وبنك مصر كما يتضح من أوراق كتاب «طلعت حرب: بحث فى العظمة» للصحفى والمفكر المصرى، ووزير للإرشاد القومى (الإعلام) فتحى رضوان: وبدأت الأزمة عندما اضطر بنك مصر لطلب قرض من البنك الأهلى المصرى.. ولم تكن لدى البنك السيولة النقدية الكافية لتلبية طلب زبائن البنك الذين سارعوا لسحب ودائعهم فى بنك مصر. مع بداية الحرب العالمية الثانية فى سبتمبر 1939.. تصاعدت الأزمة بمطالبة المودعين بأموالهم مرة أخرى من بنك مصر كحل لأزمة مطالبة المودعين بأموالهم، قدم البنك الأهلى المسيطر عليه من قبل البريطانيين عرضاً بإقراض بنك مصر بشرط أن يقدم طلعت حرب ورفاقه استقالتهم من مجلس إدارة بنك مصر وشركاته. بالنسبة لطلعت حرب تحولت قضية الاقتراض من البنك الأهلى المصرى إلى نوع جديد من أساليب تحدى الاستعمار.. ورأى المصريون أن إزالة طلعت حرب ومجلس إدارة بنك مصر وشركاته مؤامرة بريطانية لتدمير مجموعة مصر التى بدأت تهدد مصالح بريطانيا فى مصر والمنطقة.. ومن أهم هذه الأساليب قرار تعيين حافظ العفيفى باشا رئيسا لبنك مصر والذى كانت له علاقة وثيقة مع البريطانيين.. ولمواجهة الأزمة اضطر بنك مصر لتطبيق أساليب عمل جديدة تجمع ما بين البنك الصناعى والبنك التجارى فى الوقت نفسه، ومع ذلك فإن الحقيقة كانت أكثر تعقيداً.. وحاول طلعت حرب كسب تأييد البرلمان المصرى لإنشاء بنك صناعى من خلال إقناع البرلمان بأهمية البنك الصناعى فى توسيع وتشجيع الاستثمارات الصناعية والزراعية.. وواجهت الفكرة منافسة شديدة فى البرلمان المصرى من قبل منافسيه الرئيسيين إسماعيل صدقى وأحمد عبود.

كان طلعت حرب من قلة من رجالات الاقتصاد العرب الذين آمنوا بأن العمل الاقتصادى الحقيقى لا يمكن أن يكون مكتملاً إن لم يتضافر مع نهضة اجتماعية وثقافية تلازمه. فساهم فى دعم الأدباء والمثقفين المصريين مما ترك أثرا حاسماً فى الحياة الفكرية فى مصر. أدرك أن السينما يمكنها أن تكون مشروعاً اقتصادياً وثقافياً وحضارياً فى الوقت نفسه، ومنذ بداية عام 1934 بدأ إنشاء استوديو مصر فى منطقة الجيزة. وكان استوديو مصر نقطة تأسيس حقيقية لصناعة سينمائية فى مصر، وأوضح طلعت حرب فى حفل افتتاح الاستوديو 12 أكتوبر عام 1935 أنه أحد المشروعات الاقتصادية الصناعية لبنك مصر. أنتج استوديو مصر فيلما قصيرا لمدة عشر دقائق للإعلان عن المنتجات المصرية، كما أنتج نشرة أخبار أسبوعية عن الأحداث فى مصر يتم عرضها فى دور العرض قبل بداية أى فيلم، بالإضافة إلى إرسال بعثات مصرية لتعلم فن السينما فى الخارج حتى إنشاء الاستوديو، فجاءت أول بعثة مصرية سينمائية للخارج عام 1933 ضمت أحمد بدرخان وموريس كساب لدراسة الإخراج فى فرنسا، وكذلك محمد عبدالعظيم وحسن مراد لدراسة التصوير فى ألمانيا. إضافة إلى هؤلاء اتصل خلال وجوده فى فرنسا وألمانيا بعدد من المصريين الذين كانوا يدرسون السينما هناك، مثل ولى الدين سامح ومصطفى والى ونيازى مصطفى وراح يدعمهم، ناهيك عن إعلانه التعاقد معهم أن يعودوا إلى مصر بعد انتهاء دراساتهم وتدريباتهم أسوة بآخرين، وهكذا ما إن حلت نهاية 1934 حتى كانت الأسس العلمية والبشرية ترسخت. وكان ذلك إيذاناً بولادة السينما المصرية حقا.

ثقافة طلعت حرب الأزمة الاقتصادية العالمية

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين ثقافة طلعت حرب الأزمة الاقتصادية العالمية زي النهاردة بنک مصر فى عام مصر فى فى مصر

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيله| كيف خدع رأفت الهجان إسرائيل طوال 17 عاما؟.. محطات بحياته

يُعد رفعت الجمال، المعروف باسم (رأفت الهجان)، واحدًا من أعظم الأبطال في تاريخ مصر الحديث، حيث لعب دورًا بارزًا في مد المخابرات المصرية بمعلومات حساسة ساهمت في انتصار حرب أكتوبر عام 1973. 

ووُلد رفعت علي سليمان الجمال في الأول من يوليو عام 1927 بمحافظة دمياط، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، حيث كان والده يعمل في تجارة الفحم، بينما كانت والدته تتحدث ثلاث لغات، العربية والإنجليزية والفرنسية، مما ساهم في تشكيل شخصيته متعددة الثقافات.

وأثناء دراسته، أبدى الجمال إعجابًا كبيرًا بكفاح البريطانيين ضد الزحف النازي خلال الحرب العالمية الثانية، ما دفعه إلى تعلم اللغة الإنجليزية باللكنة البريطانية، إضافةً إلى إتقانه الفرنسية بلكنتها الباريسية. 

وعقب تخرجه، عمل كمحاسب في إحدى شركات النفط بالبحر الأحمر، لكنه رحل عن الشركة،  انتقل ليعمل مساعد محاسب على متن السفينة (حورس).

تدريب رفعت الجمال على التجسس

وبعد انضمامه إلى المخابرات المصرية، خضع رفعت الجمال لتدريب مكثف قبل أن يُكلف بمهمة اختراق المجتمع الإسرائيلي. 

وشمل التدريب العديد من المجالات مثل علم الاقتصاد، دراسة سلوكيات وتاريخ وديانة اليهود، التمييز بين اليهود الأشكناز والسفارديم، التصوير والتجسس باستخدام معدات دقيقة، تحميض الأفلام، الكتابة بالحبر السري، حل شفرات الاستخبارات، تشغيل أجهزة الراديو، استخدام الأسلحة الصغيرة، وصناعة القنابل الموقوتة. 

وكانت هذه المهارات ضرورية لضمان نجاح مهمته في إسرائيل.

السفر إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية

وفي يونيو عام 1956، بدأ رفعت الجمال تنفيذ مهمته حيث توجه إلى إسرائيل تحت اسم «ديفيد شارل سمحون». 

وبفضل ذكائه الفائق، تمكن من بناء شبكة علاقات واسعة داخل المجتمع الإسرائيلي، وأسس مصالح تجارية كبيرة في (تل أبيب)، مما جعله شخصية بارزة هناك. 

واستطاع على مدار 17 عامًا أن يخدع الإسرائيليين ويزود مصر بمعلومات استخباراتية شديدة الأهمية دون أن يثير الشكوك.

تزويد مصر بتفاصيل عن خط بارليف

ولعب رفعت الجمال دورًا حيويًا في الإعداد لحرب أكتوبر 1973، حيث كان أحد المصادر الأساسية التي زودت مصر بمعلومات دقيقة عن خط بارليف، وهو الحاجز الدفاعي الإسرائيلي الذي أقامته تل أبيب على طول الضفة الشرقية لقناة السويس. 

 من خلال عمله في شركة سياحية بإسرائيل، استطاع الجمال إقامة علاقات وثيقة مع كبار القادة الإسرائيليين، مثل رئيسة الوزراء جولدا مائير ووزير الدفاع موشي ديان، ما مكنه من الوصول إلى معلومات حساسة عن التخطيط العسكري الإسرائيلي.

مغادرة إسرائيل بعد 17 عامًا

وبعد أن لعب دوره المحوري في دعم الاستعدادات العسكرية المصرية، غادر رفعت الجمال إسرائيل عقب انتصار حرب أكتوبر 1973. 

وانتقل للعيش في ألمانيا تحت اسم (جاك بيتون)، حيث أسس حياة جديدة مع زوجته الألمانية (فالتراود بيتون). وأنجب طفله الوحيد (دانيال)، بينما استمر في العمل بعيدًا عن الأضواء.

وفي إحدى المقابلات التلفزيونية، كشفت زوجته الألمانية أنها لم تكن تعرف هويته الحقيقية، حيث أخبرها بأنه رجل أعمال إسرائيلي يمتلك شركة سياحية في تل أبيب، وكان يصطحبها معه إلى هناك حيث التقت بعدد من الشخصيات البارزة، مثل دافيد بن غوريون.

واستمرت هذه الخدعة طوال 19 عامًا حتى وفاته عام 1982 في ألمانيا بعد صراع مع مرض السرطان.

إرث رفعت الجمال

وظل رفعت الجمال رمزًا للبطولة والتضحية في سبيل الوطن، حيث شكلت قصته مصدر إلهام للعديد من الأجيال. 

ووقد خُلدت سيرته من خلال الأعمال الأدبية والدرامية، أبرزها مسلسل (رأفت الهجان) الذي كشف تفاصيل مهمته البطولية، لتظل ذكراه حاضرة في وجدان الشعب المصري والعربي.

مقالات مشابهة

  • السعودية.. رؤية ملهمة لدعم رياضة المرأة
  • اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.. احتفاء بمبادرات إماراتية ملهمة
  • متطوعو الهلال الأحمر المصرى يشاركون فى تنفيذ تجربة مخيم الإيواء برأس غارب
  • بهدف إعادة التوازن الإقتصادي ..محافظ البنك المركزي يبحث مع كوريا الجنوبية تعزيز الدعم الاقتصادي وبرامج الإصلاح المالي
  • وكيل جروس يكشف حقيقة رحيله عن الزمالك
  • ذكرى رحيله| كيف خدع رأفت الهجان إسرائيل طوال 17 عاما؟.. محطات بحياته
  • أحمد خطاب عن رحيله للاتحاد السكندري: سعيد مع فاركو
  • الجونة يشكر مدافع وقائد الفريق ويعلن رحيله رسميًا
  • نيمار يكشف عن أسباب رحيله عن فريق الهلال السعودي
  • بعد رحيله عن الاتفاق.. 6 أندية تطارد ستيفن جيرارد