نجا من 10 قنابل.. قصة مقاوم فلسطيني قاتل سرية إسرائيلية 12 ساعة
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
كشفت صحيفة إسرائيلية عن تفاصيل معركة خاضها مقاتل فلسطيني مع قوة إسرائيلية في خان يونس، استمرت لساعات طويلة حتى استشهاده.
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن المعركة التي لم يكشف الإعلام الإسرائيلي تفاصيلها سابقا، اندلعت في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي قطاع غزة في 16 فبراير/شباط الماضي، وشهدت 5 محاولات إسرائيلية لتصفية المقاتل الفلسطيني، واستمرت نحو 12 ساعة.
ووصفت الصحيفة المعركة بأنها كانت "واحدة من أعقد المعارك التي خاضتها قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة"، حيث شهدت 5 محاولات متكررة للقضاء على مجموعة من المقاومة الفلسطينية على مدار نصف يوم".
وكلفت وحدة الكوماندوز الإسرائيلية "ماغلان" بمداهمة المخيم، بقيادة قائد السرية "غاي".
ويروي غاي للصحيفة تفاصيل المعركة، فيقول قررنا الوصول بهدوء إلى مخيم اللاجئين، حيث لم يسبق أن وطأته قدم جندي، لقد تسللنا، في بضع عشرات من المقاتلين من السرية، في منتصف الليل، بهدوء شديد دون إطلاق رصاصة واحدة، ثم تمركزنا في مواقع مخفية بين الأزقة، وانتظرنا شروق الشمس لمباغتة المقاتلين.
وقبيل الفجر، أطلق غاي وجنوده طائرات بدون طيار تكتيكية صغيرة مسلحة في الهواء، من أجل مسح أراضي مخيم اللاجئين.
وبحسب الصحيفة "قام القناصون بإعداد بنادقهم بكواتم الصوت وحددت صواريخ وحدة النخبة الأهداف على الأرض".
بدأ المئات من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بما في ذلك نشطاء النخبة بالخروج في كل مكان. كانت قوة غاي بالفعل في وضع غير مؤات عدديا في الساعات الأولى من تبادل إطلاق النار المتواصل، حيث كان بعضها على مسافة بضعة أمتار، لكن ميزة المفاجأة أذهلت كتيبة حماس، وفق المصدر ذاته.
وتنقل الصحيفة عن غاي أنهم هاجموا العشرات من عناصر المقاومة، وتمكنوا من القضاء على ما لا يقل عن 30 منهم، بحسب زعمه.
في هذه الأثناء، تدفقت تعزيزات الجيش الإسرائيلي من كل اتجاه بالدبابات وناقلات الجنود المدرعة، وأطبقت القوات على عناصر المقاومة من اتجاهات مختلفة، ولكن بعد يوم من قتال كثيف وجريء، بدأت، في المساء، المعركة التي لا تنتهي، بحسب وصف غاي.
وخلال المعارك، في وقت متأخر من بعد الظهر، تعرف جنود سرية "ماغلان" على فناء داخلي بسقف بدائي في أحد منازل مخيم اللاجئين، وذلك ضمن عمليات المسح التي انتقلت من مبنى إلى آخر لرصد مقاتلي حماس.
في هذه المرحلة، كان لدى غاي قوات أخرى في المنطقة، سرايا مدرعة دخلت إلى المنطقة، وقوات هندسية وسرية أخرى من ماغلان قامت بتغطية اتجاهات هجومه.
يقول غاي "في الطابق الأول وجدنا ساحة مغطاة بالقش، وفجأة سمعتُ صوت هدير شديد من اتجاهها، دون أن أرى منها عنصرا واحدا واحدا، أصيب جندي منا ثم أدركنا أن هذا الفناء به طابق سفلي مخفي (قبو) تم من خلاله إطلاق النار".
وأضاف "ألقينا قنابل يدوية في محاولة لفهم من أين يتم إطلاق النار علينا". وتابع غاي رأيت الكثير من مبردات المياه ملقاة على الأرض في تلك الساحة، فبدأنا في رفعها وتحريكها بقوة. ثم لاحظنا المدخل إلى القبو الذي كانت تخفيه المبردات.
وبحسب يديعوت أحرونوت قضت القوة الإسرائيلية على أحد عناصر المقاومة في المواجهة الأولى، ثم قرر غاي الانسحاب خارج المبنى من أجل السيطرة عليه وتحديد كيفية التصرف ضد أعضاء الفرقة المسلحة الآخرين المختبئين أمامه في القبو.
وقال غاي "لم نكن نعرف عدد عناصر المقاومة الذين بقوا هناك، وكنا نتناقش حول ما إذا كنا سنسقط قنبلة من طائرة مقاتلة على المنزل، لكننا اعتقدنا أن الخرسانة المسلحة على سطح القبو من شأنها أن تحمي عناصر حماس من الضربات الجوية، ولم يكن من المؤكد أننا سنحصل على إذن باستخدام قنبلة خارقة للحصون.
و"بحثنا عن طريقة إبداعية، ثم وجدت عربة يدوية وقمنا عليها بدحرجة إطار اقتحام هندسي باتجاه الجدار الخارجي للقبو، مزود بـ6 مفاصل لضمان الاختراق"، ويضيف الضابط الإسرائيلي "لقد انفجر إطار الاقتحام وأحدث فجوة في جدار القبو، واعتقدنا أن المخربين الموجودين بالداخل سيصابون أيضا جراء الانفجار الهائل".
وعندما هدأ الغبار، أرسلنا طائرة صغيرة بدون طيار، وكان الجو لا يزال مغبرا ومظلما، ولكن بعد ذلك رأينا من خلال الطائرة عنصرا يرقد وسلاحه بين ساقيه. وكانت الطائرة بدون طيار على بعد بوصة واحدة منه. أردنا التأكد من مقتله"، يقول غاي.
بعد ذلك اقترب قائد القوة الإسرائيلية من الفتحة الناجمة عن الانفجار، وألقى قنبلة يدوية، لكن المقاتل الفلسطيني، الذي تبين أنه تظاهر بأنه ميت، أطلق النار على أحد المقاتلين وأصابه، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
يقول غاي أرسلنا طائرة بدون طيار مرة أخرى، ثم رأينا المقاتل مصابا لكنه لا يزال على قيد الحياة، مختبئا ومتحصنا خلف أكياس من الرمال، لقد نجا بالفعل من 10 قنابل يدوية ألقيناها عليه، لقد أصابته طائرتنا بدون طيار بالجنون، لكنه لم يتحرك.
ركز غاي قوته مرة أخرى خارج المبنى وأنشأ فتحة ثالثة باتجاه الطابق السفلي، هذه المرة من جانب الزقاق، حينئذ أطلقت 4 طائرات بدون طيار مزودة بمصابيح كهربائية كبيرة من خلال جميع الفتحات في الوقت نفسه، في محاولة لتحريك المقاتل الفلسطيني ودفعه إلى الهروب للخارج.
وفي غضون ذلك، تعرف الجنود أيضا على سترات قتالية تابعة للمقاومة ملقاة على الأرض.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد 6 ساعات من المعركة، حل الظلام على مخيم اللاجئين، ولم يستسلم غاي، ولا المقاتل أيضا. ولذلك قامت القوة بإحداث فتحة رابعة في الجدار الذي كان يستند عليه المقاوم الفلسطيني، بحيث يؤدي إطار الاختراق إلى دفعه في الهواء.
يقول غاي "لقد نجا من ذلك أيضا، ومثل قطة قفز إلى زاوية أخرى من القبو، لذلك أطلقنا طائرة بدون طيار من فتحة أخرى في كمين مشترك للمقاتلين والطائرات بدون طيار، وألقينا 3 قنابل يدوية تجاه القبو، وأطلقنا النار بكثافة داخله".
ويختم الضابط الإسرائيلي بقوله "هدأ الغبار من جديد، ثم رأيناه مع الطائرات بدون طيار ملقى، وكأنه ميت تماما. أرسلت كلبا مهاجما في اتجاهه للتأكد، فسحبه الكلب بضعة أمتار ثم أدركنا أنه قُتل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عناصر المقاومة مخیم اللاجئین بدون طیار
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة ارتداء أسيرة إسرائيلية العلم الفلسطيني حتى مع وصولها إلى إسرائيل؟
ظهرت الأسيرة الإسرائيلية دورون شطنبر خير (31 عاما) وهي ترتدي حبلا قصيرا مثل الذي يستخدم لحمل البطاقة التعريفية، وعليه رسومات صغيرة للعلم الفلسطيني، وذلك أثناء ظهورها للحظات قليلة عندما تسلمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من المقاومة الفلسطينية وسط مدينة غزة.
תיעוד העברתן של רומי גונן, אמילי דמארי ודורון שטיינברכר לידי הצלב האדום pic.twitter.com/NoPYSgdO0C — הארץ חדשות (@haaretznewsvid) January 19, 2025
وانتقلت الأسيرة الإسرائيلية الأحد، من مركبة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسرائيلية "حماس" إلى مركبة اللجنة الدولية، وحينها تم رصد الحبل القصير حول رقبتها لأول مرة، بحسب الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية والإسرائيلية.
أسيرة إسرائيلية أُطلق سراحها وهي تحمل قلادة فلسطين.
إصابة متقدمة بمتلازمة “ستوكهولم” pic.twitter.com/tB19io4h55 — أسامة | Ossama (@Ossama1b) January 19, 2025
בלתי נתפס: החטופה דורון שטיינברכר עוברת לידי הצלב האדום מציפורני חמאס. צילום: רויטרס pic.twitter.com/2e6OyJJL0n — מעריב אונליין (@MaarivOnline) January 19, 2025
وبعد وصولها إلى الأراضي المحتلة واستقبالها من قبل مجندات إسرائيلية ظهرت مرة أخرى وهي لا تزال ترتديه، لم يتضح من الصور ما الذي جرى تعليقه في هذا الحبل.
משפחתה של דורון שטיינברכר: "דודו הגיבורה שרדה 471 ימים במרתפי חמאס, היום מתחיל מסע השיקום"@NOFARMOS pic.twitter.com/A87zqDgN10 — כאן חדשות (@kann_news) January 19, 2025
ويأتي هذا الموقف ليذكر بما تكرر أكثر من مرة خلال عملية التبادل المحدودة التي تمت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023..
واللافت في صور تسليم الدفعة الثانية كان ابتسامات الأسرى ووداعهم لمقاتلي "حماس" الذين رافقوهم إلى حين تسليمهم للصليب الأحمر، وبينت بعض اللقطات المصورة اختلافا عن الصورة النمطية والسائدة عن علاقة الأسير بسجانيه.
وجاء في هذه الصورة سيدة عجوز أسيرة تترجل من السيارة في طريقها لنيل حريتها، وقبل أن تستمر في السير تلتفت لتشكر أحد مقاتلي "حماس".
وكشف أقارب الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم بعد عودتهم إلى عائلاتهم أنهم عوملوا معاملة إنسانية من المقاومة الفلسطينية، على عكس ما كانت تروج له دعاية الاحتلال، وأكدوا أن مقاتلي كتائب القسام تعاملوا معهم إنسانيًا.
????هم كانوا #أسرى او كانوا برحلة سياحية في #الأنفاق..#غزة_الآن #غزة
#صفقه_تبادل_الاسري pic.twitter.com/q5r2onb8gx — Tariq.H (@t_trq) November 30, 2023
وجاءت هذه الشهادة الجديدة بعد أسابيع من شهادة سابقة بهذا الصدد جاءت على لسان المسنة الإسرائيلية التي أفرج عنها من القطاع في بداية الحرب لدواعٍ إنسانية، حيث تحدثت عن معاملة طيبة من المقاومين، وحصولها على الرعاية الطبية اللازمة.
وفي ذلك الوقت، أظهر فيديو نشرته كتائب القسام رسائل الشكر من الأسرى للمقاومة، وهو ما أثار إعجاب رواد مواقع التواصل، الذين أكدوا أن المقاومة تخوض معركة غير مسبوقة من الحرب النفسية مع الاحتلال الإسرائيلي، وأدركت أهمية الصورة في صناعة الوعي لدى المجتمع الدولي عن المقاومة الفلسطينية وإنسانية المسلم وأخلاق المجاهدين في التعامل مع الأسرى، بحسب تعبيرهم.
وأشار آخرون إلى لغة الجسد التي بدت من المحتجزين تجاه عناصر المقاومة وأنها شيء لا يمكن إخفاؤه أو إنكاره، كما أكد بعضهم أن المقاومة في غزة استطاعت إبهار العالم بحسن معاملتها الأسرى، الذين بدوا كأنهم لا يعيشون في غزة التي تعد من أخطر مناطق العالم.
وفي المقابل، قارن جمهور منصات التواصل الاجتماعي الحالة التي يخرج بها الأسرى الفلسطينيون وما يرونه من شهادات مروعة عن الاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل سلطات الاحتلال، وكيف يخرج المحتجزون لدى المقاومة في غزة بصحة جيدة.
هكذا سلمت المقاومة الاسرى الصهاينة ، بينما هكذا تسلمنا اسرانا. الصورة للأسيرة الإسرائيلية مايا ريغيف ، والاسير الطفل عبد الرحمن عامر الزغل (14 عاما) والذي خرج بنصف جمجمة ، بعد أطلق الاحتلال الرصاص عليه أثناء ذهابه لشراء الخبز في بلدة #سلوان في #القدس. #خبرني #تبادل_الأسرى pic.twitter.com/VGZddNLKVK — ????????Tamara N. Al Nahar???????? (@TamaraAlnahar) November 29, 2023
وفي وقت سابق، نشرت كتائب القسام أسماء ثلاثة من الأسيرات الإسرائيليات اللاتي تنوي الإفراج عنهن في إطار المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.
وقالت كتائب القسام في بيان لها: "في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج اليوم الأحد الموافق 19-1-2025 عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم": رومي جونين (24 عاما)، وإميلي دماري (28 عاما)، ودورون شطنبر خير (31 عاما).
وسلمت كتائب القسام ثلاث أسيرات إسرائيليات إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وجرت عملية التسليم بموكب مطول ضم المئات من عناصر كتائب القسام بلباسهم العسكري الكامل، الأسيرات في حي الرمال ومنطقة السرايا في مدينة غزة.
وحظي الموكب باحتفاء شعبي واسع وتحيات من قبل المواطنين الفلسطينيين، الذين هتفوا: "الله أكبر.. تحية للكتائب.. عز الدين".
وقال جيش الاحتلال في بيان: "بناء على المعلومات التي سلمها الصليب الأحمر، تم تسليم 3 مختطفات إسرائيليات إليه، وهنّ في طريقهن إلى قوات جيش الدفاع والشاباك (الأمن الداخلي) داخل قطاع غزة"، على حد وصفه.
ويتكون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما.
وتشمل المرحلة الأولى وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية المتبادلة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة بما فيها محور نتساريم إلى مناطق بمحاذاة الحدود، إضافة إلى بنود أخرى.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.
أما المرحلة الثالثة فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.