كشفت صحيفة إسرائيلية عن تفاصيل معركة خاضها مقاتل فلسطيني مع قوة إسرائيلية في خان يونس، استمرت لساعات طويلة حتى استشهاده.

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن المعركة التي لم يكشف الإعلام الإسرائيلي تفاصيلها سابقا، اندلعت في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي قطاع غزة في 16 فبراير/شباط الماضي، وشهدت 5 محاولات إسرائيلية لتصفية المقاتل الفلسطيني، واستمرت نحو 12 ساعة.

ووصفت الصحيفة المعركة بأنها كانت "واحدة من أعقد المعارك التي خاضتها قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة"، حيث شهدت 5 محاولات متكررة للقضاء على مجموعة من المقاومة الفلسطينية على مدار نصف يوم".

وكلفت وحدة الكوماندوز الإسرائيلية "ماغلان" بمداهمة المخيم، بقيادة قائد السرية "غاي".

ويروي غاي للصحيفة تفاصيل المعركة، فيقول قررنا الوصول بهدوء إلى مخيم اللاجئين، حيث لم يسبق أن وطأته قدم جندي، لقد تسللنا، في بضع عشرات من المقاتلين من السرية، في منتصف الليل، بهدوء شديد دون إطلاق رصاصة واحدة، ثم تمركزنا في مواقع مخفية بين الأزقة، وانتظرنا شروق الشمس لمباغتة المقاتلين.

وقبيل الفجر، أطلق غاي وجنوده طائرات بدون طيار تكتيكية صغيرة مسلحة في الهواء، من أجل مسح أراضي مخيم اللاجئين.

وبحسب الصحيفة "قام القناصون بإعداد بنادقهم بكواتم الصوت وحددت صواريخ وحدة النخبة الأهداف على الأرض".

بدأ المئات من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بما في ذلك نشطاء النخبة بالخروج في كل مكان. كانت قوة غاي بالفعل في وضع غير مؤات عدديا في الساعات الأولى من تبادل إطلاق النار المتواصل، حيث كان بعضها على مسافة بضعة أمتار، لكن ميزة المفاجأة أذهلت كتيبة حماس، وفق المصدر ذاته.

وتنقل الصحيفة عن غاي أنهم هاجموا العشرات من عناصر المقاومة، وتمكنوا من القضاء على ما لا يقل عن 30 منهم، بحسب زعمه.

في هذه الأثناء، تدفقت تعزيزات الجيش الإسرائيلي من كل اتجاه بالدبابات وناقلات الجنود المدرعة، وأطبقت القوات على عناصر المقاومة من اتجاهات مختلفة، ولكن بعد يوم من قتال كثيف وجريء، بدأت، في المساء، المعركة التي لا تنتهي، بحسب وصف غاي.

وخلال المعارك، في وقت متأخر من بعد الظهر، تعرف جنود سرية "ماغلان" على فناء داخلي بسقف بدائي في أحد منازل مخيم اللاجئين، وذلك ضمن عمليات المسح التي انتقلت من مبنى إلى آخر لرصد مقاتلي حماس.

في هذه المرحلة، كان لدى غاي قوات أخرى في المنطقة، سرايا مدرعة دخلت إلى المنطقة، وقوات هندسية وسرية أخرى من ماغلان قامت بتغطية اتجاهات هجومه.

يقول غاي "في الطابق الأول وجدنا ساحة مغطاة بالقش، وفجأة سمعتُ صوت هدير شديد من اتجاهها، دون أن أرى منها عنصرا واحدا واحدا، أصيب جندي منا ثم أدركنا أن هذا الفناء به طابق سفلي مخفي (قبو) تم من خلاله إطلاق النار".

وأضاف "ألقينا قنابل يدوية في محاولة لفهم من أين يتم إطلاق النار علينا". وتابع غاي رأيت الكثير من مبردات المياه ملقاة على الأرض في تلك الساحة، فبدأنا في رفعها وتحريكها بقوة. ثم لاحظنا المدخل إلى القبو الذي كانت تخفيه المبردات.

وبحسب يديعوت أحرونوت قضت القوة الإسرائيلية على أحد عناصر المقاومة في المواجهة الأولى، ثم قرر غاي الانسحاب خارج المبنى من أجل السيطرة عليه وتحديد كيفية التصرف ضد أعضاء الفرقة المسلحة الآخرين المختبئين أمامه في القبو.

وقال غاي "لم نكن نعرف عدد عناصر المقاومة الذين بقوا هناك، وكنا نتناقش حول ما إذا كنا سنسقط قنبلة من طائرة مقاتلة على المنزل، لكننا اعتقدنا أن الخرسانة المسلحة على سطح القبو من شأنها أن تحمي عناصر حماس من الضربات الجوية، ولم يكن من المؤكد أننا سنحصل على إذن باستخدام قنبلة خارقة للحصون.

و"بحثنا عن طريقة إبداعية، ثم وجدت عربة يدوية وقمنا عليها بدحرجة إطار اقتحام هندسي باتجاه الجدار الخارجي للقبو، مزود بـ6 مفاصل لضمان الاختراق"، ويضيف الضابط الإسرائيلي "لقد انفجر إطار الاقتحام وأحدث فجوة في جدار القبو، واعتقدنا أن المخربين الموجودين بالداخل سيصابون أيضا جراء الانفجار الهائل".

وعندما هدأ الغبار، أرسلنا طائرة صغيرة بدون طيار، وكان الجو لا يزال مغبرا ومظلما، ولكن بعد ذلك رأينا من خلال الطائرة عنصرا يرقد وسلاحه بين ساقيه. وكانت الطائرة بدون طيار على بعد بوصة واحدة منه. أردنا التأكد من مقتله"، يقول غاي.

بعد ذلك اقترب قائد القوة الإسرائيلية من الفتحة الناجمة عن الانفجار، وألقى قنبلة يدوية، لكن المقاتل الفلسطيني، الذي تبين أنه تظاهر بأنه ميت، أطلق النار على أحد المقاتلين وأصابه، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

يقول غاي أرسلنا طائرة بدون طيار مرة أخرى، ثم رأينا المقاتل مصابا لكنه لا يزال على قيد الحياة، مختبئا ومتحصنا خلف أكياس من الرمال، لقد نجا بالفعل من 10 قنابل يدوية ألقيناها عليه، لقد أصابته طائرتنا بدون طيار بالجنون، لكنه لم يتحرك.

ركز غاي قوته مرة أخرى خارج المبنى وأنشأ فتحة ثالثة باتجاه الطابق السفلي، هذه المرة من جانب الزقاق، حينئذ أطلقت 4 طائرات بدون طيار مزودة بمصابيح كهربائية كبيرة من خلال جميع الفتحات في الوقت نفسه، في محاولة لتحريك المقاتل الفلسطيني ودفعه إلى الهروب للخارج.

وفي غضون ذلك، تعرف الجنود أيضا على سترات قتالية تابعة للمقاومة ملقاة على الأرض.

وتشير الصحيفة إلى أنه بعد 6 ساعات من المعركة، حل الظلام على مخيم اللاجئين، ولم يستسلم غاي، ولا المقاتل أيضا. ولذلك قامت القوة بإحداث فتحة رابعة في الجدار الذي كان يستند عليه المقاوم الفلسطيني، بحيث يؤدي إطار الاختراق إلى دفعه في الهواء.

يقول غاي "لقد نجا من ذلك أيضا، ومثل قطة قفز إلى زاوية أخرى من القبو، لذلك أطلقنا طائرة بدون طيار من فتحة أخرى في كمين مشترك للمقاتلين والطائرات بدون طيار، وألقينا 3 قنابل يدوية تجاه القبو، وأطلقنا النار بكثافة داخله".

ويختم الضابط الإسرائيلي بقوله "هدأ الغبار من جديد، ثم رأيناه مع الطائرات بدون طيار ملقى، وكأنه ميت تماما. أرسلت كلبا مهاجما في اتجاهه للتأكد، فسحبه الكلب بضعة أمتار ثم أدركنا أنه قُتل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عناصر المقاومة مخیم اللاجئین بدون طیار

إقرأ أيضاً:

من أين الوجبة التالية؟.. المجاعة تُنافس قنابل الاحتلال في قتل سكان غزة

الثورة  / متابعات

في مشاهد لا تختلف كثيرًا عما حدث في حروب المجاعات قديمًا، يبدو المواطن الفلسطيني منتظرًا الموت جوعًا أقرب مما ينتظره قصفًا بطائرات الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث تم تدمير كافة القطاعات الحيوية التي تنتج الغذاء داخل قطاع غزة بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ 18 شهرًا، كما أن إغلاق المعابر بشكل كامل يحول دون وصول كسرة خبز أو قارورة دواء إلى سكان القطاع المحاصر.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قالت في بيان لها أمس الأحد -على حسابها بمنصة إكس- إن “أكثر من 90 ألف نازح” يعيشون حاليًّا في نحو 115 مركز إيواء في كافة أنحاء غزة، مشيرة إلى أن “ما يقارب 420 ألف شخص نزحوا مجددًا منذ انهيار وقف إطلاق النار” في القطاع.

“من أين الوجبة التالية؟”

كما أكد “برنامج الأغذية العالمي” أن العائلات في القطاع “لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية”، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ نحو 7 أسابيع، موضحة أن “الوضع الإنساني المتدهور في غزة يزداد سوءا نتيجة القصف واستمرار الحصار، الذي يحظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية”.

ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

أكل السلاحف

ويزداد مشهد المأساة وضوحًا بلجوء فلسطينيين من قطاع غزة إلى البحث عن أطعمة غير معتادة لسد شيء من الجوع الذي يفتك بصغارهم؛ حيث أكد بعضهم لصحيفة فرنسية أن الجوع اضطرهم إلى أكل سلاحف البحر، كما قال آخرون لصحيفة بريطانية إنهم باتوا يخشون الجوع أكثر من القصف الإسرائيلي.

وكشفت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية أن الجوع دفع الأهالي في غزة إلى أكل سلاحف البحر، وهو نوع محمي من الحيوانات البحرية. ونقلت الصحيفة عن سيدة اسمها ماجدة أن أولادها كانوا في البداية مترددين، لكنها نجحت في إقناع بعضهم بأكل لحم سلاحف البحر مطبوخا.

ويقول فلسطينيون للصحيفة إنهم لم يفكروا يومًا في أكل السلاحف البحرية لو كانت أمامهم خيارات أخرى.

الصياد الغزّي عبد الحليم قنان، يقول إنه لجأ إلى اصطياد السلاحف لتحويلها إلى وجبة بروتينية لتعويض ما يفقدونه من لحوم ودواجن وخضراوات وغيرها.

ويقوم الصيادون بذبح السلاحف وتقطيعها ثم طهيها وتوزيعها على المحتاجين، كونها سلعة لا تباع في الأساس، وذلك بسبب شح البضائع في الأسواق وارتفاع ثمنها.

الحصار الأطول

ومن جهتها ذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية أن الحصار الذي فرضته إسرائيل عقب نقضها اتفاق الهدنة دفع قطاع غزة نحو مستوى غير مسبوق من المعاناة الإنسانية، موضحة أن الحصار المطلق الذي يدخل أسبوعه الثامن يتميز الآن بكونه الأطول في تاريخ غزة، مستبعدة أن تتراجع عنه إسرائيل في غياب أيّ ضغط دولي عليها.

وكان رئيس شبكة المنظمات الأهلية نائب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة أمجد الشوّا قال: إن “القطاع دخل في حالة مجاعة، والوضع الإنساني بلغ أخطر مرحلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي”.

أما رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة عبد الناصر العجرمي فصرّح بأن نحو 70% من سكان القطاع كانوا يعتمدون بشكل رئيسي على المخابز المتعاونة مع برنامج الغذاء العالمي لتأمين احتياجاتهم اليومية من الخبز.

وكان قطاع غزة يضم قرابة 140 مخبزًا قبل بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، دُمر منها حتى الآن 25 مخبزًا بشكل كلي، بين مخابز آلية ونصف آلية. كما تعاني المخابز المتبقية من أزمات حادة في الوقود والطحين تهدد بتوقفها الكامل عن العمل، وفق العجرمي.

غزة بلا خبز

وتتفاقم هذه المعاناة، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، الذي شمل إغلاقًا تامًا لجميع المعابر، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع، مما أدى إلى انقطاع تام في إمدادات الطحين والوقود والمواد الغذائية والطبية.

وبحسب تقارير أممية وحقوقية، يواجه نحو 2.3 مليون فلسطيني خطر المجاعة، في ظل تدمير البنية التحتية الغذائية ومنع دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.

ومطلع شهر أبريل/ نيسان الجاري، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أن جميع المخابز المدعومة من قبله وعددها 25 مخبزا في قطاع غزة، أغلقت أبوابها بسبب نفاد الدقيق والوقود المتوفر لديه، رغم أن الخبز أحد السلع الأساسية التي بات الحصول عليها يمثل تحديًا يوميًا للسكان، خاصة في ظل تدمير عشرات المخابز وشح الوقود اللازم لتشغيلها.

وقال البرنامج العالمي في بيان سابق له، إنه كان يوزع يوميًا أكثر من 306,000 كيلوغرام من دقيق القمح لتشغيل المخابز في جميع أنحاء القطاع، بالإضافة إلى الخميرة والسكر والملح.

وأشار إلى أنه مع استمرار إغلاق الحدود ومنع دخول المساعدات، نفدت الإمدادات اللازمة، مما أدى إلى وقف دعم إنتاج الخبز في جميع المخابز المدعومة من البرنامج.

مقالات مشابهة

  • 16 عملاً للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية خلال 48 ساعة الماضية
  • اعتداءات صهيونية جديدة على جنوبي لبنان
  • من أين الوجبة التالية؟.. المجاعة تُنافس قنابل الاحتلال في قتل سكان غزة
  • إعلام فلسطيني: 6 شهداء في غارة إسرائيلية على حي الشيخ رضوان بغزة
  • فصيل فلسطيني يُعقّب على تصريحات الرئيس عباس ويطالبه بالاعتذار
  • مقاوم فلسطيني يصيب ويرعب قوة إسرائيلية باشتباك مسلح من نقطة صفر(فيديو)
  • نقابة الصحفيين السودانيين تدين اعتقال الصحيفة امتثال عبد الفضيل من السلطات العسكرية بمدينة كسلا
  • 42 شهيدًا خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية مكثفة على غزة.. وكتائب القسام تنفذ كمينًا محكمًا
  • روسيا تشن عدة هجمات بطائرات بدون طيار بعد انتهاء الهدنة في أوكرانيا
  • إيتاميل رادار: طائرة من دون طيار تجري مهمة فوق بنغازي