قال الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدينة الحديدة اليمنية كان متوقعا لا سيما بعد العمليات المتبادلة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن الساعات القليلة المقبلة ربما تشهد مزيدا من التصعيد بين الجانبين.

وقال الفلاحي إن الغارات الإسرائيلية قد لا تكون الأخيرة لليمن، مشيرا إلى أن ردة الفعل على أي تصعيد مع ـ"محور المقاومة" في العراق واليمن ولبنان سيكون مرهونا بالموقف الإيراني.

وتوقع الفلاحي أن تذهب طهران نحو التصعيد في حال تمادت إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء مع أي من هذه الدول.

ولفت إلى أن الضربة الإسرائيلية لليمن تؤكد قدرة طيران الاحتلال على الوصول إلى اليمن وضرب أهداف بداخله ثم العودة دون التعرض لأي دفاعات.

وعن ردة فعل الحوثيين على هذا الهجوم الأخير، قال الفلاحي إنهم لن يتوقفوا عن استهداف إسرائيل بعد هذه الضربة التي قال إنها تمثل تصعيدا إسرائيليا واضحا مع الجماعة اليمنية لكنه أكد في الوقت نفسه أنها لن تغير الكثير.

وفي ما يتعلق بالمواجهة مع لبنان، قال الفلاحي إن حزب الله يمتلك عشرات آلاف الطائرات المسيّرة الهجومية والتي يمكنها إغراق إسرائيل بهذه الطائرات التي يمكنها حمل ما يصل إلى 50 كيلوغراما من المتفجرات، حسب وصفه.

وقال مراسل الجزيرة في رام الله محمد خيري إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تفرض قيودا على تناول هذا الهجوم، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المقاتلات الحربية الإسرائيلية كانت تحلق في سماء مدينة إيلات، مما أعطى شعورا بأنها متجهة إلى اليمن.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر لم تسمها أن طائرات "إف-35" الإسرائيلية هي التي نفذت الهجوم، وفق خيري، الذي أشار إلى أن الحديث يدور على 25 مقاتلة تقريبا.

وكان القادة الإسرائيليون قد أعلنوا فور وقوع الهجوم الحوثي على تل أبيب أنها سوف ترد على الجماعة اليمنية، وهو أمر أكده أيضا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الفلاحی إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

القيم الإستراتيجية للعمليات اليمنية الأخيرة ضد أمريكا و”إسرائيل”

يمانيون../
في تطور جديد يعكس حجم التحديات التي تواجه القوات الأمريكية في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط)، واجهت القوات الأمريكية موقفاً محرجاً إثر إسقاط طائرة حربية في البحر. الرواية الأمريكية حول الحادثة أشارت إلى أن الطائرة أسقطت بسبب “نيران صديقة”، محاولة تقديم الحادثة معزولة عن سياقها، ولأنها رواية ركيكة ومضللة فقد قوبلت بتشكيك من مراقبين أمريكيين، ليظهر بيان القوات المسلحة اليمنية كاشفاً حقيقة جديدة ومؤكدة حول الواقعة.

التأكيد جاء على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، الذي كشف أن العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة، قد نجحت في إحباط عدوان أمريكي- بريطاني على اليمن، مبيّناً أن الهجوم اليمني تزامن مع عدوان جوي أمريكي- بريطاني على اليمن، ففيما كانت الطائرات تقصف صنعاء، كانت الصواريخ والمسيّرات اليمنية تقصف بالتزامن حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري أس ترومان” وعدداً من المدمرات الأمريكية، وذلك باستخدام ثمانية صواريخ مجنّحة و17 طائرة مسيرة.

وخلال العملية، نجحت القوات اليمنية في إسقاط طائرة أمريكية متطورة من طراز “أف 18” أمريكية، ونجحت كذلك في إجبار معظم الطائرات الحربية المعادية على الانسحاب من الأجواء اليمنية إلى المياه الدولية في البحر الأحمر، كما هي حال حاملة الطائرات الأمريكية “هاري أس ترومان” التي أجبرت هي الأخرى على الانسحاب إلى شمال البحر الأحمر بمحاذاة السعودية وربما أبعد. الرسالة كانت واضحة: اليمن لن يتهاون في الدفاع عن أراضيه ولن يسمح بالعدوان عليها، كما لن يتوقف عن عمليات إسناد غزة.

القيمة الإستراتيجية لعمليات الرد

قيمة ما حصل في العمليات الأخيرة مختلفة تماماً عن كل ما حصل في العمليات السابقة على أهميتها، ذلك أن الأعداء أرسلوا طائراتهم إلى أجواء اليمن وضربوا أهدافاً مدنية وبالتزامن، ولأول مرة ردّ اليمن النار بالنار بعمليات مشتركة فعلت فعلها وأثرت تأثيراً كبيراً. وهذا ينسحب على العدو الإسرائيلي، إذ تصاعدت العمليات اليمنية إلى عمقه، كمّاً ونوعاً ودقة وفعالية في التأثير، وآخرها الصاروخ الذي ضرب قلب الكيان ” تل أبيب” من دون أن تتمكّن طبقات الدفاع من اعتراضه.

ومن أبرز القيم الإستراتيجية التي يمكن استنتاجها من العمليات الأخيرة الآتي:

– أن القوة اليمنية لم تعد قوة رد، بل تحوّلت إلى قوة قادرة على ردع المعتدين.

– الهجوم المنظم الذي جمع بين الصواريخ والطائرات المسيرة جاء متزامناً وبوتيرة مؤثرة بشكل فاعل ضد القوات الأمريكية والبريطانية، وهو ما يعكس تطوراً لافتاً في الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية اليمنية.

– العمليات العسكرية ضد “هاري أس ترومان” تمثل تحوّلاً جذرياً في مفهوم الصراع البحري على المستوى الجيوسياسي.

– هذه العمليات تؤكد قدرة اليمن على مواجهة حاملات الطائرات الأمريكية، ما يضع هذه الأساطيل في مأزق استراتيجي، خصوصاً بعد انسحاب ثلاث حاملات طائرات أمريكية من منطقة العمليات وبعضها قبل أن تصل إليها.

هذا التراجع يحمل إشارات لا غبار عليها لنهاية زمن حاملات الطائرات، وربما عهد السيطرة الأمريكية على البحار، وتحديداً في تلك المنطقة المشتعلة منذ عام وأكثر.

العمليات العسكرية في اتجاه عمق كيان العدو: تطور استخباري وتقني لافت

لم تكن التطورات حصراً في ما حصل في البحر، بل سجلت القوات المسلحة نجاحاً لا يقل أهمية عنه، باستهداف قلب كيان العدو بصاروخين فرط صوتيين من دون اعتراض أو حتى استشعار، وخصوصاً مع الصاروخ الذي انطلق فجراً بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على منشآت مدنية في صنعاء والحُدَيْدة.

إن العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة أثبتت بشكل قاطع تطوّراً ملحوظاً على مستوى الاستخبارات والتكنولوجيا العسكرية. من خلال استهداف صواريخ باليستية فرط صوتية قلب “إسرائيل” في “تل أبيب”، وتجاوزت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، يظهر أن اليمن قد أصبح قوة إقليمية رادعة تسعى لتحدي الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على المنطقة.

وفي هذا الصدد، أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن قلقهم من تطور هذه القدرات، إذ أكدت التقارير الصحفية أن اليمن قد طوّر صواريخ فرط صوتية تجاوزت سرعتها 12 ماخ، وهي تقنية لم تتوصل إليها حتى الولايات المتحدة.

رسائل إستراتيجية واضحة

التصعيد الأخير في العمليات العسكرية اليمنية كان بمنزلة رسالة حاسمة للقوى الكبرى المعادية، مفادها أن اليمن قادر على الدفاع عن نفسه ضد أي عدوان وهو ما يترجم تأكيد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الجهوزية لمواجهة أي عدوان أمريكي أو إسرائيلي. الرسالة التي وجّهتها القوات المسلحة اليمنية جاءت ترجمة لذلك الإعلان، وعكست ثقة كبيرة في القدرة العسكرية، وأثبتت أن اليمن ليس هدفاً سهلاً قابلاً للاستباحة متى شاء الأعداء، بل قوة عربية إسلامية قادرة على تدفيع الأعداء أثماناً باهظة مقابل عدوانهم واستمرارهم في استباحة غزة وسوريا وقبلها لبنان.

اليمن: قوة عربية رادعة

بعد عشرة أعوام من العدوان والحصار بأيدٍ عربية، خرج اليمن كالمارد أقوى من أي وقت مضى، متمسكاً بعزته وسيادته. النموذج الذي يقدمه اليمن يجب أن يكون مصدر فخر للعالم العربي، إذ لا يزال في قلب المعركة من أجل الشرف العربي في فلسطين وسوريا، متحدياً القوى الكبرى التي حاولت إخضاعه.

وقد أثبت اليمن أنه القوة الرادعة التي لا يمكن إيقافها، في وقت تراجعت بعض الدول العربية عن دعم قضايا المنطقة. ولا نبالغ إن قلنا إن اليمن بات يتربع على عرش القوة العسكرية العربية التي تحمي ولا تهدد مصالح الشعوب العربية ولا تستسلم لتهديدات الخارج.

الخلاصة التي يجب أن نصل إليها أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” في مأزق استراتيجي كبير، فمع تطور قدرات اليمن العسكرية، بات من الواضح أن الخيارات أمامهما أصبحت محدودة. في هذا السياق، لا مفر من إعادة التفكير في السياسات العسكرية في المنطقة، سواء تجاه اليمن أو تجاه غزة، إذ لا يمكن الاستمرار في فرض الحصار والعدوان من دون دفع ثمن باهظ.

الميادين علي ظافر

مقالات مشابهة

  • القيم الإستراتيجية للعمليات اليمنية الأخيرة ضد أمريكا و”إسرائيل”
  • الإعلام العبري: الدفاعات الجوية الإسرائيلية تفشل في التصدي للصواريخ اليمنية
  • درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة
  • النفوذ الإيراني في اليمن على المحك.. إلى أين تتجه المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟
  • سحب ممطرة على مقربة من شمال المملكة وفرصة لزخات من الأمطار الساعات القادمة
  • الأرصاد يحذر من أجواء شديدة البرودة على هذه المحافظات في الساعات القادمة
  • تقرير: إسرائيل تدرس خيار الهجوم المباشر على إيران
  • الأرصاد: توقعات باستمرار الأجواء شديدة البرودة في 5 محافظات يمنية خلال الساعات القادمة
  • الاستخبارات الإسرائيلية تُدرّب عناصرها على اللهجة والثقافة اليمنية في دورات متخصصة
  • طقس جاف شديدة البرودة على هذه المحافظات خلال الساعات القادمة