وول ستريت: واشنطن تسعى لمنع موسكو من تسليح الحوثيين
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن وكالات المخابرات الأميركية تحذر من احتمال تسليح روسيا لـ الحوثيين في اليمن بصواريخ متقدمة مضادة للسفن، ردا على دعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للضربات الأوكرانية داخل روسيا بأسلحة أميركية.
وتأتي هذه المعلومات الجديدة -حسب تقرير بقلم مايكل غوردون ولارا سيليغمان- في وقت نصح فيه الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط في رسالة سرية إلى وزير الدفاع لويد أوستن، بأن العمليات العسكرية في المنطقة "تفشل" في ردع هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وأن هناك حاجة إلى نهج أوسع.
وكان البيت الأبيض قد أطلق حملة سرية لمحاولة منع موسكو من تسليم الصواريخ للحوثيين الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، في تسليط جديد للضوء على تهديد الحوثيين بعد ضرب طائرة مسيرة – قال الجيش الإسرائيلي إنها انطلقت من اليمن- تل أبيب، الجمعة.
وساطة دولة ثالثةوتتضمن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الإدارة لمنع نقل موسكو الصواريخ إلى اليمن استخدام دولة ثالثة لمحاولة إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم الانضمام إلى إيران في توفير الأسلحة للحوثيين، وفقا لمسؤولين أميركيين رفضوا تحديد تلك الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بأن موسكو ربما تخطط لتقديم الدعم العسكري لليمن، والتحذيرات الصادرة عن قائد القيادة المركزية الأميركية، أثارت سؤالا حول ما إذا كان البيت الأبيض يبذل ما يكفي لوقف الهجمات في الممرات المائية.
ويقول بعض المسؤولين الأميركيين إنه كان من الممكن فعل المزيد لحماية الشحن التجاري بشكل أفضل، بما في ذلك ضرب منشآت أكبر لتخزين الأسلحة، واستهداف قادة الحوثيين واختيار أهداف ذات عدد أكبر من الضحايا المحتملين، كما أفادت الصحيفة.
تصعيد ضد واشنطن
وقد أثارت موسكو قلقا عميقا بين المسؤولين الأميركيين من خلال ترسيخ العلاقات مع كوريا الشمالية وإيران وتأمين مساعدة الصين في تعزيز صناعة الدفاع الروسية، ومن شأن قرارها تسليح الحوثيين أن يمثل تصعيدا في مواجهتها مع واشنطن، بعد أن كانت تدور حول الصراع في أوكرانيا وحده.
غير أن بعض المحللين يرون أن الروس ربما يلوحون بالتهديد بإرسال صواريخ مضادة للسفن إلى اليمن لثني الإدارة عن السماح للقوات الأوكرانية باستخدام نظام الصواريخ التكتيكية الذي توفره الولايات المتحدة، ضد المطارات على الأراضي الروسية.
تكثيف الضربات ضد الحوثيينودعا كوريلا في رسالته إلى تكثيف جهود "الحكومة بأكملها" ضد الحوثيين، لتثبيط الهجمات على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وقال مسؤول يدافع عن السياسة الحالية إن الولايات المتحدة وشركاءها دمروا "قدرا كبيرا من قدرات الحوثيين"، بما في ذلك مئات الصواريخ ومنصات الإطلاق ومئات المسيرات الهجومية وعشرات من مرافق تخزين الأسلحة والمعدات.
لكن بعض مسؤولي القيادة المركزية يقولون إن قواتهم لم تتمكن من منع الحوثيين من تهديد الشحن التجاري، لأنهم لم يحصلوا على الموافقة لتنفيذ مجموعة واسعة من الضربات، وبالتالي استمرت هجمات الحوثيين في تعطيل الشحن وإبقاء الولايات المتحدة وحلفاءها مقيدين.
ترسانة متنوعة
ويمتلك الحوثيون -حسب الصحيفة- ترسانة متنوعة من الأسلحة لمهاجمة السفن، مثل المسيرات الهجومية والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والقوارب غير المأهولة، ولكن احتمال حصولهم على صواريخ روسية متقدمة يشكل خطرا جديدا، وسيمثل قفزة نوعية تضيف المزيد من القوة إلى التهديد البحري الحالي.
وكان موقع "ميدل إيست آي"، ومقره لندن، قد أفاد بأن روسيا فكرت في السابق في تقديم صواريخ كروز مضادة للسفن للحوثيين، ومنذ ذلك الحين رأى المسؤولون الأميركيون مؤشرات مستمرة على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يقدم الصواريخ.
وفي الشهر الماضي، حذر بوتين صراحة من أن موسكو قد توفر أسلحة لخصوم الولايات المتحدة بسبب سياسة البيت الأبيض في أوكرانيا، وقال للصحفيين في منتدى اقتصادي دولي في سان بطرسبورغ بروسيا "قد يكون الرد غير متماثل، وسنفكر في ذلك".
ويقول المسؤولون الأميركيون إن الحوثيين وداعميهم الإيرانيين يستخدمون مواقع تتبع السفن التجارية لتحديد السفن التجارية ثم استهدافها، ودعت الشركات التي تقدم خدمات البيانات هذه لاتخاذ خطوات لمنع الحوثيين من الوصول إلى معلومات الشحن، كما حذرت الحكومات الأجنبية التي توجد بها هذه الشركات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
من "سويسرا الشرق الأوسط" إلى شريك في التهريب.. تقرير أمريكي يكشف دور عُمان في دعم الحوثيين
طالبت مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية، في تقرير حديث، بضرورة ضغط الولايات المتحدة على سلطنة عُمان لإنهاء الدعم المقدم للحوثيين، مشيرة إلى استخدام الأراضي العُمانية ممرا لتهريب الأسلحة وملاذا لقيادات الجماعة الإرهابية.
جاء ذلك في أعقاب ضبط السلطات اليمنية، يوم 24 مارس، شحنة أسلحة متطورة مهربة للحوثيين عبر الحدود مع عُمان، شملت 800 طائرة مسيرة صينية الصنع عبر منفذ "صرفيت" في محافظة المهرة.
ورغم تصوير عُمان كـ"سويسرا الشرق الأوسط"، ترى المؤسسة أن دورها في أزمة البحر الأحمر يكشف تواطؤا مع مليشيا الحوثي، المدعومين من إيران، والمصنفين كمنظمة إرهابية لدى واشنطن.
وأشارت إلى أن مسقط تحولت منذ 2015 إلى معبر رئيسي لأسلحة الحوثيين، حيث تم تهريب طائرات مسيرة في (2017) وصواريخ "بركان-2H" الإيرانية (2018) عبر أراضيها، إضافة إلى معدات عسكرية متطورة ضُبطت العام الماضي.
ملاذ آمن لقيادات الحوثيين
كشف التقرير أن عُمان توفر حماية لمسؤولي الجماعة، أبرزهم محمد عبد السلام، المفاوض الرئيسي للحوثيين، والمُستهدف بعقوبات أمريكية لتمويله شبكات الجماعة وتسهيل حصولها على أسلحة روسية. ورغم ادعاء مسقط أن وجودهم جزء من وساطتها لإنهاء الحرب اليمنية، إلا أن ذلك لم يحد من تصاعد هجمات الحوثيين ضد المدنيين في البلاد او في البحر الأحمر، والتي تستهدف السفن الأمريكية ومصالح واشنطن.
ودعا التقرير الإدارة الأمريكية إلى مطالبة عُمان بوقف أنشطة الحوثيين على أراضيها وطرد قياداتهم، مع فرض عقوبات على الأفراد والجهات العُمانية الداعمة لهم في حال الامتناع.