الصهاينة يعملون على محاربة التعليم في فلسطين وغزة
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
#الصهاينة يعملون على #محاربة_التعليم في #فلسطين و #غزة
بقلم : المهندس محمود “محمد خير” عبيد
ليس مصادفة ان يعمل الصهاينة على قصف و احتلال ما يقارب من 677 مدرسة و 7 جامعات و 11 كلية في غزة خلال عدوانهم الغاشم على غزة منذ 287 يوم, لأنهم على ثقة بان حربهم مع اهل فلسطين الصامدة و اهل غزة العزة لم يكن في يوم حرب سلاح فقط و ان احتلالهم ليس احتلال ارض, انما هو احتلال حضاري, ثقافي, علمي و فكري فارض فلسطين كانت و ما زالت و ستبقى مهد للحضارات و العلم و الثقافات على مر التاريخ و حرب الإبادة المشتعلة اليوم على ارض غزة ما هي الا حرب ايمانية مع شعب صدق ما عاهد الله متسلح بالأيمان و العلم, فالقادر على صناعة الأسلحة و الصواريخ بموارد متواضعة ليس انسان عادي و انما انسان تسلح بالعلم و المعرفة, لذلك عمل الصهاينة على قصف الجامعات و المدارس قبل ان يقصفوا أي هدف اخر, فبالنسبة للاحتلال الصهيوني تعتبر مدارس و جامعات غزة «بؤر لتعليم وإنتاج الإرهاب».
ان الصهاينة على علم و يقين انهم اذا ما أرادوا القضاء على الشعب الفلسطيني و منعهم من التقدم و التطور عليهم ان يدمروه علميا” و فكريا” و تربويا” فالأمة التي لا تعانق الحرف و تجالس الكتاب و تترحل بين صفحاته و دفاته لما صارت الأمم امما” والحضارات حضارات، فلن يعرف الضوء شعبا” يعيش في العتمة، ويستمرئ العتمة، شعبا يستطيب الراحة والخمول والتقاعس، منتظرا مائدة من السماء، أو عونا اختراعيا واكتشافيا من لدن أمم أخرى عَمَّمَتْ بالشمس هاماتها، ومشت فوق رؤوس الحقب، كما عبر ذات زمن, ان اهل فلسطين بشكل عام و اهل غزة بشكل خاص على علم و يقين بانه مهما حاول المحتل و الصهاينة ثنيهم عن التعلم و التعليم و حاربوهم بالحرف و الكلمة سيبقوا صامدين و شامخين بفكرهم و علمهم و سيخطون الكتب بدمائهم الذكية و سينسجون التاريخ بأرواحهم, فبالعقل و العلم و المعرفة تحرر الأوطان و يأتي الخبز، والفاكهة، والماء، والجاه، وينشأ الإنسان عظيما متعاليا، ساميا، يركب الرياح والبحار، وَيُسَخِّرُ الكائنات جميعا إلى ما يبتغي، ويشتهي، ويطمح ويصبو. يُسَخِّرُ الشجر، وقد سخره بفطنته وذكائه وبداهته وعقله، فتقدم. صَيَّرَ الأشجار أوراقا، وكتبا، وطروسا ومتونا ومرافع، فاهل فلسطين صيروا من علمهم وفكرهم وايمانهم ثقافة مشعة في العالمين يحاربون فيها المحتل، فها هم بحضارتهم و ثقافتهم و علمهم ضربوا بطُنُبَها في جل المعمورة.
مقالات ذات صلة دموع أبي …! 2024/07/19فالهدف الذي وضعه الاحتلال الصهيوني البربري واضح و جلي و هو العمل على تغييرٍ ثقافي يغير عقيدة الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم وإزالة فكرة إبادة دولة الاحتلال وزوالها من قاموسهم، إلا أنّ ليس لهذا الهدف ان يتجاوز حدود الغرف المغلقة للاحتلال بوجود أناس مؤمنين بقضيتهم و بارضهم و شعبهم و الأجيال القادمة من معلمين و متطوعين جندوا انفسهم من اجل نشر الثقافة و العلم و المعرفة بين أبناء اهل غزة في هذه الظروف الصعبة بحيث يحملون على عاتقهم مواصلة رسالتهم بتعليم أطفال غزة رغم الحصار والدمار وقلة الموارد وصعوبة الظروف واكتظاظ ما بقي من المدارس التي تحولت لمراكز إيواء، وهم يحملون الأقلام والدفاتر في وجه الاستهداف الممنهج لكل صروح العلم من مدارس وجامعات ومساجد و كنائس.
فالمقاومة التي تشكلت في فلسطين ليست فقط بالسلاح، بل المقاومة بالعلم والثقافة والمحافظة على التراث والبقاء والوجود، فمهما حاول المحتل الصهيوني بهمجيته وطغيانه واستهدافه لمنظومة التعليم بشكلٍ ممنهج، وعملية تجهيل مباشرة وواضحة من اجل مسح ثقافة الشعب الفلسطيني وهويته وطمس حضارته، وفرض أجندات وأيدولوجيا صهيونية لتقبل الاحتلال والتعايش معه فكل ذلك لن يجدي مع شعب مؤمن بارضه و قضيته و حقه بتحرير نفسه و ارضه من براثن الاحتلال. فمؤامرة الصهاينة من اجل تجهيل الشعب الفلسطيني يقف في وجهها جيش من المعلمين والمتطوعين في مراكز الإيواء ومراكز النازحين، من خلال عملهم البطولي الذي يحملون من خلالها رسالة العلم التي تمثل خط الدفاع الأول عن أهلنا في غزة العزة و شعبنا الصامد في فلسطين وهويته وعقيدته, فالحصار الذي يقوم به الصهاينة الأوغاد ليس فقط فيما يتعلق بالطعام والشراب, بل يمسّ الورق ويمس الأقلام ويمس التكنولوجيا التي تخدم العملية التعليمية برمّتها, و هو ما صرح عنه الإرهابي رئيس وزراء العصابة الصهيونية و ذلك بفرض تغيير ثقافي على طلاب غزة لإزالة فكرة تدمير دولة الاحتلال وزوالها من مناهجهم وأفكارهم متناسيا” ان الحرية و العزة و الكرامة يرضعها أبناء فلسطين مع الحليب الذي يرتوون به من اثداء امهاتهم, فالاحتلال الغاشم لا يعمل على محاربة اهل غزة العزة و الفلسطينيين بالأسلحة والصواريخ فقط، وإنما يحاربهم أيضاً بالتجهيل وتغييب العقول، بهدف ظهور جيل غير متعلم وغائب عن تفاصيل القضية الفلسطينية, من هنا علينا ان نستمر بدعم التعليم على الأرض الفلسطينية كما ندعم الغذاء و الدواء من خلال تعزيز وعي الأطفال بالقضية الفلسطينية وتمرين عقولهم على مهارات مميزة تلهيهم عن أصوات الاشتباكات والقصف و تنمي قدراتهم العلمية و الفكرية
نعم هناك الكثير من المفاهيم التي اختلت اليوم لدى أبناء و أطفال غزة بسبب الحرب و العدوان على غزة و خاصة فيما يتعلق بمفهوم العدالة، مفهوم العروبة والانتماء للأمّة الواحدة، مفهوم الجسد الواحد, فالتخاذل و النكران و الجحود جعلهم يعملوا على إعادة صياغة مبادئهم و اولوياتهم و هو ما سوف نلمسه بعد انتهاء العدوان. وهو ما سوف ينتج عنه إعادة صياغة لمناهج التربية السلوكية والعلاج النفسي والتعزيز المعنوي لدى طلاب وأطفال غزة.
من المؤكد ان غزة ما قبل 7 أكتوبر 2023 لن تكون كغزة ما بعد 07 أكتوبر 2023 باولوياتهم و علاقاتهم مع من حولهم, سوف يكون القلم هو السيف الذي سوف يحاربون به العالم قبل المسيرة و الصاروخ و الكلاشينكوف, فسلاح العلم و المعرفة و الاختراع هو من اثبت نجاعته في هذه الحرب و الاعتداء الغاشم
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: محاربة التعليم فلسطين غزة الاحتلال الصهیونی العلم و المعرفة اهل غزة من خلال على غزة
إقرأ أيضاً:
فلسطين على موعد السبت مع خروج أكبر عدد من أسراها
تتجه الأنظار غدا السبت إلى مراسم تسليم الدفعة السادسة من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، إذ تشير التقديرات إلى أنها ستكون الدفعة الأكبر من الأسرى الفلسطينيين.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسماء 3 أسرى إسرائيليين سيُطلَق سراحهم السبت وهم: ساشا ألكسندر تروبنوف وساغي ديكل حن ويائير هورن.
واعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قائمة أسماء الأسرى التي وصلت من حماس "مقبولة"، في حين كشف موقع والا أن السلطات الإسرائيلية بدأت بإبلاغ عائلات الأسرى المقرر الإفراج عنهم بعد وصول القائمة.
ووفق مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام، فإن هذه الأسماء ضمن القائمة التي طالب بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ويعتبر هؤلاء الأسرى ضمن صفوف جنود الاحتياط بجيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ تقل أعمارهم عن 50 عاما، ووضعوا ضمن القائمة لظروف إنسانية، حسب كرام الذي كشف عدد الأسرى الفلسطينيين المتوقع وتصنيفاتهم وفق آلية الصفقة.
فمقابل كل أسير إسرائيلي ستفرج سلطات الاحتلال عن 12 أسيرا فلسطينيا من أصحاب المؤبدات، و111 أسيرا من غزة اعتقلهم جيش الاحتلال بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما يعني بالإجمال خروج 36 أسيرا من أصحاب المؤبدات و333 أسيرا غزيا.
إعلانولفت كرام إلى أن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة أُسروا من مستوطنة نير عوز في غلاف غزة، ومن المرجح أن يطلق سراحهم من مكان واحد، إما من خان يونس جنوبي قطاع غزة أو مخيمات المحافظة الوسطى.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وتعتزم إسرائيل إطلاق سراح قرابة ألفي أسير فلسطيني، بينهم 290 من المحكومين بالسجن المؤبد و1687 بأحكام متفاوتة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مقابل الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا محتجزا بقطاع غزة.
وحتى الآن، جرت مراسم تسليم 5 دفعات من الأسرى الإسرائيليين في مختلف مناطق القطاع، مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وكانت كتائب القسام أعلنت، الاثنين الماضي، تأجيل إطلاق الأسرى الإسرائيليين حتى التزام الاحتلال بالبروتوكول الإنساني حسب بنود الاتفاق.
لكن مصادر للجزيرة أفادت، الخميس، بنجاح الاتصالات للمضي في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأضافت أن الوسطاء أكدوا التزام الأطراف بتنفيذ جميع بنود الاتفاق بما فيها البروتوكول الإنساني.