كيف تعلم طفلك التمييز بين اللطف والتحرش؟ وكيف يواجهه؟
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
يواجه الأطفال أحيانا صعوبة في التفريق بين مفهومي اللطف والتحرش، والحدود الفاصلة بينهما، مما قد يوقعهم في فخ "المتحرش".
فما دور الأهل بتعليم أطفالهم على التمييز بين التصرفات الدالة على اللطف، وتلك التي تمهد للتحرش. وكذلك ما دور المدرسة، وبخاصة المرشد التربوي في تدريب الطفل على كيفية مواجهة المتحرش، وعدم الانصياع له؟ وكيفية معالجة الأمر في حدوثه بين أطفال المدرسة؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نصائح ذهبية للأبوين لتحصين أطفالهم من التنمرlist 2 of 2حتى لا يقع ضحية "المشاركة المفرطة".. 10 نصائح لحماية طفلك قبل نشر صوره على الإنترنتend of list
التقت الجزيرة نت عددا من الخبراء، للحديث عن التحرش، هذا الموضوع الشائك والمهم، سواء خلال وُجود الطفل في المدرسة أو النادي أو المخيم الصيفي، وحتى في المنزل.
البداية كانت مع نور سكجها صاحبة مبادرة "فتحولي عيوني" في الأردن، تقول "المفاهيم أحيانا قد لا تكون واضحة كثيرا، فاللطف لطف، والتحرش هو كل ما يحصل بين طفل وشخص أكبر من عمر 18 عاما يعتبر إساءة جنسية وليس تحرشا. وأشعر بأن كلمة تحرش تقلل من الأثر على الطفل إذا حصل له إساءة جنسية".
وتبين أن التحرش يمكن أن يكون عن طريق اللمس الخطأ، أو تحريضه على لمس أجزاء من جسم شخص كبير. وهذه لا أسميها تحرشا، بل إساءة جنسية للطفل. كما أن التحرش قد يكون بين اثنين من العمر نفسه، لكنها مع الطفل تعتبر إساءة جنسية على اختلاف شكلها وشدتها أيضا. سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة فهي إساءة.
تقول سكجها "هنا يجب أن نتحدث عن مفهوم اللطف، وليس من السهل على الطفل أن يجرده من أي شيء، يعني اللطف يأتي معه احترام، يأتي معه كل ما يدل على وجود خير في المكان، ووجود شيء إيجابي.
ومن خبرتي، الشيء الوحيد الذي اعتمد عليه في هذا الأمر هو: كيف يفرق الطفل بين اللطف والإساءة الجنسية، إن هذا الشخص لطيف معي، أم هو يقوم معي بتصرفات تعبر عن غايات غير صحيحة هذا الشيء يستطيع الطفل أن يحدده عن طريق الشعور الذي يأتي مع هذا التصرف".
التواصل الصريح مع الأم والأبولمواجهة التحرش علينا تدريب الطفل وفق مستويات تتناسب مع عمره، تقول سكجها: نحن خط الدفاع الأول للطفل، وتدريبه على التواصل الصريح مع الأم والأب، ولكن من المهم التحدث للطفل عن جسمه، وتعريفه بأجزاء جسمه الخاصة، ومعرفة الحدود الشخصية، من المهم تعليمه عن أهمية الإبلاغ، يجب أن يعرف بأنه يستطيع إخبار والديه بما يحصل معه.
وهذا الأمر لا يحصل إلا بعد تدريب وتكرار متواصل، ويمكن لعب دور تمثيلي بهذا الموضوع، أي بأنه إذا شعرت بأن أحد الأشخاص يحاول الاقتراب منك، يجب عليك أن تدفعه، وترفع يدك وتقول لا. فقول "لا" واحدة من أهم أساليب التدريب بهذا الموضوع.
وتنوه سكجها "معظم الإساءات الجنسية على الأطفال تحصل من أشخاص على معرفة بهم بنسبة من 8-10 أشخاص، فالشيء لا يحدث بشكل مفاجئ، بل بصورة تدريجية، وغالبا ما يختبر المسيء الطفل والأهل أيضا، فواجب الأهل توفير بيئة آمنة والتأكد من الأشخاص المحيطين بهم".
يقول مستشار التربية الخاصة والتوحد، الدكتور أيمن البلشة، إنه في مرحلة الطفولة المبكرة يكون الطفل بحاجة إلى إشباع الرغبات الانفعالية والشعور بالاهتمام والحب من قبل الآخرين، ويعتبر الاحتضان أو ضم الطفل شكلا من أشكال التقرب إليه لإظهار مشاعر الحب والود له، ومع تطور الطفل يتعلم من خلال الوالدين كيف يطور علاقاته العاطفية والجسدية مع الآخرين، وكيف يعبر عنها للآخرين بطريقة مناسبة تتوافق والمرحلة العمرية التي يمر بها.
وبناء عليه يتوجب على الأسرة أن تقوم بتغيير وتطوير طرق التعامل مع الطفل والتعبير عن محبتها له بطرق مناسبة ليس فقط للأسرة ولكن لأفراد المجتمع بشكل عام، حيث تقوم الأسرة بتعليم الطفل كيفية التعبير عن انفعالاته ومشاعره بطريقة آمنة تضمن من خلالها حمايته والمحافظة على المساحة الشخصية له أثناء التعامل مع الآخرين بما يوفر له استقرارا وأمانا ماديا ومعنويا، وبما يضمن المحافظة على جسده وعدم المساس به بطريقة غير مناسبة من الآخرين.
ويدعو الدكتور البلشة الأسرة لوضع بعض القواعد والشروط للتعامل مع الآخرين، وخاصة في إظهار مشاعر الود والمحبة بحيث لا يتم تكرار الالتصاق الجسدي بالآخرين، إلا لأفراد أسرته كالأم والأب والإخوة، ويتم تدريبه على طرق أخرى للتعامل بها مع الآخرين مثل السلام باليد فقط، والجلوس بجانب الآخرين مع ترك مسافة مادية بينه وبين الآخرين، والمحافظة على المساحة الشخصية وعدم التقرب من الآخرين جسديا.
وفي المقابل، يقول الدكتور أيمن البلشة على الأسرة أن تمنح الطفل فرص التعبير عن انفعالاته ومشاعره تجاه الآخرين بطرق أكثر قبولا مثل السلام باليد والابتسامة، ويمكن مع بعض الأفراد إعطاء حضن بسيط من الجزء العلوي من الجسم، دون الحاجة إلى الالتصاق بالآخر أو قضاء وقت أطول في عملية الاحتضان، وبهذه الطريقة يمكن للأسرة أن تساعد طفلها على التمييز بشكل مناسب بين اللطف والتحرش، حيث إن التنبيه من قبل الأسرة لطفلهم بأن الاعتداء على المساحة الشخصية أو الاحتضان بطريقة قوية أو لمس بعض الأجزاء الحساسة من الجسم يمكن اعتباره طرقا غير مناسبة وغير مقبولة، حيث يتم اعتباره تحرشا، وبالتالي يزيد لدى الطفل الوعي والقدرة على التمييز بين اللطف والتحرش.
وترى جنى زهير الحدق، مرشدة نفسية وتربوية، أن لدور الأهل أهمية كبيرة في توعية الأطفال حول التمييز بين اللطف والتحرش وكيفية مواجهته. وبمجرد تعليم الطفل دائرة الحدود وكيفية التعامل مع شرائح المجتمع وبعض الطرق الوقائية والتوعوية عن طريق تعريفه أماكن الجسد المسموح لمسها والأماكن غير المسموح فيها الاقتراب، وأيضا عن طريق عرض فيديو توعوي، أو من خلال اللعب.
وكمرشدة تربوية، ترى أنه من المهم خلال الحصة المدرسية، أو حتى الأندية الصيفية للأطفال، توضيح الكلام والأفعال المسموحة والأمور التي يجب عدم الاقتراب منها والإبلاغ بها، حيث بات موضوع التحرش الجنسي من أكثر المواضيع التي تؤرق أولياء الأمور في سن الطفولة وخاصة المدارس التي يوجد فيها جميع الصفوف الدراسية، فهذا قد يعمل على الاختلاط بين الطلبة الصغار والكبار سواء بالفرصة أو عند مغادرة المدرسة، من هنا يجب على المرشد التربوي توعية الطلاب بذلك خاصة الصغار.
كما على المرشد التربوي التنسيق مع ولي الأمر حتى يكون لدى الطفل وعي بأنه إذا واجهته هذه المشكلة يلجأ للمرشد التربوي.
وتلفت الحدق إلى أهمية توعية الطالب بمسافة الأمان بينه وبين الأطفال الآخرين، فبعض الطلاب المتحرشين قد يقبل الطفل الآخر، أو يلمس بعض أعضاء جسمه، ويخبره أن هذا من باب المزاح!
وهنا على المرشد وولي الأمر تدريب الطفل حول كيفية مواجهة هذه المشكلة وعدم الانصياع للمتحرش، وعدم الخوف من تهديده، وتوعية الطفل بأن جسده ملكه ولا يستطيع أي أحد لمسه، وأيضا تدريب الطفل حتى يتحدث عن هذه المشكلة إذا حصلت معه، سواء للمرشد التربوي، والذي بدوره يتحدث مع ولي الأمر بسرية تامة حتى لا يصبح الطفل موضوع سخرية واستهزاء من قبل الطلاب، وأيضا تدريبه على مصارحة الوالدين بما يحدث معه.
وترى ميساء القرعان، باحثة اجتماعية ونفسية، أن التركيز على التحرش والتنبيه المتكرر والمباشر خطأ يرتكبه المربون بدون تعمد، مما يجعل الطفل يلتفت لهذه الأمور أو يفقده الثقة بكل من حوله، ونحن نرغب في تنشئة جيل متزن ومنفتح.
وتنصح القرعان بتقديم بعض النصائح للطفل بجرعة مخففة ودون تركيز مباشر، مثل:
لا تمشي مع أي شخص غريب لا تعرفه لسبب لا تعرفه. لا تسمح لأحد بأن يلمسك في أماكن محددة، وإن حصل معك شيء من هذا أخبرني.وتعتقد أن هذا الموضوع يحتاج الرقابة غير المباشرة على انفعالات الطفل وتصرفاته، فالأم والأب بإمكانهما معرفة إذا ما كان الطفل يتعرض لأي تحرش بقليل من الانتباه لسلوكه، ويبقى الأكثر أهمية هو كيفية التعامل مع الحالة ومعالجة أي أثر جانبي قد يترتب عليها.
وتضيف "ما أرغب في التأكيد عليه هو الاهتمام بمن يكون مع الطفل، وكيف يكون، وما هي الأماكن التي قد تعرضه للتحرش، والانتباه لردود فعله، أو أي تغير قد يطرأ على سلوكه وانفعالاته".
وتدعو القرعان إلى عدم التركيز بشكل مبالغ فيه على التوعية المباشرة، لأن ذلك قد يفتح عين الطفل على أشياء قد لا يتعرض لها أصلا، مما قد يفقده الثقة بمن حوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذا الموضوع تدریب الطفل تعلیم الطفل التمییز بین مع الآخرین التعامل مع الطفل على عن طریق من خلال
إقرأ أيضاً:
هل تكثر المشاكل العائلية في رمضان؟ وكيف نتجنبها بذكاء؟
رغم حالة السعادة والترحاب بحلول شهر رمضان الكريم، فإن حالة من الترقب والقلق قد تسيطر على البعض بسبب المشكلات التي تجتاح العديد من المنازل تحت عنوان "متطلبات رمضان" والتي تنفجر في بعض المنازل مع الأيام الأولى من الصيام، لتتحول بهجة الشهر إلى قلق وشعور بالضيق، وتنقلب التجمعات العائلية المرتقبة إلى أفخاخ تٌحسب لها الحسابات، المادية والمعنوية، فضلا عن الكثير من الهموم المتعلقة بالإرهاق الناتج عن التسوق وعمليات التنظيف وإعداد الطعام بكميات أكبر من المعتاد في بقية الأيام، لكن المسألة تذهب أحيانا إلى أبعد من ذلك.
كلمة السر في "خلل الأولويات"تعرف ياسمين سعيد، ربة منزل وأم 3 أطفال ما يجري كل عام بـ"خناقة رمضان" وتقول للجزيرة نت إن "مشاجرات المواسم صارت أمرا معروفا، بل هي تقليد في العديد من العائلات، حيث ترتبط المناسبات بمزيد من عمليات الشراء، والاحتياجات الإضافية لتبدأ النقاشات الحادة حول ما يجب وما لا يجب شراؤه، وصولا إلى المشاجرة الكبرى التي قد تنتهي من بعدها إلى غضب وخصام قد يمتد طوال الشهر الكريم، لتلتحم مشاجرة رمضان بمشاجرة العيد، وقد تتطور الأمور في بعض الأحيان إلى انفصال أو على الأقل طلاق لفظي مع احتدام النقاش".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باسم ياخور وتيم حسن وبسام كوسا.. نجوم يتصدرون الدراما السورية في رمضان 2025list 2 of 2من السقا لباسم ياخور.. إصابات متلاحقة لنجوم دراما رمضان 2025end of listوتضيف ياسمين، "ثمة مشكلات ثابتة لا تتغير من عام لآخر، مثل الجدال السنوي حول الجهة التي سوف نذهب إليها في اليوم الأول من رمضان، عائلتي أم عائلة زوجي؟ ويتكرر الجدال حين يتعلق بالاستضافة، أي مَن العائلتين سوف ندعوه إلى الإفطار؟ خاصة مع ميزانية البيت المحدودة والتي لا تحتمل أكثر من عزومة كبيرة واحدة في الشهر، مما يثير الكثير من الضيق وكثيرا ما نبدأ الشهر متخاصمين، ففي الوقت الذي أرى فيه أن عائلتي أولى بزيارتنا في أول يوم، يرى هو أن عائلة الزوج هي الأولى، وهكذا".
وتحمل مزيد من المشكلات المجموعات الخاصة بالسيدات عبر مواقع التواصل بشأن المشاجرات حول "الياميش" و"الزينة" ومزيد من المصروفات التي صارت تثقل كاهل الكثيرين ماديا ومعنويا.
وتروي الدكتورة إيمان عبد الله استشاري العلاج النفسي الأسري -للجزيرة نت- قصة واحدة من الحالات التي تعاملت قبل وقت قصير وتقول "جاءتني سيدة تشكو إفراطها في شراء زينة رمضان، كانت تعاني من مشكلة حقيقية وإسراف غير منطقي في شراء الأغراض المتعلقة بالشهر الكريم، حتى من دون حاجة للدرجة التي يمكن أن تنفق معها مصروف شهر كامل على أغراض زائدة عن الحاجة مما دفعها لطلب المشورة، حيث تبين أن والديها قد اعتادا على طقوس بعينها قبيل الشهر الكريم، ومع وفاة والدها في سن صغيرة احتفظت السيدة بعادة الشراء المبالغ فيها، محاولة منها للتمسك بذكريات الماضي واستعادة السعادة التي اعتاد والدها بثها في المنزل".
وتضيف "أكثر المشكلات التي تقع قبل حلول الشهر الكريم، أو خلاله، عادة ما تكون بسبب الخروج عن روح رمضان، وعن الأولويات التي يتطلبها، فبدلا من الاهتمام بالتجهيزات الروحانية الخاصة بالصلاة والصوم والعبادة، صار كثيرون يؤدونها بطريقة شكلية وآلية دون استشعار للطاقة الجبارة للشهر، مع انصراف تام عن الهدف، فصار حلول الشهر مرادفا لزيادة الإنفاق على الطعام بدلا من المحتاجين، والإسراف بدلا من الزهد، إجهاد مادي يضاف إليه الإجهاد البدني الناتج عن اختلال نظام الطعام والنوم، والطاقة الضخمة التي تبذل في الدعوات المتكررة (العزومات) وما يصاحبها من مشكلات عائلية تتجدد خلال الاجتماعات، وهكذا يتحول الصيام الذي يهدف في جوهره إلى التخلص من الضغوط والأمور الزائدة إلى عبء ومعاناة".
مزيد من الإجهاد المادي والمعنوي، والتطلعات التي تفوق الميزانيات المتاحة وسط أزمات مادية خانقة، تقود إليها حالة التشجيع الشديدة على الشراء في المحال والأسواق، وحتى التلفزيون، مع كم ضخم من الأعمال الفنية تحملها القنوات تصيب بحالة من التشتت، وكما تقول المعالجة النفسية إيمان عبد الله إن ذلك كله يقود إلى خلل في تنظيم الوقت خلال رمضان، وتضيف "أحد أكبر المشكلات الصامتة التي تزيد من معاناة الأسر خلال شهر رمضان إلقاء المسؤولية بالكامل على عاتق الأم، بداية من العناية باحتياجات أهل المنزل، مرورا بأعمال التنظيف وإعداد الطعام، مع مزيد من المسؤوليات الخاصة بالمذاكرة للأولاد، والواجبات الاجتماعية مما يزيد من الضغوط على الكثير من النساء".
6 مشكلات أساسية بالتجمعات العائليةتواجه العائلات على مستوى العالم مجموعة من التحديات أثناء اجتماعها في المناسبات السنوية، ومن بينها شهر رمضان الكريم. وتشير الباحثة والكاتبة في مجال علم النفس إيزادورا ألمان إلى ما تحمله التجمعات العائلية من مشاكل تنتج عن الاحتكاك لعدد كبير من أفراد العائلات بعد وقت طويل من الغياب، الأمر الذي يفتح الباب للعديد من المواقف المحرجة وغير المتوقعة، خاصة في حال وجود مشاحنات أو اختلافات قديمة، وهكذا يتم تجاهل البعض حول المائدة، أو توجيه كلمات جارحة لآخرين مقصودة كانت أو غير مقصودة. وبينما يشعر البعض بتحيز ضدهم، يشعر آخرون بإهمال متعمد وطريقة غير مريحة في التعامل، بالإضافة إلى تلك النقاشات التي تثير غضبا مفاجئا بين الجميع مع مناقشة أمر سياسي بسيط حوله اختلافات في وجهات النظر، تقود أحيانا البعض إلى مغادرة التجمع من الأساس.
وقد لخص مجموعة من المعالجين الأسريين أشهر المشكلات التي تواجه التجمعات العائلية في 6 مشكلات أساسية هي:
التعرض إلى طرح أسئلة بها تدخل في الأمور الخاصة والشخصية. إعادة مناقشة بعض المشكلات القديمة أو الموضوعات غير المرحب بها من الجميع. التعليق على سلوك الأطفال في العائلة، أو على ردود فعل وطريقة تربية الآباء لأولادهم. معاملة البالغين الأصغر سنا كما لو كانوا ما يزالون أطفالا أو مراهقين. سرد قصص عن الآخرين تعرضهم للإحراج وسط بقية أفراد العائلة. ينشأ الصراع أيضا حول من يزور من وعلى الهدية التي يجب أن يتم جلبها وميزانيتها، ومن يجب أن يتحملها.تنصح الدكتورة إيمان عبد الله باستغلال شهر رمضان في تبني عادات جديدة لدى أفراد الأسرة جميعا "فممارسة عادة معينة لـ30 يوما متواصلة يحولها إلى سلوك، لهذا أنصح الأمهات بمعالجة انعدام الشعور بالمسؤولية لدى الأولاد خلال شهر رمضان الكريم بإشراكهم ومساعدتهم في المهام الملقاة على عاتقها، وهذه فرصة ذهبية لتعديل السلوكيات والتخلص من الأعباء بدلا من تبنيها".
إعلانوتضيف "حل المشكلات يبدأ بالتخلي عن الصورة الذهنية والكتالوج الاستهلاكي الذي رسمه البعض للشهر الكريم باعتباره شهر شراء الكثير من المنتجات، وتناول المزيد من الطعام الدسم الذي ربما لا يتناوله البعض على مدار العام إلا في هذ التوقيت، لكن شهر رمضان فرصة للتخلص من العادات والسلوكيات السلبية، والتخلص من الضغوط مع استغلال عدد ساعات العمل القليلة في مزيد من الصفاء الروحي والتقرب من الله دون إسراف أو مغالاة، ولهذا لا يليق الدخول في جدالات لأسباب مادية في شهر يدعو إلى الزهد، فحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه".
ويرى خبراء في مجال علم نفس الأسرة ضرورة اتباع مجموعة من الخطوات لتخطي اجتماع العائلة خلال العزومات بسلام أهمها:
ترك الماضي وعدم الخوض في أي قصص جدلية أو أمور سياسية. إدراك أن أساليب الأبوة والأمومة تختلف من زمان إلى آخر، ومن شخص لآخر لذا يفضّل عدم التعليق. يفضّل عدم تقديم النصيحة على الملأ، لا سيما إذا لم يطلبها أحد. إدراك أن الشباب لم يعودوا أطفالا وأن أعمارهم الصغيرة لا تبرر معاملتهم على أنهم أشخاص غير بالغين. الامتناع عن مشاركة أي قصص قد تحرج شخصا آخر أو تسبب له ضيقا خلال الاجتماع. الترحيب بالجميع على قدر من المساواة. استغلال وقت تجمع العائلة في صناعة المزيد من الذكريات السعيدة والتقاط الكثير من الصور الجميلة.