الولايات المتحدة – طور علماء “روبوتات مخاطية” مجهرية أصغر من الخلية قادرة على توصيل الأدوية إلى الجسم عن طريق التسلل عبر الدفاعات المناعية “كحصان طروادة”.

ويعمل المخاط كحاجز وقائي لزج ضد الجراثيم، ولكنه يمكن أيضا أن يجعل إعطاء بعض الأدوية أكثر صعوبة لأنه يحبس جزيئات الدواء.

وهذا المخاط لا يبطن الأنف فحسب، بل يحمي أيضا الرئتين والمعدة والأمعاء والعينين عن طريق ابتلاع مسببات الأمراض.

والآن، طور العلماء روبوتات صغيرة بمخاط نانوي يغذيه بيروكسيد الهيدروجين، وهو ما يمكّن من تجاوز حاجز المخاط بسهولة.

وباستخدام الفئران، أظهر علماء من الجمعية الكيميائية الأمريكية كيف يمكن لروبوتاتهم المخاطية أن تخترق الطبقة الدفاعية اللزجة من المخاط ومن المحتمل أن تقوم بتوصيل الأدوية بكفاءة أكبر.

والروبوتات صغيرة جدا، حيث أن 10 منها مصطفة معا لا تغطي سوى عرض خلية الدم الحمراء.

ويتكون كل روبوت من جزيئات مسامية يمكن ملؤها بجزيئات الدواء، ما يساعد على تسلل الأدوية عبر نظام الدفاع في الجسم مثل حصان طروادة.

وقام الفريق بربط إنزيمات الكاتالاز، المحفز البيولوجي الذي يعمل على تسريع معدل التفاعلات الكيميائية في الخلايا، بالروبوتات. ثم أعطوها للفئران باستخدام بيروكسيد الهيدروجين المسيل للمخاط، ما ساعد في دفع روبوتات المخاط.

وبعد ذلك، قام الفريق ببناء نموذج لطبقة المخاط المعوي، باستخدام خلايا معوية بشرية قاموا بتنميتها في المختبر. وفي غضون 15 دقيقة، عبرت الروبوتات الصغيرة الطبقة المخاطية للنموذج دون الإضرار بشكل كبير بالخلايا الموجودة تحتها.

بالنظر إلى أن المخاط يتم تنظيفه وتجديده كل 10 دقائق إلى 4.5 ساعات، فإن هذا الإطار الزمني السريع يمكن أن يمنع الروبوتات من الانحصار وإزالتها بواسطة الطبقة المخاطية.

وأجرى العلماء المزيد من الاختبارات على أمعاء الفئران ورأوا نتائج مماثلة، حيث تمكنت الروبوتات النانوية من تجاوز طبقة المخاط دون الإضرار بالخلايا والأنسجة الموجودة تحتها.

وتمكن نحو 28% من الروبوتات النانوية المخاطية من عبور الحاجز المخاطي.

ويعتقد العلماء أن روبوتاتهم هي وسيلة واعدة لتوصيل الأدوية التي عادة ما يتم حظرها بواسطة الحاجز المخاطي.

المصدر: ذي صن

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

لوموند: إلى متى ستظل أوروبا قادرة على تجاهل ما يجري بتونس؟

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن إدانة نحو 40 معارضا في تونس بأحكام "قاسية جدا استنادا إلى اتهامات عبثية" إهانة لسمعة البلاد التي جُرّت قسرا إلى استبداد لا حدود له بقيادة الرئيس قيس سعيّد، على حد تعبيرها.

وكانت المحكمة الابتدائية في تونس قد أصدرت يوم السبت 19 أبريل/نيسان أحكاما بالسجن تراوحت بين 13 و66 عاما، شملت قيادات سياسية بارزة من الصف الأول في المعارضة، وسط تنديد واسع بما اعتُبر "محاكمات تفتقر إلى أدنى شروط العدالة"، واعتبرتها أطراف واسعة محاولة لتجريم العمل السياسي المعارض وترويع المناهضين لسياسات الرئيس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قضية “التآمر “بتونس تدخل منعطفا جديداlist 2 of 2"متهمون بالصدفة" يواجهون أحكاما قاسية في تونسend of list

وأضافت لوموند، في افتتاحيتها اليوم الجمعة، أن تونس -مهد الربيع العربي الذي كان مصدر أمل كبير للديمقراطيين في العالم العربي والإسلامي- في تراجع بائس، وبات مسارها ينحرف منذ 3 سنوات نحو "كاريكاتير حزين للاستبداد المطلق من جديد".

إهانة لتونس

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن محاكمة 40 من النشطاء السياسيين والمدنيين والصحفيين ورجال الأعمال، وصدور أحكام غير مسبوقة بحقهم، بعقوبات تصل إلى 66 عاما من السجن، يعد إهانة لتونس.

وذكرت أن المحامي سمير ديلو وصف ذلك بـ"الجنون القضائي"، مبرزة أن الأحكام تعتبر أيضا وصمة عار في صورة بلد حصل، بشكل جماعي، على جائزة نوبل للسلام عام 2015 بفضل مشروعه الديمقراطي.

إعلان

وعقب صدور الأحكام، عبّر عدد من أساتذة كليات الحقوق والمعاهد العليا للعلوم القانونية في تونس عن رفضهم محاكمة 40 معارضا في ما تعرف بقضية "التآمر على أمن الدولة".

وأكد أكثر من 50 أستاذا -في بيان مشترك- إدانتهم الشديدة لاستخدام الرئيس قيس سعيد القضاء كأداة لتجريم المعارضة السياسية وتكميم الأفواه وانتهاك حرية التعبير.

وتابعت لوموند أن الشخص الذي بنى هذه الرواية الملفقة عن مؤامرة ضد "أمن الدولة" ليس سوى رئيس الجمهورية نفسه، قيس سعيّد.

حذر أوروبي

وأوضحت أن بعض المحكوم عليهم، لم يفعلوا سوى التفكير ضمن إطار قانوني بحت في بديل انتخابي للرئيس سعيّد، وكانت دوافعهم نابعة من قلق عميق بشأن مستقبل الديمقراطية التونسية، بعد حدوث ما يوصف بالانقلاب الذي حصل في يوليو/تموز 2021، والذي اغتنمه سعيّد ليستحوذ على كامل السلطة.

وأكدت أن هؤلاء المعارضين يدركون تماما أن المناخ السائد لا يصب في صالحهم، ولم يكن خافيا عليهم أن الانقلاب الذي قاده قيس سعيّد قوبل بمشاهد من الابتهاج الشعبي. كانوا على وعي كامل بأن سعيّد يركب موجة الرفض الشعبي لأخطاء المرحلة الانتقالية الديمقراطية.

وشددت على أنه بدلا من تصحيح مسار قابل للإصلاح، اختار سعيّد نهج الهدم الكلي، فقد عمل بشكل منهجي على تفكيك أبرز مكاسب ربيع 2011، وهاجم التعددية الحزبية وحرية التعبير.

وزادت لوموند أنه في مواجهة هذه التطورات يبدو الأوروبيون مشلولين، حيث عبّرت كل من فرنسا وألمانيا عن "قلقهما" بعد صدور الأحكام، هو حذر مفهوم لأن الاتحاد الأوروبي يسعى لتجنب مشكلتين اثنتين: تفادي الاتهام بالتدخل في شؤون دولة أخرى، كما عليه ألا يغامر بتوتير علاقاته مع رئيس يقدّم نفسه على أنه منفّذ وفيّ لاتفاقات الحدّ من الهجرة المبرمة مع بروكسل.

وتساءلت الصحيفة عن مدى جدوى الحذر الأوروبي، في وقت تُضعف فيه سياسة قيس سعيّد تونس يوما بعد يوم، وبالتالي تهدد بشكل محتمل استقرار هذا البلد.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أمة من الروبوتات
  • شاهد | موقع وارزون: دفاعات جوية يمنية تُحدِث شرخاً في تفوّق واشنطن التكنولوجي
  • بإسقاطها 22 طائرة.. دفاعات اليمن الجوية تربك العدو الأمريكي وتفخخ السماء أمام طائراته
  • «الكهرباء» توقِّع عقد إيصال محطات تحويل رئيسية مع الربط الخليجي لزيادة قدرة استقبال الشبكة
  • لوموند: إلى متى ستظل أوروبا قادرة على تجاهل ما يجري بتونس؟
  • شمام: ليس لدى ليبيا رأسمالية وطنية قادرة على إدارة اقتصادها المرن والمتطور
  • كرة نارية خضراء مصحوبة بانفجار مدو فوق أستراليا تحير العلماء
  • بدقيق البسبوسة .. طريقة عمل تشيز كيك
  • المجاعة تتفاقم في غزة: أطفال القطاع يعانون سوء التغذية ونقص الأدوية
  • المفاوضات والوسطاء حصان طروادة الإمبريالية