مكتبة الإسكندرية تناقش تداعيات الحرب على غزة ومستقبل التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
قال اللواء احمد الشربيني مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، إنّ ما يحدث في غزة حاليًا هو في قلب المصالح العليا لمصر وفي قلب أمنها القومي، لافتًا إلى أنّ مصر ترى أن منطقة الشام هي جزء من أمنها القومي.
وأوضح أن مصر تحركت تاريخيًا نحو منطقة الشام لحماية أمنها القومي وعلى سبيل المثال تحرك مصر لصد التتار في معركة عين جالوت، لافتا إلى أن مصر تعاملت مع الحرب الإسرائيلية على غزة وفقًا لسياسة متوازنة تسعى إلى وقف هذه الحرب.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها مكتبه الإسكندرية، بعنوان "الحرب على غزة ومستقبل التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط"، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية.
شارك في اللقاء الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، وقدّم اللقاء اللواء أحمد الشربيني، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية.
وأشار إلى أن مصر راعت خلال هذه الفترة مصالحها العليا الداخلية والخارجية وكذلك طبيعة التوازنات الإقليمية، مبينًا أن كل المؤشرات تقول أن شكل المنطقة قبل الحرب على غزة لن يكون كما هو بعد انتهاء الحرب.
بدوره - قال الدكتور علي الدين هلال، إن الصراع العربي الإسرائيلي كان له تأثير تاريخي بالغ على التوازن الإقليمي والدولي، لافتًا إلى أن المقصود بالتوازن الإقليمي هو العلاقات بين القوى الدولية في المنقطة وشكل هذه العلاقات ونوعها.
واستعرض أستاذ العلوم السياسية، تاريخ قيام دولة إسرائيل وتأثير ذلك على المنطقة العربية وصولًا إلى انفجار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
وقال إن الصراع العربي الإسرائيلي هو أطول صراع في التاريخ، فلم يحدث أن يستمر صراع لأكثر من قرن، وأضاف :" الصراع العربي مع اليهود بدأ رسميًا في عام 1917 بوعد بلفور وهناك دراسات تتحدث أن الصراع بدأ قبل ذلك"، وإن حرب أكتوبر غيرت أسطورة إسرائيل التي روجت لها بأن جيشها لا يقهر بالنسبة لمصر، ولكن على باقي الساحات ظلت لإسرائيل اليد العليا في الحرب.
ورأى أستاذ العلوم السياسية أن الصراع العربي الإسرائيلي هو في جوهره صراع اجتماعي ممتد.
وأوضح أن هناك عوامل إقليمية كثيرة تلعب في المنطقة سواء في إيران أو تركيا، وهم ليسوا دائمًا يعملون لصالح العرب، لافتًا إلى أن الرؤساء الأمريكيين على اختلاف انتماءاتهم لديهم مواقف داعمة لإسرائيل حتى وإن اختلفوا من حيث الشكل.
وقال إن إسرائيل ما كان لها أن تستمر في حربها على غزة لمدة 10 أشهر لولا الدعم الأميركي، لافتًا إلى أن إيران طرف غير مباشر في هذه الحرب من خلال وكلائها المتواجدين في المنطقة سواء (حزب الله اللبناني) أو (ميليشيا الدعم الشعبي في العراق) أو (جماعة الحوثي في اليمن).
وأوضح علي الدين هلال إلى أنّ هناك غضب عالمي تجاه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة على المستوى الشعبي، مُشيرًا إلى الاحتجاجات الكبيرة التي تخرج أسبوعيًا في عدة مدن أوروبية لوقف تلك الحرب.
وأشار أستاذ العلوم السياسية أن توقع شكل المنطقة بعد انتهاء الحرب على غزة حاليًا أمر لن يكون دقيقًا خصوصًا وأن الحرب لا زالت مستمرة ولكن ما سيحكم شكل المنطقة هو ما ستنتهي عليه الحرب، كما أن الحرب على غزة تسببت في تراجع ما يسمى بنظرية "الردع الإسرائيلي"، لافتًا إلى أنّ الفاعلين في الحرب ليسوا دولًا ولكنهم وكلاء إيران في المنطقة سواء في لبنان أو في اليمن بالإضافة إلى حماس.وقال إن إيران عندما أطلقت مسيراتها على تل أبيب لم تكن تريد إشعال حرب إقليمية ولكنها كانت تريد توصيل رسالة إلى إسرائيل بأنها تستطيع أن تصل إلى تل أبيب.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن بنيامين نتنياهو حينما دخل الحرب قال إنه يريد تحقيق ثلاثة أهداف وهي القضاء على القدرات العسكرية لحماس واستعادة الأسرى ومنع أي هجوم محتمل في المستقبل من غزة، لافتا إلى أن الأهداف الحقيقية لم تكن معلنة وهى المتمثلة في القضاء على القضية الفلسطينية وتصفيتها بدليل المعارك المستمرة في الضفة الغربية بالإضافة إلى الحرب على غزة.
وتحدث عن دور مصر خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لافتا إلى أن مصر تعرضت لضغوط كثيرة ومحاولات لجرها إلى الصراع من خلال الأكاذيب الإسرائيلية المتواصلة.
وأكد علي الدين هلال، أهمية أن تقوم مصر بطرح رؤية لحل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لافتا إلى أن مصر أكثر دولة مؤهلة للقيام بهذه المهمة.
من جانبه، قال الدكتور أحمد زايد، إنه حينما نتحدث عن الحرب على غزة يجب في البداية أن نضع في اعتبارنا مجموعة من العوامل التي تحكم المشهد السياسي في المنطقة، مبينا أن الحرب في غزة يمكن حصرها في مسارين أحدهما متفائل ينتهي بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تهدئة في غزة.
وأوضح أنّ هناك الكثير من الدول التي لها أدوارفي المنطقة مثل إيران وتركيا، لافتًا إلى وجود تصنيفات حالية بين الدول تحت مسمى دول المقاومة ودول أخرى ليست مقاومة وهذه التصنيفات ليست دقيقة.
وأشار إلى أن المشهد أيضًا يشير إلى تصاعد للجماعات غير الخاضعة للمجتمع الدولي مثل حزب الله والحوثيين، مشيرا إلى أن الصراع سوف يستمر لسنوات طويلة.
وحذر الدكتور أحمد زايد، من مخاطر تزايد جماعات التطرف والإرهاب خلال الفترة الحالية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، لافتا إلى تزايد حدة العداء لإسرائيل في الدول الغربية.
وقال إن هناك سيناريو متشائم أيضًا لمستقبل الصراع وهو استمرار الحرب دون الوصول إلى تهدئة بالإضافة إلى مخاطر اندلاع مواجهة مع حزب الله مع لبنان، لافتا إلى أن استمرار الحرب معناه وصول الدمار الحاصل في غزة إلى الضفة الغربية.
وأوضح أن الانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين مرشحة للزيادة والتوسع في حالة استمرار الحرب على غزة، وهو من أخطر السيناريوهات التي تواجه القضية الفلسطينية، مبينا أن هذا السيناريو بالتأكيد سيخدم أهداف الدول التي ترغب في تفكيك المجتمعات من أجل استمرار السيطرة والتمكن.
وكشف أن مخطط الشرق الأوسط الجديد قائم بشكل كبير وتسعى الولايات المتحدة إلى تنفيذه، لافتا إلى أن إيران من الدول التي تستخدم من أجل تنفيذ هذا المخطط.
وأشار إلى أن الصراعات في المنطقة بدأت من العراق وانتقلت من دولة لأخرى بعدها، مؤكدا ضرورة أن يتم الانتباه إلى هذه النقاط حينما نتحدث في الصراع ومستقبله في منطقة الشرق الأوسط.
جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتي 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية استمرار الحرب الحرب الإسرائيلية على غزة إسرائيل الشرق الأوسط مكتبة الإسكندرية مركز الدراسات الاستراتيجية أستاذ العلوم السیاسیة الحرب الإسرائیلیة على مکتبة الإسکندریة علی الدین هلال الصراع العربی الحرب على غزة الشرق الأوسط لافتا إلى أن فی المنطقة إلى أن مصر أن الصراع وأوضح أن وقال إن فی غزة
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية تختتم فعاليات المؤتمر الدولي الأول للعلوم البينية وتوصي بعقده سنويًا
أسدل الستار اليوم الخميس على فعاليات المؤتمر الدولي الأول للعلوم البينية الذي نظمته مكتبة الإسكندرية عبر قطاع البحث الأكاديمي تحت عنوان "نحو استكشاف آفاق علمية جديدة: ديناميات التداخل البيني للعلوم في المستقبل" وذلك على مدار يومي 8 و 9 أبريل 2025. وقد شهد المؤتمر حضورًا ومشاركة فاعلة لنخبة من أساتذة الطب والفلسفة والهندسة وعلم الاجتماع وعلماء النباتات والآثار.
أقيم المؤتمر برعاية كريمة من الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وتحت إشراف الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والإشراف التنفيذي للدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بالمكتبة. وبلغ عدد المشاركين في هذا الحدث الهام 42 مشاركًا، منهم 34 من مصر و8 من الدول العربية والأجنبية، حيث تم تقديم 44 ملخصًا بحثيًا تناولت جوانب متنوعة للتداخل البيني للعلوم.
وفي ختام المؤتمر، أعلن الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية عن عزم المكتبة على طباعة الأوراق البحثية للمشاركين في كتاب توثيقي، بالإضافة إلى إعداد وثيقة شاملة تتضمن توصيات المؤتمر ومخرجات المائدة المستديرة التي أدارها زايد تحت عنوان "مسارات جديدة للتداخل البيني في العلوم: العلوم الاجتماعية نموذجًا". وتهدف المكتبة إلى تقديم هذه الوثيقة إلى القيادات المختصة في الدولة للاستفادة من رؤى الخبراء في تطوير السياسات العلمية والتعليمية.
أكد المشاركون في المؤتمر على ضرورة عقد هذا الحدث العلمي سنويًا لمتابعة أحدث المستجدات والتطورات في مجال الدراسات البينية وعلومها. كما اقترحوا تنظيم ورشة عمل تسبق المؤتمر في دوراته القادمة بهدف تحديد الأطر والموضوعات الخاصة به وفقًا لأحدث التوجهات العلمية العالمية في هذا المجال.
وشملت التوصيات الهامة التي خرج بها المؤتمر ضرورة صياغة سياسات وطنية واضحة تعزز منهجية البحث العلمي البيني، مع ضرورة تولي الدولة الإشراف على تنفيذ هذه السياسات في جميع المجالات المعرفية. وأكد المشاركون على أهمية التواصل الفعال مع المؤسسات الجامعية المصرية والأجنبية لإطلاق برامج دراسات بينية متكاملة تشمل تخصصات متعددة. كما أوصوا بضرورة تنظيم برامج تدريبية متخصصة للأساتذة المعنيين بتدريس هذه البرامج البينية.
وشددت التوصيات على الأهمية القصوى لتنمية ثقافة مهارات التعليم والتعلم الموجهة نحو اقتصاد المعرفة، بهدف تعزيز القدرة التنافسية لمصر على الصعيد العالمي وبناء مجتمع يقوم على أسس اقتصاد المعرفة.
كما أكد المشاركون على أهمية الاستعانة بالبرديات التاريخية في تحديد وتوصيف البيئة الاجتماعية والتربوية والسياسية في العصور القديمة، مما يمكن أن يسهم في وضع أهداف تعليمية أكثر وضوحًا لمراحل التعليم المختلفة في مصر. وأوضحت التوصيات ضرورة التركيز بشكل خاص على العلوم الاجتماعية والإنسانية في جميع مراحل التعليم، سعيًا لتكوين مواطن مثقف قادر على التفاعل الإيجابي مع مختلف الثقافات العالمية والمشاركة الفعالة في تطوير الثقافة المجتمعية، بهدف إعداد جيل المستقبل للتعامل بكفاءة مع تحديات وفرص العلوم البينية.