لجريدة عمان:
2024-09-06@02:08:48 GMT

وما أدراك ما التضبيط

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

سنوات طويلة وهو يدافع عن قناعاته ببسالة موقتًا أن فرص الحصول على الوظائف أيًا كانت متساوية والذي يتحكم في ذلك إنما هو المؤهل الدراسي والإمكانات الفردية الذهنية أو الجسدية والمهارات ولا يوجد شيء اسمه «لعب من تحت الطاولة» وإن وُجد يكون في نطاق ضيق.

هذه القناعة ما لبثت وأن سقطت بمجرد أن كبُر ابنه وقُيد اسمه كباحث عن عمل منذ أربع سنوات.

. سنوات أربع كبيسة مرت وهو يخوض اختبارات تلو اختبارات ومقابلات تتبعها مقابلات إلى أن استوعب حقيقة الأمر وأين تكمن الحلقة المفقودة.

اكتشف أنه كان ساذجًا فعدم اختيار ابنه للوظائف التي تقدم لها لا يعود إلى سوء أدائه إنما افتقاره إلى «ركن شديد» يأوي إليه و«ظهر قوي» يستند عليه.. إلى «مسؤول واصل يأخذ بيده يزرعه في الوظيفة زرعًا.. يحتاج إلى «شخص يضبطُه» بالمحلية الدارجة.

«التضبيط» وما أدراك ما التضبيط هذه الوسيلة الخارقة لبلوغ الغاية بأقل جهد ممكن.. لا يحتاج التضبيط سوى مكالمة هاتفية من قريب أو حبيب أو عزيز أو زيارة خاطفة تُذكِر بالوِد القديم أو هدية متواضعة أو علاقة خاصة ومن يجادل في نجاعة هذه الآلية فليتتبع أسماء أقارب المقبولين الجُدد وقرابتهم من المسؤولين في الجهة التي عُينوا فيها أو طبيعة علاقتهم بهؤلاء المسؤولين ونوعيتها.

«يضبط» الشخص «الواصل» لابنه والمقربين ومن يأتي من قِبل من «لا يُرد له طلب» ودليل ذلك الوظائف التي تتناوب على شغلها أُسر بالوراثة في جهات متعددة والوظائف التي تبدأ «بالعقود المؤقتة» لتكون لاحقًا ثابتة تلك التي لا يعرف المواطن البسيط آلية التعيين فيها.

آلية «التضبيط» الحاسمة لا تعترف باشتراطات القبول للوظيفة المُعلنة للعامة ولا بالمهارات الفردية والمُمكِنات العلمية ولا تخضع للمعايير المهنية بل تتنافى وكل ذلك.. تتقاطع مع الإخلاص للوطن ورؤية سلطان الوطن «حفظه الله ورعاه» وهذا يطرح سؤالًا مهمًا للغاية وهو: ما مصير من لا ظهر له ولا «مُضبط» ولا معرفة عنه؟.

لا شك أن الجواب سيكون الضرر البالغ.. سيلحق الضرر بمن لا علاقات «نوعية» ومؤثرة له ونتيجة ذلك لن يحصل على وظيفة يستحقها تُطور من مواهبه وتستفيد منها. من بين الضرر البعيد الأثر أيضًا ستسود حالة الإحباط شريحة كبيرة من المجتمع عندما تقتنع بأن التجاوز للقوانين والقواعد الأخلاقية هو جزء من الواقع و«لعبة شطارة» يجب تعلمها.

إن استغلال البعض لمناصبهم بوضع «الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب» هو فساد لا مبرر له سينتج عنه حرمان الوطن من أبنائه فائقي الوعي والقدرات والمهارات ليحل مكانهم آخرون بقدرات محدودة يمكن الإفادة منهم في مواقع أُخرى تناسب إمكاناتهم.

أخيرًا.. لن أكون مبالغًا إذا قلت أنه بات من الأهمية إنشاء جهة مستقلة تقوم على مراقبة إجراءات التوظيف في الجهات الحكومية تستعين بالتكنولوجيا المتقدمة لضمان الموضوعية وتحقيق العدالة لجميع المواطنين وجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والبحث عن حل حاسم لما يحصل في تمثيلية «المقابلة» التي سرقت أحلام شباب كُثر في عِز النهار.

النقطة الأخيرة..

«الإخلاص فعل خفي لا رقيب له إلا الضمير»

سقراط

عُمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الهروب الي أين !!

أطياف
صباح محمد الحسن
الهروب الي أين !!
طيف أول
للصبر الذي ترمد في مستحيل النهايات وللصمت الذي شُجّ ونزف خذلانا ً
وللأمنيات التي ارتدّت من أطراف اليأس وللعشم الذي سقط في ساحات المُكر
للرحيل الذي فطرت قلبه مواجع النزوح وللوطن الذي
كان الهروب منه واليه
رحلة ألم
ولاشك أن منصة الناطق الرسمي بأسم حكومة والى القضارف المكلف محمد أحمد حسن عندما تحدثت عن الزيارة الميدانية التفقدية للوالي لمعسكر العائدين من اللجوء من إثيوبيا في الولاية عن أن الوالي دعا المواطنين للانتظام في معسكرات التدريب لدحر "القوات المتمردة" والإسهام في ردعها ومعاقبتها على ما ارتكبته من جرائم، لاشك ان المنصة إستحت أن تعكس الحالة العامة للعائدين في رحلة نزوحهم العكسية،وهم في طريقهم الي ارض الوطن، منصة الوالي لم تجر استطلاعا مع المواطنين عن حالهم وماعانوا منه في معسكرات اللجوء باثيوبيا، لم تتحدث عن نقص الغذاء والدواء
فالاجئين السودانين عندما كانوا في ساحات اللجوء عانوا الويل تفاجئوا بأن مكان الإيواء هو الجحيم الذي فروا اليه من النار ، وجدوا أنفسهم وسط الغابات يقاسمون الحيوانات البرية السكن والحياة
دور للإيواء مات فيها كبارالسن بسبب إنعدام نقص الغذاء والدواء تعرضوا فيها لحالات الخطف من قبل مسلحين ومتفلتين مقابل دفع الفدية
المتفلتون الاثيبيون الذين كانوا يطلقون النار في المعسكرات اثناء عمليات الخطف، هذا بالإضافة الي معاناتهم من عوامل الطبيعة من امطار وبرد وغيرها
من هذا الواقع الكارثي الأليم قرروا العودة الي الوطن فبالرغم من ان السلطات الاثيوبية اقترحت عليهم استبدال المكان بعد مناشدات متكرره من قبل منظمات المجتمع المدني إلا أنهم رفضوا ذلك واختاروا العودة الي الوطن
فبدلا من أن يهيء لهم والي الولاية اماكن يسكنون فيها ويخضع كبارهم والمرضى الي كشف صحي وتقديم العلاج والدواء بعد رحلة نزوح عكسي الي ارض الوطن الذي نزحوا منه ومن ثم اليه في رحلة معاناة استمرت تسعة ايام سيرا على الأقدام حتى وصلوا الي القضارف بعد نقص العدد بسبب موت بعضهم في الطريق
فبدلا من ان يقول والي الولاية مرحبا بكم في وطنكم ويتعهد لهم بتوفير الأمن والحماية كجزء من مسئوليته ويدعو المنظمات لزيارتهم ويناشد اهل الخير في الولاية ان يمدوا لهم يد العون حتى يشفى مريضهم وتزول اوجاعهم وينفضوا عنهم غبار الذل والهوان ويقبّلوا تراب بلدهم ويغمض جفنهم
خطب الوالي فيهم يدعوهم للإستنفار!! بربكم أي مصيبة التي أحلت بالشعب السوداني!!
حرضهم الرجل على الدفاع عن انفسهم وهو بالمرة الدفاع عن الحكومة والجيش وكتائب البراء دعاهم صراحة الي الدخول الي ميادين الحرب حتى تحقيق النصر والتخلص من العدو
العدو الذي نهب اموالهم وممتلكاتهم وشردهم من مدنهم وطردهم من ديارهم العدو الذي هربوا منه الي الجحيم ليجدوا أنفسهم عادوا الي نيرانه مرة اخرى
و باغتهم والي الولاية بالدعوة التي قدمها لهم في زيارته ( التفقدية) ويبدو ان الوالي شد ركبه اليهم حتى يحصي اعدادهم ليتباهى بان ولايته بها المئات من المستفرين الجدد فليس ببعيد ان يقايضهم الوالي بالتسجيل في كشوفات الإستنفار مقابل الغذاء
اجسام نحيلة هزيلة متعبة ومنهكة من رحلة نزوح رأوا فيها الوحوش في الغابات الاثيوبية فروا منها الي الوطن ليجدوا الوالي يريد الدفع بهم الي واجهة القتال حتى يحرروا له المدن من العدو حتى ينعم هو وحكومته في حكم مستمر المرتبات والبدلات والحوافز غير منقطع الوصل
حالة تعبر عن اسوأ انواع الإستغلالية للمواطن الذي بعد ماطحنته ظروف الحرب يريد الوالي أن يدور معاناته من جديد لينتج منها ألما اكبر في رحلة جديدة الي جحيم الموت ولسان حالهم يقول الهروب الي أين!!
طيف أخير :
#لا_الحرب
وزارة الصحة: إجمالي الإصابة بـ"الكوليرا" في 5 ولايات بلغ 2895 إصابة و112 حالة وفاة
الجريدة  

مقالات مشابهة

  • صوب فجر جديد بوحى العقل وضوء الأمل!!
  •  أيلول / هبة طوالبة
  • الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة إلى تركيا
  • احذر.. هذه الاطعمة تلحق الضرر بجسمك خلال 3 أسابيع فقط
  • احذر.. أطعمة شائعة قد تلحق الضرر بجسمك خلال 3 أسابيع فقط
  • احذر.. دراسة تحذر من أطعمة شائعة قد تلحق الضرر بجسمك بوقت قصير
  • اليونيفيل: يجب أنّ تتوقف الهجمات التي تلحق الضرر بالمدنيين
  • الهروب الي أين !!
  • 4.5 سنوات سجن بانتظار الفتاة التي أثارت جدلاً واسعاً في تركيا
  • زوج يلاحق زوجته باستئناف لـطلاقهم بالتجمع ويتهمها بالتحايل والتزوير