الإقليم السني في العراق: وسيلة ضغط أم خطوة نحو تقسيم البلاد؟
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
20 يوليو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تشهد الساحة السياسية العراقية تزايد المطالبات بإقامة إقليم “عربي سني” يضم عددًا من المحافظات ذات الأغلبية السنية، ويبدو أن هذه المطالبات تنطلق بشكل أساسي من محافظة الأنبار. هذه الدعوات أثارت جدلاً واسعًا حول دوافعها الحقيقية وما إذا كانت مجرد وسيلة للضغط على القوى السياسية الشيعية أم مشروعًا جديًا مدعومًا من قوى إقليمية ودولية.
وترى تحليلات ان المطالبات بالاقليم هي وسيلة للضغط على القوى السياسية الشيعية في إطار عملية انتخاب رئيس البرلمان والحصول على المزيد من التنازلات السياسية.
و القوى السنية قد تستخدم ورقة الإقليم للحصول على تنازلات فيما يتعلق بالمشاركة السياسية وتوزيع المناصب الحكومية.
وتتحدث معلومات عن توجه لتحويل العراق إلى ثلاث أقاليم سنية وشيعية وكردية، بما يضمن لكل طائفة إدارة ذاتية واستقلالية في إدارة شؤونها.
وبعض الدول الإقليمية قد تدعم هذا المشروع لتحقيق أهداف جيوسياسية معينة، مثل تقليل النفوذ الإيراني في العراق وضمان توازن القوى في المنطقة.
وبعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق، قد ترى الولايات المتحدة في إنشاء إقليم سني في غرب العراق وسيلة لتعويض انسحابها، مع إمكانية التمركز في المنطقة الغربية بعيدًا عن الصدام المباشر مع الحكومة والفصائل الشيعية.
وقد تعتبر الولايات المتحدة، هذا الإقليم جزءًا من استراتيجية لضمان استقرار المنطقة ومنع تصاعد النفوذ الإيراني.
سكان المناطق الغربية مثل هيت، وحديثة، وعنه، ورآه، والقائم، والرطبة قد يفضلون إنشاء محافظة جديدة بدلاً من إقليم، وذلك لعدم ثقتهم بالأحزاب السنية المحلية التي قد تنفرد بإدارة الإقليم وامتيازاته، مما قد يؤدي إلى ديكتاتورية جديدة.
و التركيز على إدارة محلية قد يكون أكثر قبولاً من قبل سكان تلك المناطق لضمان تحقيق العدالة والتمثيل المناسب.
وقال الشيخ رعد السليمان أن المطالبة بإقليم سني ليست جديدة، بل تمتد لعقد كامل، وأنها مطلب دستوري وضعته الكتل السياسية الشيعية في الدستور.
ويشير إلى أن القيادات السنية في بغداد تشعر بالحرج من المطالبة بالإقليم وتواجه معارضة شديدة عند الحديث عنه، مبرزا الأسباب الرئيسية للمطالبة بالإقليم التي تشمل التهميش والتضييق الذي يعاني منه أبناء المحافظات السنية، وغياب التوازن الوظيفي، مما يعزز الشعور بضرورة الحصول على حكم ذاتي لتحقيق العدالة والمساواة.
والمطالبات بإقامة إقليم “العربي السني” في العراق تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية معقدة. بين كونها وسيلة ضغط للحصول على تنازلات سياسية وبين كونها مشروعًا جديًا مدعومًا من دول إقليمية ودولية، يبقى الهدف الأساسي هو تحقيق العدالة والمساواة لأبناء المحافظات السنية الذين يعانون من التهميش. مع ذلك،
ويواجه هذا المشروع تحديات كبيرة تتعلق بالثقة بالأحزاب المحلية والقدرة على تحقيق إدارة فعالة ومستدامة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
العراق والسعودية يوقعان اتفاقية لإنشاء اكبر مجمع صناعي لمشاريع السليكا
الاقتصاد نيوز - بغداد
أعلنت وزارة الصناعة والمعادن، اليوم الثلاثاء، عن توقيع اتفاقية للتعاون بين الشركة العامة للزجاج والحراريات وشركة أجيال السعودية، لإنشاء أكبر مجمع صناعي متكامل لمشاريع السليكا في محافظة الأنبار.
وقال وزير الصناعة خالد بتال، حسب بيان تلقته "الاقتصاد نيوز" إن "هذا المشروع يأتي ضمن رؤية وزارة الصناعة في تعزيز قدرة العراق الصناعية"، لافتاً الى أن "هذه الاتفاقية تمثل نقطة تحول كبيرة في التعاون الصناعي بين العراق والسعودية، وأنها ستكون خطوة نحو تنويع مصادر الدخل وتطوير الصناعات الوطنية من خلال الاستفادة من المواد الأولية المحلية ".
بدروها، أكدت الوزارة في بيان أنه "في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الصناعي بين العراق والمملكة العربية السعودية، رعى وزير الصناعة والمعادن خالد بتال النجم، اليوم الثلاثاء، توقيع اتفاقية تاريخية للتعاون بين الشركة العامة للزجاج والحراريات وشركة أجيال السعودية، لإنشاء أكبر مجمع صناعي متكامل مشترك يعتمد على السليكا كمادة أولية أساسية في تنفيذ العديد من المشاريع الصناعية المستقبلية التي تضم (الزجاج المسطح، القناني والجرار، الأدوات الصحية السيراميكية، سيراميك الأرضيات والجدران، عوازل كهربائية زجاجية، سيليكات الصوديوم) وغيرها من المشاريع ".
وأضافت أن "هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجال الصناعة، وأثراً إيجابياً كبيراً على العلاقات الاقتصادية المتينة التي تربط بينهما، حيث سيتيح المجمع الصناعي استخدام السليكا كعنصر رئيسي في تصنيع مجموعة من المنتجات الصناعية المتطورة، كما سيسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة الإنتاج الصناعي، في خطوة نحو بناء قاعدة صناعية راسخة تسهم في توفير فرص العمل وتعزيز الاستدامة الاقتصادية".
وتابعت أنه "من المتوقع أن يسهم المشروع في تحقيق نقلة نوعية في قطاع الصناعة في العراق، ويشكل دعامة قوية للتنمية الاقتصادية المستدامة بين البلدين".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام