أكد رئيس أذربيجان إلهام علييف سعي بلاده لتقليص فجوة الثقة في مواقف الدول المتقدمة والنامية بشأن القضايا المتعلقة بسبل مواجهة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية خلال مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29)، والذى ستستضيفه أذربيجان نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن بلاده تدعم التوجه العالمي المتعلق بمواصلة تنفيذ خطط تطوير الطاقة النظيفة.

الخارجية الأرمينية: مستعدون لإنهاء مسودة معاهدة السلام مع أذربيجان رئيس أذربيجان: مصر استضافت مؤتمر المناخ بشكل ناجح ونأمل الاستفادة من خبرتها

وقال علييف - في كلمته خلال افتتاح منتدى الإعلام العالمي بمدينة شوشا الأذربيجانية، اليوم السبت "إن الدول الغنية ينبغى عليها مساعدة الدول النامية لمواجهة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية"، محذرا من مخاطر تداعيات التغير المناخي على الدول النامية.

وأضاف: أن "مؤتمر المناخ (كوب 29) يعد فرصة فريدة لأذربيجان التي تحرص على تبني مبادرات مهمة والعمل عن كثب مع البلدان النامية في ذلك الصدد، كما نحرص على بناء جسور بين دول الجنوب والشمال لاحتواء الخلافات بشأن قضايا التغيرات المناخية"، منوها بالطفرة التنموية الكبيرة التي شهدتها بلاده في مجالات عديدة خلال السنوات الماضية، كما أكد دعم بلاده لكافة الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار الاقليمى والدولي.

وشدد علييف على ضرورة مواجهة الإعلام المضلل، لافتا إلى أن هناك معلومات وأخبار كاذبة عديدة نشرت عن أذربيجان بوسائل الإعلام الأجنبية، معربا عن أمله في أن يلتزم الإعلام الأجنبي بالموضوعية.

وتابع: "أصبحنا ضحايا التلاعب مع الوقائع والمعلومات الكاذبة خلال سنوات طويلة، وخاصة فيما يتعلق بالنزاع بين أذربيجان وأرمينيا"، موضحا أن أفضل وسيلة تتبعها بلاده لمواجهة الأخبار المضللة هو دعوة الإعلاميين للوقوف على الحقائق.

ولفت إلى أن العلاقات بين أذربيجان وروسيا ترتكز على الاحترام المشترك والمصالح المتبادلة، منوها بأن العلاقات التجارية بين البلدين تشهد حاليا ارتفاعا.. وقال: "لا توجد مسائل عالقة في العلاقات الثنائية مع روسيا، حيث قمنا بتسوية جميع القضايا على أساس التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل ومراعاة المصالح الثنائية، فضلا عن مراعاة تاريخ العلاقات بين شعبينا الممتد لقرون".

وأوضح أن المشاورات بين قيادتى أذربيجان وروسيا استمرت خلال الفترة الماضية، حيث تم عقد اجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو خلال أبريل الماضي، وعلى هامش مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون في بداية الشهر الجارى، معلنا أنه ستكون هناك المزيد من الاجتماعات قبل نهاية العام الحالي حول الكثير من القضايا.

وشدد الرئيس الأذربيجاني على أن بلاده التي ترفض سياسة الإملاءات تحرص على تعزيز التعاون مع كافة الدول، كما شدد على دعم بلاده لجهود كافة الدول للحفاظ على سيادتها واستقلالها وثقافتها.

واستطرد: "إننا نشهد تحولا تاريخيا في منطقة جنوب القوقاز، حيث تشهد تغيرات تاريخية جيوسياسية، فقد ضعفت التحالفات التقليدية لدرجة ما ونشأت صيغ جديدة للتعاون.. وإن استعادة وحدة أراضينا وسيادتنا بالكامل في سبتمبر العام الماضي أهم حدث في تاريخ أذربيجان المعاصر بشكل عام".

ومن المقرر أن يناقش المشاركون في اجتماعات النسخة الثانية لمنتدى الإعلام العالمي بمدينة شوشا الأذربيجانية على مدى ثلاثة أيام، قضايا تأثير التغيرات المناخية وترتيبات مؤتمر المناخ (كوب 29)، بالإضافة إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الإعلام على المستوى العالمي.

كما تتضمن اجتماعات النسخة الثانية للمنتدى، والذي يعقد تحت شعار "فضح المعلومات الكاذبة: مكافحة التضليل الإعلامي"، بمشاركة شخصيات سياسية وإعلامية وأكاديمية بارزة من حوالي 50 دولة، قضايا "تقييم التأثير: تحديد نطاق الإعلام المضلل" و"سياسة ومبادرات لإنشاء مجتمع قابل للتصدي للأخبار المضللة" و"تأثير الذكاء الاصطناعي على الواقع والإعلام والتوعية الإعلامية" بقضايا التغير المناخي.

وجدير بالذكر أن النسخة الأولى من منتدى شوشا الإعلامي العالمي كانت قد عُقدت خلال الفترة من 21 إلى 23 يوليو 2023 تحت عنوان "الإعلام الحديث في فترة الثورة الصناعية الرابعة"، بمشاركة الرئيس الأذربيجاني.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس أذربيجان قضايا التغيرات المناخية الدول المتقدمة رئيس اذربيجان إلهام علييف التغیرات المناخیة

إقرأ أيضاً:

رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات الدول الإسلامية: الإعلام وسيلة مهمة للهوية الثقافية اللغوية

أكد رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي الدكتور عمرو الليثي، أن الإعلام من أهم وسائل تكوين الهوية الثقافية اللغوية.

عمرو الليثي ناعيًا نبيل الحلفاوي: وداعًا ايها الفنان النبيل عمرو الليثي يؤكد دور الإعلام في الحفاظ على البيئة

وأوضح الليثي - في تصريحات صحفية، أن اللغة العربية تُعتبر رمزًا أساسيًّا للدين والثقافة في العالم الإسلامي، لكنها تواجه مجموعة من التحديات التى تتطلب جهودًا مستمرة للحفاظ على مكانتها؛ يتطلب تعزيز استخدام العربية في مختلف المجالات؛ بما في ذلك التعليم والإعلام، تنسيقًا بين الدول والمنظمات، وتطوير المناهج ورفع مستوى إلمام الأجيال الجديدة بلغتنا الجميلة، وتتضافر هذه الجهود لحماية اللغة وتعزيز حضورها، مما يساهم فى الحفاظ على هويتنا الثقافية والدينية فى المجتمعات الإسلامية.

وتابع الليثي: بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية وفي ضوء اهتمام الدولة المصرية وقياداتها بتعليم أبنائنا فى المدارس بجميع مخرجاتهم التعليمية سواء كان تعليمًا حكوميًّا أو خاصًّا أو دوليًّا كان لزامًا أن نناقش ملف اللغة العربية فى عيدها.. تاريخيًّا، أُدرجت اللغة العربية كلغة سادسة عام ١٩٧٣، ضمن اللغات الست المعمول بها فى أروقة الأمم المتحدة، وبات الاحتفاء بها يوم ١٨ ديسمبر من كل عام".

وأضاف أن اللغة العربية تحتل مكانة متميزة في العالم الإسلامي، حيث ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإسلام فهي لغة القرآن، مع ذلك، يختلف وضع اللغة العربية من بلد إلى آخر فى العالم الإسلامى بناءً على عوامل ثقافية، تعليمية، تراثية واجتماعية.

وأبرز الليثي، التحديات التي تواجه اللغة العربية في الحفاظ على مكانتها، قائلا إن ضعف المناهج التعليمية؛ يؤدي إلى تراجع مستوى طلابها فى الكتابة والقراءة بالعربية الفصحى، إضافة إلى الاهتمام باللغات الأجنبية وذلك لتأثير التكنولوجيا الحديثة والعولمة، كذلك الاتجاه المتزايد لاستخدام اللهجات المحلية أو «اللغة البيضاء» في البرامج الإعلامية والمحتوى الرقمي؛ يؤثر سلبًا على استخدام العربية الفصحى.

ولفت إلى أن التأثير الكبير للغات الأجنبية في الإعلام الرقمي وشبكات التواصل؛ يؤدي إلى تداخل اللغات؛ مما يغير من شكل اللغة العربية المستخدمة، فضلا عن أن اللهجات العامية التي باتت الأكثر استخدامًا في الحياة اليومية؛ مما يشكل حاجزًا فى التواصل بين سكان الدول المختلفة.

ولمجابهة هذه التحديات؛ شدد رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، على ضرورة تضافر الجهود لنشر الثقافة الإسلامية، وتطوير المناهج التعليمية؛ مما يؤدى إلى قوة اللغة في العالم العربي وتقديم الدعم المالي لمشروعات تعليم اللغة العربية، بما في ذلك المدارس والمعاهد.

وأشار إلى أن الإعلام - كان ولا يزال - من أهم وسائل تكوين الهوية الثقافية اللغوية، ونعده حاليًّا سلاحًا ذا حدين، فإذا كانت لغته بالمستوى المطلوب أداء وأسلوبًا، أصبح مدرسة لتعليم اللغة.. وقال: أما إذا ضعفت لغته، ساقت قدرات المجتمع اللغوية إلى الوهن وفقدان الرصانة، وتأتي هنا على رأس الذكر (اللغة الإعلامية)، وتُسمى فصحى العصر، حيث اتُفق على أنها تختلف عن فصحى التراث، متميزة بالبساطة والوضوح لكنها تحافظ على سلامة قواعد اللغة. علم (اللغة الإعلامى) علم قائم بذاته، ظهر حديثًا مع تنامي دور الإعلام فى حياة الشعوب وتعدد وسائله، فهو يعنى بدراسة اللغة فى ضوء فكرة الاتصال، باحثًا فى كيفية صياغة المضمون، وكتابة الفكرة وإيصالها محافظًا على القوانين الحاكمة للغة. فإذا تم استغلاله بشكل صحيح، فإنه يسهم بشكل كبير في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها فى العالم المعاصر.

مقالات مشابهة

  • الزراعة: نواصل دعم المنتجين والفلاحين للتكيف مع التغيرات المناخية
  • التغيرات المناخية وتأثيرها على زراعة الطماطم في مأرب.. تحديات وفرص
  • رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات الدول الإسلامية: الإعلام وسيلة مهمة للهوية الثقافية اللغوية
  • من يدفع فاتورة التغيرات المناخية؟.. الدول النامية تطالب بـ1300 مليار دولار لمكافحة «الاحترار».. والزراعة أكبر الخاسرين
  • رئيس وزراء أذربيجان: بدأنا إعمار بلادنا من الصفر.. ونقدر الأمن للمنطقة
  • "الزراعة" و"التعليم" يبحثان تطوير المدارس الفنية الزراعية.. "صيام": التغيرات المناخية تفرض علينا تحديات كبير.. ونواب: ندعم وربط التعليم بسوق العمل
  • رئيس وزراء أذربيجان: نلعب دورا كبيرا في تنفيذ الكثير من المشروعات الاقتصادية
  • أذربيجان: ملتزمون بتقوية علاقاتنا مع الدول الإسلامية من خلال منظمة الدول الثماني النامية
  • رئيس وزراء أذربيجان: نأمل أن نمثل إضافة حقيقية لمجموعة منظمة الدول الثماني النامية
  • بعد انضمام دولته.. رئيس وزراء أذربيجان يشكر الأعضاء بمنظمة الدول الثماني