الأحمر يختبر قدراته أمام ريال أوفيدو في ثاني تجاربه بمعسكر إسبانيا
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
يخوض منتخبنا الوطني غمار مواجهته الودية الثانية بمعسكر إسبانيا مساء الغد حينما يلاقي نادي ريال أوفيدو الإسباني الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية الإسباني لكرة القدم، وسيبحث الأحمر عن فوز معنوي جديد يؤكد جاهزيته لخوض استحقاق المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات مونديال ٢٠٢٦ في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وتضم قائمة المنتخب الحالية في إسبانيا كلا من: إبراهيم المخيني وفايز الرشيدي وأحمد الرواحي وإبراهيم الراجحي، وخط الدفاع: خالد الغطريفي وأحمد الخميسي ومحمد المسلمي وخالد البريكي وغانم الحبشي وعلي البوسعيدي وأحمد الكعبي وأمجد الحارثي وعبد العزيز الشموسي وجواد العزي، وخط المنتصف: سلطان المرزوق وحارب السعدي وعبد الله فواز عرفة وصلاح اليحيائي وعمر المالكي وزاهر الأغبري وأرشد العلوي وجميل اليحمدي وناصر الرواحي ومصعب المعمري، وفي الهجوم عبد الرحمن المشيفري وعصام الصبحي ومحمد مبارك الغافري ومحمد حميد الغافري.
نادي ريال أوفيدو الذي تأسس عام ١٩٢٦ استطاع أن يحتل المركز السادس في منافسات دوري الدرجة الثانية الإسباني لكرة القدم لحساب الموسم الكروي المنصرم 2023 /2024م، حيث جمع 64 نقطة من مجمل 42 مباراة خاضها على مدار المنافسة، ذاق خلالها طعم الانتصار في 17 مباراة وسقط في كمين التعادل في 13 مباراة وانقاد لفخ الهزيمة في 12 مباراة، وأحرز خط هجومه 55 هدفًا واستقبل خط دفاعه 39 هدفًا في 42 مباراة.
وتزخر صفوف نادي ريال أوفيدو بكوكبة رائعة من النجوم اللامعين على غرار القائد المخضرم سانتي كازولا نجم المنتخب الإسباني ونادي آرسنال الإنجليزي سابقًا، بالإضافة إلى نجمي الخبرة في وسط الميدان لويزمي ودي مورال لاعب نادي فياريال الإسباني سابقًا والمهاجم صامويل أوبينج وصخرة الدفاع داني كالفو ولاعب خط الوسط الأرجنتيني سانتياجو كولومباتو الذي أحرز 3 أهداف لفريقه في الموسم الماضي.
كما ينشط في صفوف الفريق الإسباني هدافه الأبرز بورخا باستون الذي أحرز 10 أهداف في مسابقة دوري الدرجة الثانية الإسباني في الموسم الماضي، ويتواجد أيضا باولينو دي لافوينتي الذي أحرز 9 أهداف مناصفة مع زميله في الفريق سيباس مويانو الذي أحرز القدر ذاته من عدد الأهداف، ويضم الفريق أيضًا ألكسندر إليماو الذي وقع على 7 أهداف وخايمي سواني الذي بصم بدوره على 4 أهداف في مسابقة الدوري الموسم الماضي مناصفة مع زميله ماسكا.
تواصل تدريبات الغساني
من جانب آخر، يواصل نجم خط هجوم منتخبنا الوطني محسن الغساني تدريباته اليومية برفقة ناديه الجديد بانكوك يونايتد التايلندي تحضيرًا لخوض معترك منافسات الموسم الجديد من الدوري التايلندي الممتاز، فضلًا عن استعدادات الفريق التايلندي لخوض غمار التصفيات الأولية من منافسات دوري النخبة الآسيوي حيث من المزمع أن يواجه نادي شاندونج تايشان الصيني في مباراة الملحق القاري.
وفي السياق ذاته، فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ الخامس من الشهر الجاري نافذة من أجل تسجيل اللاعبين في التصفيات بقائمة مفتوحة، حيث ستكون لدى المنتخبات فرصة تسجيل 35 لاعبًا كحد أدنى من ضمنهم ثلاثة حراس مرمى بينما لن يكون هناك حد أقصى للاعبين وسيتم غلق النافذة قبل شهر من أول مباراة في التصفيات التي ستكون في الخامس من أغسطس المقبل هو الموعد النهائي لتقديم القائمة النهائية التي ستضم ما لا يقل عن 35 لاعبًا لكل منتخب.
كما حدد الاتحاد الآسيوي تسجيل 23 لاعبًا لكل مباراة قبل 90 دقيقة من بدايتها بشرط أن يكونوا ضمن القائمة التي تم تقديمها سلفًا، وخلال المباراة اشترط الاتحاد الآسيوي تسجيل 11 ضمن الطاقمين الفني والإداري لكل منتخب كحد أقصى مع اشتراط تواجد المدرب ومدير المنتخب والمنسق الإعلامي وطبيب المنتخب، كما واصل الاتحاد الآسيوي العمل بخمس تبديلات في كل مباراة تتم عبر ثلاث مراحل كما كان عليه الحال في التصفيات المشتركة وأيضًا هو النظام الذي عُمل به في جائحة كورونا في عام 2020 قبل أن يُصادق عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم في يونيو من عام 2022 ليُطبق بشكل نهائي في البطولات العالمية والقارية خلال اجتماع مجلس الفيفا آنذاك، كما تم الإجماع على تحديد تبديل سادس في حالة الارتجاج الدماغي من أجل سلامة اللاعبين في أرض الملعب وسيتم العمل بهذا في تصفيات كأس العالم.
وفي السياق ذاته، اعتمد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تطبيق تقنية فيديو حكم المساعد "الفار" في جميع مباريات المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026 التي ستقام خلال الفترة من 5 سبتمبر المقبل حتى يونيو من عام 2026، كما سيتم تطبيق التقنية أيضًا في المرحلة الرابعة التي ستقام في أكتوبر من عام 2025.
وكشفت مصادر لـ "عُمان" أن الاتحاد الآسيوي سيخاطب خلال الأيام القادمة جميع المنتخبات الـ 18 التي ستشارك في المرحلة الثالثة لتوضيح كافة التفاصيل المتعلقة بتطبيق التقنية، وسيقوم الاتحاد الآسيوي بتعيين مسؤول للمعلومات بالتقنية ستكون مسؤوليته إدارة وتنسيق مشروع "الفار" بالتعاون مع مزود التقنية في كل مباريات التصفيات، كما سيقوم الاتحاد الآسيوي بزيارات تفقدية "إذا لزم الأمر" للملاعب قبل وقت كافٍ لضمان تطبيق التقنية بكل نجاح كما جرت العادة.
بوشر يحتضن المواجهات
وفي السياق نفسه، حدد الاتحاد العُماني لكرة القدم مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ليكون الملعب الذي يحتضن فيه المنتخب الأول مبارياته الخمس على أرضه في المرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس كأس العالم 2026، وستكون البداية يوم 10 سبتمبر أمام كوريا الجنوبية، ثم يستضيف المنتخب الكويتي يوم 10 أكتوبر، ثم يستقبل فلسطين والعراق يومي 14 و19 نوفمبر القادمين، ويختتم مبارياته على أرضه بلقاء المنتخب الأردني يوم 5 يونيو من العام القادم.
وحدد الاتحاد الآسيوي للمنتخبات تحديد ملاعبها قبل شهرين من أول مباراة في التصفيات، وكان يوم 4 يوليو الجاري هو الموعد لإرسال اسم الملعب إلى الاتحاد الآسيوي، وستكون هذه التصفيات الثامنة التي يخوض فيها منتخبنا مبارياته على مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر منذ افتتاحه في عام 1985، حيث لعب لأول مرة تصفيات مونديال إيطاليا 1990، ثم لعب تصفيات مونديال أمريكا 1994 في طهران ودمشق، ليستمر بعد ذلك في خوض مبارياته بشكل متتابع على المجمع منذ تصفيات مونديال 1998 وحتى التصفيات الأخيرة المؤهلة لمونديال 2022، حيث لعب مباراتي الهند وبنجلاديش عليه، على أن تتحول إلى نظام التجمع بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم قبل 3 أعوام، كما لعب عليه أيضًا ثلاث مباريات في المرحلة المزدوجة من التصفيات الحالية أمام الصين تايبيه وماليزيا وقيرغيزستان.
ستكون مواجهة العاشر من سبتمبر المقبل أمام كوريا الجنوبية هي رقم 39 التي يخوضها منتخبنا الوطني على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، الأولى كانت أمام العراق بتصفيات مونديال 1990 وانتهت 1-1 وأول من سجل للأحمر في بوشر هو القائد أحمد خميس بينما آخر من سجل هو 74 هو مدافع قرغيزستان بالخطأ في مرماه 11 يونيو الماضي بعد عرضية عبدالعزيز الشموسي.
تفاصيل المباريات لـ39 هي 3 مباريات في تصفيات مونديال 1990 ومثلها في تصفيات فرنسا 1998 بينما كان النصيب الأكبر للمباريات في بوشر بتصفيات كأس العالم 2002 حيث خاض 9 مباريات، ولعب ثلاث مباريات في تصفيات ألمانيا 2006 ومواجهتين فقط في تصفيات جنوب إفريقيا 2010 أمام نيبال والبحرين في حين لعب مواجهتي اليابان وتايلاند في استاد الشرطة بالوطية، بينما لعب 6 مباريات بتصفيات كأس العالم البرازيل 2014 بعد أن لعب مباراتين في استاد السيب أمام ميانمار والسعودية، وثلاث مباريات في روسيا 2018 بينما لعب في التصفيات الماضية 7 مباريات خمس منها في المرحلة النهائية أمام السعودية وأستراليا واليابان والصين وفيتنام وثلاث مباريات في التصفيات الحالية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تصفیات کأس العالم المرحلة الثالثة الاتحاد الآسیوی تصفیات موندیال فی التصفیات مباریات فی لکرة القدم فی المرحلة الذی أحرز فی تصفیات
إقرأ أيضاً:
الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
يأخذك الحديث وأنت تتأمل فيلم غيوم لمُزنة المسافر إلى التطور الفني والموضوعي في تجربتها، موضوعا التعددية الثقافية والعرقية في المجتمع العماني كمصدر ثراء غني، تتجه إليه مزنة في استقصائها الطويل، مزيلة وهم ما يفصل بيننا، عبر البحث عن ما يجمع بيننا ويأتلف في نسيج اجتماعي واحد. عبر هذا الثراء العرقي واللغوي نخلق تجانسنا الحقيقي، التجانس المميز لمجتمعنا منذ جذوره التاريخية البعيدة. فنيا يشكل فيلم غيوم تحولا نوعيا تخرج به مزنة عن الطرح الأفقي للتجربة، عن أحكام البداية فتتسلسل الأحداث وصولا إلى نهايتها. فيلم غيوم يخرج عن القوالب التقليدية في السينما منحازا إلى شاعريتها، الغائب والماضي والمفقود هم من يشكل وهج الأحداث، ويدفع بشخوصه إلى المحبة والأسى والفراق والندم، محكومة بالماضي الذي تسدل ظلال أحداثه على الحاضر والمستقبل معا. فنيا ينحاز السيناريو إلى الصورة السينمائية عنه إلى الحوار، الصورة خاصة في تجسيدها المباشر لملامح شخوص الفيلم، قادرة حقا على نقل عواطفهم واختلاجات قلوبهم، سينمائيا تضفي هذه اللغة الجمال السينمائي، الذي تريد مزنة إيصاله إلينا، ما لا يستطيع الحوار نقله عبر السينما.
اختيار مُزنة لطرح تجربتها جبال ظفار، عائدة بنا إلى عام ١٩٧٨م، أي بعد ثلاثة أعوام من نهاية حرب الجبل بعد حرب طويلة استمرّت عشرة أعوام. هذه الحرب هي الماضي الذي يثقل أرواح رعاة الجبل، الماضي الذي يسدل على الحياة مشاعر الفقدان والخوف من عودة الحرب ثانية. الحرب التي تركت في كل منزل قتيلًا، أو قريبًا لقتيل، أحرقت المراعي وفتكت بالإبل مصدر حياة سكانه، والأثقل أنها تركت روح الفرقة بين أبناء الجبل، نظرا لتغير مواقفهم من موقع إلى آخر، ذلك ما نقرأ ثقله في حياة بطل الفيلم دبلان الذي يتحول بعد الحرب إلى رجل منطو على نفسه، يرفض مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم ويقضي معظم وقته في العناية ببندقيته، وملئها بالرصاص حتى تكون جاهزة للقضاء على النمر في أي وقت تتكرر عودة الحرب ثانية إلى جبال ظفار.
مزنة في هذا الفيلم العميق والشاعري في آن تبتعد عن تقديم الرصاص والقصف والقتلى، كما أن المرأة القتيلة لم تظهر في الفيلم أبدا، رغم ظهور ذكراها المتواصل، كهاجس يومي يلازم حياة الأب وابنه عمر وابنته سلمى، المرأة ومقتلها الغامض هي السر المكتوم في الفيلم، ابنها عمر كل ليلة ينام في حضن أخته الكبرى، متخيلا والدته تنام على سحابة بعيدة في السماء، يراقب أباه يوميا أثناء تنظيف وتعمير بندقيته، محاولا أكثر من مرة خطفها منه، دون أن يتبين لنا السبب المباشر لذلك، حتى نجاح اختطافه البندقية في مشهد سينمائي أخاذ، يوجّه فيه عمر البندقية إلى صدر أبيه طالبا منه فك لغز اختفاء أمه، تكون الفرصة مؤاتية آنذاك للأب للاعتراف لابنه وابنته أن الأم قد توفيت برصاصة طائشة أثناء معارك الجبل، دون أن يحدد من أي طرف جاءت الرصاصة، ذكاء مزنة يوقف التجربة برمتها أمام تقييم جديد يكشفه التاريخ في مستقبل الأيام، والوقت ما زال باكرا لإدانة طرف ضد آخر، فقط الخوف من عودة الحرب ثانية، هي النمر الذي يستعد دبلان يوميا لمواجهته. وأخيرا لتعليم ابنه طريقة استخدام البندقية لقتل النمر وحش الحرب قبل وصوله إلى الجبال.
مصدر إيحاء غيوم هي مجموعة من الصور الوثائقية التقطها والدها الفنان موسى المسافر، الذي دون شك عاصر مرارة تلك الأحداث، تكشف لنا جانبا مهما من حياة أبناء الجبل في ظفار أثناء الحرب وبعد انتهائها. من تلك الصور الوثائقية استمدت مزنة هذا الإلهام المتدفق، وصاغت سيناريو فيلم غيوم، الذي يأتي ليس لإدانة طرف دون آخر، بل لإدانة الحروب البشرية برمتها، ذلك لأنها نظرت لنتائجها الوخيمة في عيني دبلان رب العائلة الذي مع خروجه حيا منها إلا أنه خرج مهزوما فاقد القدرة على الحياة، معذبا بالماضي الذي قدمته مزنة كنمر يفترس كل ما أمامه دون تمييز ورحمة.
مزنة تعي جيدا آثار الحروب على تغيير العلاقات الاجتماعية بين البشر، العلاقة بين دبلان وشيخ القبيلة بعد الحرب، ليست هي العلاقة إياها قبل الحرب، يتقدم شيخ القبيلة المتقدم في العمر لخطبة سلمى صبية دبلان، المرتبطة بعلاقة عاطفية مع سالم الصبي الجبلي من جيلها. يقف دبلان وهو راعي الإبل الجبلي موقفا متقدما عندما يرفض تزويج ابنته شيخ القبيلة الثري، مزوجا إياها الصبي الفقير مع مباركة الأب له بحبات من شجرة اللبان الأسطورية والتي تصل محبة أبناء الجبل لها إلى درجة التقديس، نظرا لارتباط استخدامها بطقوس دينية في معابد الأديان الهندية بل وفي معابد الأديان السماوية قديما.
الفيلم ناطق بالشحرية لغة رعاة الجبال بظفار، كان ذلك ضروريا، هذا ما أدركته مزنة، منذ بداية اشتغالها على المشهد السينمائي العماني، بما يحمله من تنوع عرقي وثقافي أخاذ منذ قديم الزمان. قبلها قدمت فيلم شولو الناطق بالسواحيلية وفيلم بشك الوثائقي الناطق بالبلوشية. هي السينمائية التي لا تعترف بفوارق وهمية بين أبناء الوطن الواحد، القادرة على اكتشاف النسيج الاجتماعي المخفي، الرابط أبناءه روحيا على أرض واحدة، وتحت سماء واحدة.
فيلم تشولو، تناقش مُزنة فيه تجربة الانتماء الوطني والحنين إلى الجذور البعيدة خلف البحار، تدور أحداثه في زنجبار، موطن أساسي لهجرة العمانيين عبر التاريخ لقرون مضت، يستقبل تشولو الصبي أخاه عبدالله القادم من عُمان، يعيشان معا توافق البحث عن جذورهم المشتركة، يتعرضان للاعتداء من رجال أفارقة بسبب انتماء عبدالله العربي الواضح في لونه، تتراءى عمان وطنا بعيدا مجهولا لتشولو، أرضا سحرية لن يعود إليها أبدا، يعود عبدالله مع أبيه ويظل تشولو ينظر إلى البحر، إلى السفن وهي تبحر عائدة إلى عمان التي لن يراها أبدا، هكذا تتكرر تجربة الماضي الساكن كقيد يرتبط به المرؤ. ولكن بشكل إيجابي في تشولو عنه في غيوم، مزنة تتجاوز تجربة الحنين النوستالجي إلى الماضي، في الفيلمين تنظر إلى الماضي كقيد يجب علينا كسره والانطلاق إلى المستقبل دون الالتفات إليه. خاصة في مرارة أحداثه كما هو في فيلم غيوم، حيث يبقى الدم الأفريقي العماني المشترك، تجربة حضارة مشتركة أيضا، تغذي النسيج الاجتماعي العماني بخصوبة العطاء في فيلم تشولو، أي أنها تنطلق من الإيجابي في ثراء الوجود العماني بشرق إفريقيا، الثراء الذي دفع بالأفارقة إلى ما هو مثمر، حيث حمل العمانيون معهم الأساليب الحديثة في الزراعة، وارتياد آفاق العمل التجاري، ونشر الدين الإسلامي وغيرها من الدلائل الحضارية المهمة، التي تؤكد إيجابية وجودهم المبكر في شرق إفريقيا. وحش الماضي الذي يصوب له دبلان وابنه عمر البندقية لمواجهته، يحتفظ له تشولو وأخيه عبدالله بمئة قطعة من المندازي الذي خبزته لهما جدتهم الإفريقية، يحشوان فم النمر المفترس بها حتى لا يكون قادرا على افتراسهما معا. ذلك دون شك مشهد طفولي ساحر يؤكد وحدة الأخوين ضد وحش الحرب المأساوية بين العمانيين والأفارقة، أي من المحبة المشتركة بينهما نخلق إمكانية التعايش المشترك والوحش الذي يطعمه الطفلان العماني والأفريقي المندازي، هي الحرب التي خلقت روح الكراهية بينهما، وآن لنا جميعا طي صفحاتها الدموية، نحو خلق عالم أجمل لأجيالنا القادمة.
مُزنة التي جاءت بعد ستين عاما على مأساة خروج العمانيين من شرق إفريقيا بطريقة مأساوية فقد فيها العمانيون الآلاف من أبنائهم ثم أنها جاءت بعد خمسين عاما أيضا بعد نهاية حرب الجبل بظفار، تنصت إلى أوراق التاريخ التي تحفظ لنا ما فقد وتم نسيانه، مؤهلة حقا للذهاب أبعد مستقبلا، نحو تقديم تجارب العطاء العماني المتدفق عبر التاريخ، ورفد السينما العمانية الناشئة بلغة شاعرية متميزة، ذلك حقا جوهر الفن الطليعي الجاد، يضيء كالنجوم ترشد المسافرين في ليل البحار إلى المجهول.
فيلم غيوم /روائي قصير /ناطق بالشحرية/ جائزة أفضل فيلم روائي قصير /المهرجان السينمائي الخليجي ٢٠٢٤م. إخراج مزنة المسافر.
فيلم تشولو/ روائي قصير/ ناطق بالسواحيلية /جائزة أفضل سيناريو /مهرجان أبوظبي السينمائي ٢٠١٤ م. إخراج مزنة المسافر.
سماء عيسى شاعر عُماني