«الافتقاد» خدمة كنسية تعكس مفهوم محبة الآخر 

تعتبر الكنيسة هى الملاذ الآمن ومصدر تجدد الراحة الروحية والنفسية لدى الأقباط، ولعل لخدماتها الكثيرة الفضل فى هذا الاستقرار المعنوى الذى تسعى من خلاله لترسيخ مبادئ وأسس مبنية على المحبة وتقبل الآخر ومساعدة الجميع وتتجلى فى معاملة الآباء الكهنة للجميع، وأيضاً عن طريق مهام الخدام والخادمات التى تؤسسها الكنيسة للرعاية والعناية والاهتمام بأبنائها منذ نعومة أظافرهم مروراً بمراحلهم العمرية المختلفة حتى يصبح هو الخادم لآخر وتسير عجلة الخدمة ويسلمها جيل لآخر حتى يكون كل من تطأ قدمه أبواب الكنيسة مخدوماً فى مرحلة وخادماً فى مرحلة أخرى.

«التسرع فى جنى الثمر والكسل» تحذيرات البابا لخادم الافتقاد

خدمة الافتقاد

ومن بين كثير من الخدمات التى تقدمها الكنيسة يأتى «الافتقاد»، لون من الرعاية والمتابعة، قال فيه القديس بولس الرسول لـ«برنابا»: (لنرجع ونفتقد إخوتنا فى كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم) (أع 15: 36).

ويلزم الافتقاد كل ما هو فى مسئولية داخل الكنيسة لأداء هذه المهمة، فالأسقف والكاهن يفتقدان الرعية والخادم يفتقد تلاميذه والأب يفتقد أولاده وحتى القبطى العادى يحتاج أن يجلس إلى نفسه يفتقد قلبه وحياته وطريقه.

وتتناول الكتب المسيحية مفهوم «الافتقاد» أنه عمل الخدمة الأساسى، وأن خدمة الاجتماع تهتم بمن يشارك ويحضر بينما الافتقاد يهتم بمن لا يشارك أو يحضر إلى الكنيسة وهو دليل لكل قبطى أن حضوره ومشاركته أمر هام، مما يرسخ لدى الجميع الإحساس بالاستحقاق ويعزز فى النفس شعوره بالأهمية وأن كل فرد بالكنيسة له دور ومكانة خاصة.

ويعتبر الافتقاد دليل محبة تنفيذاً لمبدأ المعروف أن كل من يخدم المسيح يشتهى خلاص الكل ويسعى لخدمة الجميع، وهذا المفهوم جاء فى صُلب العظة الروحية لقداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الذى ألقاها بالاجتماع الأسبوعى فى كاتدرائية البشارة والملاك غبريال بمحور المحمودية بالإسكندرية، ذلك حول الحلقة الرابعة بعنوان «هواية خلاص النفوس»، وذلك ضمن سلسلة «مؤهلات الخدمة» التى بدأها مع بداية صوم الرسل.

تفاصيل اجتماع البابا تواضروس

عقد قداسة البابا العظة الروحية بعدما صلى رفع بخور عشية، بمشاركة الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية، والقمص أبرام إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة، وعدد من الآباء كهنة المحافظة.

وحرص الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرقى الإسكندرية والقس مرقس ميخائيل كاهن الكنيسة، على التعبير عن سعادتهم وامتنانهم بزيارة البابا معبرين بكلمات محبة وتقدير لدوره الرعوى المثمر فى حياة الأقباط.

بدأت العظة حول تأمل فى الآيات (أع ١٥: ٣٦- ٤١) «ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: «لِنَرْجِعْ وَنَفْتَقِدْ إِخْوَتَنَا فِى كُلِّ مَدِينَةٍ نَادَيْنَا فِيهَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ، كَيْفَ هُمْ. فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضاً يُوحَنَّا الَّذِى يُدْعَى مَرْقُسَ، وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِى فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ، لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا. فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِى الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. وَأَمَّا بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعاً مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى نِعْمَةِ اللهِ فَاجْتَازَ فِى سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَدِّدُ الْكَنَائِسَ».

ثم فسر مفهوم ومبدأ الاجتماع لهذا الأسبوع التى تنصب فى موضوع «هواية خلاص النفوس»، وأوضح علامات الافتقاد الصحيح وهى ألا يهتم بعدم النظر لاختلاف اللغات واللهجات بل للقلب، أو لاختلاف الجنسيات، أو للحالة الاجتماعية التى عليها المخدوم، أو للحالة الروحية بل حتى للأشرار.

كما قسم البابا تواضروس أنواع الافتقاد الصحيح والمكونة من «المتابعة، المشاركة، الملاصقة» وأن هذه الأنواع لا يطبقها سوى الخادم الذى يتمتع بصفات محددة وتكون له هواية خلاص النفوس ومن أشهر هذه الصفات «الإحساس بالمسئولية، الإنصات، الحكمة فى الوقت والكلام وقوة الملاحظة وطول الأناة، والصلاة قبل وبعد الافتقاد».

ولم يترك البابا هذا المجلس الأسبوعى دون أن يحذر من بعض السلوكيات التى قد تؤثر على خادم الافتقاد، ومن أخطرها «الكسل، تعلق المخدوم بشخص الخادم، والفضول واقتحام المخدوم، والتسرع فى جنى الثمر».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مؤهلات الخدمة البابا تواضروس الكنيسة

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يلتقي رهبان الأديرة | صور

عقد قداسة البابا تواضروس الثاني لقاءً اليوم الاثنين مع رهبان عدد من الأديرة القبطية.

تهنئة آباء الكنيسة 

هنأ قداسته الآباء الرهبان بعيد القيامة المجيد، وألقى عليهم كلمة روحية حملت عنوان "ماذا أعطتنا القيامة" حيث تناول أربع عطايا للقيامة، وهي:
١- قام ليملك علينا.
٢- قام ليقيمنا.
٣- قام ليمنحنا الحياة الأبدية.
٤- قام لكي نملك معه.

واستضاف دير السيدة العذراء (السريان) بوادي النطرون صباح اليوم مائدة الافطار التي جمعت قداسة البابا تواضروس الثاني بعددٍ من الآباء المطارنة والأساقفة.

وألقى قداسة البابا كلمة روحية بمناسبة القيامة أثناء اللقاء الذي يعد تقليدًا سنويًّا لقداسته وأعضاء المجمع المقدس.

مقالات مشابهة

  • طهران: المحادثات النووية مع واشنطن في الاتجاه الصحيح لكن تحتاج إلى وقت أطول
  • 3 مطالب.. الوصية الروحية للراحل قداسة البابا فرنسيس
  • القومي لحقوق الإنسان ينعى البابا فرنسيس ويشيد بمسيرته الروحية الخالدة
  • الكنيسة القبطية تدعو للسلام في الشرق الأوسط وتواصل دعمها لأهالي غزة
  • البابا تواضروس: مصر تبذل كل غال ورخيص من أجل إحلال السلام بفلسطين
  • محلل سياسي يكشف الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب الفلسطيني
  • البابا تواضروس: البابا فرنسيس كان رمزًا للسلام والتضامن الإنساني
  • البابا تواضروس يلتقي رهبان الأديرة | صور
  • «البابا تواضروس»: البابا فرنسيس قضى عمره في خدمة الكنيسة الكاثوليكية
  • البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة على مائدة إفطار شم النسيم في دير السريان