البابا تواضروس يكشف علامات وأنواع الافتقاد الصحيح
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
«الافتقاد» خدمة كنسية تعكس مفهوم محبة الآخر
تعتبر الكنيسة هى الملاذ الآمن ومصدر تجدد الراحة الروحية والنفسية لدى الأقباط، ولعل لخدماتها الكثيرة الفضل فى هذا الاستقرار المعنوى الذى تسعى من خلاله لترسيخ مبادئ وأسس مبنية على المحبة وتقبل الآخر ومساعدة الجميع وتتجلى فى معاملة الآباء الكهنة للجميع، وأيضاً عن طريق مهام الخدام والخادمات التى تؤسسها الكنيسة للرعاية والعناية والاهتمام بأبنائها منذ نعومة أظافرهم مروراً بمراحلهم العمرية المختلفة حتى يصبح هو الخادم لآخر وتسير عجلة الخدمة ويسلمها جيل لآخر حتى يكون كل من تطأ قدمه أبواب الكنيسة مخدوماً فى مرحلة وخادماً فى مرحلة أخرى.
خدمة الافتقاد
ومن بين كثير من الخدمات التى تقدمها الكنيسة يأتى «الافتقاد»، لون من الرعاية والمتابعة، قال فيه القديس بولس الرسول لـ«برنابا»: (لنرجع ونفتقد إخوتنا فى كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم) (أع 15: 36).
ويلزم الافتقاد كل ما هو فى مسئولية داخل الكنيسة لأداء هذه المهمة، فالأسقف والكاهن يفتقدان الرعية والخادم يفتقد تلاميذه والأب يفتقد أولاده وحتى القبطى العادى يحتاج أن يجلس إلى نفسه يفتقد قلبه وحياته وطريقه.
وتتناول الكتب المسيحية مفهوم «الافتقاد» أنه عمل الخدمة الأساسى، وأن خدمة الاجتماع تهتم بمن يشارك ويحضر بينما الافتقاد يهتم بمن لا يشارك أو يحضر إلى الكنيسة وهو دليل لكل قبطى أن حضوره ومشاركته أمر هام، مما يرسخ لدى الجميع الإحساس بالاستحقاق ويعزز فى النفس شعوره بالأهمية وأن كل فرد بالكنيسة له دور ومكانة خاصة.
ويعتبر الافتقاد دليل محبة تنفيذاً لمبدأ المعروف أن كل من يخدم المسيح يشتهى خلاص الكل ويسعى لخدمة الجميع، وهذا المفهوم جاء فى صُلب العظة الروحية لقداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الذى ألقاها بالاجتماع الأسبوعى فى كاتدرائية البشارة والملاك غبريال بمحور المحمودية بالإسكندرية، ذلك حول الحلقة الرابعة بعنوان «هواية خلاص النفوس»، وذلك ضمن سلسلة «مؤهلات الخدمة» التى بدأها مع بداية صوم الرسل.
تفاصيل اجتماع البابا تواضروس
عقد قداسة البابا العظة الروحية بعدما صلى رفع بخور عشية، بمشاركة الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية، والقمص أبرام إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة، وعدد من الآباء كهنة المحافظة.
وحرص الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرقى الإسكندرية والقس مرقس ميخائيل كاهن الكنيسة، على التعبير عن سعادتهم وامتنانهم بزيارة البابا معبرين بكلمات محبة وتقدير لدوره الرعوى المثمر فى حياة الأقباط.
بدأت العظة حول تأمل فى الآيات (أع ١٥: ٣٦- ٤١) «ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: «لِنَرْجِعْ وَنَفْتَقِدْ إِخْوَتَنَا فِى كُلِّ مَدِينَةٍ نَادَيْنَا فِيهَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ، كَيْفَ هُمْ. فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضاً يُوحَنَّا الَّذِى يُدْعَى مَرْقُسَ، وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِى فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ، لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا. فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِى الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. وَأَمَّا بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعاً مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى نِعْمَةِ اللهِ فَاجْتَازَ فِى سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَدِّدُ الْكَنَائِسَ».
ثم فسر مفهوم ومبدأ الاجتماع لهذا الأسبوع التى تنصب فى موضوع «هواية خلاص النفوس»، وأوضح علامات الافتقاد الصحيح وهى ألا يهتم بعدم النظر لاختلاف اللغات واللهجات بل للقلب، أو لاختلاف الجنسيات، أو للحالة الاجتماعية التى عليها المخدوم، أو للحالة الروحية بل حتى للأشرار.
كما قسم البابا تواضروس أنواع الافتقاد الصحيح والمكونة من «المتابعة، المشاركة، الملاصقة» وأن هذه الأنواع لا يطبقها سوى الخادم الذى يتمتع بصفات محددة وتكون له هواية خلاص النفوس ومن أشهر هذه الصفات «الإحساس بالمسئولية، الإنصات، الحكمة فى الوقت والكلام وقوة الملاحظة وطول الأناة، والصلاة قبل وبعد الافتقاد».
ولم يترك البابا هذا المجلس الأسبوعى دون أن يحذر من بعض السلوكيات التى قد تؤثر على خادم الافتقاد، ومن أخطرها «الكسل، تعلق المخدوم بشخص الخادم، والفضول واقتحام المخدوم، والتسرع فى جنى الثمر».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مؤهلات الخدمة البابا تواضروس الكنيسة
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس الثاني يستقبل رئيس إستونيا
استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة اليوم الأربعاء، رئيس جمهورية إستونيا ألار كاريس، والوفد المرافق له.
أعرب قداسة البابا عن سعادته بزيارة رئيس إستونيا والوفد المرافق، لمصر والكنيسة القبطية، لافتًا إلى أن مصر بلد له خصوصية على مستوى التاريخ والجغرافيا، حيث يعيش المصريون حول نهر النيل ويرتبطون ارتباطًا وثيقًا بأرض الوطن، ويعتبرون أن النهر هو الأب، والأرض الأم.
وأشار إلى أن مصر أيضًا دولة لها تاريخ طويل وحضارة غنية، بفعل تراكم العديد من الحضارات فيها، مثل الحضارات الفرعونية، والمسيحية، والاسلامية، والبحر متوسطية والعربية وغيرها.
ونوه إلى أن وحدة الشعب المصري هي وحدة طبيعية نتجت عن الحياة حول النهر، حتى أنه لا يمكن أن نعرف الفارق بين المصري المسيحي والمصري المصري فكلهم مصريون.
وأوضح قداسته أن العائلة المقدسة زارت مصر وجالت فيها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، فتباركت أرض مصر بتلك الزيارة.
وعن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قال قداسة البابا: "الكنيسة بدأت في الإسكندرية على يد القديس مار مرقس الرسول الذي استشهد أيضًا في الإسكندرية"، وأن كلمة قبطي تعني مصري، وأن كنيسة الإسكندرية تتميز بالإيمان، والاستشهاد، والرهبنة التي بدأت بالراهب "أنطونيوس" الذي يوجد له دير بالقرب من البحر الأحمر، شرقي مصر.
وعن علاقة الكنيسة القبطية بكافة أركان الدولة أكد قداسته أن للكنيسة علاقات طيبة مع الرئيس السيسي، والحكومة والبرلمان، والمؤسسة الإسلامية الرسمية (الأزهر) وكذلك مع الكنائس المختلفة في مصر والعالم، مشيرًا إلى مجلس كنائس مصر الذي يضم كل الكنائس الموجودة على أرض مصر.
ولفت قداسته إلى الدور الروحي للكنيسة والدور الاجتماعي الذي تحاول الكنيسة من خلاله أن تعطي المحبة المسيحية صورة عملية، وذلك بتأسيس المدارس والمستشفيات التي تفتح أبوابها لكل المصريين دون تفرقة، وشدد على أننا نسعى إلى ترسيخ السلام المحبة في كل مكان.
وأشاد قداسة البابا بقانون بناء الكنائس الذي أقرته الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي كثمرة لثورة المصريين في ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وأن هذا القانون أتاح الفرصة للمسيحيين أن يمارسوا عبادتهم دون تعطيل، ونوه إلى خدمة مدارس الأحد التي يتربى فيها أبناء الكنيسة منذ الصغر، وسأله الرئيس الضيف عن نوع التعليم الذي يتلقاه الأطفال في مدارس الأحد، وأجابه قداسة البابا بأننا نعلم أولادنا الكتاب المقدس، والعقيدة والطقس الكنسي واللغة القبطية وغيرها من العلوم الكنسية.
واختتم: "نصلي لأجل أن يحل السلام بين كل دول العالم، وأن تنتهي الحروب".
ومن جهته أعرب الرئيس "كاريس" عن شكره لقداسة البابا على حسن الاستقبال، مشيرًا إلى حرصه على زيارة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ضمن برنامج زيارته لمصر، وأن بلاده أيضًا تتمتع بتراكم رصيد غني من تأثيرات الثقافات المختلفة التي تواجدت فيها، مثل الروسية والبولندية والدنماركية وغيرها، وبها أيضًا عديد من الكنائس، مؤكدًا على سعادته بزيارة مصر التي زارها من قبل مرتين، متمنيًا زيادة التعاون بين البلدين، وبين الجامعات في مصر وإستونيا، ولا سيما وأن بلاده تعطي أهمية خاصة للتعليم، وأن كافة الأعمال في "إستونيا" تتم بالأسلوب الرقمي. وأكد على أن لقاءه اليوم بالرئيس عبد الفتاح السيسي كان متميزًا للغاية. واختتم بتكرار الشكر لقداسة البابا على طيب اللقاء وحسن الاستقبال.
وعقب انتهاء الجلسة دون الرئيس الإستوني كلمة في سجل كبار الزوار كما تفقد مبنى الكاتدرائية المرقسية من الخارج واستمع لشرح عنها من قداسة البابا.