أعجبنى جداً قرار محافظى القاهرة والجيزة بمنع قطع الأشجار وفرض عقوبات على مَن يقطع شجرة، بل وإقامة مشاتل للأشجار فى كل حى ومنطقة ونتمنى أن يحذو كل المحافظين حذو الجيزة والقاهرة.
وكنت أظن حتى وقت قريب أن الحرب ضد الأشجار وكل ما هو أخضر مصادفة ضمن عمليات نظافة تقوم بها أجهزة الحكم المحلى والبيئة فى محافظات مصر المختلفة.
إلا أن الدلائل والواقع يقول إننا أمام حملة تنفذ بعناية وبدقة لقطع وإزالة الأشجار من الشوارع وحتى تلك التى ترسم صور جمالية رائعة فى أرقى شوارع العاصمة ولها رونقها التاريخى الذى يمتد عبر عقود من الزمان.
حقيقة لا أعرف لماذا هذه الحملة الشرسة لقطع الاشجار وإزالتها من الشوارع وأحياناً الحدائق، بل إزالة المسطحات الخضراء فى بعض الأماكن رغم أهميتها وفوائدها المتعددة.
هناك على بعد ما يقرب من 900 كيلومتر من العاصمة القاهرة وبالتحديد فى محافظتى الوادى الجديد أتابع من كثب حملات مستمرة لقطع الأشجار فى الشوارع فى كل قرى ومدن المحافظة بل يتسابق ويتباهى رؤساء القرى والمراكز بذلك باعتباره إنجازاً ونشاطاً عظيماً!.
وتساءلت وسألت كثيراً عن السبب رغم أننا بلد حار جداً تصل فيه درجة الحرارة فى الصيف إلى معدلات ربما تتجاوز الـ70 درجة فى الشمس والسير فى الشوارع يكاد يكون مغامرة بدءاً من شروق الشمس صباحاً.
ووجود الأشجار بظلها فى الشوارع يمثل ملاذاً آمناً للمارة ووقوف السيارات تحت هذه الأشجار فضلاً عن راحة العين باللون الأخضر فى منطقة صحراوية يغلب فيها لون الرمال والجبال.
وقبل أن يرد أحدهم أن ما يحدث تقليم ونظافة، أرد وأقول لا وألف لا..لأن ما يحدث بعيد تماماً عن النظافة والتقليم بل هو عداء مع الأشجار لقطعها وإزالتها ومع كل ما هو أخضر وكأننا فى حاجة لمزيد من التصحر.
وإذا كنا تحدثنا عن نموذج الوادى الجديد باعتبارها منطقة صحراوية تحتاج إلى كل ما هو أخضر وتحتاج الظل لكسر حدة الحرارة ولهيب الشمس الحارق، فإن الأمر ليس مقصوراً على الوادى الجديد بل تم فى العاصمة القاهرة والجيزة وكل محافظات مصر.
الأشجار والمسطحات الخضراء يا سادة خصوصاً فى بعض الأماكن والأحياء بالعاصمة جزء أساسى من حضارة هذا البلد ورونقه وجماله وتاريخه إضافة إلى فوائدها المتعددة الأخرى لعل أهمها الحد من آثار الانبعاثات الضارة وعوادم السيارات والمصانع.
يحدث ذلك بينما نتحدث عن المناخ والبيئة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر والبيئة النظيفة ونستضيف المؤتمر تلو الآخر، فى الوقت الذى يقوم فيه جزارو الحكم المحلى بتصحير الشوارع وتعريتها.
نعم، قد نتفهم بعض الأسباب والضرورات التى تحتم قطع الاشجار سواء للأمان أو لأى سبب مقنع آخر ولا بد من النظافة والتقليم المعقول ولكن ليس الإزالة والقطع بهذا الشكل العشوائى.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إزالة المسطحات الخضراء
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط يستقبل رئيس الوزراء الفلسطيني ويؤكد: تسريع الإغاثة وإعادة الإعمار لقطع الطريق على التهجير
استقبل أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، صباح اليوم الخميس الدكتور محمد مصطفى رئيس وزراء ووزير خارجية دولة فلسطين، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة.
وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن اللقاء تناول الوضع الفلسطيني الراهن في ضوء التهديدات التي تتعرض لها القضية، ولا سيما سيناريو التهجير المرفوض عربياً ودولياً. وقال رشدي إن كلاً من أبو الغيط ومصطفى أكدا على الإجماع العربي على رفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية وأهمها بقاء الشعب على أرضه، وعدم سلبه حقه في تقرير مصيره.
وذكر المتحدث الرسمي أن أبو الغيط استمع باهتمام لعرضٍ موسع ودقيق قدمه رئيس الوزراء الفلسطيني حول خطط وبرامج التعامل مع الوضع الكارثي في غزة من أجل تنفيذ الإغاثة العاجلة، والتعافي المُبكر، توطئة لإعادة الإعمار.
ونقل المتحدث عن أبو الغيط قوله إن الخُطط قابلة للتنفيذ مع بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وأن المطلوب في هذه المرحلة هو تثبيت وقف إطلاق النار، والعمل على إدخال المساعدات الإغاثية العاجلة ومساعدة السكان على استعادة الحياة الطبيعية بالتدريج من أجل إفشال المخطط الإسرائيلي بجعل القطاع غير قابل للحياة.
وفي سياق متصل، أكد جمال رشدي أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي حول ما أسماه الخروج الطوعي للسكان من قطاع غزة تكشف بجلاء عن طبيعية المخطط الإسرائيلي وأهدافه، مُشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتكرار النكبة مرةً ثانية تحت دعاوى الخروج الطوعي أو القسري.