يمن مونيتور:
2024-09-06@01:26:46 GMT

لا مشروعية تتأسس على الخرافة والموت

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

لا مشروعية تتأسس على الخرافة والموت

لا مشروع كانت عدن فيما تحكي المصادر التاريخية من أهم أسباب انهيار الدولة الرسولية ، إذ كانت عماد خزينة الرسوليين وربما رافدهم الأكثر أهمية.

بدأ الأمر بتوتر علاقة الرسوليين بالمركز وهو هنا حكم المماليك في القاهرة وكانوا وقتها سادة البحار وحراسها . إذ يروى أن السلطان المجاهد قطع الهدايا والهبات التي كانت ترسل عادة لأمراء المماليك في مصر وقام كذلك برفع العشور على جميع الواردات والصادرات في ميناء عدن وهو ما ضيق الخناق على التجار ، وأمام هذه الإجراءات شرع المماليك في التواصل مع جميع التجار وأصحاب السفن في الهند والصين فاتحين لهم خطوط نقل وموانئ بديلة إذ عملوا على تأهيل مينائي ينبع وجدة وغيرهما وهو ما عنى ضرب ميناء عدن في مقتل .

وتجفيف اهم موارد الخزينة الرسولية المستنزفة أساسا في محاولة تثبيت الأوضاع واخماد التوترات المشتعلة في أرجاء الدولة، الأمر الذي دفعها للضغط على المجتمع المحلي من تجار ومزارعين اذ عملت على فرض المزيد من الإرتفاعات والجبايات والإتاوات، وهذا كله أدى الى انفجار الأوضاع في اكثر من منطقة ، اذ انطلقت تمردات مجتمعية وعشائرية كثيرة وكان على رأسها ثورات قبيلة المعازبة في تهامة وهي من اكثر القبائل التي واجهت الحكومات الدخيلة عموما بدءا من حكم الأيوبيين ، وهم من ذؤال ويتحدر منهم الزرانيق وكانوا اهل خصب وزراعة وثروة واشتهروا بالفروسية والإباء والتمرس على القتال ولهم سيرة ضاجة في مواجهتهم لعسف وطغيان الدويلات المتعاقبة .

وعلى هامش خطوات البنك المركزي المجهضة الأخيرة. تعود عدن للواجهة في ممارسة الدور الإقتصادي الضاغط على جماعة الحوثيين وإن بصور مختلفة ، تعيد الى الأذهان بعضا من سرديات التاريخ المشاكلة ،

يفصح الحوثيون عن أزماتهم الكبرى بجلاء سيما من خلال هذا الضغط الهائل على المجتمع المحلي .

هذا الإنقضاض على البيوت التجارية والمصانع والشركات . هذه المصادرات واعمال النهب وفرض الجبايات ووضع النقاط الجمركية في كل منفذ . وأعمال انهب والتقطع وسوق الموظفين والعاملين في القطاع الخاص للسجون ووضع الجميع  تحت جبروت “الحارس  القضائي ” المقيت

هذا الحصار الداخلي الخانق الذي تمارسه على الفضاء العام عموما . وهذا العنف الممارس ضد منظمات المجتمع المدني واقتياد رواد العمل  فيه للمعتقلات واجبارهم على الإدلاء باعترافات مزيفة تحت سطوة الإكراه والتعذيب ،

كل هذا في سبيل مواجهة أزمات وجودية راسخة عصية على الحل . لا تزيدها التدابير الرعناء  الا تفاقما وتعاظما . ولن تؤدي   في النهاية إلا لإنفجار محتم ووشيك

نحن إزاء جماعة عنف تريد مجتمعا من أجل الحرب ، لا يعنيها الإنسان الا بكونه بندقا او حصالة داعمة لجهودها في دفع الناس نحو الجحيم .

ولا يمكن أن تقوم الدول على منطق كهذا ، اذ العنف والارهاب اكثر مقوضات المجتمعات والدول ، ولا مشروعية تتأسس على الخرافة والموت أبدا.

 

نقلاً عن صفحة الكاتب على حسابه بـ”فيسبوك”

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحوثيون المركزي اليمني كتابات مقالات يمن مونيتور

إقرأ أيضاً:

بسبب جماعة القربان.. المثنى تسجل أكثر من 40 حالة انتحار

بسبب جماعة القربان.. المثنى تسجل أكثر من 40 حالة انتحار

مقالات مشابهة

  • نصرة الاقصى تحدد اكثر من 360 ساحة لمسيرات يوم غد
  • محامٍ : العقود الشفوية عند البيع والشراء لا يعمل بها إذا كانت فوق الـ 100 ألف .. فيديو
  • 8 ملفات حرجة كانت على طاولة مباحثات السيسي وأردوغان
  • هل كانت تستحق سيارة EX90 SUV الكهربائية الانتظار
  • بسبب جماعة القربان.. المثنى تسجل أكثر من 40 حالة انتحار
  • فاروق سلامة يحتاج «للبلازما»الموسيقار وعازف الأكورديون الأشهر «فاروق سلامة» دخل عامه التسعين، وما زال يتمتع بالعافية سوى ما أدرك قدماه من شدة وتشدد ما كانت قد أدركته قبل عام، الأمر الذى يحتاج معه إلى
  • أمين عام الأمم المتحدة: إذا كانت إسرائيل وحماس يمكنهما حماية الأطفال من شلل الأطفال، فمن المؤكد أن بوسعهما حمايتهم من أهوال الحرب
  • المحجوب: خطوة الرئاسي بشأن المصرف المركزي “صائبة” وإن كانت مخالفة لمهامه
  • الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 2024: مشروعية وتوجيهات من دار الإفتاء
  • عاجل | الشركة السعودية للنقل البحري: الناقلة أمجاد لم تستهدف بينما كانت تمر بالبحر الأحمر قرب ناقلة أخرى تعرضت لهجوم