لا مشروعية تتأسس على الخرافة والموت
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
لا مشروع كانت عدن فيما تحكي المصادر التاريخية من أهم أسباب انهيار الدولة الرسولية ، إذ كانت عماد خزينة الرسوليين وربما رافدهم الأكثر أهمية.
بدأ الأمر بتوتر علاقة الرسوليين بالمركز وهو هنا حكم المماليك في القاهرة وكانوا وقتها سادة البحار وحراسها . إذ يروى أن السلطان المجاهد قطع الهدايا والهبات التي كانت ترسل عادة لأمراء المماليك في مصر وقام كذلك برفع العشور على جميع الواردات والصادرات في ميناء عدن وهو ما ضيق الخناق على التجار ، وأمام هذه الإجراءات شرع المماليك في التواصل مع جميع التجار وأصحاب السفن في الهند والصين فاتحين لهم خطوط نقل وموانئ بديلة إذ عملوا على تأهيل مينائي ينبع وجدة وغيرهما وهو ما عنى ضرب ميناء عدن في مقتل .
وتجفيف اهم موارد الخزينة الرسولية المستنزفة أساسا في محاولة تثبيت الأوضاع واخماد التوترات المشتعلة في أرجاء الدولة، الأمر الذي دفعها للضغط على المجتمع المحلي من تجار ومزارعين اذ عملت على فرض المزيد من الإرتفاعات والجبايات والإتاوات، وهذا كله أدى الى انفجار الأوضاع في اكثر من منطقة ، اذ انطلقت تمردات مجتمعية وعشائرية كثيرة وكان على رأسها ثورات قبيلة المعازبة في تهامة وهي من اكثر القبائل التي واجهت الحكومات الدخيلة عموما بدءا من حكم الأيوبيين ، وهم من ذؤال ويتحدر منهم الزرانيق وكانوا اهل خصب وزراعة وثروة واشتهروا بالفروسية والإباء والتمرس على القتال ولهم سيرة ضاجة في مواجهتهم لعسف وطغيان الدويلات المتعاقبة .
وعلى هامش خطوات البنك المركزي المجهضة الأخيرة. تعود عدن للواجهة في ممارسة الدور الإقتصادي الضاغط على جماعة الحوثيين وإن بصور مختلفة ، تعيد الى الأذهان بعضا من سرديات التاريخ المشاكلة ،
يفصح الحوثيون عن أزماتهم الكبرى بجلاء سيما من خلال هذا الضغط الهائل على المجتمع المحلي .
هذا الإنقضاض على البيوت التجارية والمصانع والشركات . هذه المصادرات واعمال النهب وفرض الجبايات ووضع النقاط الجمركية في كل منفذ . وأعمال انهب والتقطع وسوق الموظفين والعاملين في القطاع الخاص للسجون ووضع الجميع تحت جبروت “الحارس القضائي ” المقيت
هذا الحصار الداخلي الخانق الذي تمارسه على الفضاء العام عموما . وهذا العنف الممارس ضد منظمات المجتمع المدني واقتياد رواد العمل فيه للمعتقلات واجبارهم على الإدلاء باعترافات مزيفة تحت سطوة الإكراه والتعذيب ،
كل هذا في سبيل مواجهة أزمات وجودية راسخة عصية على الحل . لا تزيدها التدابير الرعناء الا تفاقما وتعاظما . ولن تؤدي في النهاية إلا لإنفجار محتم ووشيك
نحن إزاء جماعة عنف تريد مجتمعا من أجل الحرب ، لا يعنيها الإنسان الا بكونه بندقا او حصالة داعمة لجهودها في دفع الناس نحو الجحيم .
ولا يمكن أن تقوم الدول على منطق كهذا ، اذ العنف والارهاب اكثر مقوضات المجتمعات والدول ، ولا مشروعية تتأسس على الخرافة والموت أبدا.
نقلاً عن صفحة الكاتب على حسابه بـ”فيسبوك”
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثيون المركزي اليمني كتابات مقالات يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
قوات أمريكية تضبط اسلحة إيرانية ومكونات صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وتقنيات اتصال متطورة كانت في طريقها للحوثيين
نجحت قوات خفر السواحل الأمريكي في ضبط مركب شراعي في بحر العرب كان يحمل شحنة من الأسلحة الإيرانية كانت في طريقها للحوثيين في اليمن.
وتتضمن الشحنة المضبوطة مكونات صواريخ باليستية متوسطة المدى وطائرات بحرية مسيّرة، بالإضافة إلى معدات اتصالات عسكرية، وأنظمة إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات، وفقًا لتقرير الموقع الأمريكي.
ونقل موقع Maritime Executive (ماريتايم إكزيكيوتيف) أن القيادة المركزية الأمريكية تأخرت في الكشف عن تفاصيل العملية، حيث يُعتقد أن فريق الصعود التابع لخفر السواحل الأمريكي قد جمع أدلة إضافية خلال التفتيش، مما سمح لاحقًا بتأكيد مصدر الشحنة ومسارها.
وأشار التقرير إلى أن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين تتبع نمطًا متكررًا وثابتًا، سبق أن وثقته تقارير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة.
ووفقًا لهذه التقارير، يتم تحميل الأسلحة في مستودعات تابعة لوحدة القدس 190 في الحرس الثوري الإيراني في موانئ تشابهار وبندر عباس، ثم تُنقل إلى قوارب شراعية يقودها طواقم بلا جنسية لتجنب التعقب. وبعد ذلك، يتم تسليم الشحنات إلى سفن صيد بالقرب من السواحل اليمنية، حيث تُهرَّب عبر الشواطئ إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
ولفت الموقع الأمريكي ان عملية الضبط كانت في 28 يناير الماضي.
ولفت التقرير إلى أنه في العام الماضي، تحوّلت بعض قوارب التهريب الإيرانية إلى الإبحار مباشرة نحو موانئ صيد صغيرة تخضع لسيطرة الحوثيين في البحر الأحمر، ما يعكس تغييرًا في التكتيكات الإيرانية لمواجهة عمليات الاعتراض البحرية المتزايدة.
وبحسب التقرير، تعمل إيران حاليًا على تعزيز مخزونها من الصواريخ لمواكبة احتياجات وكلائها في المنطقة وعلى رأسهم الحوثيون.
وكشف الموقع عن وصول شحنة جديدة من بيركلورات الصوديوم –وهي مادة أساسية في تصنيع وقود الصواريخ– إلى ميناء بندر عباس على متن السفينة "إم في جولبون" الأسبوع الماضي، ومن المتوقع وصول شحنة مماثلة على متن السفينة "إم في جيراني" القادمة من الصين