يستأنف الرئيس السابق دونالد ترامب حملته، اليوم السبت، في أول تجمع له منذ محاولة الاغتيال الذي تعرّض لها في بنسلفانيا، بعد الثقة التي حصل عليها عقب ترشيح مؤتمر الحزب الجمهوري له رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وسيظهر ترامب في غراند رابيدز بولاية ميشيغان، وهي إحدى الولايات المتأرجحة، ومعه نائبه السيناتور جي دي فانس، في أول مؤتمر انتخابي يجمعهما، ويتوقع أن يحظى ترامب بترحيب حار من مناصريه.

وقال مسؤولو الحزب الجمهوري خلال مؤتمر ترشيح ترامب في ميلواكي قبل أيام إن مواجهته للموت يوم السبت الماضي غيرته، وإنه عندما ألقى خطاب قبول ترشحه مساء الخميس دعا إلى الوحدة.

وعلى الرغم من أن ترامب استهل خطابه بدعوة إلى الوحدة ونبذ الخلافات، جاء معظم خطابه عن قائمة معروفة من المظالم إلى جانب هجومه على المعارضين.

اضطراب ديمقراطي

في المقابل، يعيش الحزب الديمقراطي حالة من الاضطراب، إذ لم يعد من المؤكد أن الرئيس جو بايدن سيكون المرشح الديمقراطي الذي يواجه ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويواجه بايدن دعوات متزايدة من العديد من المسؤولين المنتخبين في الحزب الديمقراطي للانسحاب من سباق الرئاسة وإنهاء محاولته لإعادة انتخابه بعد أدائه الضعيف في مناظرة أمام ترامب الشهر الماضي، وتساؤلات عن قدراته الذهنية والبدنية.

حتى إنه خسر دعم أقرب الداعمين له، إذ ذكرت "واشنطن بوست" نقلا عن أشخاص مطلعين على موقف باراك أوباما أن الرئيس الديمقراطي السابق يرى أن حظوظ بايدن في الفوز تقلصت وأنه ينبغي عليه أن "يعيد النظر بجدية في إمكان مواصلة ترشحه".

كذلك دعا حوالي 20 نائبا ديمقراطيا جو بايدن علنا إلى التخلي عن السباق إلى البيت الأبيض، كان آخرهم جون تيستر، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مونتانا، الذي دعا إلى تنظيم مؤتمر مفتوح للحزب الديمقراطي لاختيار بديل لبايدن في أغسطس/آب.

ونتيجة لذلك، يعتقد البعض أن السؤال لم يعد ما إذا كان جو بايدن سيتنحى، بل متى.

لكنّ انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الجمهوريين الذين سيضطرون، في حال حدوث ذلك، لمراجعة إستراتيجيتهم الانتخابية التي فصّلوها خلال مؤتمرهم الذي استمر 4 أيام في ميلواكي.

فمعسكر ترامب يضع الحالة الصحية والذهنية للرئيس الديمقراطي في قلب حملته، وقد زاد عدد الإعلانات الانتخابية التي تظهر بايدن متعثرا أو متلعثما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جو بایدن

إقرأ أيضاً:

هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن

وجهت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس، أنظارها للمستقبل، وابتعدت قليلاً عن نهج الرئيس بايدن بينما تحاول التغيير من الإدارة الحالية وهو ما يفوت فرصة ثمينة على خصمها الجمهوري اللدود دونالد ترامب.

وتوقفت نائبة الرئيس في نيو هامبشاير، موطن 4 أصوات انتخابية ثمينة في المجمع الانتخابي، قبل التوجه إلى معسكر المناظرة في بيتسبرغ استعداداً لمواجهة الرئيس السابق في المناظرة المتلفزة التي من المتوقع أن تحدد نهاية اللعبة الانتخابية بين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري. 

La tentative de Harris de se démarquer de Biden sur l'économie contrarie Trump. Analyse par @StCollinsonhttps://t.co/13PyqPfYnl

— CNN France PR (@CNNFrancePR) September 5, 2024 الزخم السياسي

وذكر تحليل لشبكة "سي.إن.إن" أن الزخم السياسي لهاريس وفرصها في نوفمبر (تشرين لاثاني) يعتمد جزئياً على نجاحها في تصوير نفسها خياراً جديداً للناخبين وتبديد أي فكرة يروج لها عن أن فوزها يعتبر ولاية ثانية للرئيس الحالي جو بايدن.

ويدعم هذا جهوداً تبذلها لمغازلة الناخبين الأمريكيين الذين يشعرون بالاستياء من ارتفاع الأسعار والتضخم وتضارب سوق العقار، بالإضافة إلى تواصلها مع المعتدلين في الضواحي والناخبين من الطبقة المتوسطة في الولايات المتأرجحة والتي ستكون حاسمة في السباق الرئاسي المقبل.

وكانت نائب الرئيس تعهدت في وقت سابق بمحاربة التلاعب بالأسعار وتعهدت بمنح مشتري المنازل من ذوي الدخل المنخفض لأول مرة 25000 ألف دولار دفعة أولى، واتجهت نحو "الوسط السياسي" من خلال الوعد برعاية 25 مليون شركة صغيرة جديدة في ولايتها الأولى مع خصم ضريبي بقيمة 50000 ألف دولار للشركات الناشئة.

ودعت إلى زيادة أقل بكثير في ضرائب مكاسب رأس المال مما اقترحه بايدن لإثارة الاستثمار والابتكار.

وقالت هاريس: "أعتقد أن الشركات الصغيرة في أمريكا تشكل أساساً رئيسياً لاقتصادنا بالكامل.. توظف الشركات الصغيرة في بلدنا نصف جميع العاملين في القطاع الخاص. يمتلك نصف جميع العاملين في القطاع الخاص أو يديرون شركة صغيرة أو يعملون في شركة صغيرة".

NEW

Sources familiar with Vice President Harris’ debate prep tell NBC News that she is focused on getting under former President Trump’s skin, remaining calm in response to his attacks, pointing out his broken promises, and emphasizing his “advanced age.”

Full Story:… pic.twitter.com/UbE6Louh0C

— Yashar Ali ???? (@yashar) August 31, 2024 مناورات ترامب

من جهة أخرى، يسعى الرئيس السابق إلى استحضار الذكريات الإيجابية لاقتصاد فترة حكمه قبل الأزمة التي أثارتها حالة الطوارئ بسبب كوفيد-19، ويرد على المناورات الاقتصادية الأخيرة لنائبة الرئيس هاريس خلال خطابه أمام نادي نيويورك الاقتصادي.

وعلى الرغم من ذلك السياسة وراء استراتيجية هاريس واضحة فيما يتعلق بتدبير ضريبة مكاسب رأس المال، وعلى سبيل المثال، تخلت هاريس عن نهج أكثر تقدمية من بايدن، حيث دعت إلى فرض معدل ضريبي بنسبة 28٪ على من يكسبون مليون دولار أو أكثر، بدلاً من المعدل البالغ 39.6٪ الذي أدرجه الرئيس في ميزانيته للسنة المالية 2025. وهذه الخطوة تسمح لها بإظهار أنها ليست رهينة لسياسات رئيسها، حيث دحضت بذلك ادعاء ترامب بأنها وريثة إرث اقتصادي فاشل، في إشارة إلى السياسات الاقتصادية لإدارة بايدن.

وبحسب تحليل "سي.إن.إن" يبدو أن تبني هاريس للأسطورة القوية للشركات الصغيرة الأمريكية التي تقود الرخاء الأوسع والاقتصاد الأوسع مصمم أيضاً لمواجهة محاولات ترامب ووكلائه الرافضة للدعوات الديمقراطية، ولكن قبل أقل من 9 أسابيع من الانتخابات، تهتم هاريس أكثر بخلق انطباع سياسي مذهل من آليات السياسة الاقتصادية.

ونظراً لميزة ترامب في استطلاعات الرأي بشأن الاقتصاد، فإن المعركة العميقة حول السياسة بشأن هذه القضية مع منافسها ربما لا تكون حكيمة على أي حال، وتحتاج هاريس إلى جعل الانتخابات استفتاءً على الشخصية وعلى المرشح الذي يمكن أن يظهر قوة سياسية جديدة وبالتالي، حتى الخطوات الصغيرة للخروج من ظل بايدن يمكن أن تكون مهمة.

"It's essentially a tax cut for starting a small business" -- Harris proposes an expanded tax deduction for small businesses and other measures meant to stimulate small business growth pic.twitter.com/WiruJFfo7M

— Aaron Rupar (@atrupar) September 4, 2024 الابتعاد عن بايدن!

وضع جيمس كارفيل استراتيجية محتملة لهاريس في عمود في صحيفة "نيويورك تايمز" الإثنين، وقال إن انتخابات 2024 ستحددها "من هو الجديد ومن هو الفاسد". كما كتب الاستراتيجي الديمقراطي أنه لن يكون إهانة لبايدن أن تسلك هاريس طريقها الخاص بل كان ضرورياً لهويتها السياسية.

وتقول "سي.إن.إن" إن محاولة هاريس لإقناع الناخبين بأنها تغيير جديد يثير غضب ترامب وأعرب المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس عن عدم تصديقه أن هاريس تحاول صنع هذا التحول في مقابلة مع برنامج "هيو هيويت" الإذاعي سعى السناتور من ولاية أوهايو إلى التشكيك والإحباط من تحول صورة هاريس من خلال التأكيد على أنها شاغلة لمنصب الرئيس حالياً وأنه يمكنها متابعة هذه السياسات على الفور، لكنها لن تفعل و"تسببت في أزمة التضخم هذه بسياساتها".

الملفت للنظر أن ترامب أعلن أنه إذا فازت هاريس في نوفمبر(تشرين الثاني) سوف ينزلق الاقتصاد إلى "الكساد الأعظم" ،والمفارقة أنه ذكر هذا الحديث عن بايدن في عام 2020، لكن الرئيس أشرف على نمو قوي ومتسق للوظائف وشكل واحدة من أقوى حالات التعافي من الوباء في أي اقتصاد متقدم، على الرغم من أزمة التضخم التي قلل البيت الأبيض من شأنها سابقاً.

مقالات مشابهة

  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية
  • فريدمان: نتنياهو خدع بايدن وسيصعد الوضع في غزة لمساعدة ترامب
  • التقدمي يستنكر جريمة القتل التي شهدتها منطقة الشويفات
  • الفجوة بين الجنسين.. كيف ينظر الرجال والنساء إلى هاريس وترامب؟
  • هاريس أم ترامب؟ الانقسامات تعصف بأثرياء وادي سيليكون
  • بايدن ينضم لحملة هاريس الانتخابية للمرة الأولى
  • بايدن ينضم لحملة هاريس الانتخابية وحرب غزة تلقي بظلالها على الفعاليات
  • بايدن وهاريس معا للمرة الأولى خلال الحملة الانتخابية
  • "مؤتمر الإثنين" يجدد الخلاف بين بايدن ونتنياهو.. ماذا يحدث؟