قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الرأي الاستشاري الذي قدمته محكمة العدل الدولية، قوض الحجج الأساسية التي تسوقها إسرائيل لاحتلالها طويل الأمد للضفة الغربية وقطاع غزة، وسلح البلدان والمؤسسات والشركات بشكل أساسي بمبرر قوي لمعاقبة إسرائيل، مؤكدة أن تجاهله لا ينبغي أن يكون خيار إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة، في تحليل بقلم الكاتب والدبلوماسي الإسرائيلي ألون بينكاس، أن قرار محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي وإدارته للضفة الغربية والقدس الشرقية خطير وغير سار، موضحا أن تل أبيب تستطيع أن تتحداه وتتجاهله وتسخر منه وتهاجمه بكل غطرسة كما تريد، ولكن عندما يتوصل القضاة إلى هذا الاستنتاج ويطالبون إسرائيل بدفع تعويضات للفلسطينيين، فإن ذلك يعطي المبرر للعديد من البلدان، الأعداء والأصدقاء والمنتقدين والمؤيدين على حد سواء.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: ماذا سيحدث لو انسحب بايدن من السباق الرئاسي؟list 2 of 2ناشطة يهودية: فوز ترامب وفانس ينذر بكارثة للإسرائيليين والفلسطينيينend of list النقاط الرئيسية في رأي المحكمة يعتبر الوجود الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. يجب على إسرائيل إنهاء وجودها في الأراضي المحتلة في أسرع وقت ممكن. يجب على إسرائيل أن توقف فورا التوسع الاستيطاني، وأن تقوم بإجلاء جميع المستوطنين من المناطق المحتلة. مطلوب من إسرائيل تقديم تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالسكان المحليين والشرعيين في الأراضي الفلسطينية. من واجب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية عدم الاعتراف بالوجود الإسرائيلي في المناطق كوجود قانوني وتجنب دعم استمراره. يجب على الأمم المتحدة أن تنظر في الإجراءات الضرورية لإنهاء الوجود الإسرائيلي في المناطق في أسرع وقت ممكن. الفصل العنصري

ويمكن لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة -وسوف تفعل ذلك كما يقول الكاتب- أن ترفض هذا القرار باعتباره حكما غير ذي صلة من محكمة ليس لها اختصاص قضائي، وستقول إن المحكمة لم تعبر عن شيء أكثر من معاداة الصهيونية التي تجاوزت الخط الرفيع إلى معاداة السامية.

بيد أن هذا لن يغير حقيقة أن هناك الآن إجماعا واسع النطاق في جميع أنحاء العالم، وقد دعم تصويت الكنيست هذا الأسبوع "ضد إقامة دولة فلسطينية"، قول المحكمة إن الاحتلال ضم فعلي، مضيفة أنه يتكون من التمييز المنهجي والفصل وتلك الكلمة المخيفة "الفصل العنصري".

وفيما يتعلق بالمستوطنات، رددت المحكمة الرأي العام العالمي وسلحته، وقالت إن المستوطنات "غير قانونية وتنتهك القانون الدولي"، وأوضحت أن إسرائيل رغم الانسحاب الأحادي الجانب عام 2005، تظل "قوة احتلال في قطاع غزة".

الفيتو الأميركي

وأصدرت المحكمة قرارها كرأي قانوني بناء على إحالة من الأمم المتحدة، وهو ليس ملزما قانونيا، وحتى لو أحالته الجمعية العامة إلى مجلس الأمن لتنفيذه، فمن المتوقع استخدام الفيتو الأميركي لمنع ذلك.

ومع ذلك، فإن القرار يحمل عواقب سياسية كبيرة، خاصة على خلفية الحرب في غزة والرأي العالمي المناهض لاستمرار إسرائيل فيها، وهو إلى جانب ذلك يقوض حجج إسرائيل الأساسية بشأن طبيعة علاقتها بالضفة الغربية والقدس الشرقية، وقد تستخدمه الدول والبنوك والشركات لتوسيع العقوبات على إسرائيل.

غير أن الأكثر خطورة هو أن هذا الرأي لا بد أن يكون له تأثير على المحكمة الجنائية الدولية التي تنظر في المزيد من الاتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب ضد إسرائيل، وقد تصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين أكثر من مجرد رئيس الوزراء ووزير الدفاع.

غير قابل للاستمرار

وأشارت الصحيفة إلى أن الرأي الصادر يوم الجمعة منفصل عن الالتماس الذي قدمته جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية بشأن الإبادة الجماعية، وقد قدم قبل الحرب بسنة، ووصف "الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال" ويشدد على أن "الوضع في غزة غير قابل للاستمرار".

وكان السؤال الأساسي الذي طرح على المحكمة هو ما إذا كان احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية منذ حرب يونيو/حزيران 1967 بغض النظر عن كيفية تعريفه، "مؤقتا" أم أنه أصبح سمة "دائمة" تؤدي إلى احتلال جزئي أو ضم كامل، وهل تشكل المستوطنات الإسرائيلية احتلالا لا رجعة فيه؟ خاصة مع نقل أعداد كبيرة من السكان إلى الأراضي المحتلة، ومع وجود عسكري مستمر وأعمال البنية الأساسية الضخمة.

المستوطنات حجة على إسرائيل

وبموجب القانون الدولي، لا يعتبر الاحتلال غير قانوني تلقائيا إذا كان مؤقتا ويمكن تبرير الظروف التي أدت إليه أو شرحها بشكل مناسب، مثل الاحتلال الأميركي لليابان وألمانيا الغربية، والاحتلال السوفياتي لألمانيا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية.

وبمجرد احتلال منطقة ما، تحدد كل من قواعد لاهاي واتفاقيات جنيف التزامات واسعة النطاق على قوة الاحتلال، وذلك بهدف منع الإجراءات التي قد تؤدي إلى الضم، وهو أمر محظور تماما بموجب القانون الدولي.

وأوضح الكاتب أن جوهر الحجة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية يتعلق بالناحية الديموغرافية، حيث يعيش 650 ألف إسرائيلي في مستوطنات شرق الخط الأخضر، وهو خط الهدنة لعام 1949 ويسمى أيضا حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، مما يشكل دليلا واضحا على الاحتلال الدائم.

ليس احتلالا مؤقتا

وقالت المحكمة إن 57 عاما من الوجود العسكري المتواصل والموسع، والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، والعديد من إعلانات النوايا ورفض إقامة دولة فلسطينية أو الإعلان عن نية الضم، لا تشير إلى الطابع المؤقت، خاصة أن محكمة العدل الدولية نفسها أصدرت قرارا عام 2004، مفاده أن "السياج الأمني" كان بمثابة ضم فعلي للمناطق الواقعة غرب الجدار بجوار حدود عام 1967.

وبغض النظر عن الطبيعة غير الملزمة لحكم يوم الجمعة والافتقار إلى الجدوى السياسية، فقد سلحت المحكمة الدول والمؤسسات والشركات بمبررات منطقية ليس فقط لتوبيخ إسرائيل، بل لمعاقبتها، مع أنه لا أحد يعتقد أن هذا الحكم سيؤدي إلى إصلاح سياسي أو صحوة سياسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات محکمة العدل الدولیة على إسرائیل

إقرأ أيضاً:

وزير العدل يفتتح محكمة قويسنا بعد تطويرها ورفع كفاءتها (صور)

 


نفاذًا لتوجيهات فخامة الرئيس/ عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتطوير وتحديث المنظومة القضائية، واستمرارًا للزيارات الميدانية الدورية التي يقوم بها السيد  المستشار / عدنان فنجري وزير العدل افتتح اليوم الأربعاء الموافق 4/9/2024  مبني محكمة قويسنا بعد تطويره وذلك بحضور السيد اللواء/ابراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية والسيد المستشار/محمد  أبو زيد سليم رئيس محكمة استئناف طنطا وعضو مجلس القضاء الأعلى يرافقه السادة مساعدو وزير العدل المختصون وعدد من قيادات المحافظة.

وقد استهدفت أعمال التطوير رفع كفاءة المبني وقاعة المحاكمات الجنائية وتجهيزها بأنظمة تجديد الحبس الاحتياطي عن بعد، وكذلك قاعة المحاكمات المدنية، كما شملت أعمال التطوير مبنى لمحكمة الأسرة، وإنشاء مكتب أمامي لتسهيل الخدمة للمواطنين، كذلك مقر المحكمة الجزئية  و مقر النيابة العامة  ، واستراحة للسادة المحامين بعد تجديدها وتوسعتها، كما تم افتتاح مقر جديد مطور للشهر العقاري والتوثيق بعد إنشائه، وذلك في إطار خطة وزارة العدل بزيادة عدد المقار وميكنتها للتيسير علي المواطنين.


وعقب الافتتاح قام وزير العدل بجولة تفقدية  داخل أروقة المبنى المكون من طابقين للاطلاع على أعمال التطوير التقى خلالها بالسادة المحامين واستمع لشكاوى عدد من المواطنين ووجه بسرعة فحصها والعمل على حلها وإزالة  آية عقبات  ، وفي ختام الجولة هنأ الوزير السادة الحضور  بقرب بداية العام القضائي الجديد، وأكد على ضرورة مواكبة تطوير المهارات والكفاءات الفنية  مع تطوير المباني والتقنيات التكنولوجية  ، بهدف تكثيف كل الجهود  لتحقيق العدالة الناجزة التي تسعى إليها الوزارة دائمًا.

IMG-20240904-WA0008 IMG-20240904-WA0012 IMG-20240904-WA0011 IMG-20240904-WA0010 IMG-20240904-WA0009 IMG-20240904-WA0007 IMG-20240904-WA0006 IMG-20240904-WA0005 IMG-20240904-WA0004

مقالات مشابهة

  • هآرتس: نتنياهو قلق من الانتقادات الدولية
  • وزير العدل يفتتح محكمة قويسنا بعد تطويرها ورفع كفاءتها (صور)
  • رغم التحذيرات الدولية.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في الضفة وغزة
  • هآرتس تصدم نتنياهو: إسرائيل تنهار وليست الفصائل الفلسطينية
  • «العدل الدولية» و«المحكمة الدائمة للتحكيم» تعزيان مصر في وفاة نبيل العربي
  • هآرتس: أيام ويصدر قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت.. لكن لن يكون سلبيًا
  • محكمة العدل الدولية والمحكمة الدائمة للتحكيم تقدمان التعازي في وفاة نبيل العربي
  • محكمة العدل الدولية والمحكمة الدائمة للتحكيم تقدمان التعازى في وفاة د. نبيل العربي
  • محكمة العدل الدولية والمحكمة الدائمة للتحكيم تقدما التعازي في وفاة نبيل العربي
  • الجنائية الدولية قد تُصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت خلال أيام