التهدئة ونقطة الضعف المركبة الأمريكية
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
التهدئة و نقطة الضعف المركبة الأمريكية
في مواجهات جنين وقرية الغجر اللبنانية مؤخرا نقطة ضعف تسمح بمزيد من المواجهات المحدودة مرفقة بتراكم استراتيجي.
هناك معادلة يدركها حلفاء أمريكا وخصومها في الآن ذاته ويعملون على توظيفها في إدراتهم للصراع في فلسطين وفي الاقليم ايضا.
البحث المتواصل عن التهدئة على الحدود اللبنانية وداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة تحول الى نقطة ضعف مركبة للسياسة الامريكية في المنطقة.
نقطة ضعف مركبة أمريكية اخذت ترسم ملامح المواجهات بين الاحتلال والمقاومة من حيث الساحة والمساحة والزمن المفترض للمواجهة زمنيا ومكانيا.
نقطة الضعف المركبة باتت مفارقة تعظم مخاطر تتهدد التهدئة وخفض التصعيد المنشود امريكيا بدفع أمريكا للضغط على شركائها بالإقليم وتصدير أزمة الكيان للجوار في مفارقة تدفع للتصعيد والفوضى.
* * *
البحث المتواصل عن التهدئة على الحدود اللبنانية وداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة تحول الى نقطة ضعف مركبة للسياسة الامريكية في المنطقة.
الهدوء وخفض التصعيد سياسة امريكية لاتقتصر على الاراضي الفلسطينية بل تشمل الاقليم برمته في الخليج العربي و شرق افريقيا وغربها في السودان والنيجر وهي نقطة ضعف باتت اشبه بالمتلازمة للسياسة المنشغلة في معركتها مع روسيا شرق اوروبا في اوكرانيا اوفي مضيق تايوان والباسفيك مع الصين وهي مواجهاتتوسعت لتشمل افريقيا في ساحلها الشرقي والغربي وصحرائه.
متطلبات التهدئة الامريكية تعكس هشاشة في الاستراتيجية الامريكية وخشية حقيقة من حالة السيولة التي وصلت اليها النظام الدولي والنظم الاقليمية الفرعية سواء في اسيا او افريقيا بشكل يتهدد باستنزاف النفوذ الامريكي في صراعات اقليمية ويسمح باختراقات صينية وروسية عميقة في مناطق النفوذ التقليدي لاميركا واوروبا الغربية .
فلسطين لم تكن بمعزل عن هذه السياسة كونها تمثل احد اهم المناطق تعبيرا عن النفوذ الامريكي و اكثرها توترا في الان ذاته؛ غير أن الصراع والانقسام الداخلي في الكيان الصهيوني حول دعوات التهدئة الامريكية الى نقطة ضعف مركبة تجمع بين الرغبة في التفرغ للصراع مع روسيا والصين إلى الرغبة في إبعاد الخطر عن الكيان الصهيوني الذي بات منقسما على ذاته وأقل قدرة على مواجهة خصومه في فلسطين والمنطقة؛ ما يهدد بتورط امريكي واسع وانخراط واختراق روسي وصيني اوسع للمنطقة.
نقطة الضعف المركبة تحولت الى مفارقة تعظم المخاطر التي تتهدد التهدئة وخفض التصعيد المنشود امريكيا بدفع الولايات المتحدة للضغط على دول الاقليم وعلى شركائها فيما يشبه تصدير لأزمة الكيان الصهيوني الى الجوار الجغرافي خالقة بذلك مفارقة تدفع نحو التصعيد والفوضى.
ختاما .. نقطة الضعف الامريكية المركبة اخذت ترسم ملامح المواجهات بين الاحتلال والمقاومة من حيث الساحة والمساحة والزمن المفترض للمواجهة زمنيا ومكانيا.
ما امكن ملاحظتة في المواجهات الاخيرة في رمضان الفائت وفي تموز يوليو في جنين في قرية الغجر اللبنانية؛ نقطة ضعف مركبة تسمح بمزيد من المواجهات المحدودة المرفق بتراكم استراتيجي وهي معادلة يدركها حلفاء أمريكا وخصومها في الان ذاته ويعملون على توظيفها في ادراتهم للصراع في فلسطين وفي الاقليم ايضا.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: التهدئة تصعيد فلسطين أمريكا جنين الغجر الاحتلال المقاومة الكيان الصهيوني
إقرأ أيضاً:
أبرز ملامح التسوية المرتقبة في لبنان.. ونقطة الخلاف
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن إحدى نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات الجارية بشأن التوصل لتسوية بين إسرائيل ولبنان، تتعلق بـ"سرعة انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، فور إعلان وقف إطلاق النار".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، أن رسائل لبنانية تشير إلى أن هذا الانتشار "قد لا يتم بالسرعة المتوقعة"، موضحة أن الهدف النهائي هو "نشر 8 آلاف جندي لبناني في المنطقة".
ويتضمن مشروع الاتفاق نقاطا رئيسية، تتضمن: "التزام لبنان بمراقبة مبيعات الأسلحة على أراضيه لمنع وصولها إلى حزب الله أو جماعات مسلحة أخرى، واعتبار الجيش اللبناني القوة المسلحة الوحيدة في منطقة خط (A) جنوبي البلاد".
كما يمنح الاتفاق لإسرائيل "حرية التحرك في لبنان في حال تم انتهاك الشروط المتفق عليها".
ومن أبرز بنود مسودة الاتفاق بين إسرائيل ولبنان التي تم نشرها بوقت سابق، "الاعتراف بأهمية القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة، ومنح كل من لبنان وإسرائيل حق الدفاع عن النفس عند الضرورة".
إسرائيل توسع" عمليتها البرية" في لبنان.. ما الدوافع الجديدة؟ في ظل الجهود الدولية المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، جاءت مصادقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الأحد، على توسيع العملية البرية في جنوب لبنان لتقوض التفاؤل الذي بدأ البعض في بنائه بشأن قرب توقف العمليات العسكرية.وهناك أيضًا "تمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته كقوة مسلحة وحيدة في المنطقة الجنوبية، باستثناء قوات اليونيفيل، وفرض الحكومة اللبنانية سيطرة صارمة على بيع وإنتاج الأسلحة".
وتتضمن البنود "منح السلطات اللبنانية كافة الصلاحيات اللازمة لضمان تنفيذ القرار، ومراقبة المعابر الحدودية لمنع تهريب الأسلحة، وتفكيك المنشآت غير المرخصة لتصنيع الأسلحة".
البنود تشمل كذلك "انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان خلال 7 أيام من توقيع الاتفاق، وتولي الجيش اللبناني إدارة المنطقة، تحت إشراف الولايات المتحدة ودولة أخرى".
كما "يتعين على لبنان خلال 60 يوماً من توقيع الاتفاق، تفكيك كافة المجموعات المسلحة غير الرسمية جنوب نهر الليطاني".
ويرى دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات، أن هناك "تقدما ملحوظا".
ويُرجّح توقيع الاتفاق خلال الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع دخول دول أخرى مثل روسيا في العملية لدفع حزب الله وجهات لبنانية أخرى نحو قبول التسوية.
وبدوره، صرح مستشار الرئيس الأميركي، آموس هوكستين، لموقع أكسيوس الأميركي، بأن وجود "فرصة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان "قريبا".
هوكستين: هناك فرصة لوقف إطلاق النار في لبنان قريبا أشار مستشار الرئيس الأميركي، آموس هوكستين، إلى وجود "فرصة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان "قريبا"، وذلك في تصريحات لأكسيوس.وأضاف هوكستين، الثلاثاء: "متفائل بأننا سنتمكن من تحقيق ذلك".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، قد تحدث، الإثنين، عن إحراز "بعض التقدم" في المباحثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، بالتنسيق مع الجانب الأميركي.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال، الثلاثاء، إنه أكد مجددا خلال اجتماع مع قادة الجيش، أن "إسرائيل ستواصل" ضرب جماعة حزب الله اللبنانية "بكل قوتها"، وأنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار".
ومنذ أواخر سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان بمواجهة حزب الله المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.