الاقتصاد و"حادثة الوادي الكبير"
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
◄ تفادي حدوث ذلك في المستقبل لا يكون من خلال مراجعة الهيكلة الأمنية فقط بل مراجعة المنظومة بشكل شمولي ومن كل جوانبها
خلفان الطوقي
أثارت حادثة الوادي الكبير دهشة واستغراب المُواطنين والمُقيمين، وكل من عرف أو سمع عن عُمان، فكما هو معروف عن سلطنة عُمان أنها بلد السلام وواحة التعايش ونموذج التسامح، والمحطة المختارة للوساطات الإقليمية والعالمية، ومرجعية الحياد السياسي الإيجابي، لكن ما حصل قد حصل، ولطف الله عز وجل غالب، وجهود الأجهزة الأمنية والعسكرية مُقدرة، وتكاتف ووحدة الصف والموقف من مواطنين ومقيمين هو ما ميَّز الحادثة.
ما حدث هي حادثة نادرة على مجتمع متجانس ومتآلف، مؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية اللحمة الوطنية، وعليه -وبالرغم من الأوقات العصيية والصعبة والمؤلمة لعُمان والعمانيين ومن يعيش في هذه الأرض الطيبة- إلا أنَّ هناك دروسا يُمكن الاستفادة منها في الحاضر والمُستقبل، فكما يُقال "رب ضارة نافعة"، فالخير قد يكمن في عمق الشر، ولابد من تحويل أي مصيبة إلى فرص مستقبلية.
الحادثة مؤلمة، وبالرغم من ذلك لابد من الوقوف عليها، وأنْ لا تمر هذه الحادثة الشنيعة مرور الكرام، خاصة وأنها استثنائية في بلد يوصف ببلد "صفر إرهاب"، فبالاضافة إلى معرفة حيثياتها ومسبباتها ومعرفة من يقف وراءها، لابد من التفكير في كيفية تفادي مثل هذه الحوادث في المستقبل.
ولا يكون ذلك من خلال تقييم جانب واحد، كمراجعة الهيكلة الأمنية فقط، بل يكون من خلال مراجعة المنظومة بشكل شمولي ومن كل جوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والسلوكية وغيرها من جوانب.
ففي الجانب الاقتصادي على سبيل المثال، لابد من تقييم الوضع الاقتصادي، والفرص المُتاحة للشباب لمُمارسة التجارة، والفرص الوظيفية المتاحة، وإشراكهم في الفرص التدريبية، ومجالات تسهيل الإجراءات، وتطوير القوانين والتشريعات، وتنويع الفرص الاستثمارية داخل المحيط المحلي، وتطوير الدخول المالية الفردية، ومواكبة التطورات للبلدان المحيطة، وجعل السلطنة بلدًا تنافسيًّا بشكل متسارع، وتقييم غيرها من أفكار تخص الشأن الاقتصادي.
وقِسْ على ذلك تقييم بقية نواحي منظومة الدولة ومن جميع جوانبها المختلفة، واقتراح مبادرات فعَّالة تقلل من أخطار العنف والأفكار الضالة؛ فمسؤولية حماية البلد من الأفكار العنيفة هي ليست مسؤولية أمنية فقط، وإنما ترتبط ارتباطًا وثيقا -وبعلاقة طردية- مع بقية أطراف المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها، ولا يمكن الاستخفاف بتأثير أي منها، وعلى جميع أجهزة الدولة تقييم الزاوية التي تخصها، ووضعها في الخطة الشاملة التنفيذية الوقائية لتفادي أو تقليل حوادث مؤلمة في المستقبل، وكلما كانت الوقاية مبكرة ومستشرفة للمستقبل، استطاعت البلاد تفادي العلاج المكلف والعواقب الأليمة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مخدر اغتصاب الفتيات حادثة جديدة تثير جدلا في مصر
هل سمعتم من قبل بمخدر "اغتصاب الفتيات" أو ما يُعرف بـ"جي إتش بي" جاما هيدروكسي بيوتريت Gamma Hydroxybutyric GHB، الذي تصدر اسمه منصات التواصل الاجتماعي في مصر فما قصته؟.. ولماذا يتحدث عنه رواد العالم الافتراضي خلال الأيام الماضية؟
القصة بدأت قبل يوم الجمعة الماضي، حين أعلنت وزارة الداخلية المصرية ضبط عنصر إجرامي، يحمل جنسية إحدى الدول، في منطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) وبحوزته 180 لترا من مخدر "جي إتش بي"، الذي وصفته باسم "مخدر اغتصاب الفتيات"، بقيمة نحو 145 مليون جنيه.
وأكدت وزارة الداخلية ضبط إحدى المتعاملات معه وهي صانعة محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبحوزتها زجاجة تحتوي على كميات من المادة نفسها، مشيرة إلى أنها قامت بترويج المخدّر بين أوساط الشباب نظير مقابل مادي.
وبعد إعلان وزارة الداخلية القبض على صانعة المحتوى نشرت مواقع محلية مصرية خبر القبض على الإعلامية داليا فؤاد بتهمة حيازة مخدرات.
ومع انتشار خبر القبض على داليا فؤاد خرجت نقابة الإعلاميين في مصر ببيان قالت فيه إن "نقابة الإعلاميين تتخذ الإجراءات القانونية والقضائية ضد داليا فؤاد والقاهرة والناس". وأضاف البيان أن ما ورد في الخبر من اقتران اسمها بوصفها إعلامية (لا صحة له)، حيث إن المذكورة غير مقيدة بجداول النقابة، وغير حاصلة على تصريح مزاولة المهنة ولا تنتمي لنقابة الإعلاميين.
وأكدت النقابة أنها سوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية ضدها وضد الوسيلة التي سمحت لها بممارسة النشاط الإعلامي.
هذا الخبر أثار حالة من الخوف والجدل في الشارع المصري، انعكست على منصات التواصل الاجتماعي.
فعلّق أحد المصريين على الخبر قائلا "متخيلين الكمية الي بتتباع بالمللي طيب متخيلين المبلغ اللي مع بلوجر طيب متخيلين أن أرباح تيك توك الي جعلتها مليونيرة مكفيتهاش فعايزه تزود فلوسها من بيع المخدر ده الي بسبب كارثة في بلدنا".
وقالت إحدى المغردات إن "المخدر ده عبارة عن مادة ما لهاش ريحة و لا طعم ولا لون بحطوها للبنات في العصير وبعدها بشوية البنت بتفقد قدرتها على السيطرة على نفسها، أكيد عدى عليكم في 500 فيلم أجنبي قبل كده.
فإذا كنتي بنت لأي ظرف أو سبب قاعدة مع شخص غريب عنك انتبهي لأي حاجة بتشريبها لأن نوعية المخدرات دي بتتحط في عصيرك في أقل من ثانية بتلفي فيها وشك".
وتعليقا على الحادثة قال مغردون إن "خبر الداخلية في القبض على البلوجر خبر كارثي.. الكمية بتقول إنها تجارة.. والقيمة داخله في أكتر من مليار جنيه.. يعني مافيا متحركة ع الأرض، يعني تشكيل إجرامي مكتمل الأركان والأهداف".
يعني داليا فؤاد صانعة المحتوى اللي بيجيب ملايين المشاهدات في يوم وبتسافر سياحة كل فترة (مفيش عوّز أو احتياج) تشارك في تهريب مخدر اغتصاب البنات؟ بقيمة فوق ال١٨٠ مليون جنية؟
بتساعد سايح بلجيكي يدخّل البلد مخدر خطر ع البنات؟
خيانة عظمى متكاملة الأركان ومترامية الأطراف
— AntiChrist Logan (@ThyAntiChrist_) November 16, 2024
وكشفت صحف مصرية أن "سفاح التجمع الخامس" استخدم مخدر اغتصاب الفتيات في ارتكاب جرائمه وقتل 3 سيدات.
وتعقيبا على الجدل الذي أثاره "مخدّر الاغتصاب"، قال رئيس لجنة التصنيع بنقابة الصيادلة، محفوظ رمزي "إن المادة غير مرخصة داخل مصر ومحرّمة"، موضحا أن الجرعة الزائدة منه قد تؤدي إلى الوفاة.
وكانت وزارة الداخلية الكويتية أيضا قد حذرت من هذا العقار، وقالت إن المخدر عبارة عن مادة سائلة ليس لها لون ولا رائحة، وقد تخلط مع أي سائل آخر، وتعمل على بطء أو منع الرسائل بين الدماغ والجسم، وتعتبر مادة مجرمة دوليا ومحليا بدولة الكويت تحت بند المؤثرات العقلية.
وزارة الداخلية تحذر من عقار (جي اتش بي) جاما هيدروكسي بيوتريت Gamma Hydroxybutyric GHB
حرصاً من الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني على دورها التوعوي، وتنبيها منها لجميع فئات المجتمع من خطورة آفة المخدرات وما يترتب عليها من آثار جانبية.
تحذر وزارة الداخلية ممثلةً بالإدارة… pic.twitter.com/tS8WkSGjiI
— وزارة الداخلية (@Moi_kuw) May 24, 2023