جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-06@01:15:16 GMT

بخٍ بخٍ يا يوسف

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

بخٍ بخٍ يا يوسف

 

 

د. خالد الغيلاني

في ليلة هادئة من ليالي مسقط العامرة، ودوام يوسف الندابي تتقارب ساعاته، وتدنو دقائقه، ارتدى بزته العسكرية، وتمنطق حزامه، وتوج رأسه بقبعة العزة والكرامة، وهي تحمل شعار حراس المبادئ، وحماة الأمن، وانتظم في مشهد تتضح فيه هيبة الفارس، وعنفوان الرجل، وسمت الأنفة، والشموخ على الحق والحقيقة.

انطلق من مقر سكنه، يحدوه أمل عظيم، ورغبة صادقة في أداء مهامه، وبذل جهده، والقيام بواجبه في سلك مُنتظم من العمل الشرطي الرفيع. استلم عمله من زملائه، فقد انتهت للتو ساعات عملهم، وبدأت ساعات عمل يوسف ورفاقه الأشاوس.

انطلقوا في شوارع مسقط البهية بنور جمالها، الزكية بطيب أهلها، الفتية بعزم أبنائها، الراسخة بحضور تاريخها، الندية ببهاء أريجها، الثابتة بثبات الجلالي، الحصينة بارتفاع الميراني، الشامخة بقلعة مطرح الشماء. انطلق يجوب شوارعها لتطمئن نفوسنا، وتسعد أرواحنا، ونعيش حياتنا بهناء واستقرار، وأمن وأمان للجميع على أرضنا الحرة الأبية.

فكلما رأينا سيارة مهيبة مكتسية سواد الدفاع والبذل، وبياض الكرامة والمحبة والسلام، سرت بين الجوانح راحة وسرور، وشعور بأننا بين أيدٍ أمينة، حريصة على سلامتنا، وأمننا.

ويوسف يجول وزملاؤه، فكأني بالعمليات تنادي نداءً ما تعودناه، ولا عرفناه، هلموا أيُّها الرجال، هبوا يا من تسمعون النداء والبلاغ، إطلاق نارٍ على مقربة من "دوريتكم"، يوسف ورفاقه تلقينا النداء ونتحرك فورا إلى مكان الحدث، إلى الوادي الكبير الوادع في أمن وأمان، القابع بين حنايا الجبل ومجرى الوادي، المعروف بصناعيته، المسلك اليومي للكثيرين نحو مجلس عُمان وقصر البستان، وغيرها من مؤسسات الدولة.

وصل الرجال المخلصون وهبت نجدات الشرطة الأبية الحامية الحارسة، من كل زاوية، فالواقع وكثافة النار تدل على أن الخطب جلل، والحادث فظيع، والصرخات تتعالى، والرصاص يتعاظم، تتداخل الأصوات بين مهلل ومكبر، ومحتفٍ بذكرى عاشوراء، وأطفال فزعوا للتو من نومهم، وأم تنزل بهم تحت سرير نومها خوفاً من طيش الرصاص وانحرافه، وأب يسرع فيُغلق نوافذ بيته أو شقته، وذاك يجري دون هدي منه ووعي طلبًا للنجاة، وبين مستتر بجدار، ومحتمٍ بسيارة، الكل يطلب النجدة، ويرجو السلامة لنفسه وأهله.

إلا يوسف البطل المقدام ورفاقه ممن حضروا هذا المشهد ولبى نداء الواجب، فعقيدتهم وقناعاتهم أنهم حماة الحق، حراس المبادئ، جند الوطن، والمدافعون عن أمنه، يدفعهم إلى البذل والتضحية قسم واجب الأداء، ووطن يستحق الفداء، وسلطان له الولاء، ومجتمع له الحماية والصيانة على حقيقتها الثابتة الراسخة، ومنابت فضل وعزة وكرامة تربوا فيها على مكارم الأخلاق، والثبات عند اللقاء، وصدق المُواجهة لكل خطب وبلاء، ومن خلفهم أباء كرام وأمهات أصيلات، وأسر لا تقبل الضيم، ولا ترضى المهانة، هذا داعي الحق، والثبات على العهد، هنا موطن الصدق، هنا موطن المسؤولية.

وفجأة تحدِّث النفس يوسفها أحجم ولا تقبل، ففي العمر مُتسع، وللشباب رونقه، فالأولاد يسألون، والأهل ينتظرون، والصحب لرحلة أو جولة أو سياحة يخططون، تمهل واحفظ نفسك يا يوسف. لا أيتها النفس، فوالله إنِّه لقسم، وإنها أمانة، وإنها عظيمة، فلا إحجام، ولا تخاذل، ولا إدبار، ولا تولي، فلست الفار عند اللقاء، فأنا الحر ابن الحر، أنا الندابي المُقبل، والبائع لنفسه يوم يطلب الوطن بيعها. لمثل هذا أُعددنا، ولهذا اليوم دُربنا، وبهذا نستحق عُمانيتنا.

مضى الفتى يوسف ونعم الفتى يوسف، وصحبه الرجال المقبلون، مضى مزمجرا، مشمرا، مكبرا، رافضًا لفعل يختل له الأمن، ويرهب منه الناس، وما هي إلا جولة وجولة، حتى ارتقى الفذ الهمام، والأسد الضرغام، والباذل المقدام شهيدا فتّحت له السماء أبوابها. واكتست الأرض لونها الأحمر، وزكت رائحة المكان مسكا مضوخا، وارتوت أرض الوادي الكبير دما شريفا كريما، سيبقى خالدا أبد الأبد.

وانتشرت الأخبار، وفرح الأهل فيوسف شهيد رفع رأس أهله، وسما ببلده، يوسف حي يرزق عند ربه، يوسف باق ما بقي الوطن العزيز، يوسف مفخرة شرطة عُمان السلطانية بكل القادة والأفراد، يوسف ملحمة عز وفخار، ويوسف ترتج باسمه جبال الشرق والغرب العماني، وتلهج بذكره جبال القرا.

وإلى شباب عُمان في كل مكان منها؛ ففي هذا الوطن وفي كل شبر منه يوسف ويوسف ويوسف لا يساوم ولا يداهن ولا يبالي كيف يكون مصرعه، دفاعا عن الوطن، وحماية له، وذودا عن حياضه.

رحم الله تعالى يوسف وأسكنه فسيح جناته، ومنَّ على رفاقه بالشفاء العاجل، وحفظ الوطن وسلطانه وأهله إنِّه سميع قريب مجيب الدعوات.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قبل عرضه.. رانيا يوسف تكشف عن كواليس فيلم ورد وريحان «صورة»

شاركت الفنانة رانيا يوسف، المتابعين عبر حسابها الرسمي بوقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» كواليس تصوير مشاهد فيلم ورد وريحان خلال الساعات القليلة الماضية، والذي من المقرر انطلاقته في الفترة المقبلة.

ونشرت رانيا يوسف، عبر حسابها على «إنستجرام» صورة من كواليس فيلم ورد وريحان، وعلقت عليها قائلة: «ورد مع المخرج محمد نبيل».

عرض هذا المنشور على Instagram

تمت مشاركة منشور بواسطة Rania Youssef (@raniayoussef_)

فيلم ورد وريحان

فيلم ورد وريحان، ينتمي إلى نوعية الأفلام السيكودراما، وتدور أحداثه بشكل أساسي حول شخص يمتلك محل ورد ولكته يعاني في الأساس من مرض نفسي، وسط أحداث مشوقة، تجمع الأبطال.

أبطال فيلم ورد ريحان

ويضم فيلم ورد وريحان، في بطولته مجموعة من الفنانين، أبرزهم: أحمد الفيشاوي، رانيا يوسف، عمرو عبد العزيز، أسما سليمان، وغيرهم من الفنانين، والعمل قصه نورا محمد ومحمد نبيل، سيناريو وحوار محمد أشرف ومن إخراج محمد نبيل.

انتهاء تصوير فيلم ورد وريحان

وفي وقت سابق، أعلن فريق عمل «ورد وريحان» بطولة الفنان أحمد الفيشاوي، خلال الساعات القليلة الماضية، انتهاء تصوير المشاهد الأخيرة للفيلم، داخل لوكيشن في منطقة الشيخ زايد، ليدخل الفيلم مراحل المونتاج والميكساج، استعدادا لطرحه خلال الأيام المقبلة.

اقرأ أيضاًآخرهم رانيا يوسف وحسن الرداد من التمثيل للغـناء.. "كاريـر شيـفت" أم "شغف" و"حلم مؤجل"؟!

«حركة جريئة».. عارفة عبد الرسول تعلق على أغنية ليك لـ رانيا يوسف | صورة

رانيا يوسف تشوق جمهورها لأول تجاربها الغنائية «ليك»

مقالات مشابهة

  • عاجل.. الزمالك يعلن رحيل يوسف أوباما
  • «امرأة برتبة شيطان».. تعذيب الطفل يوسف على يد زوجة والده | صور
  • الفحص الطبي يحدد حجم إصابة يوسف أيمن
  • الدكتور محمد يوسف عبد الخالق وكيلاً لوزارة الصحة بقنا
  • العراقي يوسف سعد يبلغ المربع الذهبي لبطولة آسيا للملاكمة
  • صالون أوبرا دمنهور الثقافي يستضيف الكاتب يوسف القعيد
  • يوسف خميس: هييرو لا يملك قرارًا في النصر بوجود غويدو .. فيديو
  • القضاء اول قلاع الدولة وآخرها
  • رانيا يوسف تكشف كواليس فيلمها الجديد «ورد وريحان»
  • قبل عرضه.. رانيا يوسف تكشف عن كواليس فيلم ورد وريحان «صورة»