المتحدث الرسمي.. خطوة لا تكفي
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
منذ فترة طويلة عبر المقالات الصحفية، والتغريدات، واللقاءات مع بعض الوسائل الإعلامية، ناشدت مع بقية الكتاب، والإعلاميين، والباحثين بأن تخصص كل مؤسسة متحدثًا رسميًّا يكون المسؤول عن الرد حول أي استفسار أو بيان خاص بتلك المؤسسة؛ لذلك استبشرنا بالتوجه الحكومي الأخير بتعيين شخص يكون المتحدث الرسمي في كل مؤسسة، ولكن للأسف الشديد لم يتواكب هذا التوجه المتخصص مع وضع قوانين وضوابط حول عدم السماح لأيِّ طرف آخر بالتصريح عن اختصاصات وأخبار المُؤسسات؛ لذلك لا يزال الوضع مُستمرًا في قيام بعض أصحاب الحسابات الشخصية، والمواقع الإعلامية الخاصة، والمروجين بالإدلاء بتصريحات دينية، أو خدمية، أو سياسية، أو قانونية، أو تجارية، أو اقتصادية… إلخ، ليس لهم علاقة فيها لا من قريب ولا من بعيد، وليسوا مُلزمين بـ"حشر أنفسهم" وتسيُّد المشهد الاجتماعي بهذه التصريحات، إضافةً إلى أنَّه لا يزال بعضهم يقوم بالتصوير وانتهاك حرمة خدش الحياء في الحياة الاجتماعية، وكذلك التصوير في مواضع مُخلة بالآداب، وفي أماكن غير مسموح فيها بالتقاط أي صور لخصوصيتها.
وأحداث الوادي الكبير تُؤكد ما أقوله؛ فقد أخذ بعض الأفراد بالتصوير، والنشر، والتحليل من موقع الحدث لحظةً بلحظة، دون خوف، ولا استشعار للمسؤولية في أن هذا التناقل قد تعدى خطوط الوطن، ووصل لكل القارات؛ مما أدخل الوطن في أزمة مع المتصيدين، والحاسدين، والحاقدين؛ لما تتميز به في سلطنة عمان من أمن وأمان، وسيرة عطرة مع التعايش السلمي بين أفراد المجتمع، ومن يقيم على أرض هذا الوطن العزيز؛ لذلك وبسبب تعدد ما تمَّ نشره، وما تبعه من تحليلات وللأسف الشديد من مواطني المجتمع غير المُختصين، وليس من ذوي الاختصاص، أشعرنا بالحزن والضجر من كمية ما تناقلته مجموعات الواتساب والمواقع الإعلامية من صور ومقاطع لا تخدم الوطن، والتي بدورها أسهمت في تصعيد الموقف والسماح للذباب الإلكتروني بالتحليق في كل المواقع بكل أريحية وانتعاش؛ ليدس السم في العسل، ويخرج منها دون أن يُدركه أحد، تاركًا خلفه موجةً من التلاسن والتناحر بين مُتابعي تلك المواقع الإعلامية.
اقتحام قوات الأمن وهي تؤدي واجب الوطن ينقل ويصور دون خوف، وذلك لعدم صدور عقوبات سابقة تم نشرها والإعلان عنها لمتعدي مثل هذه الخطوط الحمراء، أسهم في تمرد هؤلاء المتطفلين والمستغلين لأي حدث؛ ليتربعوا على المشهد الإعلامي والاجتماعي، مع التأكيد على أنَّ حرية التعبير عن الرأي، والنقد البناء لقضايا الوطن، وكذلك المطالبة بالخدمات التي يحتاجها المجتمع هي أمور لا يختلف عليها أحد.
لن أُطيل في السرد والشرح، ولكن كمُواطن وبكل تأكيد معي كثيرين من أفراد المجتمع، نأمل من الحكومة -ونقصد هنا الجهات المختصة- ضرورة وضع القوانين والضوابط التي تمنع تزايد هذه الغوغاء التي يقوم بها بعضهم من نشر محتويات هابطة هدفها فقط زيادة عدد المتابعين، ولو كانت لا تتوافق مع تعاليم الدين والسنة النبوية، وكذلك مع أعراف وعادات المجتمع، إضافةً إلى أن كثيرًا من المواد الإعلانية والإعلامية تنتهك قوانين وأنظمة الدولة. نحن نتفق على أن الفرد حر، يفعل ما يشاء في المُحيط المغلق عليه، ولكن نشر أي صور أو مقطع يسيء للوطن والمجتمع يعد خطًا أحمر أتمنى عدم تجاوزه.
ولذلك نقول: إن تعيين متحدث رسمي لكل جهة خطوة لا تكفي، ويجب أن تتبعها قوانين وضوابط تحدد المسؤوليات والاختصاصات، وتُحدد جزاءات تعاقب أي تجاوز لكل ما سبق. كذلك تجربة المتحدث الرسمي تحتاج تقييمًا حول مدى تحقيق أهدافها التي من أجلها وُضِع قرار إنفاذها؛ من حيث سرعة التفاعل، والمصداقية، والوسائل المستخدمة، والأسلوب والأدلة، وهل أوجدت القناعة لدى الرأي العام في تعاطيها مع الأحداث، وغيرها من النقاط الأخرى التي تحتاج إليها عملية التقييم والتطوير لهذه التجربة المهمة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أبرز التعديلات في قوانين الفورمولا1 لعام 2025
الرياض – هاني البشر
تواصل الفورمولا1، باعتبارها واحدة من أكثر الرياضات تطورًا وابتكارًا، تحديث قوانينها لتواكب التغيرات السريعة في مجال التكنولوجيا، والسلامة، والعدالة في المنافسة، فقد أعلنت اللجنة المنظمة عن سلسلة من التغييرات الرئيسية في القوانين لعام 2025 لجعل هذه الرياضة أكثر أمانًا، وإثارة، وعدالة، سنتناول في هذا التقرير كافة التفاصيل حول هذه التعديلات.
1- تعديل في نظام النقاط
في خطوة تهدف إلى إعادة تنظيم المنافسة والتركيز على الأداء العام، تم إلغاء النقطة الإضافية التي كانت تمنح للسائق الذي يسجل أسرع لفة في السباق، هذا التغيير يعكس رغبة الفورمولا1 في جعل النقاط تركز على إنجاز السباق بشكل كامل بدلاً من منحها بناءً على أداء منفصل في أسرع لفة، وسيظل باقي نظام النقاط كما هو، حيث يحصل صاحب المركز الأول على 25 نقطة، والثاني 18 نقطة، والثالث 15 نقطة، والرابع 12 نقطة، والخامس 10 نقاط، والسادس 8 نقاط، والسابع 6 نقاط، والثامن 4 نقاط، والتاسع نقطتان، والمركز العاشر نقطة واحدة.
2- أنظمة تبريد الإلزامية في الأجواء الحارة
من أبرز التعديلات التي تم إدخالها في قوانين الفورمولا1 لعام 2025 هو فرض تركيب أنظمة تبريد إلزامية للسائقين، خصوصًا في السباقات التي تتم في بيئات حارة، ففي حال تجاوزت درجة حرارة الجو 31 درجة مئوية، سيتم الإعلان عن خطر ارتفاع الحرارة، وتلزم القوانين الجديدة الفرق بتثبيت أنظمة تبريد في جميع السيارات، بهدف الحفاظ على راحة وسلامة السائقين طوال السباق، وسيؤدي هذا التعديل إلى زيادة الوزن بمقدار 2 كجم في التجارب والتصفيات، و5 كجم في السباقات.
3- قيود على تجارب السائقين
من أجل تحقيق مزيد من العدالة في التجارب والتصفيات بين الفرق قررت الفورمولا1 وضع قيود على تجارب السائقين للسيارات القديمة، وفقًا للقوانين الجديدة، يحق للسائقين الأساسيين المشاركة في 4 أيام فقط من التجارب سنويًا، وبحد أقصى 1000 كم، كما يسمح للفرق بتشغيل سيارة واحدة فقط من الجيل القديم أثناء التجارب.
4- مزيد من التجارب الحرة للمواهب الجديدة
تأخذ الفورمولا1 خطوة أخرى لتعزيز الفرص المتاحة للسائقين الشباب والمواهب الجديدة من خلال إلزام الفرق بإشراك السائقين الناشئين في التجارب، حيث أصبح يتعين على الفرق أن تمنح السائقين الناشئين الفرصة للمشاركة 4 مرات على الأقل خلال الموسم، مرتين لكل سيارة.
تعد هذه التغييرات جزءًا من جهود الفورمولا1 المستمرة لتطوير سباقاتها وتحقيق التوازن بين الابتكار، والأمان، والتنافسية، وهذه الخطوات ستساهم بلا شك في تحسين البطولة وجعلها أكثر عدلاً وتوازنًا، ويبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التعديلات على الأداء العام للفرق والسائقين في موسم 2025، ولكن من المؤكد أن الفورمولا1 ستكون أكثر إثارة وابتكارًا في السنوات القادمة.