سالزبورج.. من رحلة من القاع لقمة الاستثمار الرياضي وتطوير المواهب العالمية
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
أصبح الاستثمار الرياضي في عالم كرة القدم الحديث محورًا أساسيًا في اللعبة بحثًا عن جني الأموال والنجاح التجاري للأندية، وتأتي العديد من الأندية حول العالم لديها مستثمرين لتحقيق الأرباح المالية وتحسين الأداء الرياضي، سواء بالاستحواذ على الأندية بشراء حصة كبيرة من أسهم النادي أو كلها، مثل أندية عديدة مثل مانشستر يونايتد والسيتي وتشيلسي في الماضي مع أبراموفيتش.
لكن هناك استثمار رياضي آخر في اللاعبين الشباب ويعد أحدث الأندية ظهورًا في الاستثمار الرياضي ريد بول سالزبورج النمساوي، الذي بات نموذجًا بارزًا وناجحًا في هذا المجال ويدمج بين الاستثمار الاستراتيجي في اللاعبين خاصة الشباب والتطوير بشكل مستمر للمنشآت، من خلال استراتيجيات متميزة في اكتشاف وتطوير اللاعبين، وتوفير بيئة تدريبية مثالية.
عالم الاستثمار الرياضي، يهدف لتحقيق الأموال الطائلة وتعزيز العلامة التجارية للنادي، ورفع قيمتها، وتطوير المنشآت الرياضية والمرافق، بالإضافة لجلب رعاة لتوفير دخل ثابت، فضلا عن المتاجر وتسويق وبيع المنتجات مثل الملابس الرياضية للفريق والمعدات الرياضية والتذاكر والعضويات، وتطوير الأكاديميات الرياضية لتقديم لاعبين جدد مميزين يمكن بيعهم لاحقًا بأرقام كبيرة.
كل تلك الأمور هي استثمار رياضي يهدف إلى تحسين البنية التحتية للنادي ودعم الفريق بالمواهب وزيادة الإيرادات لربح الأموال، وهو ما يقوم به نادي مثل ريد بول سالزبورج والذي يعتبر جزءًا من شبكة عالمية لشركة ريد بول العالمية التي لديها نادي في ألمانيا وأمريكا والبرازيل أيضًا، حيث تشمل أندية ريد بول لايبزيج وريد بول نيويورك، وريد بول براجانتينو.
يسعى هذا النظام الذي تهدف إليه ريد بول، إلى تبادل المعرفة والخبرات، مما يعزز استراتيجيات التطوير والنمو عبر الأندية المختلفة.
قدم نادي ريد بول سالزبورج العديد من المواهب الكروية المميزة للكرة العالمية مثل إرلينج هالاند، وساديو ماني، ونابي كيتا ودومينيك سوبوسلاي لاعب ليفربول، وأوباميكانو لاعب بايرن ميونخ والياباني تاكومي مينامينو، لاعب ليفربول السابق وموناكو الحالي، وغيرهم من اللاعبين المميزين حيث مازال النادي يسير على نفس النهج بجلب اللاعبين المواهب وتطويرهم ثم بيعهم بأرقام كبيرة ما يعزز أسهم ووجود النادي وقيمة الفريق لكن لم تكن خطة سالزبورج أو ملاكه ريد بول وليدة اللحظة والظهور.
حيث أنه جاء بعد عمل كبير وتطوير لجميع المرافق ووضع استراتيجيات، وكشافين في العديد من دول العالم، بالإضافة للتعاون مع أكاديميات مميزة لإعطاء فرصة للمواهب للعب في دوريات احترافية.
تأسيس نادي ريد بول سالزبورجتأسس نادي سالزبورج في عام 1933 ولكن التحول الجذري حدث في عام 2005 عندما استحوذت شركة ريد بول على النادي. منذ ذلك الحين، تحول النادي إلى قوة بارزة في كرة القدم الأوروبية بفضل التركيز على تطوير اللاعبين الشباب واستخدام استراتيجيات مبتكرة.
استراتيجيات النادييسعى نادي سالزبورج لتحقيق النجاح على المستوى المحلي والأوروبي من خلال استثمار كبير في تطوير المواهب، التوسع بين المواهب حول العالم، وتحسين البنية التحتية، وتشمل استراتيجياته تطوير مستوى اللاعبين من خلال الابتكار والتطوير المستمر من أجهزة وغيره.
يهدف ملاك سالزبورج هو الدخول في الاستثمار الرياضي وامتلاك أندية رياضية، وتطوير أداء فرقها وزيادة العوائد المالية، ذلك من خلال تحديث البنية التحتية، وتحسين استراتيجيات التسويق.
خطط نادي سالزبورج للتوسعتهدف خطط النادي إلى الاستفادة من قاعدة جماهيرية أوسع وزيادة العوائد المالية، لتوسيع تأثير النادي عالميًا وزيادة فرص جذب اللاعبين والمستثمرين.
التدرج على المستوى الإداريتولى برنهارد سيونبوخنر، منصب المدير الرياضي في نادي ريد بول سالزبورج في عام 2008 والذي يعتبر أحد العناصر الأساسية في نجاح تجربة سالزبورج، كمدير للفريق تحت 15 عامًا، بعدها تولى مناصب مثل مدير للفريق تحت 16 عامًا، ثم تحت 18 عامًا، ومدير كرة القدم في نادي FC Liefering، الفريق الثاني التابع لسالزبورج الذي ينشط في الدرجة الثانية بالدوري النمساوي.
قبل أن يتولى المدير الرياضي للفريق الأول بنادي سالزبورج بعد مغادرة كريستوف فريد لمنصبه كمدير رياضي إلى بايرن ميونيخ، ما يعكس نظام الترقية الداخلي في النادي.
الاستثمار في البنية التحتية وتطوير المنشآت الرياضية1. استاد سالزبورج: استثمر النادي في تطوير ملعبه، مما أدى إلى تحسين تجربة المشجعين وزيادة الإيرادات من بيع التذاكر والفعاليات.
2. المرافق التدريبية: تم تطوير مراكز التدريب، مما يساعد في تطوير اللاعبين ويعزز من أداء الفريق بشكل عام، بالإضافة لوجود ستة ملاعب، قاعة داخلية، صالة لرفع الأثقال، صالة للياقة القلبية، صالة رياضية خارجية، وأجهزة مراقبة لأداء اللاعبين.
يعمل كشافو سالزبورج على البحث في أكاديميات وأندية كرة القدم العالمية مثل أكاديمية JMG باماكو (مالي) التي أنضم منها أمادو حيدارا وسيكو كويتا ودينامو زغرب (كرواتيا) مثل لوكا سيسيتش وغيرها، وأكاديميات في أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية، ويتم تقييم اللاعبين بناءً على الأداء والقدرات البدنية والتكيف مع أساليب اللعب.
يتعاون الكشافون مع أكاديميات عالمية لضمان الوصول إلى أفضل المواهب، مما يساعد على توسيع شبكة اكتشاف اللاعبين في أسواق جديدة.
استراتيجيات اكتشاف المواهب- متابعة المواهب: يمتلك النادي شبكة من الكشافين المنتشرين في مختلف البلدان لمراقبة اللاعبين الشباب في المباريات والبطولات. هؤلاء الكشافون يركزون على الأداء الفني والبدني للاعبين.
-المسابقات الأكاديمية: ينظم النادي أو يشارك في مسابقات ومخيمات أكاديمية لاكتشاف لاعبين مميزين من الفرق الشابة حول العالم.
- شراكات مع أكاديميات أخرى: أحيانًا يكون هناك تعاون مع أكاديميات خارجية لتبادل المعرفة والمواهب.
يعمل نادي سالزبورج على وضع برامج تدريب شاملة للاعبين الشباب لتطويرهم والتي أهدت للكرة العالمية نجوم بارزة مقل هالاند وماني وغيره وتشمل:
- المدرسة الأكاديمية: تمتلك أكاديمية سالزبورج برامج تدريبية شاملة تشمل:
- التدريب الفني: تحسين المهارات الفردية مثل التمرير والتسديد والمراوغة.
- التكتيك: تعليم اللاعبين أساليب اللعب المختلفة وفهم استراتيجيات الفريق.
- اللياقة البدنية: برامج تدريبية لتحسين القوة والسرعة والقدرة على التحمل.
- التدريب المخصص: يتلقى اللاعبون تدريبات خاصة بناءً على احتياجاتهم الفردية ومراكزهم.
- التدريب الجماعي: يشمل جلسات تدريبية مع الفريق الكامل لتعزيز التنسيق والتفاهم بين اللاعبين.
- التدريب الفردي: يتلقى اللاعبون الشباب تدريبات فردية تركز على تحسين مهاراتهم الشخصية.
- التدريب مع الفريق الأول: يتم دمج اللاعبين الشباب في تدريبات الفريق الأول، مما يتيح لهم التعرف على أسلوب اللعب والمستوى الاحترافي وخوض المباريات الودية حيث يشارك اللاعبون الشباب في المباريات الودية والتجريبية، حيث يمكنهم إثبات جدارتهم والتأقلم مع متطلبات المباريات الحقيقية.
- الانتقال إلى الدوريات المستوى الأعلى:
يتم إرسال اللاعبين الشبان إلى أندية أخرى على سبيل الإعارة، حيث يمكنهم اللعب بانتظام في دوريات أقل مستوى لاكتساب الخبرة.
بالإضافة لصعيد اللاعبين بناءً على الأداء والاحتياجات، يتم ترقية اللاعبين إلى الفريق الأول ويشاركون في المباريات الرسمية.
- التقييم الأداء:
يتم تقييم اللاعبين بانتظام من خلال الأداء في التدريبات والمباريات. هذا التقييم يشمل الجانب الفني، التكتيكي، والبدني.
التحليل بالفيديو: يستخدم النادي تقنيات التحليل الفيديوي لمراجعة أداء اللاعبين وتقديم ملاحظات مفصلة لتحسين الأداء.
- الخطط الفردية: بناءً على التقييم، يتم وضع خطط تدريب فردية لتحسين المهارات الضعيفة وتعزيز القوى.
- العناية بالصحة والتغذية:
- التغذية: يتم تقديم برامج تغذية مخصصة لضمان صحة اللاعبين ونشاطهم.
- التعافي والإصابات: تشمل برامج التعافي العلاجات الفيزيائية وإعادة التأهيل للحفاظ على لياقة اللاعبين بعد الإصابات.
كل تلك الأمور توفر للاعبين الشباب بيئة محفزة للتطور والنجاح، مما يعزز من قدرة النادي على بناء فريق قوي ومستدام.
تطوير اللاعبين في الفريق الثاني FC Lieferingيملك نادي سالزبورج ناديًا تابعًا له في دوري الدرجة الثانية من الدوري النمساوي وهو FC Liefering. يعمل هذا النادي كنقطة انطلاق لتطوير اللاعبين الشباب، حيث يوفر بيئة مثالية للتدريب والتطور مع التركيز على تحسين المهارات الفنية والبدنية. يلعب الفريق في مستوى أقل من الدرجة الممتازة، مما يساعد اللاعبين على التأقلم مع الأجواء والدوري تدريجيًا مثل فعل النادي مع سوبوسلاي وتشان.
سوبوسلاي وهوانج هي تشان عند تعاقد سالزبورج مع دومينيك سوبوسلاي، لاعب ليفربول الحالي، من إحدى الأكاديميات في المجر، انتقل سوبوسلاي إلى الفريق الثاني التابع لسالزبورج (Liefering) وكان ذلك من أجل التطور والتأقلم في الأجواء الجديدة كلاعب مراهق بعمر 17 عامًا. تألق بعدها وانتقل إلى الفريق الأول ثم إلى ليفربول.
والأمر نفسه للاعب هوانج هي-تشان، الكوري المتألق مع ولفرهامبتون، حيث اشتراه سالزبورج بعمر 19 عامًا من أحد الأندية الكورية. لعب مع الفريق الثاني ثم انضم إلى سالزبورج قبل الانتقال إلى لايبزيج ثم إلى ولفرهامبتون، باتسون داكا لاعب ليستر سيتي الحالي.
التقنيات الحديثة والمنشآت المتطورة
يستخدم نادي سالزبورج أحدث التقنيات في النادي مثل:
- Soccerbot360: جهاز يعيد مواقف المباراة لاختبار الوعي المكاني وسرعة الحركة.
- غرفة الجاذبية المنخفضة (AlterG): تساعد في التعافي البدني من خلال تقليل وزن الجسم أثناء الركض، مما يسمح بحركة طبيعية خلال فترة التأهيل.
كل تلك الأمور توضح أهمية الاستثمار الرياضي واستراتيجياته، و يعد نموذج ريد بول سالزبورج من أنجح النماذج التي تسير بشكل مميز في الاستثمار الرياضي خاصةً في اللاعبين المواهب، بعدما قدم العديد من النجوم على رأسهم إرلينج هالاند، مما يظهر أهمية التحول إلى استراتيجية جديدة في تطوير اللاعبين، والتوسع حول العالم وتعزيز العلامة التسويقية للنادي، ودمج اللاعبين الشباب في الفريق الأول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سالزبورج نادي سالزبورج مانشستر ماني هالاند إرلينج هالاند مينامينو براجانتينو المعرفة العالمية لايبزيج نيويورك الاستثمار الریاضی رید بول سالزبورج اللاعبین الشباب تطویر اللاعبین البنیة التحتیة الفریق الثانی مع أکادیمیات الفریق الأول حول العالم کرة القدم الشباب فی العدید من مع الفریق فی تطویر من خلال
إقرأ أيضاً:
لاكتشاف المواهب في الشعر والرواية.. انطلاق مسابقة شعراء البادية بالفيوم
إنطلقت منذ أيام مسابقة شعراء البادية بالفيوم لاختيار أفضل شاعر وراوي لعام 2024/2025، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب في الشعر وكتابة الرواية، وتشمل الشعراء بمصر وليبيا.
وتعد المسابقة هي الأولى من نوعها التي يتم تنفيذها لنشر الوعي الثقافي وإحياء التراث البدوي المصري الاصيل، والتمسك به في ظل التغيرات الحالية.
خلال ذلك انطلقت فعاليات المسابقة ولا تزال مستمرة لاكتشاف المواهب في الشعر والرواية، وتشمل المسابقة جائزة لأفضل شاعر وأفضل راوي أيضاً، نظراً لقيمة الراوي وأهميته وذلك بحضور لجنة تحكيم وتقييم من كبار شعراء البادية في مصر، وذلك تحت شعار "إن الشعوب لا تنسجم إلا مع فنونها وتراثها".
وتتكون لجنة تحكيم المسابقة من عدد من شعراء البادية ومنهم الشاعر عياد بو الحجل لمحفوظي محافظة مطروح، والشاعر ابراهيم بوسلومه المالكي محافظه الاسكندرية والشاعر هلال الجلالي محافظة المنيا، والشاعر سيد بو دهيم الرمحي محافظة الفيوم، والشاعر إبراهيم بوخشيم محافظة البحيرة.
ومن جانبه قال عمر سليمان الفايدي عضو اللجنة الإعلامية أن الهدف الأساسي من هذه المسابقة يتمثل في لفت نظر المجتمع البدوي، وكذلك باقي المجتمعات والأفراد إلى أهمية التراث البدوي المصري، وإن تسجيله يهدف للفت النظر إليه كونه تراث ثمين ومُقدّر، مما يمكننا من الحفاظ عليه، بالإضافة إلى إعادة إحياء تراث البادية من خلال إقامة ندوات ثقافية وشعرية بشكل سنوي، مضيفا أن المسابقة تُعد فرصة لتبادل الرؤى والخبرات بين الشباب المتسابقين ووضع التدابير التي من شأنها أن تُبرز ثقافتنا العربية البدوية وتراثنا، وتُقدمها للعالم كموروث شعبي يجب الحفاظ عليه.
ومن جانبه أشار أحمد الطيري الفايدي عضو اللجنة الإعلامية للمسابقة، إلى أن المسابقة تهدف إلى إظهار هذا التراث الثقافي الذى تمتاز به تقافتنا البدوية المصرية العربية، وتُلقي الضوء نحو انفتاحنا على الثقافات العالمية، من خلال جيل جديد تَمكن من أساليب التكنولوجيا الحديثة، وطوعها للاطلاع على الثقافات العالمية، ونشر الثقافة البدوية على نطاق عالمي، بفنونها وآدابها وتراثها للعالم.
مسابقة شعراء البادية للتعرف على التراث البدوي للمجتمع المصريوتتمثل أهمية المسابقات الشعرية في ترسيخ التلاحم الحقيقى بين أبناء القبائل العربية، من خلال نشر الوعي الثقافي والفني والتعرف على التراث والموروثات البدوية للمجتمع المصري، فضلا عن الأثر الفعال لتلك المسابقات الثقافية خاصة لدى الشباب الموهوب الصاعد وايضاً الحفاظ على التراث والهوية البدوية وحمايته من الإندثار ودعمًا للطاقات والقدرات الشبابية.