الجزيرة:
2025-04-07@06:20:05 GMT

كيف طارد فلسطينيون شبيحة الأسد في قلب ألمانيا؟

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

كيف طارد فلسطينيون شبيحة الأسد في قلب ألمانيا؟

برلين- "شاهدتُ صور أخي الذي قتلوه غداة تسريب صور شهداء قيصر، وعندها رفعت دعوى لدى السلطات الألمانية عبر منظمة "أفو" التي قامت بكل الإجراءات، إلى غاية اعتقال 5 مشتبه بهم من شبيحة الأسد"، يقول فراس الداموني أحد سكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق، وانتقل إلى ألمانيا عام 2014، للجزيرة نت.

رحلة التعرف على الجناة بدأت منذ أن نشروا -أو مليشياتهم- صورهم على وسائل التواصل وهم يرتكبون فظاعات بحق المدنيين بحجة الوقوف ضد "المؤامرة" على النظام السوري، مما مكّن عددا من الأهالي من توثيق الأدلة.

ثم جاء منشقٌ عن النظام يحمل لقب "قيصر" عام 2014، وسرّب 55 ألف صورة توثق عشرات الآلاف من القتلى في المعتقلات السرية، لتحمل أملا جديدا للضحايا وأسرهم.

المحامي أنور البني يقول إن عدد من ارتكبوا جرائم حرب ووصلوا إلى أوروبا يقدر بنحو 1000 (الجزيرة) حركة تعذيب

أسامة شقيق فراس، قضى تحت التعذيب بعد اعتقاله في مخيم اليرموك عام 2012. بقيت الجريمة دون مساءلة إلى حين اكتشاف أن عددا من أعضاء حركة "فلسطين حرة" -التي شكلها رجل الأعمال المقرب من النظام ياسر قشلق والمسؤولة عن اعتقاله- يوجدون في ألمانيا.

وتم التعرف على 5 منهم، 4 فلسطينيين وسوري، وهم حاليا في السجن الاحتياطي منذ بداية يوليو/تموز الحالي، للاشتباه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ومن ذلك القتل ومحاولة القتل والتعذيب والاحتجاز المؤدي للوفاة.

تشكلت "فلسطين حرة" في مخيم اليرموك بعد الثورة السورية للقتال إلى جانب الرئيس بشار الأسد وقمع المظاهرات السلمية في المخيمات. قائدها العسكري هو سائد عبد العال، وكان والده عضوا في حزب البعث، وهي الحركة التي حاربت إلى جانب قوات الأسد في إدلب كذلك، وتكونت -غالبا- من لاجئين فلسطينيين، وفرت لهم رواتب وامتيازات، مستغلة أوضاعهم الصعبة.

يوضح فراس أن الشرطتين الألمانية والسويدية (بحكم أن بعض المعتقلين عاشوا في السويد) تعاونتا معه ومع بقية الضحايا، بقي -طوال سنوات- يعكف على جمع الأدلة لغاية إصدار الادعاء العام أمر الاعتقال. ويؤكد "أنا فلسطيني ابن الشتات، وكلي فخر أنني أوصلت صوتي وصوت عدد من الضحايا، لاعتقال هذه المجموعة من المجرمين الذين شردونا داخل المخيمات".

بحسب المحامي السوري في برلين أنور البني، يُقدَّر عدد من ارتكبوا جرائم حرب ووصلوا إلى أوروبا بنحو 1000، وأخذت ألمانيا النسبة الكبرى من اللاجئين بما يناهز المليون، "لذلك يوجد غالبية الشبيحة فيها". وأضاف للجزيرة نت أن ملاحقة هؤلاء ممكنة حاليا في جل الدول الأوروبية، وما على الضحايا والمنظمات السورية إلا التحرك ضدهم.

معاناة قديمة

تفاصيل أخرى من القصة تأتي على لسان محمد فرحات، أحد الذين رفعوا الدعوى إثر مقتل ابنه إياس عام 2012. ويقول للجزيرة نت "كفلسطينيين في سوريا كنا نعاني منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، أي قبل اندلاع الثورة التي اتخذ فيها غالبيتنا موقف الحياد بسبب تجارب أليمة سابقة في الأردن ولبنان".

حسب محمد، أقحم النظام السوري العنصر الفلسطيني بعد اندلاع الثورة عبر مؤامرات لخلق العداء بين المعارضة والفلسطينيين، مما أدى إلى خروج مظاهرات في مخيم اليرموك تطالب بوقف استغلال الفلسطينيين في الحرب. لكن، تدخلت "الشبيحة" ومن ذلك حركة "فلسطين حرة"، وكانت النتيجة مقتل ابنه إياس ضمن ضحايا ما عُرف بمجزرة شارع فلسطين يوم 13 يوليو/تموز 2012، وفق المصدر نفسه.

ويقول محمد إن ابنه كان يحمل كاميرا وأراد توثيق ما جرى في تلك التظاهرة، لذلك كانوا "حريصين على أن يكون هو أول ضحية حتى يمنعوا نقل ما يحدث"، وأشار إلى أن المشتبه بهم الـ5 المعتقلين كانوا في مقدمة المجموعة التي هاجمت المظاهرة السلمية، وقتلوا آخرين منهم طفل.

ويؤكد أن الصدفة لعبت دورا في معرفة عائلات الضحايا بوجود أفراد الشبيحة في أوروبا وتحديدا عبر منصات التواصل. وقرّر رفع الدعوى عام 2017، ويبين أن والديه كانا في سوريا وكان يخاف عليهما، لذلك لم يتخذ أيّ خطوة رغم معرفته بوجود الجناة قربه، "لكن بعد وفاتهما اتخذت القرار فلم يعد لي ما أخسر".

ويتابع "الشجاعة ضرورية جدا رغم كم التهديدات التي تعرّضت لها، وأنا الآن أعيش تحت الحماية"، لافتا إلى أن أسباب رفع الدعوى لا تعود فقط لمعاقبة الجناة، بل كذلك لأنهم "مجرمون مرتزقة يقتلون لأجل المال، وقد يشكلون خطرا على السكان عربا أو غيرهم".

تعالت أصوات متعددة في ألمانيا حول أسباب السماح لمشتبه بهم خطرين باللجوء، خصوصا أن منهم الطبيب علاء موسى الذي تمكن من العمل في برلين قبل التعرف عليه، وضابط الاستخبارات أنور رسلان.

حُكم على رسلان بالسجن المؤبد، ولا تزال محاكمة موسى سارية في محكمة فرانكفورت، كما حُكم على موفق دواه بالسجن المؤبد وهو فلسطيني من مخيم اليرموك، إثر ثبوت إطلاقه قذيفة في المخيم ضد مدنيين كانوا ينتظرون استلام مساعدات إنسانية.

محمد فرحات الذي رفع دعوى ضد قاتلي ابنه يعيش حاليا تحت الحماية (الجزيرة) تداعيات كبيرة

لكن المحامي أنور البني يوضح أنه ليست هناك ثغرات في نظام اللجوء، بما أن الدولة تستقبل اللاجئين وتعطيهم حماية طالما هم من منطقة فيها حرب ولا يمكنها التأكد من تاريخهم، كما لا يمكن اعتبار كل لاجئ مجرما حتى تثبت براءته، خصوصا أنهم يوقعون وثائق أنهم لم يرتكبوا أي جرائم خطيرة في سوريا.

من جهته، يؤكد فراس أن أشد المواقف صعوبة كانت أن يجتمع وقاتل شقيقه في المكان نفسه، لكن، يقول إنه لا يستطيع لوم الحكومة الألمانية لأنها لم تكن على علم كامل بماضي هؤلاء الأشخاص الذين قدموا اللجوء على أساس أنهم مدنيون ومضطهدون بينما هم "الجلادون".

ودعا كل من يعرف بوجود "مجرم من شبيحة الأسد" في أوروبا إلى الإسراع بالإبلاغ عنه، كما فعل هو رغم كم التهديدات التي تلقاها.

وبرأي المحامي البني، فإن تداعيات هذه الدعاوى كبيرة، خصوصا على "الشبيحة" في سوريا الراغبين في الانتقال إلى أوروبا، مما يعني أن باب الهجرة أمامهم أُغلق، أما من يوجد منهم في أوروبا، فغالبيتهم سيغادرونها بحثا عن أماكن أخرى لا يتعرضون فيها للاعتقال.

ويوضح أن ذلك لا يعني العودة إلى سوريا التي "تمثل خطرا عليهم من النظام نفسه الذي يمكن أن يضحي بهم"، باستثناء أصحاب الرتب العالية كسمير الشيخ، محافظ دير الزور السابق الذي اعتقلته السلطات الأميركية قبل عودته إلى دمشق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مخیم الیرموک فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا ترحب بقرار مجلس حقوق الإنسان الأول منذ سقوط نظام الأسد

دمشق-سانا

رحبت سوريا بقرار مجلس حقوق الإنسان الأول منذ سقوط نظام الأسد والذي رحب بسقوطه وبتشكيل الحكومة الجديدة، وتناول ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية والانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدة التزامها الثابت بتعزيز وحماية حقوق الإنسان واستعدادها مواصلة التعاون الإيجابي بما يخدم مصالح الشعب السوري ويحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان اليوم نشرته عبر قناتها على تلغرام: نرحب بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المعنون بـ “حالة حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية”، والذي يُعدّ أول قرار أممي بعد سقوط النظام السابق.

وأضافت الوزارة: يعكس هذا القرار نهجاً جديداً وفصلاً جديداً في تاريخ سوريا، حيث رحب بسقوط نظام الأسد وتشكيل الحكومة الجديدة المتنوعة في سوريا. كما يتناول قضايا تتعلق بضرورة رفع العقوبات الاقتصادية والانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي السورية، فكلاهما يشكلان خطراً على استقرار الوضع في سوريا ويقوضان الجهود المبذولة نحو خفض التصعيد وتحقيق انتقال سياسي مستدام، وهما ما تطالب الجمهورية العربية السورية بوقفهما الفوري. ويرحب القرار كذلك بجهودنا الوطنية والدولية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان على الرغم من التحديات والصعوبات المستمرة.

وتابعت الوزارة إن سوريا تنظر إلى هذا القرار بإيجابية وتعتبره خطوة متوازنة تعكس الجهود الإيجابية التي قامت بها الحكومة السورية لأول مرة، رغم التركة الثقيلة للنظام البائد، كما يأخذ القرار بعين الاعتبار التعقيدات التي تواجه البلاد في ظل الوضع  المتطور.

وأوضحت وزارة الخارجية أن القرار جاء بعد عملية مشاورات مكثفة خلال دورة مجلس حقوق الإنسان الحالية في جنيف، وأنه في إطار النهج الجديد لسوريا على المستوى الدولي، انخرطت الوزارة بشكل بناء وفاعل، سواء خلال الاجتماعات متعددة الأطراف بمشاركة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أو على المستوى الثنائي مع الدول الأساسية الراعية لمشروع القرار والمتمثلة في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا وقطر وتركيا.

وبينت الوزارة أن سوريا تثمن النهج البناء والتعاون الإيجابي الذي أبدته الدول الأعضاء والمجموعة الأساسية خلال عملية صياغة واعتماد القرار، وتُشيد بدور بريطانيا كدولة القلم.

وأعربت الوزارة عن تقديرها العميق لجهود الدول ومنظمات المجتمع المدني وروابط الضحايا والناجين، الذين عملوا بلا كلل على مدى السنوات للحفاظ على حقوق السوريين والسوريات على أجندة المجتمع الدولي في مجلس حقوق الإنسان.

وقالت الوزارة :إن سوريا تؤكد التزامها الثابت بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعب السوري، وفقاً لالتزاماتها الدولية ذات الصلة، وهي على استعداد المواصلة الحوار والتعاون الإيجابي والبناء بما يخدم مصالح الشعب السوري ويحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ويعزز أمنها واستقرارها وازدهارها.

مجلس حقوق الإنسان وزارة الخارجية والمغتربين 2025-04-04SAMERسابق الوزير الشيباني يرحب بأول قرار لمجلس حقوق الإنسان بعد سقوط النظام البائد انظر ايضاً سوريا تعرب عن تقديرها للدعم الدولي للحكومة الجديدة

دمشق-سانا أعربت سوريا عن تقديرها للدعم الدولي للحكومة الجديدة، مؤكدة أنه يشكل حافزاً قوياً لمواصلة …

آخر الأخبار 2025-04-04سوريا ترحب بقرار مجلس حقوق الإنسان الأول منذ سقوط نظام الأسد 2025-04-04الوزير الشيباني يرحب بأول قرار لمجلس حقوق الإنسان بعد سقوط النظام البائد 2025-04-04الجامعة الافتراضية تؤجل امتحانات طلاب مركز اللاذقية 2025-04-04وزير الأوقاف لـ سانا: تعزيز السلم الأهلي جزء من ‏العمل الدعوي خلال الفترة ‏المقبلة 2025-04-04جامعة طرطوس تنقل امتحانات يومي الأحد والإثنين من كليتي طب الأسنان والصيدلة إلى كلية الآداب 2025-04-04وقفات احتجاجية في درعا تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية 2025-04-04الوزيرة قبوات خلال زيارة دار لرعاية المسنين: تقديم أفضل ‏الخدمات للأيتام والمسنين ‏وذوي الاحتياجات الخاصة أولوية 2025-04-04مراسل سانا في حلب: قوات الجيش العربي السوري تصل إلى محيط مناطق قوات سوريا الديمقراطية في مدينة حلب وتؤمّن الطريق الذي سيسلكه الرتل العسكري المغادر من حيي الشيخ مقصود والأشرفية باتجاه شرق الفرات 2025-04-04الخدمات الصحية تتصدر نقاشات المؤتمر السنوي الأول للرعاية ‏الصحية الأولية في سوريا‏ 2025-04-04مراسل سانا في حلب: بدء انسحاب أول رتل لقوات سوريا الديموقراطية من مدينة حلب باتجاه شرق الفرات تحت إشراف وزارة الدفاع

صور من سورية منوعات أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26 جامعة ناغازاكي تطور “مرضى افتراضيين” لتدريب طلاب كلية الطب 2025-03-24فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • خيارات دمشق في التعامل مع فلول نظام الأسد
  • ألمانيا ترحِّل مواطني أوروبا المؤيدين لفلسطين في خطوة جديدة مرعبة
  • كيف نقرأ سوريا الأسد عبر الدراما؟
  • نهائي مثير بين شتوتغارت وبيلفيلد في كأس ألمانيا
  • نذر مواجهة بين تركيا واسرائيل في سوريا بعد قصف قواعد ترغب بها أنقرة
  • قسد تطلق حملة أمنية ضد خلايا داعش في مخيم روج شمال شرق سوريا
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • وزير خارجية سوريا يتعهد بملاحقة مرتكبي هجوم خان شيخون الكيماوي
  • سوريا ترحب بقرار مجلس حقوق الإنسان الأول منذ سقوط نظام الأسد
  • تركيا وإسرائيل وحماس.. كيف تغيرت موازين القوى في سوريا؟