كيف طارد فلسطينيون شبيحة الأسد في قلب ألمانيا؟
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
برلين- "شاهدتُ صور أخي الذي قتلوه غداة تسريب صور شهداء قيصر، وعندها رفعت دعوى لدى السلطات الألمانية عبر منظمة "أفو" التي قامت بكل الإجراءات، إلى غاية اعتقال 5 مشتبه بهم من شبيحة الأسد"، يقول فراس الداموني أحد سكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق، وانتقل إلى ألمانيا عام 2014، للجزيرة نت.
رحلة التعرف على الجناة بدأت منذ أن نشروا -أو مليشياتهم- صورهم على وسائل التواصل وهم يرتكبون فظاعات بحق المدنيين بحجة الوقوف ضد "المؤامرة" على النظام السوري، مما مكّن عددا من الأهالي من توثيق الأدلة.
ثم جاء منشقٌ عن النظام يحمل لقب "قيصر" عام 2014، وسرّب 55 ألف صورة توثق عشرات الآلاف من القتلى في المعتقلات السرية، لتحمل أملا جديدا للضحايا وأسرهم.
المحامي أنور البني يقول إن عدد من ارتكبوا جرائم حرب ووصلوا إلى أوروبا يقدر بنحو 1000 (الجزيرة) حركة تعذيبأسامة شقيق فراس، قضى تحت التعذيب بعد اعتقاله في مخيم اليرموك عام 2012. بقيت الجريمة دون مساءلة إلى حين اكتشاف أن عددا من أعضاء حركة "فلسطين حرة" -التي شكلها رجل الأعمال المقرب من النظام ياسر قشلق والمسؤولة عن اعتقاله- يوجدون في ألمانيا.
وتم التعرف على 5 منهم، 4 فلسطينيين وسوري، وهم حاليا في السجن الاحتياطي منذ بداية يوليو/تموز الحالي، للاشتباه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ومن ذلك القتل ومحاولة القتل والتعذيب والاحتجاز المؤدي للوفاة.
تشكلت "فلسطين حرة" في مخيم اليرموك بعد الثورة السورية للقتال إلى جانب الرئيس بشار الأسد وقمع المظاهرات السلمية في المخيمات. قائدها العسكري هو سائد عبد العال، وكان والده عضوا في حزب البعث، وهي الحركة التي حاربت إلى جانب قوات الأسد في إدلب كذلك، وتكونت -غالبا- من لاجئين فلسطينيين، وفرت لهم رواتب وامتيازات، مستغلة أوضاعهم الصعبة.
يوضح فراس أن الشرطتين الألمانية والسويدية (بحكم أن بعض المعتقلين عاشوا في السويد) تعاونتا معه ومع بقية الضحايا، بقي -طوال سنوات- يعكف على جمع الأدلة لغاية إصدار الادعاء العام أمر الاعتقال. ويؤكد "أنا فلسطيني ابن الشتات، وكلي فخر أنني أوصلت صوتي وصوت عدد من الضحايا، لاعتقال هذه المجموعة من المجرمين الذين شردونا داخل المخيمات".
بحسب المحامي السوري في برلين أنور البني، يُقدَّر عدد من ارتكبوا جرائم حرب ووصلوا إلى أوروبا بنحو 1000، وأخذت ألمانيا النسبة الكبرى من اللاجئين بما يناهز المليون، "لذلك يوجد غالبية الشبيحة فيها". وأضاف للجزيرة نت أن ملاحقة هؤلاء ممكنة حاليا في جل الدول الأوروبية، وما على الضحايا والمنظمات السورية إلا التحرك ضدهم.
معاناة قديمةتفاصيل أخرى من القصة تأتي على لسان محمد فرحات، أحد الذين رفعوا الدعوى إثر مقتل ابنه إياس عام 2012. ويقول للجزيرة نت "كفلسطينيين في سوريا كنا نعاني منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، أي قبل اندلاع الثورة التي اتخذ فيها غالبيتنا موقف الحياد بسبب تجارب أليمة سابقة في الأردن ولبنان".
حسب محمد، أقحم النظام السوري العنصر الفلسطيني بعد اندلاع الثورة عبر مؤامرات لخلق العداء بين المعارضة والفلسطينيين، مما أدى إلى خروج مظاهرات في مخيم اليرموك تطالب بوقف استغلال الفلسطينيين في الحرب. لكن، تدخلت "الشبيحة" ومن ذلك حركة "فلسطين حرة"، وكانت النتيجة مقتل ابنه إياس ضمن ضحايا ما عُرف بمجزرة شارع فلسطين يوم 13 يوليو/تموز 2012، وفق المصدر نفسه.
ويقول محمد إن ابنه كان يحمل كاميرا وأراد توثيق ما جرى في تلك التظاهرة، لذلك كانوا "حريصين على أن يكون هو أول ضحية حتى يمنعوا نقل ما يحدث"، وأشار إلى أن المشتبه بهم الـ5 المعتقلين كانوا في مقدمة المجموعة التي هاجمت المظاهرة السلمية، وقتلوا آخرين منهم طفل.
ويؤكد أن الصدفة لعبت دورا في معرفة عائلات الضحايا بوجود أفراد الشبيحة في أوروبا وتحديدا عبر منصات التواصل. وقرّر رفع الدعوى عام 2017، ويبين أن والديه كانا في سوريا وكان يخاف عليهما، لذلك لم يتخذ أيّ خطوة رغم معرفته بوجود الجناة قربه، "لكن بعد وفاتهما اتخذت القرار فلم يعد لي ما أخسر".
ويتابع "الشجاعة ضرورية جدا رغم كم التهديدات التي تعرّضت لها، وأنا الآن أعيش تحت الحماية"، لافتا إلى أن أسباب رفع الدعوى لا تعود فقط لمعاقبة الجناة، بل كذلك لأنهم "مجرمون مرتزقة يقتلون لأجل المال، وقد يشكلون خطرا على السكان عربا أو غيرهم".
تعالت أصوات متعددة في ألمانيا حول أسباب السماح لمشتبه بهم خطرين باللجوء، خصوصا أن منهم الطبيب علاء موسى الذي تمكن من العمل في برلين قبل التعرف عليه، وضابط الاستخبارات أنور رسلان.
حُكم على رسلان بالسجن المؤبد، ولا تزال محاكمة موسى سارية في محكمة فرانكفورت، كما حُكم على موفق دواه بالسجن المؤبد وهو فلسطيني من مخيم اليرموك، إثر ثبوت إطلاقه قذيفة في المخيم ضد مدنيين كانوا ينتظرون استلام مساعدات إنسانية.
محمد فرحات الذي رفع دعوى ضد قاتلي ابنه يعيش حاليا تحت الحماية (الجزيرة) تداعيات كبيرةلكن المحامي أنور البني يوضح أنه ليست هناك ثغرات في نظام اللجوء، بما أن الدولة تستقبل اللاجئين وتعطيهم حماية طالما هم من منطقة فيها حرب ولا يمكنها التأكد من تاريخهم، كما لا يمكن اعتبار كل لاجئ مجرما حتى تثبت براءته، خصوصا أنهم يوقعون وثائق أنهم لم يرتكبوا أي جرائم خطيرة في سوريا.
من جهته، يؤكد فراس أن أشد المواقف صعوبة كانت أن يجتمع وقاتل شقيقه في المكان نفسه، لكن، يقول إنه لا يستطيع لوم الحكومة الألمانية لأنها لم تكن على علم كامل بماضي هؤلاء الأشخاص الذين قدموا اللجوء على أساس أنهم مدنيون ومضطهدون بينما هم "الجلادون".
ودعا كل من يعرف بوجود "مجرم من شبيحة الأسد" في أوروبا إلى الإسراع بالإبلاغ عنه، كما فعل هو رغم كم التهديدات التي تلقاها.
وبرأي المحامي البني، فإن تداعيات هذه الدعاوى كبيرة، خصوصا على "الشبيحة" في سوريا الراغبين في الانتقال إلى أوروبا، مما يعني أن باب الهجرة أمامهم أُغلق، أما من يوجد منهم في أوروبا، فغالبيتهم سيغادرونها بحثا عن أماكن أخرى لا يتعرضون فيها للاعتقال.
ويوضح أن ذلك لا يعني العودة إلى سوريا التي "تمثل خطرا عليهم من النظام نفسه الذي يمكن أن يضحي بهم"، باستثناء أصحاب الرتب العالية كسمير الشيخ، محافظ دير الزور السابق الذي اعتقلته السلطات الأميركية قبل عودته إلى دمشق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مخیم الیرموک فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يكثف غاراته على دمشق.. هل دخلت الحرب رسميا؟
لا يكاد يمر يوم إلا والاحتلال يشن غارات عنيفة على سوريا، حتى شملت مجمل المناطق التي يسيطر عليها النظام من دمشق حتى حماة وحلب وصولا إلى القصير والمعابر الحدودية مع لبنان.
وبينما يكتفي النظام السوري بإدانة الهجمات والاحتفاظ بحق الرد، تضاعف "إسرائيل" عدوانها على البلاد وتهدد بشكل صريح بتوسيعه هذا فضلا عن تحركات برية يقوم بها جيش الاحتلال في الجولان المحتل.
في هذا التقرير نحاول الإجابة على السؤال الأهم:
هل دخلت سوريا رسميا دائرة الحرب؟
محاولات التحييد
منذ الأيام الأولى للعدوان ذكرت تقارير إسرائيلية، أن الإمارات أرسلت رسائل إلى بشار الأسد تحذر فيها من أي تدخل لسوريا في الحرب الدائرة في غزة أو هجمات ضد دولة الاحتلال من الأراضي السورية.
وذكرت المصادر للقناة 12 العبرية، أن الإماراتيين نقلوا الرسائل إلى سوريا على أعلى مستوى، وأبلغوا الإدارة الأمريكية بعد ذلك بمحادثاتهم مع سوريا بشأن قضية غزة.
مطلع الشهر الجاري، تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن ما وصفتها بـ"إغراءات" الإمارات لإقناع رئيس النظام السوري بشار الأسد، بالتخلي عن تحالفه مع إيران وحزب الله.
وقالت الصحيفة إن "نتنياهو يراهن على تحقيق تغيير ليس في لبنان فقط، بل في سوريا أيضا"، مشيرة إلى أن تقارير دبلوماسية تتحدث عن أن "إسرائيل" تتابع باهتمام ما يجري في دمشق، وما الذي يمكن أن تحققه جهود تقودها الإمارات بالتعاون مع الأردن، لإقناع الأسد بالتخلي عن إيران وحزب الله.
وتابعت: "تل أبيب لا تراهن على تغيير كبير في الموقف السوري، لكن حلفاءها في أبو ظبي وعمّان يطلبون مهلة لمحاولة إقناع الأسد بالطلب من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله بمغادرة الأراضي السورية، وإقفال المقرات الخاصة بكل من له صلة بمحور المقاومة، والتعهد بعدم إفساح المجال أمام عبور أي نوع من الدعم المادي والعسكري إلى لبنان عبر الأراضي السورية".
وذكرت أن "الإمارات تحاول تقديم إغراءات مالية كبيرة للأسد، مع إبداء الاستعداد لإطلاق ورشة إعادة إعمار في كل سوريا إذا ابتعدت عن محور إيران. كما يتعهد الأردن بالقضاء على كل المجموعات المعارضة للحكومة السورية في جنوب وشرق سوريا".
هل نجحت خطة التحييد؟
يقول الكاتب والباحث السياسي محمد الخفاجي، إن "سردية الوساطة الإماراتية ليست وليدة اللحظة كما أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية كانت قبل طوفان الأقصى، لذا فإن محاولة التركيز عليها لتفسير صمت الأسد تبدو مخطئة، خصوصا أن علاقة سوريا بالمحور علاقة عضوية استراتيجية عميقة وليست مصلحية بسيطة".
وأضاف في حديث لـ "عربي21"، أن "تكثيف الكيان للضربات على سوريا، يأتي لزيادة الضغط على حزب الله للقبول بوقف إطلاق النار وفق شروط نتنياهو وبنفس الوقت رسالة لإيران بأن الحرب تتسع وقد لا يسعفها الوقت للنأي بنفسها عنها، فعليها الضغط باتجاه قبول الحزب بشروطها لوقف الحرب في لبنان".
هل وصلت الحرب دمشق؟
يشير الخفاجي، إلى أن "سوريا منذ سنوات كانت ساحة صراع إسرائيلي إيراني مستتر فالغارات التي تتصاعد الآن هي حلقة أخرى من صراع قديم اشتعل بشكل أكبر بعد طوفان الأقصى، لكن فعليا الاحتلال غير قادر على فتح جبهة سوريا لأسباب سياسية أولا وعسكرية لوجستية ثانية".
وعن الأسباب يقول الخفاجي، إن "إسرائيل في اجتياح لبنان بثمانينات القرن الماضي وصلت بيروت بوقت قياسي بينما إلى الآن لم تستطع الوصول إلى الليطاني وما زالت تقاتل في البلدات الحدودية رغم تقدمها في عدة محاور، لذا فإن فتح جبهة سوريا مكلف للغاية وقد شاهدنا خلال عام من العدوان أن نتنياهو لم يفتح جبهة لبنان إلا بعد انتهاء الجزء الأكبر من العملية البرية في غزة ووصولها لطريق مسدود".
وتابع، "يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار أن الخشية الإسرائيلية ليست من النظام فحسب بل من الفصائل الموجودة في سوريا خصوصا حركة النجباء العراقية، التي روجت قبل أيام بشكل ضمني لاحتمالية فتح جبهة الجولان".
أما سياسيا فيقول الخفاجي، إن "جميع حلفاء إسرائيل بمن فيهم العرب يحاولون التهدئة وإبعاد شبح الحرب الشاملة التي لا يطمح لها أحد سوى نتنياهو، والأخير لم يعد بإمكانه فرض الأمر الواقع على حلفائه خصوصا الأوروبيين الذين باتوا يرونه عبئا عليهم بسبب المجازر المستمرة في غزة والمكررة في لبنان".
الحليف الإيراني
وبين محاولات التحييد والقصف الإسرائيلي المتواصل، برز الموقف الإيراني أخيرا بزيارة مكوكية شملت دمشق وبيروت لعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي حط في العاصمة السورية وهناك التقى الأسد.
لاريجاني قال لوسائل إعلام لبنانية، إنه حمل رسالة لرئيس النظام السوري "وسيترك له الإجابة على مضمونها".
بعد لاريجاني، وصل وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، إلى العاصمة السورية دمشق، السبت، على رأس وفد أمني رفيع؛ لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الوفد الإيراني بحث "آخر المستجدات في المنطقة بشكل عام، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجيشين الصديقين".
بدورها، نقلت وكالة مهر الإيرانية عن وزير الدفاع الإيراني قوله لدى وصوله إلى دمشق، إنه "بناء على توصيات قائد الثورة الإسلامية، مستعدون لتقديم كل وسائل الدعم لسوريا الصديقة".
وأضاف أن سوريا لديها مكانة إستراتيجية في السياسية الخارجية لإيران، مبينا أن الزيارة إلى دمشق جاءت بناء على دعوة من نظيره السوري.
وأوضح نصير زاده أنه والوفد المرافق له سيبحثون مع المسؤولين السياسيين والعسكريين في دمشق عدة مسائل مشتركة في مجال الدفاع والأمن، لتوسيع وتطوير العلاقات في هذا المجال بين البلدين.
بدورها ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكي في تقرير لها الأسبوع الماضي، إن "غياب سوريا عن الصراع الحالي هو دليل واضح على فشل استراتيجية إيران الرامية إلى -وحدة الساحات-، والتي تفترض استجابة منسقة من جانب جميع شركائها في محور المقاومة. ويكشف هذا عن أن البقاء السياسي للأسد يتقدّم على الموقف الإيديولوجي، وأن سوريا في وضعها الحالي لن تشكّل مشكلة بالنسبة لإسرائيل".
ما سر الصمت؟
يقول الكاتب والباحث السياسي رائد الحامد، إن "النظام السوري لا يبدو منسجما مع خيارات محور المقاومة بما يعرف بتعدد الجبهات أو وحدة الساحات".
وأضاف في حديث لـ "عربي21" أن "النظام الذي تلقى مئات الضربات خلال هذا العام اكتفى أحيانا بإصدار بيانات الإدانة فيما لم يرد على أي من الضربات كما أنه لم يسمح لأي من الفصائل المنخرطة في محور المقاومة باستخدام الأراضي السورية منطلقا للرد على إسرائيل أو شن هجمات انطلاقا منها".
وأضاف، أن "ذلك يعزز فرضية عدم رغبة قيادة المحور ممثلة بإيران بانخراط سوريا في طوفان الأقصى تجنبا لمصير متوقع لدمشق على الأقل شبيه بمصير غزة، ومن جانب آخر بقاء الاراضي السورية مستودعا لأسلحة وذخائر المحور وممرا لها من طهران عبر العراق إلى لبنان".
وذكرت "فورين بوليسي" في تقريرها، أنه "على الرغم من القصف الإسرائيلي المنتظم على سوريا، ووعد الحكومة السورية بالوقوف إلى جنب الشعب الفلسطيني، إلا أن النظام السوري وقف متفرّجا على الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عام على غزة".
ويقول الخبراء والمراقبون الذين نقلت عنهم المجلة، إن أهم أولوية للأسد هي نجاة نظامه والبقاء متحكما في الجماهير السورية. ورغم سحقه للمقاومة، إلا أن نسبة 40 في المئة من الأراضي السورية خارجة عن سيطرة الحكومة، وفقا لذات التقرير،
وقال النائب السابق لمدير مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، عيران ليرمان: "لو ارتكب خطأ وانضم لمحور المقاومة بنشاط فستكون العواقب سريعة"، مضيفا: "في الوقت الحالي، أعتقد أن الأسد متردد للانخراط، ورغم أن الحكومة السورية هي قومية عربية، إلا أن فلسطين تقع في أسفل قائمة الأولويات. فعلى رأسها النجاة".
وتقول معدة التقرير المتخصصة في السياسة الخارجية، أنشال فوهرا، إن "هناك عوامل أخرى وراء ابتعاد الأسد عن النزاع، فهو يأمل بأن يكافئه الغرب على ضبط نفسه وتخفيف العقوبات المفروضة على نظامه". مضيفة: "قد وضع نفسه إلى جانب الإمارات العربية التي تعدّ لاعبا رئيسيا في إعادة تأهيل الحكومة السورية".
مصير نصر الله
هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمهاجمة أي محاولة لنقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر الأراضي السورية، إلى جانب استهداف مستودعات الأسلحة والمقرات العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري في تصريحات لوسائل الإعلام؛ إن "الجيش استهدف مستودعات الأسلحة والمقرات العسكرية ومنصات الصواريخ، ودمر معظم مستودعات حزب الله في بيروت"، مدعيا أنه "تم التعرف على صواريخ منتجة في سوريا، ويتم نقلها إلى الحزب".
وتابع قائلا: "من ثم فإن الجيش الإسرائيلي سيهاجم أي بنية تحتية في سوريا توفر أسلحة لحزب الله".
الأسبوع الماضي تحدثت تقارير صحفية، عن رسالة تهديد إسرائيلية لرئيس النظام السوري بشار، بأنه سيلقى مصير الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الذي اغتيل أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، في حال واصل التحالف مع حزب الله وإيران.
تلك التقرير ترجمها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مطلع الشهر الجاري، عندما أكد أن "على إسرائيل أن توضح للرئيس السوري بشار الأسد أنه إذا استمرّت سوريا في كونها طريقاً لتوريد الأسلحة من إيران إلى حزب الله، وسمحت بالعدوان من أراضيها على إسرائيل، فإنه يعرّض نظامه للخطر".
وأضاف ساعر، أن "تل أبيب لن توافق على تجديد بناء قوة حزب الله عبر سوريا، ولن توافق على فتح جبهة ضدها من الأراضي السورية والآن يجب أن يواجه الأسد خياراً حاسما".
وعن ذلك يقول الحامد، "ليس ثمة أي شك في أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت لثلاث مرات منفذ المصنع على الحدود مع لبنان وتدمير عدة جسور في بلدة القصير على الحدود مع لبنان كانت رسائل واضحة، كما نجح الاحتلال بشكل واضح في إلحاق أضرار كبيرة بخطوط الإمداد عبر الاراضي السورية".