وتؤكد القوات المسلّحة اليمنية أنها ستعمل على اتخاذ ما يلزم من خطوات وإجراءات، وبحسب إمكانيّاتها وقدراتها على الانتصار الفعلي لدماء الشعب الفلسطيني، ورداً على ارتكاب العدو الصّهيوني المزيد من المجازر في غزة، مجددة التأكيد أنها لن تتردّد في توسيع عمليّاتها العسكريّة ضدّ العدو الإسرائيلي، ومن يقف خلفه، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة.

وخلال أكثر من خطاب له، ركز السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- على تطوير صنعاء لقدراتها العسكرية - كماً ونوعاً –في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني، والذي يعكس مستوى التطور والقدرات اليمنية العسكرية لتصل إلى البحر الأبيض المتوسط، وتضرب أهدافاً متحركةً للعدو الصهيوني، أو الأمريكي والبريطاني في حال توسّعت المعركة، لا سيما وأن القوات المسلحة اليمنية لم تعلن عن كل أوراقها، فلا تزال الكثير من المفاجآت في جعبة القوات المسلحة اليمنية، ولم يتم استخدامها بعد.

ويرى عدد من العسكريين والسياسيين أن توسع العمليات العسكرية اليمنية يأتي رداً على المجازر الصهيونية في قطاع غزة، لا سيما أن التخاذل العربي والإسلامي شجع العدو الإسرائيلي على الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم، على مرأى ومسمع العالم.

توازنات عالمية جديدة

وحول توسع العمليات العسكرية اليمنية بعد مجازر الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، يقول المتحدث باسم الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري إنه في ظل انتصار اليمن للدم الفلسطيني، وتصعيد الكيان الغاصب وأمريكا لجرائم الإبادة الجماعية، والتهجير الذي يرتكب بحق إخواننا في غزة، صار لزاماً علينا مواجهة التصعيد بالتصعيد، وتمسكنا بالوازع الديني، والأخلاقي، والإنساني، الذي يدفعنا إلى تطوير قدراتنا العسكرية، والعمل على المزيد من التنسيق مع فصائل وحركات المقاومة، لتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة، تستهدف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويؤكد العامري " أن توجيهات السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- بتوسيع القوات المسلحة اليمنية، نطاق حصارها للملاحة الصهيونية، ليشمل أهم الممرات البحرية في العالم، بدءاً من البحرين الأحمر والعربي، وباب المندب، والمحيط الهندي إلى البحر المتوسط، لا يمكن أن يكون حدثاً عابراً في مخيلة القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لما له من وقع بالغ على مافيا الإجرام الصهيوني الغربي المهيمنة على القرار الدولي، وحضورها العسكري والاقتصادي على امتداد المعمورة.

ويشير إلى أن الأمريكي لقي ما لقي من هوان وإذلال من هجمات أبطال القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها الهجومية في البحر، ما حذا بها لسحب قطعها العسكرية البحرية، ومدمراتها وبوارجها وقواتها حفظاً لما تبقى لها من ماء الوجه، وخشية أن تصاب أشهر مدمراتها في مقتل، ثم لا تقوم لها قائمة.

ويضيف أن إعلان القوات المسلحة توسيع نطاق العمليات العسكرية، جاء رداً صريحاً من اليمن، على ما يرتكب من جرائم ومجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني، ومناصرته في محنته التي خذله فيها معظم الأنظمة العربية الرسمية، وهو ما يدل على خضوع وخنوع حكام العرب للقرار الأمريكي الذي يفرض هيمنته على تلك الأنظمة وحكامها.

ويؤكد أن التصعيد اليمني في الوصول إلى البحر المتوسط، وحدود أوروبا، بعمليات أحادية، أو مشتركة، يمنح اليمن خاصة، ومحور المقاومة بشكل عام، القدرة على فرض صياغة التوازنات العالمية من جديد على امتداد الخارطة، بل و يمنحها الحق بالمشاركة في تقرير مصير مستقبل النظام العالمي القائم ذو القطب الواحد، مشيراً إلى أن هذه المرحلة بالذات من التصعيد، تستنهض واقع الأمة العربية والإسلامية مما أصابها تحت أنقاض اليأس والسبات المرير؛ بفعل الخيانات المتراكمة والمتعاقبة، واستغلال هذه الفرصة سيغير بواقع الأمة، ويعيد حضورها وتأثيرها الوجودي، في مصاف الأمم القوية المالكة لقرارها السيادي وتقرير مصيرها، دون تدخل أو فرض أجندات غربيه، متابعاً :" ولن يكون هناك حدود لأمنها القومي والاستراتيجي، إذا ما تمسكت بالنهج القرآني والعترة الشريفة وحق شعوبها بالعيش حياة كريمة.

ويوضح أن أهم ما يمكن ملاحظته في التصعيد اليمني لمساندة غزة، كموقف عزيز شريف بمراحله الأربع، أن اليمن، قشع كل الخطوط الحمراء والصفراء التي وضعها من ينصب نفسه شرطياً للعالم طوال عقود، وأن اليمن قد غادر من باطن القوقعة والجغرافية والأجندات التي رسمتها محددات الغطرسة ومعاهدات الانبطاح التي جيء بها على ظهر المشهد في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

ويضيف أن اليمن اليوم يقول كلمته الفصل في الميدان، فارضاً سلطته، حاملاً الراية الحسينية المقدسة، بنقش في صدور عالية الهمة، ملبيين لنداء الواجب والحق، متقدمين على كافة أنظمة العالم العربي والإسلامي، أصحاب المواقف الهزيلة.

 

توسيع جغرافيا العمليات

وفي السياق يؤكد الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان، أن توسيع عمليات قواتنا المسلحة هو مسار متصاعد وضعته القيادة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مشيراً إلى أنه مع استمرار وتصعيد كيان العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر الوحشية والإبادة بحق اخواننا الفلسطينيين في غزة، اتجهت قواتنا المسلحة إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر، وعمليات هجومية أكثر قوة وتأثيراً لاستهداف السفن المرتبطة بكيان العدو الصهيوني.

ويردف عثمان "وبناء على ما سبق، فالعمليات التي ستنفذها قواتنا المسلحة في هذه المرحلة بالذات ستكون مختلفة، كماً، ونوعاً، وتأثيراً، وسيتم فيها استخدام مستوى جديد من القوة والأسلحة الضاربة ذات النمط الاستراتيجي، على رأسها الصواريخ الباليستية، ونظائرها المجنحة، وأسلحة الجو المسير، والقدرات البحرية.

ويضيف أنه سيتم توسيع جغرافيا العمليات، لتشمل ضرب سفن كيان العدو الإسرائيلي، والأمريكي، والبريطاني، في نطاقات واسعة، تضم المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، وأيضاً ضرب أهداف حساسة، وغير مسبوقة في عمق أراضي فلسطين المحتلة، كما حصل في العملية الأخيرة التي استهدفت هدفاً حيوياً في عمق منطقة يافا "تل ابيب" بطائرة مسيرة متطورة، والتي تم تسميتها يافا.

ويؤكد أن قرار توسيع عمليات قواتنا المسلحة لا ينكفئ على استهداف السفن الإسرائيلية، أو الأمريكية، والبريطانية، بل سيشمل ضرب أهداف حيوية في أعماق أراضي فلسطين المحتلة، وبشكل مستمر، كما هو واقع "تل أبيب" التي أصبحت تحت المجهر لسلاح الجو المسير، والقوة الصاروخية بعيدة المدى، التي ستواصل تنفيذ عمليات نوعية وضاربة لم تشهدها الحرب من قبل.

 

*المسيرة 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: القوات المسلحة قواتنا المسلحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يعترف .. العمليات اليمنية فعّالة وقوية

 

 

شهدت ساعات الليل الفائت في صنعاء عدواناً أمريكياً انتقامياً لعودة الإسناد اليمني لغزة، هكذا اعترف ترامب في بيانه الذي ألقاه بنفسه حول هذا العدوان الهمجي الذي استهدف مبنى سكنيًا في مديرية شعوب شمال العاصمة صنعاء.

لم يحمل العدوان الجديد على صنعاء جديداً أكثر من تثبيت الرواية اليمنية، عن اهداف العمليات العسكرية البحرية اليمنية وفعاليتها، وهذه المرة على لسان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وليس بعناوين تقارير مراكز الأبحاث المختصة، ولا مانشيتات الصحف الصادرة من واشنطن ونيويورك، ولم يترك المهمة حتى لمسؤول عسكري أو بيان البنتاغون كما كان بايدن، بل اختار أن يدلي هو بأول بيان عن هذا العدوان، ويتصدى كناطق عسكري، مخالفاً بذلك سلفه بايدن أيضاً.

وعلى ذكر بايدن، فقد كذب ترامب حينما ادعى أنه لم يفعل شيئًا، وأنه اكتفى بالفرجة، رغم أن بايدن أرسل أربع حاملات طائرات، استُخدمت فيها القاذفات الإستراتيجية الشبحية، وصواريخ توماهوك وغيرها، وشنت أكثر من ألف غارة، بمعدل تقريبي ثلاث غارات يوميًا، منذ بدء العدوان وتحالف الشر الأمريكي البريطاني حتى وقف النار في غزة، ولم يوفر بايدن شيئاً لفعله، لكن الكذب الترامبي في هذه النقطة تحديدًا، هو محاولة للتصويب على الإدارة الأمريكية السابقة، تصويبًا ثأريًا شأنه في ذلك شأن كل القضايا التي يخالف فيها ترامب سلفه بايدن، وأيضاً وهو الأهم، القول إن هناك شيئاً مختلفًا، كجزء من الحرب النفسية والتهويل الذي استخدم فيه ترامب لفظ الجحيم، وانتهاء الوقت، والحسم، وغيرها من المفردات التي قد تفيد في مكان آخر غير اليمن، وعلى ترامب أن يعرف هذا جيداً.

الكذبة الأخرى، هو ما تضمنه بيان ترامب، من استهداف قواعد ورادارات يمنية، بينما كان الضحايا مدنيين شهداء وجرحى، بقصف استهدف حيًا سكنيًا في مديرية شعوب شمال العاصمة، وهذا يشير إلى مدى التهويل والتخبط الذي تتبعه الإدارة الأمريكية.

نقول، إن كلام ترامب الذي حمل في طياته الكثير من التشنج، والانفعال، والتهويل والشطحات الزائدة عن الحاجة، قد حفل أيضاً باعترافات مهمة، لا سيما لجهة الاعتراف بأن عاماً كاملاً مر لم تتتمكن أي سفينة أمريكية من الإبحار في البحر الأحمر من باب المندب حتى قناة السويس، وهذا اعتراف بنجاعة العمليات اليمنية، وعجز السفن الأمريكية الحربية عن فتح الطريق أمام سفنها التجارية وكسر قرار الحظر اليمني طوال عام كامل، تحالفت فيه أقوى الأساطيل البحرية في العالم، على رأسها أمريكا وبريطانيا، وإلى جانبها التحالف الأوروبي المسمى أسبيدس.

وفي إطار نجاعة العمليات اليمنية، اعترف ترامب أيضًا، بانها كانت فعالة لدرجة التأثير في قطاعات واسعة في التجارة التي وصفها بالدولية، لا يعنينا الوصف الآن، بقدر ما يعنينا الاعتراف بتوقف قطاعات واسعة من تلك التجارة التي بالتأكيد هي أمريكية، هذا، وإن كانت تقارير أمريكية ومراكز متخصصة قد نشرت عدة تقارير تؤكد هذه الحقائق، فإن صدورها اليوم عن الرئيس الأمريكي يمثل تأكيداً مهماً في هذا السياق، حتى لو كان ترامب يحاول أن يقدم هذا النجاح، ليبرر به عدوانه.

وعوداً على بدء، فإن هذا العدوان الأمريكي، ليس بمنفصل عن سياق العدوان الذي بدأه بايدن، بغرض حماية الملاحة الإسرائيلية في باب المندب والبحرين الأحمر والعربي، ولا علاقة له بالتجارة الدولية، ولا الملاحة الدولية كما يحاول ترامب تصويرها.

ما يجب أن يعلمه ترامب، هو أن أي عدوان مهما كان، حتى لو سماه المعتوه الساكن في البيت الابيض جحيمًا، فإنه لن يوقف العمليات اليمنية، بقدر ما يؤججها ويدفع إلى توسيعها لاستهداف المصالح الأمريكية، بدءًا من البحار وتشديد الحصار وحظر مرور السفن في المياه مسرح عمليات الإسناد والتي امتدت حتى وصلت البحر المتوسط شمالًا، والمحيط الهندي جنوبًا.

يجب أن يعلم ترامب أيضاً، أن اليمن خاض تجربة مفيدة جداً بالتصدي للعدوان السعودي المدعوم من أمريكا، وتعاقبت على ذلك ثلاث إدارات أمريكية واحدة منها إدارة ترامب في ولايته الأولى، وقد حقق اليمن في تلك الولاية انتصارات هائلة على تحالف العدوان ومرتزقته، ويتذكر ترامب كيف تم استقباله في الرياض بصاروخ بالستي، هذا ليعلم أن اليمن، لن تكون إلا مقبرة للغزاة، وعليه أن يأخذ تجربة البحرية الأمريكية طول 15 شهراً الماضية من إسناد غزة في الحسبان، ولا يمكن إلا أن يكون قد تلقى تقارير عن تلك المرحلة المهمة.

التجربة اليمنية هذه المرة ستكون مختلفة تماماً، لكن النصر هو الذي ينتظر اليمن وشعبها الأبي والمؤمن والشجاع، بقيادة السيد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

مقالات مشابهة

  • مجلس الشورى: القوات المسلحة اليمنية قادرة على ردع العدوان والتصدي للتصعيد الأمريكي
  • وزير الدفاع يبلغ الحكومة الفرنسية: القوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها تعمل بانسجام تام من خلال هيئة العمليات المشتركة وتأمين الملاحة الدولية مرهون بدعمها
  • ترامب يعترف .. العمليات اليمنية فعّالة وقوية
  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف حاملة الطائرات ترومان بالصواريخ والمسيرات
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية بـ 18 صاروخًا وطائرة مسيرة
  • القوات المسلحة تستهدف حاملة الطائرات ترومان بـ 18 صاروخا وطائرة مسيرة
  • لم ينجو منهم أحد .. قوات سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية تنصب كمينا محكما لمجموعات من مليشيا أسرة دقلو
  • الشورى: القوات المسلحة اليمنية لديها من الخيارات ما يمكنها من ردع العدوان
  • قائد منطقة الشجرة العسكرية لواء دكتور ركن نصر الدين عبد الفتاح من أمام مقر رئاسة سلاح المدرعات؟
  • المهلة تنتهي والبحر لن يقبل السفن “الإسرائيلية”