تخبط إداري في الزمالك وأزمات لا تنتهي
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تسيطر حالة من التخبط الإدارى الشديد على نادى الزمالك ومجلس إدارته، وذلك بعد إعلان مرتضى منصور رحيله عن منصبه، وأن موعد الانتخابات المقبل فى شهر أكتوبر، مُبررًا رحيله بفشله فى حل أزمات النادى المالية بسبب الحجز على أرصدة النادى من قبل ممدوح عباس، رئيس النادى الأسبق.
ويعيش الزمالك حاليًا فترة صعبة بدون منصبين مهمين بالنادى، وهما الرئيس والنائب، وفيما يخص أعضاء مجلس الإدارة فيرفضون الرحيل بالاستقالة ويتمسكون باستمرارهم فى مناصبهم لحين إقامة الانتخابات المقبلة على المناصب الشاغرة، وذلك وفقًا لمصادر داخل النادى الأبيض.
التخبط الإدارى والحجز علي الأرصدة والأزمات المالية وإيقاف القيد تمنع النادى الأبيض من ضم صفقات جديدة استعدادًا للموسم الجديد حتى الآن، حيث إن الزمالك مُطالب بسداد غرامات مالية كبيرة لأكثر من جهة لرفع القيد، وأبرزها غرامة قائد الفريق محمود عبدالرازق «شيكابالا» لصالح فريق سبورتنج لشبونة البرتغالي.
ويسابق أعضاء مجلس الزمالك الحاليون، الزمن مع لجنة الكرة فى محاولة منهم لحل الأزمات ورفع القيد على أمل ضم صفقات سوبر، وذلك تجنبًا لتكرار الموسم الكارثى للزمالك بالموسم المُنقضى، والذى يُعد من أسوأ مواسم «الأبيض» فى تاريخه، حيث خسر الفريق ببداية الموسم السوبر المصرى السعودى أمام الهلال السعودى، ثم خسر السوبر المصرى أمام الأهلى، ثم خرج من دورى أبطال أفريقيا من دور المجموعات، ثم خرج من بطولة كأس الرابطة، ثم خرج من كأس مصر فى النسخة الأخيرة من نصف النهائى أمام بيراميدز، ثم انسحب من خوض السوبر المصرى، ثم خسر الدورى رسميًا لصالح الأهلى، ثم خرج منذ أيام قليلة من البطولة العربية للأندية من دور المجموعات.
وبالحديث عن الفريق فنيًا ولإبعاد اللاعبين عن المشاكل الإدارية الكبيرة داخل النادى، فقد منح الكولومبى خوان كارلوس أوسوريو، المدير الفني لفريق الكرة الأول بنادي الزمالك، اللاعبين راحة سلبية من التدريبات طويلة لأول مرة منذ سنوات، على أن يعود الفريق للتدريبات مرة أخرى يوم 25 أغسطس الجاري، استعدادًا للموسم الجديد.
ويُخطط «أوسوريو» لتجهيز لاعبي الزمالك بشكل بدنى وفنى قوى من خلال معسكر إعداد للموسم الجديد، ويخوض من خلال بعض المباريات الودية ويصل من خلاله لمستوى مميز للاعبين يجعلهم قادرين على المنافسة بقوة على الألقاب فى الموسم الجديد.
وينتظر الزمالك المشاركة فى عدة بطولات مهمة بالموسم المقبل، وأبرزها، الدورى الممتاز، وكأس مصر عن النسخة الأخيرة والكأس الجديد، والسوبر المصري من 4 أندية بالإمارات، ومرشحًا الزمالك للمشاركة به وفقًا لطلبات الشركة الراعية للسوبر والاتفاقية مع الجانب الإماراتى، بالإضافة لكأس الكونفيدرالية الأفريقية بعد أن حصد الزمالك المركز الثالث بالدورى بالموسم الماضى وفشل فى الحفاظ على درع الدورى، كما حدث فى العامين الماضيين مع المدربين البرتغالى جيسوالدو فيريرا، والفرنسى باتريس كارتيرون.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الزمالك مرتضى منصور شيكابالا الأهلى
إقرأ أيضاً:
الأخطبوط السورى.. أطماع وأزمات
رغم تفاؤل بعض السوريين بعد إزاحة الطغيان والظلم وشم نسائم الحرية والتحرر، فإنّ الخوف أنْ يُطل فجأة برأسه «غول الانقسام والانفصال» والعودة للطائفية والدخول فى نفق الدولة الفاشلة، أسوأ من العودة للمربع الأول، وأكثر قتامة وأشد سوادًا، ويبدو بالأفق ملامح «غابرة» كاشفة من بعيد، تقترب وتبتعد حسب الأوضاع على الأرض.
مخاوف لا تخْفى على القيادة الحالية فى سوريا وهى أزمات وتحديات متعددة ومتشعبة تشعب الأخطبوط فى تعددها وترابطها وتعقيداتها.
تشكيل الجيش السورى القوى يُعد صداعًا فى رأس القيادة السورية، وهو من أصعب المهام أمام أحمد الشرع ورجاله، لأنه سيبنى جيشًا جديدًا «نظاميًا» ويستنسخ من سلالات الميليشيات والفصائل مجموعات منسجمة انتماؤها للوطن قبل الطائفية وعقيدة راسخة بالدور الوطنى لجيش أمة متعددة الطوائف والفصائل ومتنوعة الفكر والرؤى والتوجه.
وهذه أزمة الأزمات لأن توحد الفكر بعيدًا عن الطائفية وإبعاد أفكار قديمة متشعبة ارتوا بها أيديولوجيًا ودينيًا لدى بعض الفصائل معضلة حقيقية، ومن الصعب على جندى أو ضابط ميليشياوى يغير جلده سريعًا بعد سنوات تعلم فيها أفكارًا وعقيدة معينة، بخلاف الأنظمة العسكرية نفسها ومدى القدرة على التجاوب مع الهيكلية الجديدة للجيش النظامى وسرعة استيعاب الفكر الحديث فى التسليح والآلات والأنظمة الأحدث.
هو سباق مع الزمن واستدعاء جهد خارق فى الإقناع والاستيعاب لأن الوصول سريعًا لجيش قوى إخماد لمحاولات أعداء الداخل لبث الفتن، وإذا كانت الأمور حاليًا شبه مستقرة ترقبًا وتخطيطًا لما هو قادم، فبعد شهور وأسابيع ستختلف الأوضاع، لا سيما مع جغرافية يتنافس عليها داعش، والتواجد الأمريكى و«حَلْب» البترول السورى بالحسكة، والشمال الشرقى شبه منفصل ويد القيادة فى دمشق بعيدة عنه بحكم المعارك الضارية بين الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» أمام الفصائل الموالية لتركيا، خاصة فى مدينة «منبج» بالريف الشرقى لحلب، وقتل قبل ساعات مدنيين وإصابة آخرين فى انفجار سيارة ملغمة فى هذه المدينة شمال سوريا.
ناهيك عن تحدى الجنوب وتوغل إسرائيل يوميًا فى العمق السورى والوصول لما بعد القنيطرة، وإذا كانت «المسكنات» بأن الوضع مؤقت، فهى سياسة إسرائيلية فى حال تسوية مستقبلية لتكون «المقايضة» على الانسحاب من الأراضى المحتلة حديثًا والإبقاء على هضبة الجولان تحت يدها بدعوى تأمين الحدود الإسرائيلية!
ومع الوقت سيخلق الواقع مستقبلًا تختلف فيه الرؤية الحالية وتتسع الطموحات والأحلام بعد التشبع بالحرية والديمقراطية وتعلو أصوات تحرير كل شبر مغتصب ما يخلق تحديًا جديدًا أمام القيادة.
والسؤال: هل ستترك إسرائيل جارتها تُسلح نفسها بـ«قوة الردع» وإخراجها من الجولان أم ستظل فى رحلة «قضم الأراضى» وإنهاك البلد عسكريًا واقتصاديًا، إذا سلّمنا بأن البلد الشقيق والعريق سيتعافى يومًا!
كلها تحديات تحتاج سنوات وأولويات تحتم الإسراع فى حسمها بأقرب وقت.
وفى حال التعافى، ستبقى أزمة القدر والتدخل التركى وفرض وصايته، واستغلال البلد سياسيًا واقتصاديًا والحد من طموحه فى التحرر وصعوبة الفطام سريعًا، مع تقاطع مصالحه مع دمشق، ما يمنح إسرائيل فرصة قد تفوق ما فعله بشار وجعل الجولان جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل!