الخليج الجديد:
2025-01-02@19:31:37 GMT

الغرب يتجرع الكأس نفسها

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

الغرب يتجرع الكأس نفسها

الغرب يتجرع الكأس نفسها

كيف يصبح حظر عسكر النيجر الإعلام الفرنسي انتهاكاً لحرية الرأي وتدفق المعلومات وحظر الإعلام الروسية عملاً مشروعاً وضرورياً لمنع «أكاذيب» الإعلام؟

الغرب وفرنسا تجاهلوا أنهم قاموا بالشيء نفسه حين حظروا جميع وسائل الإعلام الروسي في بلدانهم بعد اندلاع حرب أوكرانيا، بما فيها المواقع الإلكترونية!

هل فعلاً الغرب غير واثق من قدرة جمهوره على التمييز بين ما يقدّمه من وجهة نظر فيما يحسبه عدواناً روسياً على أوكرانيا، وبين ما يسوقه الإعلام الروسي من تبريرات؟

وجد الغرب الحل في حجب المواقع الروسية، ويخشى على أهل النيجر أن يصدقوا ما يقوله العسكر الذين استولوا على السلطة، لأنهم حظروا بث القنوات الفرنسية وهي وحدها تقول «الحقيقة»!

* * *

من حق الاتحاد الأوروبي أن يدين القرار الذي اتخذه عسكر النيجر الذين استولوا مؤخراً على السلطة هناك، بحظر بث محطة «فرانس 24» و«إذاعة فرنسا الدولية» على أراضيها، في مسار التوتر الناشئ بين هؤلاء العسكر وباريس خاصة، والغرب عامة.

وفكرة حظر وسائل الإعلام، في عصرنا الراهن، عصر المعلومات وشبكات التواصل، فكرة عقيمة، وتنتسب إلى الماضي، ونتفق تماماً مع ما قالته المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي بأن «هذه الخطوة انتهاك خطِر للحق في المعلومات وحرية التعبير».

ولكن هذا الغرب نفسه، وفرنسا ضمنه، تجاهلوا أنهم قاموا بالشيء نفسه، حين حظروا جميع وسائل الإعلام الروسية في بلدانهم بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، بما فيها المواقع الإلكترونية، ومن ضمنها وكالة «سبوتنيك»، وشبكة «آر. تي»، باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية على شبكات التلفزة والإنترنت، على خلفية حرب أوكرانيا.

وكأن القدر أراد لهم أن يتجرعوا، ولو القليل، من ذات الكأس التي سقوها لروسيا، وهو تعبير سمعته على لسان محلل أبعد ما يكون عن التعاطف مع الموقف الروسي.

كيف يصبح حظر عسكر النيجر الإعلام الفرنسي انتهاكاً لحرية الرأي وتدفق المعلومات، وهو كذلك بالفعل، وحظر وسائل الإعلام الروسية عملاً مشروعاً وضرورياً وصحيحاً، لمنع «الأكاذيب» الإعلامية؟

هل فعلاً الغرب غير واثق من قدرة جمهوره على التمييز بين ما يقدّمه هو عن وجهة نظر فيما يحسبه عدواناً روسياً على أوكرانيا، وبين ما يسوقه الإعلام الروسي من تبريرات، فوجد الحل في حجب هذه المواقع؟

ويخشى على أهل النيجر أن يصدقوا ما يقوله العساكر الذين استولوا على السلطة، فقط لأنهم حظروا بث القنوات الفرنسية التي هي وحدها من تقول «الحقيقة»!

ما دمنا أتينا على هذه المقارنة، فلا بأس من العودة قليلاً إلى الماضي غير البعيد، إلى زمن الحرب الباردة، حين كانت شيطنة كل ما هو روسي وسوفياتي، ليست مهمة وسائل الإعلام الغربية، خاصة الأمريكية منها وحدها، وإنما اضطلعت بها «هوليوود» أيضاً بدرجة أساسية!

ووفق تقرير نشرته «بي. بي. سي»، ليس اليوم وإنما قبل عشر سنوات، ونحن نعلم أنها إحدى أهم الأدوات الإعلامية الغربية، غير المتعاطفة مع موسكو، وصفت فيه، وعلى لسان أحد محرريها، اسمه توم بروك، صورة الروس في «سينما هوليوود»، بالقول التالي:

«سادية عميل سابق في المخابرات الروسية «كيه جي بي» في فيلم «المنتقمون»، إلى الروس الأشرار في فيلم الإثارة «يوم مناسب لموت قاسي»، تجد الكثير من الأوغاد الروس الذين يظهرون على الشاشة في الآونة الأخيرة»، والمدهش أن سقوط جدار برلين لم يضع حداً لصورة (الروسي الوغد) في السينما الأمريكية.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الروس النيجر الغرب عسكر النيجر الاتحاد الأوروبي فرانس 24 الإعلام الفرنسي حرية الرأي الإعلام الروسی وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

نهاية عصر إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا

توقفت صادرات الغاز الطبيعي الروسية عبر خطوط أنابيب تمر من أوكرانيا إلى أوروبا، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء أول أيام العام الجديد، بعد انقضاء أجل اتفاقية العبور وإخفاق موسكو وكييف في التوصل إلى اتفاق لمواصلة التدفقات.

واستمر تدفق الغاز رغم استمرار الحرب لنحو 3 سنوات، لكن شركة غازبروم الروسية للغاز قالت إنها أوقفت توريد الغاز في الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش بعدما رفضت أوكرانيا تجديد اتفاقية العبور.

ولن يؤثر التوقف، الذي كان متوقعا على نطاق واسع، على الأسعار بالنسبة للمستهلكين في دول الاتحاد الأوروبي على عكس ما حدث عام 2022، عندما أدى انخفاض الإمدادات الروسية إلى ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية وتفاقم أزمة تكلفة المعيشة والإضرار بالقدرة التنافسية للتكتل.

انقطاع

وجهزت باقي الدول التي لا تزال تشتري الغاز الروسي، مثل سلوفاكيا والنمسا، إمدادات بديلة، وستواصل المجر استقبال الغاز الروسي عبر خط أنابيب "ترك ستريم"، الذي يحتوي على فرعين في قاع البحر الأسود.

وقطعت منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا والموالية لروسيا إمدادات التدفئة والمياه الساخنة عن المنازل اليوم الأربعاء.

وذكرت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي استعد لقطع الإمدادات.

إعلان

وقال متحدث باسم المفوضية إن "البنية الأساسية للغاز في أوروبا مرنة بما يكفي للتزود بالغاز من منشأ غير روسي.. تم تعزيزها منذ عام 2022 بقدرات جديدة وكبيرة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال".

وقلّص الاتحاد الأوروبي اعتماده على الطاقة الروسية منذ بداية الحرب في أوكرانيا من خلال شراء كميات إضافية من الغاز من النرويج عبر خطوط أنابيب وشراء غاز طبيعي مسال من قطر والولايات المتحدة.

وقالت أوكرانيا إن أوروبا اتخذت بالفعل قرار التخلي عن الغاز الروسي.

وقال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو في بيان: "أوقفنا عبور الغاز الروسي. هذا حدث تاريخي. روسيا تخسر أسواقها، وستتكبد خسائر مالية".

إمدادات بديلة

ستخسر أوكرانيا بذلك ما يصل إلى مليار دولار سنويا قيمة رسوم تدفعها روسيا، وللتغلب على هذه الخسارة، سترفع الحكومة تعريفة نقل الغاز للمستهلكين المحليين إلى 4 أضعاف ابتداء من اليوم الأربعاء، مما قد يكلف هذا القطاع أكثر من 1.6 مليار هريفنيا (38.2 مليون دولار) سنويا.

وستخسر غازبروم أيضا نحو 5 مليارات دولار قيمة مبيعات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

وأوقفت غازبروم إمداداتها لشركة "أو إم جي" النمساوية منتصف نوفمبر/تشرين الثاني بسبب خلاف تعاقدي، لكن الغاز الروسي وصل إلى النمسا عبر سلوفاكيا بمعدل 200 غيغاوات تقريبا يوميا في الساعة.

وقالت هيئة تنظيم الطاقة في النمسا (إي-كونترول) إنه من المتوقع أن يصل معدل التدفق من سلوفاكيا إلى النمسا اليوم الأربعاء إلى حوالي 7 غيغاوات يوميا في الساعة.

وقالت شركة "إس بي بي"، المشتري الرئيسي للغاز في سلوفاكيا، إنها ستزود عملاءها بالغاز عبر خطوط أنابيب بالأساس من ألمانيا ومن المجر أيضا، لكنها ستتحمل تكاليف نقل إضافية.

ونقلت الطرق المختلفة مجتمعة كمية قياسية بلغت 201 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى أوروبا عام 2018.

إعلان

وأُغلقت معظم طرق نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، ومن بينها خط يامال-أوروبا عبر روسيا البيضاء وخط نورد ستريم عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا والذي تعرض للتفجير عام 2022.

وشحنت روسيا حوالي 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا في عام 2023، انخفاضا من 65 مليار متر مكعب عندما بدأ آخر تعاقد في عام 2020 ولمدة 5 سنوات.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية تعلن سبب وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا
  • توقف عبور الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • نهاية عصر إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • توقف صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • اليونسكو تعزز حماية معلميْن تراثييْن في أوكرانيا وتشدّد على أهمية التضامن في حفظ المواقع المهددة
  • وقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • صحف عالمية تغادر منصة إكس.. ما الذي حدث؟
  • مؤسس "تيليجرام": تقييد الوصول إلى بعض وسائل الإعلام الروسية في الاتحاد الأوروبي
  • «تيليجرام» يعلن تقييد الوصول إلى بعض وسائل الإعلام الروسية كجزء من العقوبات
  • موسكو تطالب برد فعل مناسب إزاء حظر القنوات الروسية داخل الاتحاد الأوروبى