فاتنى التوقيع على بيان مهم أصدرته نخبة من المحترمين المصريين، ينبذ خطاب الكراهية والعنصرية الذى تشيره (منصات مشبوهة) هدفها الإيقاع بين المصريين والسودانيين بدعاوى عنصرية جاهلة بالتاريخ المشترك، والأخوة الضاربة فى أرض وادى النيل.
كما ورد فى البيان التأكيد على أن السودانيين أشقاؤنا وجزءٌ لا يتجزأ من رصيدنا الإنسانى الكبير، ومشاركة خالصة من جانبى، وقد خبرت طيبة الشعب السودانى ومحبته لكل ما هو مصرى، أنشر البيان تعبيرًا عن موقف مبدئى يقول مصر والسودان «حتة واحدة»، ما يترجم إلى مصر والسودان وطن واحد.
«نعبر نحن الموقعين أدناه من قيادات وأعضاء الأحزاب والنقابات المهنية والعمالية، وكوادر الجمعيات والمؤسسات الحقوقية، فضلًا عن المثقفين والفنانين والمبدعين المهتمين من كل بقاع وأطياف وطبقات الشعب المصرى، عن ترحيبنا بالأشقاء السودانيين فى بلدهم وجارتهم الشقيقة مصر، كما نعبر عن إدانتنا الحاسمة لكل خطابات الكراهية وأشكال العنصرية، التى تُمارس ضدهم.
لقد لاحظنا، خصوصًا فى الفترة الأخيرة، تصاعد موجة عنصرية، يطيب لنا ربما فى هذه اللحظة بالتحديد أن نصفها بـ(المشبوهة)، كما هى فى الواقع والحقيقة، ضد أشقائنا السودانيين، الذين يعيشون ظروفًا بالغة الصعوبة نتيجة لحرب الجنرالات العبثية الدائرة فى مدنهم وقراهم، والتى وضعت الملايين من أبناء هذا الشعب الكريم، الذى لا ناقة له ولا جمل فى هذا الصراع المشبوه على السلطة، فى وضع شديد السوء.
ومن هنا فإننا بحكم الجيرة والتاريخ المشترك والهموم الواحدة والآمال العراض والطموحات المستقبلية، نجدد التأكيد على أن السودانيين أشقاؤنا وجزءٌ لا يتجزأ من رصيدنا الإنسانى الكبير، تمامًا كما نثق فى أنهم يعتبروننا كذلك، ونعتبر الأزمة الجارية همًا مشتركًا عابرًا ينبغى على العقلاء فى البلدين والشعبين الشقيقين أن يعبدوا الطريق لتجاوزه وتلافيه.
صحيح أننا ندرك طبيعة الظروف الاقتصادية الصعبة التى نعيشها كمصريين، والتى قد تشكل ضغوطًا، خصوصًا على البسطاء منا، لكن الصحيح أيضًا أنه يتوجب علينا، برغم كل المحن، ألا ننسى، كشعب ومواطنين، أن نفس هذه الأزمات، قد دفعت بعض أبنائنا وقد تدفع، مستقبلًا، المزيد منهم إلى الهجرة، بحثًا عما يقيم الأود فى الوطن والمستقبل المفقود بين الأهل والمنشود فى الخارج، ونرفض، فى هذا الإطار، أى سلوك عنصرى يُمارس عليهم ويُوجه ضدهم، فالمؤكد أن الهجرة، سواء أكانت من بلادنا أو إليها، ليست خيارًا مخمليًا لأحد، كما أن اللجوء ليس طريقًا معبدًا بالإرادة الحرة للجموع، بقدر ما أنهما قدرٌ تعسٌ يُفرض فرضًا على البشر والشعوب.
ونؤكد فى هذا الإطار أن الموجة العنصرية المشبوهة هى مِن صُنع أطراف جاهلة تتناسى، عن عمد، حقيقة أن اللجوء هو التزام قانونى أممى وإنسانى، تقره المواثيق والعهود الدولية التى وقَّعت عليها مصر، كما تتناسى أن تأجيج دعوات الترحيل (شديدة العنصرية) لأهلنا وضيوفنا السودانيين أو غيرهم هو إساءة لمكانة مصر الدولية وسمعة المصريين الإنسانية، وإضرار بمصالح الدولة، التى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بواقع ومصير الأشقاء فى الجنوب، وعلى رأسهم الإخوة السودانيون.
ونشدد هنا على دعمنا المطلق لكل الأشقاء السودانيين، فى كل بيت وشارع وحارة، إلى أن تنتهى محنتهم، ويعودوا، قريبا كما نأمل، إلى بلدهم الحبيب، ليعمروا قراهم وينيروا شوارع وأحياء مدنهم من جديد، كما نشدد على إدانتنا الكاملة لكل الدعوات الجاهلة والعنصرية، التى تنبثق عن قوى مشبوهة، لا تعبر عن أخلاقيات شعبنا، تلك التى مثلت للإنسانية، دومًا وأبدًا، فجر الضمير».
حمدي رزق – صحيفة المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مآسي وقصص اللاجئين السودانيين في معسكرات النزوح في أوغندا
معسكر كرياندنقو في أوغندا يضم عدد من اللاجئين السودانيين الفارين من جحيم حرب 15 أبريل 2023، يواجه المئات نقصا في الخدمات الأساسية، وخاصة في ما يتعلق بالجانب الصحي، وكشف كثيرون عن المآسي التي شاهدوها في المدن، قبل الوصول الي الاراضي الاوغندية.
تقرير: حسن اسحق
معسكر كرياندنقو في أوغندا يضم عدد من اللاجئين السودانيين الفارين من جحيم حرب 15 أبريل 2023، يواجه المئات نقصا في الخدمات الأساسية، وخاصة في ما يتعلق بالجانب الصحي، وكشف كثيرون عن المآسي التي شاهدوها في المدن، قبل الوصول الي الاراضي الاوغندية.
وتشير بعض الإحصاءات إلى أن دولة اوغندا تستضيف أكثر من 27,423 ألف لاجئ سوداني بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل من العام الماضي.
الحالة في الصحية في كرياندنقو سيئة
تروي محاسن قصة وصولها الي معسكر كرياندنقو منذ أشهر تقول ’’ ان الدانة وقعت في بيتنا في الفاشر، مع ناس بيتنا، أن وقوع الدانة سبب لي اختناق، وما كنت عارفة الحاصل شنو، الحمد الناس رفعوني، ودوني الي مستشفى الفاشر الجنوبي، والروائش دخلت في بطني، وأجريت لي عملية كبيرة فيها، والعملية استمرت 12 ساعة، في شهر مايو 2024‘‘.
تضيف محاسن انها افاقت بعد 5 يوم من إجراء العملية، وان كليتها الواحدة اتقطعت بسبب سقوط الدانة في منزلها، توضح أن الحالة في معسكر كرياندنقو ليست جيدة، وان الدكاترة الموجودين ليسوا مثل دكاترة السودان، تقول محاسن ’’ جسمي كلها روايش، ويدي دي مكسورة، ووارمة، وما لاقية اي حاجة بس صابرة على نفسي ‘‘.
إصابة برايش في البطن
تكشف محاسن عن مصابين اخرين من افراد اسرتها، من ضمنهم، ابن أخيها، معهم في المعسكر، لا يتلقى العلاج، والد الطفل لا يملك، تضيف أنه مصاب برائش في بطنه، وابنها مصاب برايش في السلسلة الفقرية، وان الحرب تسببت في معاناتهم، مع افراد اسرتها في معسكر كرياندنقو.
اكدت محاسن أن الدعم السريع استهدف حي الوحدة بمدينة الفاشر الذي كانوا يعيشون فيه، كان يدون الفاشر على مدار 24 ساعة، قبل مغادرتها المدينة، كانت تعمل طباخة مع برنامج الغذاء العالمي، وأضافت أن هناك صعوبات في الحصول على العلاجات في المراكز الطبية في كرياندنقو، وتعاملهم مع اللاجئين صعب، تتمنى أن يساعدهم السودانيين في المجال الطبي.
استهداف الفاشر بقذائف قوات الدعم السريع
انفال عبد الرحمن مواليد محلية طويلة، نزحت عام 2003 الي معسكر السلام أبوجا، بعد استمرار استهداف قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر المدافع ، واغلب سكان الحي قرروا الخروج الي أماكن آمنة، وقالت انها نزحت من معسكر ابو للنازحين الي حي المروه، وانتقلوا بعدها حي الثورة، أكدت حواء علي في الثامن شهر يونيو 20241، قرروا الخروج الفاشر نهائيا.
تضيف انفال ’’ واجهتنا صعوبات من الفاشر حتي وصلنا الي مدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور، قروشنا المعانا كلها شالوها مننا في الطريق‘‘.
أضافت قرروا السفر من طريق بحر العرب، وفي الشارع كانوا يشربون مياه الأمطار، والثعابين منتشرة في كل مكان، مع صعوبة، ووعورة الطريق، اعادتهم الي الضعين مرة اخرى، وبعدها قرروا الذهاب الي طريق المجلد حتي منطقة النعام، ومنها الي جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، ومنها الي نمولي، الي استقبال معسكر اللاجئين في اوغندا.
تتمني انفال أن تقوم المنظمات الانسانية بدورها في مساعدة المئات من اللاجئين السودانيين، هم يحتاجون الي من يقف معهم في مثل هذه الظروف العصيبة.
حلم العودة الي السودان
تقول اللاجئة السودانية رفاء عبدالله من منطقة شرق النيل، الحاج يوسف، أن قوات الدعم السريع هجمت زوجها سليمان ضو البيت، عندما كان ذاهبا الي المخبز، في نهاية شهر مايو 2024، واطلقوا عليه الرصاص علي رجله اليمنى، وهشمت أصابعه الخمسة، بعدها سقط على رأسه، ما تسبب له نزيف داخلي، وحدث شلل في رجله الشمال ويده اليمني، لا يستطيع الحركة الآن.
أضافت أنهم قرروا السفر الي أوغندا، في سبيل إيجاد علاج لزوجها، إلا أنهم عانوا كثيرا هنا، تؤكد رفاء أن الاوضاع داخل المعسكر لا تحتمل علي الاطلاق، وزوجها مريض في حاجة ماسة الي العلاج، تقول، انها تريد العودة الي السودان، مع أولادها الستة وزوجها، وسوف تذهب الي السفارة السودانية في كمبالا كي تسهل لهم، عملية السفر.
معاناة المعاقين في أوغندا
في ذات السياق، يكشف ناشط أن هناك معاقين حركيا ومكفوفين، يعانون في معسكر اللجوء، والشوارع سيئة جدا، في مرات عديدة تسبب سقوط للمعاقين حركيا، اعترف بوجود معاناة في أوغندا، خاصة مراكز استقبال اللاجئين، لا توجد مقاعد في الحمامات، والرطوبة عالية جدا، خاصة للشخص المصاب بطلقة علي رجله.
ishaghassan13@gmail.com