الزراعة العضوية تعزز منظومة الأمن الغذائي وتحافظ على الاستدامة البيئية
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
تعتبر الزراعة العضوية البديل المناسب لتوفير الغذاء الصحي واستدامة التربة، إذ يعزز استخدام ممارساتها خصوبة التربة ومكافحة الآفات والأمراض بشكل طبيعي، وفي هذا الحوار نتطرق إلى أهمية الزراعة العضوية وفوائدها للحفاظ على الأمن الغذائي واستدامة التربة في ظل سوء استخدام الكثير من المزارعين للأسمدة والمبيدات الكيميائية لزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، ومكافحة الآفات في الزراعة التقليدية، إلى جانب تزايد المخاوف من الآثار المدمرة لمتبقياتها على المستهلك.
وبينت المهندسة نوال بنت مال الله الوهيبية، رئيسة قسم الزراعة العضوية بالندب في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أن الزراعة العضوية تختلف عن التقليدية في ممارساتها الأساسية، إذ تعتمد الزراعة العضوية على استخدام المواد العضوية لتزويد التربة بالعناصر الغذائية، ومكافحة الآفات بطرق طبيعية، بالإضافة إلى تحسين بنية التربة من خلال ممارسات تُعزز النشاط البيولوجي، وذلك جراء الاعتماد على مدخلات طبيعية مثل السماد العضوي والمكافحة الحيوية للآفات الزراعية، بينما تعتمد الزراعة التقليدية على الأسمدة والمبيدات الكيميائية المصنعة.
فوائد
وعن فوائد الزراعة العضوية: أوضحت الوهيبية أن الزراعة العضوية تسهم في تقليل التلوث الكيميائي وتعزيز التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى تحسين صحة التربة والمياه، لذا تعتبر من أهم أنواع الزراعة للاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية.
أما من ناحية صحة الإنسان، فالزراعة العضوية تسهم في التقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وتُحسّن صحة الجهاز الهضمي بفضل غنى المنتجات الزراعية العضوية بالعناصر الغذائية وقلة تعرّضها للمواد الكيميائية الضارة.
وأشارت إلى أن الزراعة العضوية تساهم بشكل إيجابي في تعزيز الأمن الغذائي، حيث إن استخدام الممارسات العضوية كالسماد الطبيعي وتغيير نوع المحصول المزروع في نفس التربة على مدى السنوات المتتالية يدعم تحسين بنيتها، مما يجعلها أكثر قدرة على تخزين المياه والعناصر الغذائية الضرورية للمحاصيل، كما يؤدي إلى زيادة إنتاجية الغذاء بشكل مستدام على المدى الطويل مما يعزز تحقيق الأمن الغذائي.
وقالت: إن الزراعة العضوية تسهم في تعزيز التنوع البيولوجي داخل المزارع، موضحة أن التنوع يشمل الحشرات النافعة التي تساعد على مكافحة الآفات بشكل طبيعي، مما يقلل الاعتماد على المبيدات الحشرية الضارة، ثم تحافظ على التوازن البيئي من خلال وجود بيئة صحية لنمو المحاصيل، الذي بدوره يدعو إلى إنتاج غذاء أكثر أمانا وخالٍ من المخلفات الكيميائية.
التحديات
وعن التحديات التي تواجه الزراعة العضوية وسبل تذليلها، أوضحت الوهيبية أن هناك جملة من التحديات تحد من انتشارها على نطاق أوسع، منها تكاليف الإنتاج المرتفعة جراء ارتفاع تكاليف المدخلات (البذور والتقاوي العضوية، الأسمدة العضوية، مبيدات الآفات العضوية. الخ)، إلى جانب حاجتها على قوى عاملة مكثفة لمكافحة الآفات والأمراض بطرق طبيعية عوضا عن المبيدات والمواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة التقليدية، بالإضافة إلى صعوبة التسويق عن منتجات الزراعة العضوية جراء قلة الطلب من المستهلكين ومستوى وعيهم بفوائدها مع محدودية قدرتهم للوصول للمتاجر المخصصة للمنتجات العضوية، فضلا عن تحديات التغيرات المناخية التي تؤثر على الإنتاجية وجودة المحاصيل، إذ أن الزراعة تعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية، مشيرة إلى أن تذليل التحديات يأتي من تضافر الجهود العلمية، واستخدام تقنيات الثورة الزراعية الرابعة.
أما عن جهود الوزارة في النهوض بالزراعة العضوية في سلطنة عمان، فأوضحت أن الوزارة تقوم بدعم توجه الشركات الزراعية في تعزيز الأمن الغذائي، وحماية البيئة، وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة من خلال تبني نهج الزراعة العضوية وإنتاج محاصيل زراعية تسهم في الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن الوزارة قامت باستحداث قسم للزراعة العضوية يعنى بوضع الخطط والبرامج الاستراتيجية لتنمية قطاع الزراعة العضوية في سلطنة عمان من خلال رسم خارطة طريق للزراعة العضوية يشمل الجوانب التشريعية والتنموية والتسويقية للزراعة العضوية، وعمل مبادرات إرشادية لتدريب المزارعين والفنيين حول تقنيات الزراعة العضوية وتسويق المنتجات، وتنظيم فعاليات توعوية، مؤكدة أن قطاع الزراعة العضوية في سلطنة عمان سيشهد نموا ملحوظا خلال السنوات القادمة مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية منها الدعم الحكومي المتزايد لتنمية القطاع الزراعي عامة ومشاريع الأمن الغذائي من خلال تخصيص أراضي زراعية بحق الانتفاع لإقامة المشاريع الاستثمارية وتسهيل إجراءات تنفيذها، بالإضافة إلى زيادة وعي المستهلكين عن فوائد المنتجات العضوية، مما يسهم في زيادة الطلب عليها في السوق المحلي.
معرفة المنتجات العضوية والتقليدية
وعن آلية التعرف على المنتجات العضوية والمنتجات التقليدية، أشارت إلى أن المستهلك يبحث عن علامات الاعتماد العضوي الصادرة من جهات حكومية أو منظمات مستقلة على العبوة، التي عادةً ما تحتوي هذه على شارة أو شعار خاص يوضح أن المنتج عضوي، بالإضافة إلى قراءة الملصقات الغذائية بعناية، حيث إن المنتجات العضوية يجب أن تكون خالية من عبارات مثل «معدل وراثيا» أو «مصنوعة بمكونات معدلة وراثيا» أو «مع مبيدات حشرية» أو «مع أسمدة صناعية»؛ لذا عند الاعتماد على هذه الأساليب يستطيع المستهلك اتخاذ قرارات واعية حول شراء المنتجات العضوية ومقارنتها بالمنتجات التقليدية، بناءً على احتياجاته ورغبته في دعم الزراعة العضوية والمحافظة على الصحة والبيئة.
وترى الوهيبية أن التحول إلى الزراعة العضوية هو مسؤولية مشتركة، حيث إنه لا بد من تضافر الجهود بدءا من المزارعين الذين يمارسون آلية زراعية صديقة للبيئة، مرورًا بالمستهلكين الذين يُشجّعون على شراء المنتجات العضوية، وصولًا إلى السياساتٍ الداعمة من الحكومة للزراعة العضوية.
نمو ملحوظ
وتشير إحصائيات إلى أن مساحة الأراضي الزراعية العضوية حتى نهاية عام 2021 م على مستوى العالم بلغت 76.4 مليون هكتار بعد أن كانت في أوائل السببعينيات 1.15 مليون هكتار، إذ تتصدر أستراليا مساحة الأراضي الزراعية العضوية عالميا بمساحة 35.69 مليون هكتار، في حين تأتي الأرجنتين في المرتبة الثانية بمساحة مقدرة بحوالي 4.07 مليون هكتار، أما على مستوى الوطن العربي فتتصدر تونس المرتبة الأولى من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية العضوية بمساحة 279 ألف هكتار، وتأتي جمهورية مصر في المرتبة الثانية بـإجمالي مساحة 116 ألف هكتار أي ما يعادل 25٪ من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية العضوية في الوطن العربي. لذا، فأن التسارع في التحول نحو الزراعة العضوية على مستوى العالم يجعل من الزراعة العضوية بوابة نحو مستقبل واعد للمساهم في تعزيز منظومة الأمن الغذائي مدفوعا أيضا بسعي الحكومات والمزارعين لتعزيز تنافسية منتجاتهم، وتحفيز الإنتاج، وجذب الاستثمارات، وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية من خلال تقليل الاعتماد على المدخلات الزراعية الخارجية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنتجات العضویة للزراعة العضویة الزراعة العضویة الأمن الغذائی الاعتماد على بالإضافة إلى ملیون هکتار العضویة فی أن الزراعة فی تعزیز من خلال تسهم فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ايبـارزا تعزز وجودها في المنطقة و تفتتح أول “أوتليت” لها في الإمارات
أعلنت إيبـارزا، العلامة الرائدة في مجال الأثاث والتصميم الداخلي، عن موعد افتتاح أول معرض تصفية“أوتليت” لها في الإمارات، بتاريخ 22 نوفمبر 2024 وذلك في منطقة كيزاد بإمارة أبوظبي. يأتي هذا الحدث بالتزامن مع موسم البلاك فاريدي، ويعد خطوة استراتيجية من الشركة لتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها بتصاميمها العصرية وجودتها العالية.هذا ويشمل المقر الجديد مركزا للتصميم يتيح للمصممين والمقبلين على بناء أو تجديد منازلهم الاطلاع على احدث الخامات ومواد التشطيب سواء كانت تكسيات جدارية او أرضيات او حلول ذكية. كما أطلقت الشركة عروضا بهذه المناسبة تتضمن تخفيضات استثنائية على مجموعة مختارة من المنتجات، بالإضافة إلى مزايا حصرية تُقدم لعملائها تشمل هدايا وخصومات إضافية حصرية للزائرين.
مساحة عرض واسعة وموقع استراتيجي
يقع مقر ايبارزا الرئيسي الجديد في كيزاد اللتي تعد واحدة من أحدث واضخم المشاريع التطويرية في الدولة حيث تهدف الرؤية المستقبلية للعاصمة لجعل كيزاد واحدة من أكبر الموانىء ومركز لكبرى الشركات الصناعية والتجارية على مستوى العالم. تأتي هذه الرؤية مصحوبة بضخ الاستثمارات في البنية التحتية وربط كيزاد بشبكة من خطوط السكك الحديدية اللتي ستمتد لتغطي كافة دول الخليج واعطاء التحفيزات للشركات العالمية لنقل مقراتها الرئيسية اليها ومد يد العون للشركات والمنشات الصناعية الناشئة وتسهيل اجراءات الشحن والتخزين واستخراج الرخص ممهدة بذلك الطريق لتصبح كيزاد (سيلكون فاليي )الشرق الاوسط.
يقع مقر ايبرزا الجديد على مساحة تزيد عن ٢٠٠ الف قدم مربع يشغل معرضها الجديد منها ٣٠الف قدم ، موزعة بين طابقين ومساحة عرض خارجية، ويتميز موقعه في كيزاد بمركزيته بين أبوظبي ودبي، حيث يبعد 25 دقيقة فقط عن جبل علي و ٢٠ دقيقة عن جزيرة ياس، ما يجعله وجهة مثالية للعملاء من مختلف أنحاء الدولة.
في هذا الصدد يحدثنا معنى أبودقة الرئيس التنفيذي والمالك لشركة ايبارزا قائلا: على مدار العقد الماضي، أخذنا على عاتقنا مهمة إحداث نقلة نوعية في عالم التصميم الداخلي والأثاث، مدركين أن دورنا يتجاوز تقديم المنتجات الفاخرة إلى مسؤولية مجتمعية أعمق. لقد التزمنا بتوعية المجتمع بأهمية تحسين جودة المعيشة في الفراغات الداخلية، وما يترتب على ذلك من آثار إيجابية على الصحة النفسية والجسدية للأفراد. إيمانًا منا بأن التصميم الداخلي ليس مجرد تفاصيل جمالية، بل أسلوب حياة يساهم في تعزيز راحة الإنسان وسعادته، لقد سعينا إلى دمج مفاهيم الاستدامة والابتكار في منتجاتنا. من خلال تقديم حلول تصميمية مبتكرة وذكية، وحرصنا على أن تكون منازل عملائنا أماكن تعكس شخصيتهم وتلبي احتياجاتهم، مع تحقيق التوازن المثالي بين الوظيفة والجمال.
كما أدركنا أهمية تأثير البيئة المحيطة على جودة الحياة، عملنا على توفير خيارات متنوعة تساعد في تحويل المساحات التقليدية إلى ملاذات راقية تبعث على الراحة والطمأنينة.
وأضاف قائلا: يأتي افتتاح مقرنا الجديد في كيزاد ليعكس رؤيتنا في تحقيق التميز والابتكار في عالم الأثاث والتصميم الداخلي، ويعزز التزامنا بتوفير تجارب فريدة لعملائنا. هذا المقر الجديد ليس مجرد مساحة عرض، بل منصة تفاعلية تجمع بين الإبداع والتكنولوجيا لتقديم حلول متكاملة تلبي احتياجات المنازل العصرية. إننا نسعى من خلال هذا التوسع إلى أن نكون أقرب إلى عملائنا، حيث تم اختيار موقع كيزاد الاستراتيجي بعناية ليخدم شريحة واسعة من الجمهور في الإمارات ويتيح لهم الوصول بسهولة إلى مجموعتنا الواسعة من المنتجات والتصاميم المبتكرة. إن رؤيتنا للمستقبل تتمثل في مواصلة تقديم حلول مبتكرة ترتقي بمفهوم التصميم الداخلي، ليصبح عنصرًا رئيسيًا في تحسين الصحة النفسية والجسدية وتعزيز تجربة العيش بشكل عام.