تطبيع أنقرة مع دمشق.. ما وراء تأكيد روسيا على ضرورة انسحاب تركيا من سوريا؟
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى إقامة علاقات حسن جوار طبيعية بين النظام السوري وتركيا، معبراً عن أمله بعقد لقاء ثلاثي يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين.
واعتبر في مقابلة مع "تلفزيون العربي" أن "هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به والأمر المهم هو أن العمل في هذا الاتجاه قد بدأ وسيستمر، ونحن نأمل أن يتم إنهاؤه بعقد لقاء على مستوى القيادة السياسية العليا، والذي سيسمح بحل جميع المشاكل على أساس مقبول للجميع".
وطالب بوغدانوف بأن يتم التفاوض بين تركيا والنظام السوري على انسحاب تركيا من الأراضي السورية وضمان الأمن على الحدود السورية التركية، إضافةً إلى تنظيم وصياغة مقاربات مشتركة لمكافحة هجمات تنظيم الدولة، ولحل مسألة اللاجئين السوريين، والقضايا الكردية، وملفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأثارت تصريحات المسؤول الروسي، وتحديداً إشارته إلى انسحاب تركيا من الأراضي السورية، قراءات مختلفة، لا سيما وأن رئيس النظام السوري يشترط انسحاب تركيا من سوريا قبل استئناف مسار التطبيع.
الحفاظ على سيادة الدولة
وفي هذا الجانب، يؤكد المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، في حديث لـ"عربي21" أن بلاده ترى أن أي تسوية بين تركيا والنظام السوري، يجب أن تقوم على انسحاب القوات التركية من الشمال السوري، وقال: "موسكو تنطلق من مبدأ ضرورة الحفاظ على سيادة الدولة السورية، لإنجاح التسوية المحتملة بين سوريا وتركيا".
وأضاف أن روسيا طالبت بانسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، وهذا يعني انسحاب القوات التركية والأمريكية والإيرانية، مع انتهاء مهمة القضاء على التنظيمات الإرهابية.
وعن القوات الروسية، أكد أونتيكوف أن بلاده مهتمة بتقليص وجودها العسكري في سوريا، باستثناء الوجود في قاعدتي حميميم وطرطوس.
وبذلك، يعتقد المحلل الروسي أن حديث بوغدانوف هدفه دفع التسوية بين دمشق وأنقرة، مع شرط الحفاظ على سيادة الدولة السورية.
رسائل للنظام السوري
أما الكاتب المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد فيقول: "معروف للجميع أن روسيا لعبت الدور الأهم في دفع الرئيس التركي للتطبيع مع بشار الأسد، وتصريحات بوغدانوف تأتي في سياق هذه المساعي الروسية، وإذا لا يمكن الحديث عن دلالات جديدة تحملها هذه التصريحات، إلا أنها ربما تكشف عن الرؤية الروسية لمسار التطبيع بين دمشق وأنقرة، والتي تقوم كما هو واضح من كلام بوغدانوف على مسالة انسحاب القوات التركية من سوريا، وصياغة اتفاقية جديدة لضمان أمن الحدود، شبيهة باتفاقية أضنة".
وأكمل في حديثه لـ"عربي21": "لا يمكن أن تكون مطالب مسبقة، أو شروطا يجب على تركيا تنفيذها أولاً لبدء محادثات التطبيع، بل هي مسائل رئيسية يتم بحثها خلال مفاوضات التطبيع بين دمشق وأنقرة، وبينما لم يتضح بعد بدقة وبصورة نهائية موقف النظام من مسألة التطبيع، فيما إذا كان سيتمسك أم لا بـ"انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية" كشرط مسبق، يبدو أن موسكو قررت وضع النقاط على الحروف حتى لا يعرقل نظام الأسد اندفاعة أردوغان الغربية نحو التطبيع".
بالتالي، هذا التصريح ربما يحمل رسالة للنظام السوري بعدم وضع أي شروط للتطبيع، قد تؤدي إلى نسف العملية برمتها، كما يرى عبد الواحد.
في المقابل، يعتقد المحلل السياسي التركي عبد الله سليمان أوغلو، أن تصريحات بوغدانوف تأتي لإقناع رئيس النظام السوري بلقاء الرئيس التركي، حيث يمكن اعتبار حديث المسؤول الروسي في إطار طمأنة الأسد بأن موضوع الانسحاب العسكري من تركيا سيكون على أجندة اللقاء.
واستدرك في حديثه لـ"عربي21": "لكن ليس لدى تركيا القابلية للانسحاب، ما لم تُعط ضمانات تتعلق بأمن حدودها، وخاصة في ظل وجود "حزب العمال" على طول شريطها الحدودي، والنظام السوري غير قادر على ذلك".
والحال كذلك، يشير سليمان أوغلو إلى التعقيدات والخلافات في وجهات النظر، والمطالب المتبادلة المستحيلة بين الجانبين (النظام السوري، تركيا)، ما يجعل من تصريحات بوغدانوف محاولة من ضمن محاولات عديدة تُبذل لتقريب وجهات النظر، والانطلاق بمسار التطبيع للأمام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تركيا سوريا التطبيع روسيا سوريا تركيا روسيا تطبيع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انسحاب القوات الترکیة انسحاب ترکیا من النظام السوری من سوریا
إقرأ أيضاً:
روسيا تدين بشدة العدوان الصهيوني على مدينة تدمر السورية
الثورة نت/..
أدانت وزارة الخارجية الروسية بشدة العدوان الصهيونى على مدينة تدمر بريف حمص والذي أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، مؤكدة أنه انتهاك صارخ للسيادة السورية والقواعد الأساسية للقانون الدولي.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زخاروفا في تصريح صحفي اليوم الجمعة “ندين بشدة الهجوم العنيف الذي قامت به “اسرائيل” على الأراضي السورية، وهذا الهجوم وكذلك كل ما سبقه، يشكل انتهاكاًر صارخاً لسيادة هذا البلد والقواعد الأساسية للقانون الدولي”.
وأضافت زاخاروفا: “يتعين علينا مع الأسف العميق أن نشير إلى أن ضراوة المواجهة في الشرق الأوسط أدت إلى التقليل ليس فقط من قيمة الحياة البشرية، بل أيضاً من الذاكرة الثقافية والتاريخية، فمنذ وقت ليس ببعيد نفذت الطائرات الصهيونية سلسلة من الغارات على مدينة بعلبك اللبنانية ومعبدها الفريد، والآن تم تنفيذ غارة جوية على مدينة تدمر المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو والتي عانت سابقاً بوحشية من إرهابيي داعش”.
وتابعت زاخاروفا: “مرة أخرى نحث بقوة على الاستماع إلى صوت العقل وعدم تجاوز حدود السلوك الحضاري المبني على منظومة القيم الإنسانية التي ظهرت مع حلول القرن الحادي والعشرين، ويجب أن نتذكر أن تصعيد الصراع يجعل من الصعب تحقيق آفاق السلام الدائم في الشرق الأوسط”.