دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى إقامة علاقات حسن جوار طبيعية بين النظام السوري وتركيا، معبراً عن أمله بعقد لقاء ثلاثي يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين.

واعتبر في مقابلة مع "تلفزيون العربي" أن "هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به والأمر المهم هو أن العمل في هذا الاتجاه قد بدأ وسيستمر، ونحن نأمل أن يتم إنهاؤه بعقد لقاء على مستوى القيادة السياسية العليا، والذي سيسمح بحل جميع المشاكل على أساس مقبول للجميع".



وطالب بوغدانوف بأن يتم التفاوض بين تركيا والنظام السوري على انسحاب تركيا من الأراضي السورية وضمان الأمن على الحدود السورية التركية، إضافةً إلى تنظيم وصياغة مقاربات مشتركة لمكافحة هجمات تنظيم الدولة، ولحل مسألة اللاجئين السوريين، والقضايا الكردية، وملفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.


وأثارت تصريحات المسؤول الروسي، وتحديداً إشارته إلى انسحاب تركيا من الأراضي السورية، قراءات مختلفة، لا سيما وأن رئيس النظام السوري يشترط انسحاب تركيا من سوريا قبل استئناف مسار التطبيع.

الحفاظ على سيادة الدولة
وفي هذا الجانب، يؤكد المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، في حديث لـ"عربي21" أن بلاده ترى أن أي تسوية بين تركيا والنظام السوري، يجب أن تقوم على انسحاب القوات التركية من الشمال السوري، وقال: "موسكو تنطلق من مبدأ ضرورة الحفاظ على سيادة الدولة السورية، لإنجاح التسوية المحتملة بين سوريا وتركيا".

وأضاف أن روسيا طالبت بانسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، وهذا يعني انسحاب القوات التركية والأمريكية والإيرانية، مع انتهاء مهمة القضاء على التنظيمات الإرهابية.

وعن القوات الروسية، أكد أونتيكوف أن بلاده مهتمة بتقليص وجودها العسكري في سوريا، باستثناء الوجود في قاعدتي حميميم وطرطوس.

وبذلك، يعتقد المحلل الروسي أن حديث بوغدانوف هدفه دفع التسوية بين دمشق وأنقرة، مع شرط الحفاظ على سيادة الدولة السورية.

رسائل للنظام السوري
أما الكاتب المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد فيقول: "معروف للجميع أن روسيا لعبت الدور الأهم في دفع الرئيس التركي للتطبيع مع بشار الأسد، وتصريحات بوغدانوف تأتي في سياق هذه المساعي الروسية، وإذا لا يمكن الحديث عن دلالات جديدة تحملها هذه التصريحات، إلا أنها ربما تكشف عن الرؤية الروسية لمسار التطبيع بين دمشق وأنقرة، والتي تقوم كما هو واضح من كلام بوغدانوف على مسالة انسحاب القوات التركية من سوريا، وصياغة اتفاقية جديدة لضمان أمن الحدود، شبيهة باتفاقية أضنة".

وأكمل في حديثه لـ"عربي21": "لا يمكن أن تكون مطالب مسبقة، أو شروطا يجب على تركيا تنفيذها أولاً لبدء محادثات التطبيع، بل هي مسائل رئيسية يتم بحثها خلال مفاوضات التطبيع بين دمشق وأنقرة، وبينما لم يتضح بعد بدقة وبصورة نهائية موقف النظام من مسألة التطبيع، فيما إذا كان سيتمسك أم لا بـ"انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية" كشرط مسبق، يبدو أن موسكو قررت وضع النقاط على الحروف حتى لا يعرقل نظام الأسد اندفاعة أردوغان الغربية نحو التطبيع".

بالتالي، هذا التصريح ربما يحمل رسالة للنظام السوري بعدم وضع أي شروط للتطبيع، قد تؤدي إلى نسف العملية برمتها، كما يرى عبد الواحد.

في المقابل، يعتقد المحلل السياسي التركي عبد الله سليمان أوغلو، أن تصريحات بوغدانوف تأتي لإقناع رئيس النظام السوري بلقاء الرئيس التركي، حيث يمكن اعتبار حديث المسؤول الروسي في إطار طمأنة الأسد بأن موضوع الانسحاب العسكري من تركيا سيكون على أجندة اللقاء.



واستدرك في حديثه لـ"عربي21": "لكن ليس لدى تركيا القابلية للانسحاب، ما لم تُعط ضمانات تتعلق بأمن حدودها، وخاصة في ظل وجود "حزب العمال" على طول شريطها الحدودي، والنظام السوري غير قادر على ذلك".

والحال كذلك، يشير سليمان أوغلو إلى التعقيدات والخلافات في وجهات النظر، والمطالب المتبادلة المستحيلة بين الجانبين (النظام السوري، تركيا)، ما يجعل من تصريحات بوغدانوف محاولة من ضمن محاولات عديدة تُبذل لتقريب وجهات النظر، والانطلاق بمسار التطبيع للأمام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تركيا سوريا التطبيع روسيا سوريا تركيا روسيا تطبيع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انسحاب القوات الترکیة انسحاب ترکیا من النظام السوری من سوریا

إقرأ أيضاً:

ويتكوف يكشف إمكانية انضمام سوريا ولبنان إلى اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال

أعرب مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله بشأن الجهود الرامية لإقناع المملكة العربية السعودية في الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى إمكانية انضمام كل من سوريا ولبنان اللحاق بقطار التطبيع.

وقال ويتكوف خلال كلمة له ضمن فعالية للجالية اليهودية في العاصمة الأمريكية واشنطن، الثلاثاء، إن "لبنان يمكن أن يتحرك قريبا للانضمام إلى اتفاقات السلام، وسوريا قد تكون أيضا في الطريق نفسه، ما يشير إلى تغييرات عميقة تحدث في المنطقة".

يأتي ذلك بعد التطورات الكبيرة التي شهدها البلدان خلال الأشهر الماضي، حيث أطاحت  المعارضة السورية بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في حين تعرض حزب الله في لبنان لضربات عديدة من ضمنها اغتيال أمينه العام الأسبق حسن نصر الله في ضاحية بيروت.


وتصاعد خلال الأعوام الماضية الحديث عن تطبيع العلاقات بين الاحتلال والسعودية في أعقاب توقيع "إسرائيل" اتفاقيات التطبيع التي عرفت باتفاقيات "إبراهيم" مع كل من المغرب والإمارات والسودان والبحرين.

ودأب المسؤولون السعوديون وفي مقدمتهم ولي العهد محمد بن سلمان، على تأكيد على أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مرهون بإقامة دولة فلسطينية وتحقيق حل "عادل وشامل" للقضية الفلسطينية.

وفي جانب آخر، تحدث المبعوث الأمريكي عن مغادرة وفد إسرائيلي للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددا على استعداده للمشاركة شخصيا في هذه المفاوضات عند الاقتضاء.

وقال ويتكوف خلال الفعالية ذاتها "نحن نحقق تقدما كبيرا. إسرائيل ترسل فريقا في الوقت الذي نتحدّث فيه"، حسب وكالة فرانس برس.

وأضاف "إما أنهم سيذهبون إلى الدوحة أو إلى القاهرة، حيث ستبدأ المفاوضات، مجددا مع المصريين والقطريين" الذين يشاركون مع الولايات المتحدة في الوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".


وفي 19 كانون الثاني /يناير الماضي، بدأ سريان اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.

ويتكون الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بعد 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي، من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، وصولا إلى إنهاء حرب الإبادة.

وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي شنت حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، ما أسفر عن 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ14 ألفا تحت الأنقاض.

مقالات مشابهة

  • تركيا تحذر إسرائيل من استئناف الحرب على غزة وتقول: سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها
  • رغم تأكيد ترامب..روسيا تجدد رفض نشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا
  • ماذا وراء السياسة العدائية الإسرائيلية تجاه سوريا الجديدة؟
  • ويتكوف يكشف إمكانية انضمام سوريا ولبنان إلى اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال
  • إسرائيل هيوم: هل تشكل تركيا التهديد الكبير القادم لإسرائيل؟
  • هل تنجح مساعي تركيا لتشكيل تحالف رباعي إقليمي يشمل سوريا؟
  • فيدان: تركيا وروسيا يؤكدان ضرورة قطع الطريق أمام الانفصاليين في سوريا
  • وزير خارجية تركيا لنظيره الروسي: نرفض تهجير الفلسطينيين تحت أي ظرف
  • العراق يدعو الدول العربية إلى رفض التطبيع مع الكياني الصهيوني
  • وزير الخارجية الروسي: شرطنا الأساسي هو عدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو