وزير الثقافة: 3 ميزات أريدَ للبنان أن يتمتع بها منذ إنشائه
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
رعى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلاً بالكاتب والإعلامي روني الفا الندوة الفكرية بعنوان "سليم حيدر الدولة والنظام " في المكتبة الوطنية - الصنائع بدعوة من وزارة الثقافة. وادار الندوة الكاتب والإعلامي روني الفا الذي القى كلمة الوزير المرتضى ومما جاء فيها: "سليم حيدر والنظام اللبناني. مقاربةُ قضية النظام اللبناني في فكر سليم حيدر، أو أيِّ فكرٍ سياسيٍّ آخر، يقتضيها طرحُ أسئلةٍ كثيرة تتوالدُ علاماتُ استفهامِها بلا انقطاع.
أضاف: "هذا المعنى الأخير للنظام، هو الذي أحبُّ أن أتناولَه تناولًا سريعًا في هذه المداخلة، ليقيني أنه يتلاقى مع نظرة سليم حيدر إلى طبيعة النظام اللبناني، كيف ينبغي لها أن تكون. فهذا الوطن الذي شُيِّدَ كيانُه الحاليُّ بجغرافيتِه المعروفة، يرقى بتاريخه إلى قرون سحيقة، لكنَّ مشكلةَ حاضرِه أن أغلبيةَ أبنائه ما زالوا مقيمين في المتخيَّلِ التاريخيّ بإيجابياتِه وسلبياته على الأفراد والمجموعات، وهو تاريخٌ يحتملُ بطبيعتِه اختلافًا في القراءات، بحسبِ الحبر الذي كُتِبَ به. وإذا كانت مقتضيات الانتماء تفرضُ التعلق بالماضي كأساس للهوية، فإنما لا يجوز أن يصبح ما مضى سيد الحاضر والمستقبل، خصوصًا إذا استُثيرت في الذاكرة الفردية والجَمعية، أزماتُه ومشاكلُه الغابرة، ولو دمويةً، وأُسقِطت على معطياتِ هذا الزمان. المشكلةُ الفكرية التي تخترمُ نظامَنا الوطني تكمن إذن في هذا السؤال: كيف نحافظ على الماضي كأساس للهويات الخاصة، ونجعلُه جسرًا إلى مستقبل الهُوية الوطنية الجامعة؟ ولعلَّ الجوابَ البدَهيَّ على هذا السؤال هو حِفظُ التنوع. فما من شكٍّ في أن لبنان أريدَ له منذ إنشائه أن يتمتع بميزاتٍ ثلاث: أن يكون المسيحيون في مقدمة سلطاتِه، وأن يكون العيشُ المشترك فيه شاهدًا على الوحدةِ من ضمن التعدد، وأن يكون نطاقًا للحريات العامة وعلى رأسِها حريتا المعتقَدِ والتعبير".
وتابع: "أما عن الدور المسيحي، فلنتذكَّر أن المسلمين اللبنانيين الذين عارضوا فكرة لبنان الكبير في الربع الأول من القرن العشرين، سرعانَ ما أدركوا أن هذا الوطن منجاةٌ لهم من الذوبان في المحيط الكبير الذي ينتمون إليه بكلِّ فخرٍ واعتزاز. ولهذا كانوا هم أول من أطلق شعار: لبنان وطن نهائيٌّ لأبنائه. هذا قاله الإمام المغيّب السيد موسى الصدر. والمسلمون اللبنانيون اليوم، واعتبروا هذا من باب الأثَرةِ وحبِّ الذات، أشدُّ الناسِ تعلقًا بلبنان، وبالدور المسيحي المتقدم فيه، تأسيسًا واستمرارًا، لأن غياب هذا الدور سيؤدي حتمًا إلى غياب الضرورةِ اللبنانية التي وجد المسلمون لهم فيها دورًا وحضورًا. ومن هنا نفهم تشدّدهم في الدفاع عن حدود الوطن وحقوقه، وفي مقاومة الاحتلالات والاعتداءات الصهيونية الغاشمة، وإصرارَهم على حفظ عيش المعية بجانب سائر إخوتِهم في البلد، ورفضَهم لكل دعواتِ التباعد والانفصال، مهما كانت عناوينُها براقةً. أما الشهادة على العيش الواحد فتفترضُ لدى الجميع سعيًا إلى تقبْل الآخر ومحبتِه واحتضانِه وطمأنتِه، والنأي عن كلِّ خطابٍ أو توصيف يجرحُ التلاقي، خصوصًا في زمن الصعاب. وأما الحريةُ فهي كنه لبنان وسرُّ ديمومتِه، وهي التي تحت لواء الدستور والقوانين، تحفظُ التنوُّعَ وتحميه وتعزِّزُ الوحدةَ وتصونُها".
وقال: "الميثاق الوطني الذي طوّره اتفاق الطائف قام كما تعرفون على سلبيتين قال فيهما الراحل جورج نقاش: سلبيتان لا تصنعانِ وطنًا. إن مسار التاريخ اللبناني على امتداد القرن الأول من عمر الوطن أثبت أن هذه المقولةَ، على صحتِها، قابلةٌ لأن تجعل لنا وطنًا جميلًا، إذا تجاوزنا الفعل السلبيَّ إلى فعلِ اللقاء الإيجابي. أما إذا استمرَّ كلُّ شيءٍ فينا مطبوعًا بالسلبية بشكلٍ جوهري، فعلى وجودنا السلام. ونحن يا أحبةُ عندما نرسي دولتَنا على هذه الأسس الفكرية التي ذكرت، فلا فرقَ ساعتذاك في كيف يكون شكل الدولة الدستوري، وكيف توزَّعُ سلطاتُها وإداراتُها ومناصبُها".
وختم: "في الختام، علينا جميعًا أن نتذكر أن الدولةَ آلةٌ إداريةٌ وليست داعية أيٍّ من المعتقدات والسلام".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد تعرضها لإصابة بالغة في رأسها جراء القصف الإسرائيلي... ما تطورات الحالة الصحية للاعبة سيلين حيدر؟
كادت سيلين حيدر، بطلة كرة القدم، أن تشارك لأول مرة في اللعب مع منتخب لبنان في المحافل الدولية، لكن ابنة التاسعة عشرة لم تتوقع اقتران اسمها بخبر رقودها في العناية المركزة، بعد تعرضها لإصابة بالغة في رأسها إثر غارة إسرائيلية السبت قرب بيروت.
وفي تحقيق لوكالة "فرانس برس"، ان حيدر قبل أسابيع عدة، نزحت مع عائلتها من منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية الى بلدة بعقلين في جبل لبنان على وقع اشتداد الغارات الإسرائيلية على المنطقة.
لكنها "اضطرت للنزول الى بيروت لمتابعة تمارينها ودراستها"، كما قال والدها عباس حيدر لوكالة "فرانس برس"، مضيفاً أنها "كانت عند بدء القصف والتهديدات تخرج من البيت، ثم تعود مساء للنوم فيه".
وأضاف والدها: "اتصلت بها صباحاً وقلت لها إن أفيخاي (أدرعي المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية) أصدر إنذاراً بالإخلاء، فهَرَبت من المنزل. اتصلت بي زوجتي لاحقاً وقالت لي أن سيلين في المستشفى بعدما أصيبت برأسها جراء غارة استهدفت مبنى مجاوراً".
وانتشر فيديو مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر سيلين وهي ممددة أرضاً مضرجة بدمائها وبجانبها يصرخ شاب مفجوع.
وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت وأطرافها يوم السبت الماضي لسلسلة غارات إسرائيلية طالت عشرة مواقع على الأقل، ضمنها أبنية في الشياح، حيث منزل عائلة سيلين.
وقالت سناء شحرور، والدة سيلين وهي تبكي لوكالة "فرانس برس" من أمام مستشفى القديس جاورجيوس (في الأشرفية) حيث تتلقى ابنتها العلاج: "حصلت غارة قريبة وأصيبت في رأسها، لديها نزيف في رأسها وكسر في الجمجمة".
بتأثر شديد، تروي الوالدة كيف كانت ابنتها قد أرسلت لها ليلاً رسالة عبر الهاتف تطلب منها أن تعد طبقاً تحبه. وتقول إنها بعد وقت قصير تلقت اتصالاً من أحد أصدقائها أبلغها بإصابة سيلين ونقلها الى المستشفى.
"مقاتلة في الملعب"
كانت سيلين إحدى أبرز اللاعبات خلال مشوار فريقها بي أف ي ايه BFA نحو إحراز لقب الدوري اللبناني للسيدات الموسم الماضي، وساهمت بإحراز منتخب لبنان بطولة غرب آسيا تحت 18 سنك في 2022.
وكانت الفتاة الطموحة تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها بمواجهة منتخب إيران الشهر الماضي، قبل أن تعرقل الحرب خططها.
لا تتمكن الوالدة المفجوعة من حبس دموعها. وتقول وهي تجهش بالبكاء "أدعو الله أن تعودي لنا بالسلامة... وأن تمسكي يدي ولو لمرة واحدة وتردي علي".
تسهب الوالدة في الحديث عن أحلام ابنتها، التي يتجمع أصدقاؤها في المستشفى يوميا آملين أن تعود الى صفوفهم.
وتكرر بانفعال "دفعت ابنتي ضريبة حرب لا علاقة لها بها.. إنها لاعبة كرة قدم وكان لديها أحلام كثيرة، وقد قتلوا أحلامها".
وتنتظر العائلة معجزة تعيد ابنتها النابضة بالحياة اليها.
ويشرح والدها باكياً "الأطباء يتابعونها باهتمام لافت. لكن الضرر كبير، نأمل بأن يخف تدريجاً.. ندفع فاتورة لا ذنب لنا فيها".
بدوره، يقول رئيس نادي بي اف ايه زياد سعادة "أدخلت سيلين في غيبوبة اصطناعية ونطلب من الجميع الصلاة لها كي تعود بيننا".
الى المستشفى، اصطحب مدرب سيلين سامر بربري زميلاتها في الفريق لتقديم الدعم لها. وتحد ل"فرانس برس" بحرقة عن مزاياها كلاعبة وسط دفاعية. وقال: "هي مقاتلة في الملعب. حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم. هي فتاة رائعة ولاعبة رائعة".
وأوضح "كانت ستتواجد مع المنتخب الأول في مشاركاته المقبلة وتحمل شارة القائدة في فريقنا الموسم المقبل".
على وقع جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل و"حزب الله"، أرجأ الاتحاد اللبناني لكرة القدم في 24 أيلول الماضي كل نشاطاته بما فيها بطولة الدوري العام للدرجة الأولى.
وقالت والدة سيلين بتأثر شديد: "كانت تحب الحياة كثيراً.. وحلمها أن تصبح بطلة وتتحدث الدنيا كلها عنها، لكن اليوم الدنيا كلها تتحدث عنها لأنها أصيبت في حرب لا علاقة لها بها".