سواليف:
2025-04-27@19:52:10 GMT

عبر ودروس

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

#عبر_ودروس د. #هاشم_غرايبه

ربما لن تجد من يماري في أن الهزات الارتدادية للزلزال الذي أحدثه طوفان الأقصى قد عمت العالم كله، بل وطغت أنباؤها على كل ما خلاها من أحداث طيلة الشهور العشرة المنصرمة.
سأحاول أن أرصد فيما يلي أهم التداعيات وأكثرها تأثيرا، مما سينعكس على المجريات القادمة، سواء على مستوى العالم أو مستوى الأمة، وسوف تدرسها المعاهد البحثية، ويستنبط المفكرون والمخططون الاستراتيجيون منها الدروس.


أهم ما تغير من المفاهيم، وانقلب من مقولات كانت رائجة، هو أنه لا قيمة للقوة العسكرية وحدها في تحقيق الغلبة مهما كانت طاغية، وحتى لو عززتها السيطرة الإعلامية والسياسية، ومهما بلغ الفارق في التقدم التقني بين المعتدي والضحية، ما يلغي كل ذلك أن تكون الروح المعنوية للمعتدى عليه عالية، وأن عزيمته صلبة لا تلين، وإرادته بتحدي الظالم لا تكسر.
بالطبع لن يتحقق ذلك بالتربية على حب الوطن بالتعبئة الإعلامية، ولا يمكن تربية الأجيال على الولاء للدولة بترديد التلاميذ الأناشيد المدرسية الصباحية، ولا بنظم الأشعار افتخارا بأمجاد الأجداد، فلن يصمد ذلك ساعة واحدة أمام مشاهدة الإنسان لبيته الذي شقي لبائه يهدم في ثانية أو ابنه يقضي تحت ركامه.
وتجربة اليابانيين خير شاهد على ذلك فلم يكن هنالك شعب يماثلهم ولاء واخلاصا وتضحية من أجل بلادهم، لكنهم فور أن ألقيت عليهم القنبلة النووية رفعوا الراية البيضاء، واستسلموا من غير قيد أو شرط.
ومثلهم كل الشعوب التي قهرت عبر التاريخ، جميعها استسلمت ورضخت لغالبها، إما كليا، أو جزئيا بارتهان سيادتها وان سمح لها بالاستقلال الاقتصادي والاجتماعي.
إذا فما هو المختلف في الحالة التي نحن بصددها، وهي صمود القطاع وكسره إرادة الغرب المتجبر، وإجباره على التفاوض لإنهاء العدوان، بما يحفظ ماء وجهه والانسحاب جارا أذيال الخيبة؟.
مهما حاول المتفذلكون التهرب من الاعتراف بالإجابة الصحيحة فلن يفلحوا، فالسر قطعا هو العقيدة التي يؤمن بها من صمدوا، ويحرصون على التمسك بها أكثر بكثير من تمسك الإنسان بحياته.
وبالطبع هي ليست كأية عقيدة أخرى.
كل العقائد خلافها تنبني على تمجيد الذات والاعتزاز بتاريخ الأمة والتمسك بثقافتها الموروثة، وبالتالي فالمردود المتوقع من وراء الصمود والثبات عليها هو أنها ستحقق الحياة الكريمة حاضراً، وتعد بها للأجيال القادمة، ولكن هذا الوعد ينفع من بقي حيا بعد انجلاء المعركة، وأما من مات فلن تعود عليه تضحيته بعائد، إذ لا يؤمن بحياة بعد الموت، لذا لا ينفعه شيء بعد فقدانه حياته وحتى لو أقيمت له التماثيل.
العقيدة الإيمانية وحدها، يؤمن متبعها بوجود الله والحياة الأخرى، وبالتالي فهو موقن بأن طاعته لخالقه ستحقق له مردودا عظيما في الحياتين، وفوق ذلك لن تذهب تضحيته بحياته وممتلكاته سدى كالكافر أو المشرك، بل سينال أجرا أعظم من متع الحياة الدنيا.
لذلك ستكون معايير الروح المعنوية (وهي التي تصنع الاستبسال والإقدام أو الانهزام)، متفوقة بفارق هائل لصالح من لا يعتبر الموت خسارة تامة، ولن يصمد المعتدي إلا إن كان مطمئنا إلى الأمان التام من الموت: “لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ” [الحشر:14]، لذلك رأينا جنود العدو يولولون ويتصارخون عند المجابهة، فيما المجاهدون يكبرون فرحين بأن أتيح لهم القتال.
لكن ما عزز صمود المدنيين، ومنع أية حالة من التذمر أو لوم لقياداتهم على ما يلاقونه يوميا من تجويع وتدمير وقتل، ليس خوفهم من بطش السلطة وانتشار عسسها بينهم (كباقي الأنظمة العربية)، بل التوحد بين القيادة والشعب، والمنبني على على توافق الطرفين على اتباع العقيدة، فالمعروف أن كل الشعوب العربية محبة لعقيدتها وملتزمة باتباعها، وليس شعب القطاع فقط، لكن الفارق أن القيادة السياسية عندهم هي الوحيدة من بين كل الأنظمة السياسية العربية المتبعة لها، ولعل هذا هو سر التلاحم بين الشعب وقيادته، فقد أزال كيد العدو الجبال بالقصف الهمجي والقتل الممنهج، لكنه فشل في شق هذا التلاحم، فما كنت تسمع من أحد ندبا ولا تحميل المسؤولية للمقاومة، بل عبارة واحدة: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، والدعاء بأن يتقبل الله فقيده في الجنة.
أهمية هذا الاستخلاص، أنه يبين لنا الطريق الأكيد والوحيد لخلاص الأمة وتحررها.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

قد يسبب الموت.. تحذيرات من “تحد خطير” على الإنترنت

الجديد برس| انتشر مؤخرا على مواقع التواصل تحد غريب يدفع المشاركين إلى تناول “حبيبات التغليف الرغوية”، ما أثار قلق الأطباء وخبراء الصحة. هذه المواد التي تستخدم عادة لتعبئة المنتجات، قد تسبب انسدادات خطيرة في الجهاز الهضمي، وقد تستدعي تدخلًا جراحيًا لإنقاذ المصابين. ورغم أن بعض الأنواع تُسوّق على أنها قابلة للتحلل، يؤكد الأطباء أن جميع أشكالها غير مخصصة للاستهلاك البشري. ويقول الأطباء إن الحبيبات المصنوعة من نشا الذرة أو القمح قد تسبب اختناقات خصوصًا لدى الأطفال، ولا تخضع لمعايير تصنيع غذائية، كما أنها قد تنتفخ داخل الجسم عند ملامستها للرطوبة، مما يزيد من خطر الانسداد المعوي. وإضافة إلى ذلك فإن بعضها يحتوي على مواد كيميائية أو مسببات للحساسية، ما يعرض الأفراد لمضاعفات صحية مفاجئة، خصوصًا في غياب أي ملصقات تحذيرية أو معلومات عن المكونات. ورغم اعتقاد البعض أن الحبيبات المصنوعة من الفشار أو المواد الطبيعية آمنة للأكل، لكن الأطباء يرون أنها قد تكون ملوثة خلال عملية التصنيع ولا يتم تجهيزها في بيئات تراعي السلامة الغذائية، مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك إطلاقًا. ودعا خبراء الصحة إلى وقف هذا السلوك المنتشر، مؤكدين أن السعي خلف الترندات لا يبرر المخاطرة بالحياة من أجل لقطات عابرة على الإنترنت.

مقالات مشابهة

  • كريمة أبو العينين تكتب: الموت من الداخل
  • شرطة ديالى تطيح بشخص أقدم على إحراق زوجته حتى الموت
  • رحلة الموت.. كواليس مقتل سائق على يد شخصين في المطرية
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي
  • نوبة صَحَيَانْ، لكافة أهل السودان
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة النجاحات والمنجزات التي حققتها رؤية المملكة 2030 في عامها التاسع
  • غزة على شفا «الموت الجماعي» بسبب الجوع
  • قد يسبب الموت.. تحذيرات من “تحد خطير” على الإنترنت
  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية