الخلل التقني العالمي الذي تسببت فيه شركتان فقط.. لم هذا التأثير الواسع؟
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
في مشهد شهير من مسلسل "القوة الفضائية - Space Force" تحدث حالة طارئة حول تصادم محتمل لقمر صناعي بكوكب الأرض، ويتمثل في تنبيه أحد المختصين أنه لن يتمكن من إتمام بعض الحسابات بسبب خاصية "التحديث التلقائي" لنظام تشغيل ويندوز الشهير.
وبحسب المشهد فإن إتمام التحديث يستلزم 49 دقيقة، بينما تصادم القمر الصناعي مع الأرض سيتم خلال أكثر من 11 دقيقة بقليل، حينها يصيح دكتور أدريان مالوري: "تبا لمايكروسوفت.
وبينما كان مشهد التصادم المحتمل خاليا بسبب هذا الخلل، فقد جاء تعطل أنظمة الكمبيوتر في الشركات والخدمات العامة في جميع أنحاء العالم بعد أن أدى تحديث لبرنامج الأمن السيبراني المستخدم على نطاق واسع إلى تعطيل أنظمة شركة "مايكروسوفت - Microsoft".
واعتذر رئيس شركة "كراود سترايك - Crowdstrike" الأمريكية للأمن السيبراني، جورج كورتز، عن الخلل التقني الذي عطّل مطارات ومستشفيات ووسائل إعلام وبنوكا في أنحاء العالم أمس الجمعة، بعدما تبين أنه يرجع إلى ثغرة في تحديث إحدى برمجيات الشركة لمستخدمي نظام ويندوز.
وقال كورتز في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "نعمل بنشاط مع العملاء المتأثرين بعيب تم العثور عليه في تحديث محتوى واحد لمضيفي ويندوز. لا يتأثر مضيفو ماك ولينكس. هذا ليس حادثا أمنيا أو هجوما إلكترونيا. لقد تم تحديد المشكلة وعزلها ونشر الإصلاح".
CrowdStrike is actively working with customers impacted by a defect found in a single content update for Windows hosts. Mac and Linux hosts are not impacted. This is not a security incident or cyberattack. The issue has been identified, isolated and a fix has been deployed. We… — George Kurtz (@George_Kurtz) July 19, 2024
بدوره، أكد الباحث في مجال الأمن السيبراني كوستين رايو، أن "معظم الناس يعتقدون أنه عندما تأتي نهاية العالم، فسوف يسيطر الذكاء الاصطناعي على نوع ما من محطات الطاقة النووية ويغلق الكهرباء، بينما في الواقع، من المرجح أن يكون ذلك نوعا من التعليمات البرمجية الصغيرة في تحديث فاشل، ما يتسبب في تفاعل متسلسل في الأنظمة السحابية المترابطة"، بحسب "سي إن إن".
Meanwhile at Microsoft headquarters.. ???? pic.twitter.com/XAHs9dTxBi — Buitengebieden (@buitengebieden) July 19, 2024
لماذا التأثير الواسع؟
تعد تحديثات البرامج وظيفة مهمة للحفاظ على أجهزة الكمبيوتر محمية من المتسللين لكن عملية التحديث بحد ذاتها ضرورية للحصول على المعلومات الصحيحة والحماية من العبث.
وتقنيا، تعطلت أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام تشغيل مايكروسوفت بسبب الطريقة الخاطئة التي يتفاعل بها تحديث التعليمات البرمجية الصادر عن "كراود سترايك" مع "ويندوز".
The real story behind Windows outage ????#Crowdstrike pic.twitter.com/ceb7v6nqxL — It's FOSS (@itsfoss2) July 19, 2024
وقامت شركة "كراود سترايك"، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، بتوسيع نطاق تواجدها في جميع أنحاء العالم خلال أكثر من عقد من ممارسة الأعمال التجارية، ورغم الحماية الواسعة من التهديدات السيبرانية التي لم تسبب الخلل فإن هيمنة عدد قليل من الشركات في سوق مكافحة الفيروسات واكتشاف التهديدات تخلق مخاطرها الخاصة، وإن خللا بسيطا سيكون له تأثير كبير، وفقا للخبراء.
وتستخدم العديد من الشركات والمؤسسات الكبرى حول العالم برنامج "فورتينت - Fortinet" بمختلف إصداراته، وهو لتعزيز الأمن السيبراني، وتطوره شركة "كراود سترايك" لاكتشاف تهديدات القرصنة وحظرها.
وساهم أيضا في انتشار هذا التأثير الهائل للخل، حجم الانتشار المستمر لنظام التشغيل "ويندوز"، الذي تنتجه "مايكروسوفت"، الذي تعتمد عليه 70 بالمئة من الأجهزة المكتبية حول العالم.
That's Hilarious ???????? #Microsoft pic.twitter.com/c17jHhxRQA — Elon Musk (parody.in)???? (@elonmuskX090) July 19, 2024
وبحسب المتبع ضمن أي تحديث برمجي، فإنه لا بد أن يمر التحديث بأكثر من عملية مراجعة قبل وصوله إلى أجهزة العملاء والمستخدمين، وتحدث هذه العمليات داخل الشركة المطورة نفسها للتأكد من مدى جودة وسلامة "الكود" البرمجي الخاص بالتحديث وأنه يقدم أعلى أداء وتوافق مع مختلف أنظمة التشغيل الخاصة بالأجهزة الذي سيُثبت عليها.
وتتم هذه المراجعات أيضا من قبل مزود الخدمة السحابية، للتأكد من أن التحديث البرمجي يعمل بشكل سليم، وسيقدم المزايا المتوقعة منه عند تثبيته على أجهزة المستخدمين، وكذلك من قبل الشركة التي ستزود نظام التشغيل، وإن هذا يخضع لبنود الاتفاقيات الثنائية التجارية.
Engineers at Microsoft right now pic.twitter.com/jcPSIzEjJD — NO CONTEXT HUMANS (@HumansNoContext) July 19, 2024
وعن ذلك قال المدير التنفيذي لشركة "JetDev" للحلول الأمنية بالشرق الأوسط، عمرو فاروق، إن ما حدث هو "تجسيد واضح لمقولة الدب الذي قتل صاحبه، فشركة كراود سترايك كانت تبعث بتحديث برمجي إلى منصتها الرقمية، التي تستهدف حماية عملائها من التهديدات السيبرانية بشكل استباقي، أو مواجهة الهجمات الإلكترونية بشكل فعّال، إلا أن هذا التحديث تضمن خللا برمجيا حوّله نفسه إلى مشكلة تقنية"، بحسب "الشرق نيوز".
أزمات سابقة
ولا يعد الخلل العالمي الحالي، الذي أعلنت مختلف الأطراف عن حله والتعافي منه، الأول من نوعه، إذ جاء الاختراق سيئ السمعة للحكومة الأمريكية باستخدام برنامج "سولار ونيدز" في 2020، والذي ألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم فيه على روسيا، من خلال تحديث برنامج تم التلاعب به.
وأدت حملة قرصنة إلى اختراق خوادم مزود إدارة الشبكة "سولار ونيدز"، ومن هناك اختُرقت شبكات تضم عملاء كبارا لهذه الشركة، بما في ذلك تسع وكالات فيدرالية أمريكية.
وحينها أطلقت مايكروسوفت اسم "نوبليوم" على المتطفلين الذين تم طردهم في النهاية من شبكات الشركة.
ولم يكن هذا الاختراق مدمرا بنفس القدر، لكن اختراقا روسيا مزعوما آخر في 2017 تسبب في أضرار بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي بسبب انتشار التعليمات البرمجية الضارة بشكل كبير.
وفي 2016، اشتهرت "كراود سترايك" بكشفها عن هجوم سيبراني على الوكالات الحكومية الأمريكية، كوجرى الكشف عن خلافاتها مع شركة "مايكروسوفت" منذ ذلك الحين، بشأن مسائل أمنية، بحسب وكالة الأناضول.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ويندوز مايكروسوفت كراود سترايك الخلل العالمي مايكروسوفت ويندوز الخلل العالمي كراود سترايك المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کراود سترایک pic twitter com
إقرأ أيضاً:
ناشطات وثقافيات لـ”الثورة ” :اليوم العالمي للمرأة المسلمة إحياء للمبادئ والقيم والتي وأدها الأعداء بنشر فسادهم
أوضحت عدد من الثقافيات أن إحياء اليوم العالمي للمرأة المسلمة هي إحياء للمبادئ والقيم والأخلاق التي وأدها الأعداء بنشر فسادهم وجرائمهم وإلى ذلك هي تعد وسيلة لفضح وتعرية ادعاءاتهم الكاذبة والعناوين الزائفة التي تنادي بحقوق المرأة في هذا العالم .
وأكدن أنه وفي هذا اليوم تحيي نساء اليمن ذكرى ميلاد الزهراء -عليها السلام- اعترافاً بالنعمة الإلهية المهداة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وإحياءً للقدوة التي أراد الله لها السيادة في هذا العالم .
استطلاع/ أسماء البزاز
البداية مع آلاء غالب الحمزي- ثقافية في الهيئة النسائية الثقافية العامة- محافظة عمران حيث تقول: إن زهراءُ البصيرة والإيمان، تحطم آمال الصهاينة والأمريكان خاصة ونحن نواجه حروباً ناعمة، وحروباً ثقافية، وحتى اجتماعية، بل شملت الاقتصاد والإعلام والسياسة، وانتهت بالحروبِ الأمنية والعسكرية، شملت واستهدفت الجميع وبلا استثناء، ولكن هذه الحروب ركزت واستهدفت في المقدمة المرأة؛ لأنها اللبنة الأولى في المجتمع، وعليها وبها يعتمد في بنائه.
وتابعت الحمزي : المرأة اليمنية واجهت أشرس وأعنف الحروب، وواجهت التحديات، بل حولت من هذه التحديات إلى فُرص! اقتحمت الصعوبات، وتعدت المستحيل، وجعلت منه أمرًا ممكنًا، ومن عمق ألمها ومعاناتها صنعت أفراحها!، والكل وقف متعجبًا ومنبهرًا كيف لها أن تكون بهذا الصمود الأسطوري، وكيف لها أن لا تنكسر ولا تضعف ولا تلين، وكيف قهرت كل آمال أعدائها؟!ليس هذا فحسب بل تحركت وكأنها المعني الأول في إرغام العدو الصهيوني الأمريكي على الهزيمة، وكأنها ذلك الجندي المرابط الشجاع في مترسه، يرقب ظهور عدوه ليباغته وينكل به.
وتابعت : نعم إنها كذلك هي الجندي الأول في هذه الحرب، ودورها لا يقل شأنًا عن دور ذلك الجندي المجاهد في جبهته، فجبهتها هي الوعي وتحصين الأجيال من الضلال، وهي المدد والسند لرجال الله المجاهدين في ميادين البطولة والجهاد، تحركت لتشجع الرجال، حاملةً للروح الثورية، وبذلت مُهجة قلبها أبيها، وقدمت زوجها شريك حياتها، بل قدمت فلذات أكبادها، وشقيق ظهرها، كلهم كانوا قرابين لله سبحانه وتعالى، بل وقدمت القوافل وخرجت لتعلن موقفها المشرف الذي يبيض الوجه أمام الله تعالى وأمام رسوله صلوات الله عليه وآله، وأمام أعلام دينه أوليائه، وجسدت قوله تبارك وتعالى: { وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وانطلقت من وحي قوله تعالى:{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ}.
وجسدت قول العزيز الحكيم:{إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَـمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
مبينة أن المرأة اليمنية كانت بهذا الشكل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ويرضي أوليائه؛ لأنها ارتبطت وتولت من هم حلقة الوصل بينها وبين الله تعالى، من يمثلون القنوات التي تمثله، فكانت قدوتها هي سيدة نساء العالمين، من بلغت ذروة الكمال الإنساني والإيماني، والتي هي منهج لكل النساء في هذا العالم، فالسيدة فاطمة الزهراء “عليها السلام”، هي القدوة والأسوة للبنت والأخت والزوجة والأم، هي مدرسة لكلٍ منهن، وفي كل المجالات “الإيمانية، الجهادية، والتربوية، والمهارية”، فمن أرادت السمو فعليها أن تقتدي بالحوراء البتول؛ لأنها النموذج الأسمى والأرقى الكامل.
سلام الله على الزهراء
من جهتها تستهل خـديـجـة المرّي- ثقافية في الهيئة النسائية الثقافية العامة بمحافظة صعدة حديثها بقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)).
وأضافت المري : مع اقّتراب اليوم العالمي للمرأة المُسلمة تُدشن حرائر شعب الإيمان والحكمة، هذه المُناسبة العظيمة كعظمة صاحِبتها الصديقة الطاهرة البتُول فاطمة الزهراء-سلام اللَّه عليها- ابِتِهاجًا وسُرورَا وفرحًا، وهنّ في أتم الجهوزية والتأهب والاستعداد لإحياء ذكرى وِلادتها -سلامُ اللَّه عليها-، وقد بدأنا التُدشين والاحتفال بِقدوم مُولدها المُبارك والميمُون في العديد من المُحافظات والعُزل والمُديريات، والذي يعتبر هو اليوم العالمي للمرأة المُسلمة، الذي من خِلاله تُجسدّ فاطِمة اليوم النهج المُحمدي الأصيل، وتظهر شخصية الزهراء بِنت رسول الله -صلوات الله عليه وآله- التي أراد الغرب والصهاينة تغيبها، وإظهارها لتكون حاضرة في الضمائر والمشاعر، والوجدان، والاقتداء بِها، والسير على نهجِها وخُطأها.
وقالت: ونظرًا لِما لهذه الذكرى العزيزة على قلوب زينبيات الزمان، وفاطِميات العصر من أهمية كُبرى، ومعنى بِما تعنيه الكلمة، ها هي فاطِمية العصر سَتُظهر ولاءها، وحُبِها، وانتماءها لأهل بيت رسول الله -صلوات الله عليهم أجمعين-، وبضعة صلوات عليه وآله التي قال فيها (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد اغضبني، ومن أرضاها فقد ارضاني) ففاطِمية عصرِها مازالت أمام الأعداء بِصوتها الصادع بالحق، مازالت زينب اليوم تصرخ في وجه الطواغيت والمجرمين، ومازالت متمسكة بِدربها ونهجها العظيم.
ومضت بالقول : وما نساء اليمن فيه من عزَّة وكرامة وإباء، واستبسال وصمُود إسطوري مُنقطع النظير؛ إلاّ بِفضل هذه الثقافة القرآنية الصحيحة، ومُقاطعة الثقافة الغربية التدجينية التي لا تنتمي لها نساء اليمن العظيمات، وبالتربية الإيمانية التي من خِلالها أثبتت المرأة اليمنية للعالم بأكمله أنها المُجتمع بِكله وليس نُصفه، وصانت أرضها وعرضها، عفتها وحشمتها، واستمسكت بِدينها وإسلامِها، وواصلت المضي قدمًا في خُطى سيِدتها ومولاتِها الصديقة والزكية الطاهرة والمرضية سيدة نساء العالمين بنت المصطفى المختار عليه أفضل الصلاة والتسليم.
مبينة : ظن الأعداء بمؤامراتهم الشيطانية والخبيثة، وذلك من خِلال هجمتهم الشديدة “بالحرب الناعمة”، أنهم سيتمكنون من غزو المرأة المُسلمة اليمنية، وعزلها في عالم آخر عن شقيقها الرجل، وسلب حُريتها وكرامتها، لكي يسهل السيطرة عليها، واستغلالها لتصبح عندئذٍ لقمة صائغة في أيديهم كيف مايشاؤون ويُريدون، ولكن الطامة الكُبرى لهم؛ أن المرأة اليمنية كانت الأكثر وعيًا، والأقوى إيمانًا وصبرًا، وأشدُّ صلابةٍ وقوة، وفوق هذا كله صبوا عليها حِقدهم وقتلوها مع أطفالها في المنازل والطُرقات، ولكن لم يزيدها ذلك إلاّ تجلدا وبصيرة، وشمخت كشموخ الحيد الأصمّ، رغم مرارة الألم، لن تستسلم أو تُهزم ،بل جرعت العدو البأس والعلقم، وجاهدت بالمال والنفس والدم، وكانت في الصفُوف الأُولى مُجاهدة تتقدم، بصرختها المُدوية والحيدرية مازالت تنهم، وعلى خُطى الزهراء سارت، ومن نهجها وحركتها ثارت، وفي ظُروفها ما احتارت، بل افتخرت وتحدت العدُو ما أنهارت، قدمت الشهيد تلو الشهيد وتفانت، وجاهدت في سبيل الله ما استكانت، ولا هانت، وما أصابها الضعف من ذلك ومامالت.
وختمت المري حديثها بالقول : سلام الله على فاطمة الزهراء البتول، التي هي النُموذج الإيماني والأرقى، التي ستبقى مدرسة لكل امرأة مُؤمنة، مدرسة إيمانية ترتشف من معانيها أسمى الدروس والعبر، وترتوي من نهرها الجاري الهٌدى الذي تتعطشن إليه، وتهفون إليه كل المؤمنات في هذا العالم، وسلام الله على المرأة اليمنية الصابرة والصامدة في وجه أعتى عدوان خارجي هستيري عرفته الأمة، سلام الله وأزكى السلام لكلّ المُسلمات المؤمنات في كلّ زمان ومكان ما تعاقب الليل والنهار.
تحديات ولكن
فاطمة الجرب -المنسقة الميدانية في الهيئة النسائية الثقافية العامة بمحافظة حجة تقول من ناحيتها: من المهم جداً إحياء اليوم العالمي للمرأة المسلمة في ظل التحديات التي تواجهها المرأة في شتى المجالات وظل الحرب العسكرية والحرب الناعمة التي تواجه المرأة اليمنية خاصة والمرأة المسلمة بشكل عام، فالمرأة اليوم تتعرض للاستهداف الممنهج من قبل الأعداء بالشكل المباشر وغير المباشر وبكل وسائل الاستهداف لقتلها ولإفسادها واستخدامها كأداة لإفساد المجتمعات.
مبينة أن إحياء هذه المناسبة العظيمة هو إحياء للمبادئ والقيم والأخلاق التي وأدها الأعداء بنشر فسادهم وجرائمهم وإلى ذلك هي تعد وسيلة لفضح وتعرية ادعاءاتهم الكاذبة والعناوين الزائفة التي تنادي بحقوق المرأة في هذا العالم.
مضيفة: في هذا اليوم تحيي نساء اليمن ذكرى ولادة الزهراء -عليها السلام- اعترافاً بالنعمة الإلهية المهداة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وإحياءً للقدوة التي أراد الله لها السيادة في هذا العالم، فهذا النموذج يمثل قيمة للمرأة التي رفع الإسلام من قدرها وأعلى شأنها إذا تمسكت به المرأة وإذا اقتفت أثره، وعلى الرغم من الحرب الناعمة التي توجّه لاستهداف كل نساء العالم، إلا أن المرأة اليمنية لا زالت متمسكة بالقدوة الصحيحة، والنموذج القرآني الصحيح للحفاظ على إيمانها ومبادئها وقيمها وأخلاقها.
موضحة أن الارتباط الصحيح بفاطمة الزهراء -عليها السلام- يشكل عائقاً أمام مساعي الأعداء ويفشل كل مخططاتهم لاستهداف المرأة ويحصنها ثقافياً وفكرياً ويكسبها الوعي العالي تجاه خطورة هؤلاء الأعداء.
وقالت : بإحياء هذا اليوم العالمي للمرأة المسلمة تستطيع المرأة اليمنية التعريف بفاطمة الزهراء -عليها السلام- لكل نساء العالم وأيضاً التأكيد على أن نموذج فاطمة الزهراء -عليها السلام- حاضر في ساحة المرأة اليمنية وبشعار الزهراء قدوة العصر في درب النصر.