شمسان بوست:
2025-01-29@18:59:05 GMT

عشال هل لك خبيئة مع ربك ؟

تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT

شمسان بوست / د. سعيد سالم الحرباجي

ما يؤسفني كثيراً أنني لم أكن أعرف الاخ علي عشال الجعدني عن قرب ، ولم يكن لي الشرف أن أجالسه ، وأسمع منه ، وأتحدث إليه.
لكن ما بات واضحاً ولا يخفى على أحد ….
أنَّ الرجل من طراز فريد ، ومن عجينة نادرة ، ومن فصيلة مختلفة .

لا أقول هذا تزلفاً ، ونفاقاً ، ولا سمعة ، ورياءً .

.
ولكن الواقع يتحدث بلغة أوسع مما أقول ، ويصفه بأوصاف أدَّق مما أصف .

وما هذا الالتفاف الغير مسبوق _ من كافة شرائح المجتمع _ على شخص علي عشال إلا دليل على صدق ما أقول .

لقد أصبح عشال أيقونة الأحرار ، ومركز جذب لكل الشرفاء في جنوبنا الحبيب ، ونقطة التقاء لكل الغيوريين ، والوطنيين ، والمخلصين ، ومنبر إجماع عام لكل القوى الحية والفاعلة في المجتمع .

أليس كل ذلك يثير ألف سؤال وسؤال ؟
وهل يعتقد الحمقى أنَّ كل ذلك مصادفة ، وضرب حظ حصل عليها الرجل ؟
أنا هنا أكاد أجزم بالنفي ، وأؤكد أنَّ للرجل لأمراً مع ربه .

إنَّ إجماع الناس وحبهم للرجل لهو دليل_ لا يحمل الشك _ على أنَّ لديه أسراراً مع ربه ، وخبايا لا يعلمها إلا الله ….تلك الخبايا وتلك الأسرار هي من جلعت له القبول في الأرض ، وأحبه الملايين .

ذلك ما أكده الرسول الكريم بقوله :
{إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ}

والله لا يحب إلا العبد الصالح الذي له خبيئة معه سبحانه .
هذا الخبيئة ….ربما تكون صدقة سر لا يعلمها الا الله ، أو سعياً على أرملة دون ضجيج ، أو يكون بكشف كربات مكروبين بعيداً عن أعين الناس وغير ذلك من أوجه البر الكثيرة .

فمثل هذه الأعمال ( المخبوءة بين العبد وربه ) هي بمثابة رصيد بنكي خاص للعبد ….
ما إن يحتاج إليها إلا وتأتيه كيعاسيب النحل دون أن يطلبها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” صنائع المعروف تقي مصارع السوء ” .
وقال سيدنا علي : ” صانع المعروف لا يقع ، وإذا وقع لا ينكسر ” .

وهذا ما نراه مع الأخ علي عشال …
الذي عطف الله عليه قلوب الناس عامة ، وارتفعت أكفهم جميعاً بالدعاء له ، وتعالت أصواتهم كلهم بالانتقام من ظالميه ، وأصبحت قضيته قضية رأي عام ، وتحول إلى رمز لإجماع وطني غير مسبوق ( وبدون دفع مسبق ) .
بل وتحول ظلمه إلى شرارة ملتهبة تسري في هشيم الظلمة ، وتتأجج في قلوب المظلومين ، وتتوقد في ضمائر الأحرار .

هكذا يسيَّر رب العالمين الأحداث ، وهكذا يدبَّر الأمور ، وهكذا يستدرج الظلمة من حيث لا يشعرون ، وهكذا ينتقم للمظلومين .

تلك عدالة السماء…
وهذا هو قانون الخالق سبحانه..
يمهل الظالم حتى إذا أخذه .. يأخذه أخذ عزيز مقتدر .
وصدق الله إذ يقول:
“وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ”
فإلى كل مظلوم :
إرفع أكف الدعاء إلى خالقك … فليس بين دعوة المظلوم وبين الله حجاب .
وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول : «اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تُحمل على الغمام؛ يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين»

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

سئمنا وجوهكم

الجديد برس- بقلم: وليد البكس|

متخمون بالفساد يتربّعون على مقاعد السلطة، ليس بمجدٍ حققوه، بل بما نهبوه، وألقوه في خزائنهم وأرصدتهم.

تصوّر أن ينهب مسؤول سلطة محلية 27 مليار ريال من خزينة الدولة، ويمضي الأمر بكل هدوء، وتجري الأخبار كأننا نتناول موضوعا يغطّي نزهة لتلاميذ مدرسة ابتدائية.

فور إعلان تقرير في وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” حول تحقيقات جارية بشأن عشرين قضية فساد، واختلاس أموال عامة، في العديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية،

البعض كتب أنه تأثّر من فرط الصدمة لجُرأة هذا المسؤول الفاسد اللص، بينما آخر سخر من سيْر فكرة التحقيقات الجارية؛ معللا الفكرة بأنها لن تفضي إلى شيء، وبين هذا وذاك، مضى الأمر نحو المجهول.

منذ نحو أسبوعين حتى اللحظة، لا جديد في هذه التحقيقات الجارية، وإلى أين تمضي؟

الناس اعتادت أن لا ترى أي نتائج لتحقيقات، وأن هذه الطريقة مجرد تخدير موضعي لهم.

البلد يرزح تحت وطأة الفاقة والحرب، وتتناهشه الأزمات-في هذا الوقت بالتحديد- ولا أدري بأي قلبٍ يقدرون أن يفسدوا ويؤذوا اليمنيين البسطاء؛ من صاروا لا يملكون ثمن وجبة غذاء، وأغلبهم بلا لقمة تسدّ بطونهم.

تصوّر معي أن هؤلاء فاسدون من صغار رجال السلطة الشرعية والدولة، فكيف بالرؤوس الكبيرة؟!

واضح أنه ليس منهم من يكترث لصورته، أو سمعته، يكفي أن يلطش ملايين الدولارات، وبعدها يترك الوظيفة والبلد، ولا يهمه.

لا أحدَ من هؤلاء يعمل مراجعة لسيرته الوظيفية مثلا، أو شخصيَّته، أو يدرك أين يقف، وما الذي يقوم به.

إنهم يفسدون فقط، ويخطفون لقمة الجوعى من أفواههم، ويراكمون ثروة لأنفسهم.

هؤلاء طغمة من الفسدة والمفسدين معًا، لا يخجلون من الناس.

لو تساءل أحدكم: ما الذي حققوه للبلد، خلال عقد من الزمن؟ بكل تأكيد سترتد الإجابة صاعقة: “لا شيء”.

لقد سئِمنا وجوهكم، سئِمنا بقاءكم في الصف الأول والوسط والأخير.

وقبل النهاية؛ اتركوا لنا حياتنا، ارفعوا أيديَكم عنّا، بوجودكم نعاقب، وأخطر عقدة يمكن أن يعانيها الواحد منّا، وتبقى غصة في حلقه تعوقه وتمتصه، هي بقاء البلد طريدا وطعاما لأسماك القرش؛ هؤلاء الفاسدون، وأباطرة الفشل، وبارونات الصفقات المشبوهة والمدمِّرة.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندى: عندما نتحدث عن الله سبحانه وتعالى نستخدم المصطلحات الدقيقة
  • دار الإفتاء: بعد غد الجمعة أول أيام شهر شعبان 1446 هـ 2025 م
  • سئمنا وجوهكم
  • مصطفى ميرغني: أضغطوا أبنص قافل رحمكم الله ليقبر القحاتة إلى مالا نهاية
  • لماذا خلق الله بعضنا فقراء وبعضنا أغنياء؟.. الأطفال يسألون شيخ الأزهر بمعرض الكتاب
  • لماذا خلق الله بعضنا فقراء وآخرون أغنياء؟.. الأطفال يسألون شيخ الأزهر بمعرض الكتاب
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العداوة والبغضاء سبب عدم إقامة العدل والمساواة بين الناس
  • كيف تتقبل الآخرين؟!
  • أطفال يسألون الإمام: أبي فقير وأتساءل دائما.. لماذا خلق الله بعضنا فقراء وبعضنا أغنياء؟
  • لماذا خلق الله البعض فقراء والآخر أغنياء؟.. الأطفال يسألون الإمام بمعرض الكتاب