زيلينسكي يلمح إلى بدء مفاوضات مع روسيا.. فأين وصل التقدم الروسي في أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
(CNN)-- تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بنبرة خافتة على غير العادة عندما ألقى كلمة أمام بلاده هذا الأسبوع، ملمحًا إلى الاستعداد للتفاوض مع روسيا للمرة الأولى منذ أن شنت موسكو غزوها واسع النطاق قبل أكثر من عامين.
واقترح زيلينسكي أن ترسل موسكو وفدا إلى قمة السلام المقبلة التي يأمل عقدها في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتواجه كييف حاليًا ضربة مزدوجة تتمثل في صعوبة وضع الخطوط الأمامية وعدم اليقين السياسي بشأن مستوى الدعم المستقبلي من أقرب حلفاء أوكرانيا.
ورغم أن التقدم الذي تحرزه القوات الروسية في شرق أوكرانيا تباطأ بشكل كبير منذ أن بدأت الأسلحة الأمريكية في الوصول إلى البلاد في مايو/ أيار، إلا أنه لم يتوقف بالكامل. ولا تزال روسيا تكتسب المزيد من الأراضي، وإن كان بوتيرة أبطأ بكثير.
ومن ناحية أخرى، تنشأ تساؤلات حول مدى استعداد بعض أقرب حلفاء أوكرانيا وأهمهم ــ وأبرزهم الولايات المتحدة وألمانيا ــ لمواصلة ضخ الموارد في الصراع لدعم كييف.
وفي حديثه للصحفيين، الاثنين، قال زيلينسكي إن أوكرانيا لا تتلقى مساعدات غربية كافية للفوز بالحرب، مشيرًا إلى أن نتائجها ستتحدد خارج حدود أوكرانيا.
وقال زيلينسكي إن الأمر لا يعتمد فقط على شعبنا ورغبتنا، بل يعتمد أيضًا على التمويل، وعلى الأسلحة، وعلى الدعم السياسي، وعلى الوحدة في الاتحاد الأوروبي، وفي حلف شمال الأطلسي، وفي العالم.
قال السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، جون هيربست، إنه من المعقول أن يكون التحول في لهجة زيلينسكي هو رد فعل على الأحداث التي تتكشف في الولايات المتحدة، حيث أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب، الاثنين، عن منتقد قوي لإرسال الدعم لأوكرانيا، جيه دي فانس، باعتباره مرشحه بمنصب نائب الرئيس.
وفي حديثه لشبكة CNN من منتدى أسبن الأمني، قال هيربست إنه من المحتمل أن زيلينسكي كان يحاول التواصل مع إدارة ترامب المستقبلية المحتملة من خلال التأكيد على أنه سيكون على استعداد للتفاوض – طالما أن الصفقة المطروحة على الطاولة عادلة.
وتابع: "يجب أن يكون (أ) سلاما معقولا لا يسمح للمحتلين الروس بمواصلة تعذيب وقمع وقتل شعب أوكرانيا الذي يتعرض للاحتلال"، ونفت روسيا مرارا اتهامات التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا رغم الأدلة الدامغة التي تثبت عكس ذلك.
وتحدث ترامب وزيلينسكي، الجمعة، فيما قال ترامب أنهما "أجريا مكالمة هاتفية جيدة للغاية".
وتابع ترامب أنه "سيحقق السلام في العالم وينهي الحرب التي أودت بحياة الكثير من الأرواح"، بينما قال زيلينسكي إن الاثنين ناقشا "ما هي الخطوات التي يمكن أن تجعل السلام عادلاً ودائمًا حقًا".
وقد كرر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عدة مرات في الأشهر الأخيرة أنه على استعداد للتفاوض مع أوكرانيا ــ ولو بشروط تظل غير مقبولة على الإطلاق بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها الغربيين.
وقال بوتين إن روسيا ستنهي حربها في أوكرانيا إذا استسلمت كييف بالكامل للمناطق الأربع التي تطالب بها موسكو: دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا، ولا تزال مساحات كبيرة من هذه المناطق تحت السيطرة الأوكرانية، لذلك فهو يطلب من أوكرانيا بشكل أساسي التخلي عن الأراضي دون قتال. وقال بوتين أيضًا إن أي اتفاق سلام سيتطلب من أوكرانيا التخلي عن محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مما دفع كييف إلى وصف الاقتراح بأنه "مسيء للمنطق السليم"
وقالت نائب مدير برنامج روسيا وأوراسيا في معهد تشاتام هاوس، أوريسيا لوتسيفيتش، إنه بالنظر إلى مطالب بوتين العامة، فمن المرجح أن تكون كلمات زيلينسكي بمثابة رسالة إلى بقية العالم.
وأوضحت: "إنها إشارة إلى روسيا وإشارة إلى الجنوب العالمي بأن أوكرانيا ليست قوة معرقلة من نوع ما. وهي مستعدة للجلوس على طاولة المفاوضات"، وأضافت: "لكن هذا لا يمكن أن يكون بشروط روسية بالكامل، ولا يمكن أن يؤدي إلى استسلام أوكرانيا لروسيا... بوتين يطالب بالسيطرة على المناطق التي لا يستطيع احتلالها عسكريا".
وتعتقد لوتسيفيتش أن بوتين كثف دعواته للمفاوضات لأنه يعلم أن الفرصة المتاحة أمامه ربما تضيق.
ورغم كونها أكبر وأقوى من أوكرانيا إلى حد كبير، فإن روسيا لم تتمكن من تحقيق أهدافها الإقليمية ــ حتى عندما كانت كييف تتلقى مساعدة محدودة من الغرب. انتهت محاولة موسكو الأولية للاستيلاء على العاصمة بالهزيمة، ولم تتحرك الخطوط الأمامية بشكل كبير منذ أكثر من عام.
أوكرانياروسياالجيش الأوكرانيالجيش الروسيانفوجرافيكفلاديمير بوتيننشر السبت، 20 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الأوكراني الجيش الروسي انفوجرافيك فلاديمير بوتين قال زیلینسکی إن من أوکرانیا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هجوم روسي جديد على أوكرانيا وزيارة فرنسية بريطانية لدعم كييف
قالت القوات الجوية الأوكرانية -اليوم السبت- إن دفاعاتها الجوية أسقطت 51 من 92 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا بهجمات ليلية، في وقت يزور رئيسا أركان القوات الفرنسية والبريطانية كييف لدعم الجيش الأوكراني.
وذكرت كييف في بيان أن 31 مُسيرة روسية أخرى فُقدت، في إشارة إلى استخدام الجيش للحرب الإلكترونية لاعتراض هذه الطائرات أو عرقلتها.
وأضافت أنه تم رصد وقوع أضرار في مناطق كييف وجيتومير وسومي ودنيبروبتروفسك.
وأمس الجمعة، قال مسؤولون أوكرانيون إن هجوما روسيا على مدينة كريفي ريه (وسط البلاد) أدى إلى مقتل 19 مدنيا على الأقل بينهم 9 أطفال، وإصابة نحو 60 آخرين.
ومن جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت "ضربة دقيقة بصاروخ شديد الانفجار على مطعم" بالمدينة "حيث كان يجتمع قادة تشكيلات ومدربون غربيون".
وقد ندد الجيش الأوكراني بالبيان الروسي ووصفه بأنه معلومات مضللة.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الضربة الصاروخية على كريفي ريه تظهر أن روسيا "لا تريد وقفا لإطلاق النار" في حين أن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة منذ فبراير/شباط لإيجاد مخرج للنزاع.
وأضاف زيلينسكي عبر تليغرام أن "كل هجوم صاروخي وبمسيّرة يثبت أن روسيا لا تريد سوى الحرب. ووحدها ضغوط دولية على روسيا وكل الجهود الممكنة لتعزيز أوكرانيا ودفاعنا الجوي وقواتنا المسلحة ستتيح تحديد موعد انتهاء الحرب".
إعلانومن جانبه قال سيرجي ليساك حاكم المنطقة على تطبيق تليغرام إن صاروخا أصاب مناطق سكنية، مما أدى إلى مقتل 18 شخصا وإشعال حرائق.
وفي وقت لاحق، هاجمت مُسيرات روسية منازل وقتلت شخصا واحدا، وفقا لما ذكره أوليكسندر فيلكول مدير الإدارة العسكرية للمدينة.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني إن هذا الهجوم يُظهر أن روسيا "لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى السلام، بل تنوي مواصلة غزوها وحربها لتدمير أوكرانيا وجميع الأوكرانيين".
على الصعيد السياسي، قالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية إن رئيسي أركان القوات الفرنسية والبريطانية سافرا إلى كييف للقاء مسؤولين أوكرانيين، في زيارة تهدف إلى بحث احتياجات وأهداف الجيش الأوكراني من أجل دعمه على المدى الطويل.
وأضافت الوزارة الفرنسية أن تعزيز الجيش الأوكراني يشكل ضمانة أمنية أساسية لسلام دائم في هذا البلد.
ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي تولى منصبه في يناير/كانون الثاني، بعد تعهده بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة- إلى التوسط لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وأعلنت واشنطن الأسبوع الماضي أنها توصلت إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار مع روسيا وأوكرانيا، أحدهما يقضي بوقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة في كل منهما.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها -أمس- إن بلاده قبلت العرض الأميركي للسلام، داعيا إلى الضغط على موسكو التي تواصل هجماتها ضد كييف.
وأوضح -في تصريح صحفي من مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل- أن العائق للسلام ليست كييف التي قبلت العرض الأميركي بل موسكو التي أظهرت ترددها وواصلت هجماتها على بلاده.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها وتشترط لإنهائه تخلي أوكرانيا عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره الأخيرة تدخلا في شؤونها.
إعلان