43 مليار دولار خسائر مايكروسوفت وكراود سترايك جراء الخلل التقني
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
تفاجأ مستخدمو أنظمة «ويندوز» التابعة لشركة «مايكروسوفت»، من أستراليا مرورًا باليابان ثم المملكة المتحدة ووصولًا إلى أقصى الساحل الغربي للولايات المتحدة وكثير من الدول، بتعطل حواسبهم، كما تعطلت الخوادم ولم يتمكنوا من تشغيلها أمس الجمعة، إذ تشير التقديرات الأولية إلى تعطل ملايين الأجهزة حول العالم. وقد بلغ مجموع خسائر ماسكروسوفت، و كراود سترايك المسؤولة عن الأمن السيبراني نحو 43 مليار دولار وفقًا لتقديرات أولية.
وخسرت أسهم شركة مايكروسوفت خسائر تقدر بأكثر من 23 مليار دولار في سوق الأسهم الأمريكية نتيجة للعطل، وأجبرت الشركة على مواجهة تراجعًا كبيرًا في قيمتها السوقية، مع توقعات بخسائر مالية إضافية ناتجة عن مطالبات التعويض من الشركات والهيئات المتأثرة.
وتعطلت أعمال البنوك والرعاية الصحية وحركة الطيران وشبكات التلفزيون والسلاسل التجارية والقطارات والفنادق وغيرها من الأعمال والأنشطة الاقتصادية، فيما بات يعرف الآن بأنه «أكبر عطل تقني لأنظمة تكنولوجيا المعلومات في التاريخ». تكشف تلك الأزمات مخاطر اعتماد العالم المفرط على أمريكا لتشغيل أنظمته التقنية مثلما يحدث في النظام المالي، ما يعني أنه عندما تعطس الولايات المتحدة تصيب العالم أجمع بالزكام، لكن في حين أنها تستطيع أحيانًا منع العدوى المالية، فقد لا يسعها الوقت لذلك مع التكنولوجيا، ماذا لو وقعت أزمة مماثلة- سواء بقصد أو دون قصد مستقبلًا في قلب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا، هل سيكون مجرد عطل مؤقت مع بضعة مليارات من الخسائر؟.
إعادة تشغيل النظام يدويًاوطلبت الشركة من العملاء بعد فترة من العمل على معالجة الخلل، إعادة تشغيل النظام يدويًا، وقالت إنه قد يكون من الضروري للبعض تنفيذ هذا الإجراء 15 مرة قبل استجابة النظام، مضيفة أن بعض الأنظمة ستعود للعمل خلال ساعات والبعض الآخر سيستغرق وقتًا أطول.
تسبب العطل في تأخر بدء التداولات في بورصة لندن بنحو 20 دقيقة، مع اضطراب خدمة أخبار السوق التابعة لها، في حين لم تتأثر الأسواق المالية الأخرى في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. وتعطلت عمليات التداول لدى العديد من شركات الوساطة والبنوك مثل «جيه بي مورجان» و«تشارلز شواب»، وواجهت المطارات حول العالم أعطالًا تقنية وتأخرت الرحلات الجوية، وأصدرت شركات الطيران الأمريكية أوامر بعدم تحليق الطائرات.
من بين كل الشركات التي تستخدم أنظمتها، كان اعتماد مايكروسوفت على شركة «كراود سترايك»، هو سبب تفشي العدوى بهذه السرعة، نظرًا للانتشار الهائل لنظام ويندوز، خاصة أن الاضطراب جاء بعد ساعات من عطل بخدمات الحوسبة السحابية «آزور» التابعة لـ مايكروسوفت.
وتُعد «مايكروسوفت» ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية بأكثر من 3 تريليونات دولار، وتولد إيرادات تتجاوز 200 مليار دولار سنويًا، بفضل مبيعات البرمجيات وخدمات الحوسبة السحابية (ولدت وحدها 80 مليار دولار في آخر سنة) وغيرها، لكن الأهم من ذلك هو اعتماد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي على بُناها التحتية للحوسبة، وهو أمر ربما يشكل خطرًا أكبر في المستقبل حال تسبب عطل أو اختراق في أزمة مشابهة لكن بأنظمة التحكم في الذكاء الاصطناعي.
أطلقت مايكروسوفت منصة «آزور» كمصدر مفتوح للحوسبة السحابية في عام 2010، ونمت حصتها منذ ذلك الحين بثبات، حيث تستحوذ على نحو 24% من السوق العالمي، وهناك 350 ألف شركة تستعين بخدماتها، وتعتمد 95% من الشركات المدرجة بقائمة "فورتشن 500" عليها.
اضطراب عالمي واسع النطاق وخسائر بـ 20 مليارتسببت شركة «كراود سترايك- CrowdStrike»، في اضطراب عالمي واسع النطاق، مما أعطى لمحة لما يمكن أن يكون عليه سيناريو الانهيار الكلي لشبكات الحواسيب والإنترنت وأنظمة المعلومات وربما أسوأ من ذلك. وخسرت الشركة المسؤولة عن التحديث الأمني المسؤول عن العطل، حيث سجلت خسائر بنحو 20 مليار دولار في قيمتها السوقية.
وقد شهدت أسهم الشركة أدنى مستوى لها منذ عام 2022 نتيجة لهذا الخطأ التقني.
عندما تجتمع الثقة والشعور المفرط بالأمان والسيطرة مع المركزية الراسخة، تكون العواقب قاسية في حالات الإخفاق، فهكذا كان الحال خلال الأزمة المالية، وهو كذلك الآن في أزمة "كراود سترايك"، وربما سيكون على حاله إلى أن تقع كارثة أشد فتكًا.
تعتبر كراود سترايك الأمريكية هي ثاني أكبر مقدم خدمات أمن سيبراني في العالم بعدما تضاعف سهمها خلال آخر 12 شهرًا)، وتستخدم أكثر من 29 ألف شركة منتجاتها لردع الهجمات السيبرانية. وكان تحديث برمجيات كراود سترايك هو السبب في هذه الفوضى العالمية، والتي ربما ما كانت لتنجح أقوى الهجمات السيبرانية وأحكمها تدبيرًا في إحداث هذا التأثيرعلى هذا النطاق.
سهم كراود سترايك 400%وطرحت الشركة أسهمها في البورصة عام 2019، أجرت نحو 31 صفقة استحواذ واستثمار في كيانات أخرى ذات صلة، وتنمو أعمالها بشكل سريع للغاية. حقق سهم كراود سترايك عائدًا يتجاوز 400% منذ طرحه في البورصة، وفي حين أن إيراداتها بالكاد تجاوزت 3 مليارات دولار في عام 2023 (مقارنة بـ500 مليون في 2020)، كان يأمل البعض أن تصل قيمتها السوقية قرب تريليون دولار بحلول 2030.
وحلت كراود سترايك في المرتبة الأولى بقائمة «فورتشن» لأفضل 50 شركة مدرجة في البورصة تتمتع بوضع مواتٍ للنمو في عام 2021، فيما صنفتها «كاناليز» للتحليل، كشركة رائدة للنمو بين شركات الأمن السيبراني في 2023.
وتصنف «كاناليز»، كراود سترايك باعتبارها الشركة الرائدة عالميًا في مبيعات منتجات الأمان للنقاط الطرفية والتي تعد أمرًا حيويًا لحماية أمن الشركات والمؤسسات وحتى الحواسيب الشخصية والخوادم وأجهزة التوجيه، بحصة سوقية بلغت 18.5% في منتصف عام 2023.
الولايات المتحدة تسيطر على السوقوتسيطر الولايات المتحدة على سوق الأمن السيبراني بشكل مطلق، حيث بلغت حصة شركاتها من إيراداته 72 مليار دولار في 2023، تليها الصين بنحو 14 مليار دولار، ثم المملكة المتحدة بمقدار 10 مليارات دولار، والأمر كذلك بالنسبة لسوق الحوسبة. وفقًا لـ أرقام، فايننشال تايم و موقع كراود سترايك.
اقرأ أيضاًالبورصة تعيد فتح اكتتاب سندات خزانة مصرية بـ 8.8 مليار جنيها
ماذا تعرف عن شركة «كراودسترايك CrowdStrike» التي عطلت أعتى الأنظمة العالمية؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولايات المتحدة بورصة لندن الولايات المتحدة الأمريكية مايكروسوفت شركة كراود سترايك كراود سترايك أزمة مايكروسوفت ملیار دولار فی کراود سترایک
إقرأ أيضاً:
حرائق كاليفورنيا تكلف شركات التأمين 30 مليار دولار
كشف الاتحاد المصري للتأمين عن أن حرائق كاليفورنيا، عكست أهمية التأمين على المنازل لتوفير حماية للمباني السكنية ومحتوياتها وحمايتها من الأخطار المتوقع حدوثها، ويعد تأمين المنزل استثمارًا مهمًا يحمي الفرد وعائلته وممتلكاته من الخسائر المالية.
30 مليار دولار تكلفة شركات التأمينووفقًا للنشرة الأسبوعبة، للاتحاد، فإن الحرائق المتعددة التي اندلعت في منطقة لوس أنجلوس، ستكلف شركات التأمين بصورة مبدئية ما يصل إلى 30 مليار دولار، حسب تقديرات ويلز فارجو وجولدمان ساكس.
الحرائق واحدة من أكثر 20 كارثة طبيعيةوأوضح الاتحاد، أن الحرائق المستمرة، تبدو بالفعل وكأنها الحدث الأكثر تكلفة في تاريخ كاليفورنيا، وأن التوقعات من شأنها أن تجعل الحرائق واحدة من أكثر 20 كارثة طبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، عند حسابها كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
سوق التأمين على الممتلكاتوواجه سوق التأمين على الممتلكات في ولاية كاليفورنيا، بعض التحديات لعدة سنوات، بسبب اللوائح التنظيمية القديمة في الولاية، والتي لم تسمح لشركات التأمين بفرض أسعار تتناسب مع المخاطر المتزايدة لتكرار حرائق الغابات وغيرها من الأحداث المتطرفة بسبب تغير المناخ، وفقًا للاتحاد المصري للتأمين.
تقليص نشاط شركات التأمينوفي السنوات الأخيرة شهد السوق تقليص نشاط سبعة من أكبر شركات التأمين في الولاية، فعلى سبيل المثال، توقفت إحدى شركات التأمين عن بيع الوثائق التأمينية الجديدة بشكل تام فى عام 2022، بينما قامت إحدى شركات التأمين الأخرى بإلغاء 30 ألف وثيقة في عام 2023، بما في ذلك 1600 وثيقة في حي "باسيفيك باليسيدز" وحده.