تفاجأ مستخدمو أنظمة «ويندوز» التابعة لشركة «مايكروسوفت»، من أستراليا مرورًا باليابان ثم المملكة المتحدة ووصولًا إلى أقصى الساحل الغربي للولايات المتحدة وكثير من الدول، بتعطل حواسبهم، كما تعطلت الخوادم ولم يتمكنوا من تشغيلها أمس الجمعة، إذ تشير التقديرات الأولية إلى تعطل ملايين الأجهزة حول العالم. وقد بلغ مجموع خسائر ماسكروسوفت، و كراود سترايك المسؤولة عن الأمن السيبراني نحو 43 مليار دولار وفقًا لتقديرات أولية.

وخسرت أسهم شركة مايكروسوفت خسائر تقدر بأكثر من 23 مليار دولار في سوق الأسهم الأمريكية نتيجة للعطل، وأجبرت الشركة على مواجهة تراجعًا كبيرًا في قيمتها السوقية، مع توقعات بخسائر مالية إضافية ناتجة عن مطالبات التعويض من الشركات والهيئات المتأثرة.

وتعطلت أعمال البنوك والرعاية الصحية وحركة الطيران وشبكات التلفزيون والسلاسل التجارية والقطارات والفنادق وغيرها من الأعمال والأنشطة الاقتصادية، فيما بات يعرف الآن بأنه «أكبر عطل تقني لأنظمة تكنولوجيا المعلومات في التاريخ». تكشف تلك الأزمات مخاطر اعتماد العالم المفرط على أمريكا لتشغيل أنظمته التقنية مثلما يحدث في النظام المالي، ما يعني أنه عندما تعطس الولايات المتحدة تصيب العالم أجمع بالزكام، لكن في حين أنها تستطيع أحيانًا منع العدوى المالية، فقد لا يسعها الوقت لذلك مع التكنولوجيا، ماذا لو وقعت أزمة مماثلة- سواء بقصد أو دون قصد مستقبلًا في قلب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا، هل سيكون مجرد عطل مؤقت مع بضعة مليارات من الخسائر؟.

إعادة تشغيل النظام يدويًا

وطلبت الشركة من العملاء بعد فترة من العمل على معالجة الخلل، إعادة تشغيل النظام يدويًا، وقالت إنه قد يكون من الضروري للبعض تنفيذ هذا الإجراء 15 مرة قبل استجابة النظام، مضيفة أن بعض الأنظمة ستعود للعمل خلال ساعات والبعض الآخر سيستغرق وقتًا أطول.

تسبب العطل في تأخر بدء التداولات في بورصة لندن بنحو 20 دقيقة، مع اضطراب خدمة أخبار السوق التابعة لها، في حين لم تتأثر الأسواق المالية الأخرى في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. وتعطلت عمليات التداول لدى العديد من شركات الوساطة والبنوك مثل «جيه بي مورجان» و«تشارلز شواب»، وواجهت المطارات حول العالم أعطالًا تقنية وتأخرت الرحلات الجوية، وأصدرت شركات الطيران الأمريكية أوامر بعدم تحليق الطائرات.

من بين كل الشركات التي تستخدم أنظمتها، كان اعتماد مايكروسوفت على شركة «كراود سترايك»، هو سبب تفشي العدوى بهذه السرعة، نظرًا للانتشار الهائل لنظام ويندوز، خاصة أن الاضطراب جاء بعد ساعات من عطل بخدمات الحوسبة السحابية «آزور» التابعة لـ مايكروسوفت.

وتُعد «مايكروسوفت» ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية بأكثر من 3 تريليونات دولار، وتولد إيرادات تتجاوز 200 مليار دولار سنويًا، بفضل مبيعات البرمجيات وخدمات الحوسبة السحابية (ولدت وحدها 80 مليار دولار في آخر سنة) وغيرها، لكن الأهم من ذلك هو اعتماد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي على بُناها التحتية للحوسبة، وهو أمر ربما يشكل خطرًا أكبر في المستقبل حال تسبب عطل أو اختراق في أزمة مشابهة لكن بأنظمة التحكم في الذكاء الاصطناعي.

أطلقت مايكروسوفت منصة «آزور» كمصدر مفتوح للحوسبة السحابية في عام 2010، ونمت حصتها منذ ذلك الحين بثبات، حيث تستحوذ على نحو 24% من السوق العالمي، وهناك 350 ألف شركة تستعين بخدماتها، وتعتمد 95% من الشركات المدرجة بقائمة "فورتشن 500" عليها.

اضطراب عالمي واسع النطاق وخسائر بـ 20 مليار

تسببت شركة «كراود سترايك- CrowdStrike»، في اضطراب عالمي واسع النطاق، مما أعطى لمحة لما يمكن أن يكون عليه سيناريو الانهيار الكلي لشبكات الحواسيب والإنترنت وأنظمة المعلومات وربما أسوأ من ذلك. وخسرت الشركة المسؤولة عن التحديث الأمني المسؤول عن العطل، حيث سجلت خسائر بنحو 20 مليار دولار في قيمتها السوقية.

وقد شهدت أسهم الشركة أدنى مستوى لها منذ عام 2022 نتيجة لهذا الخطأ التقني.

عندما تجتمع الثقة والشعور المفرط بالأمان والسيطرة مع المركزية الراسخة، تكون العواقب قاسية في حالات الإخفاق، فهكذا كان الحال خلال الأزمة المالية، وهو كذلك الآن في أزمة "كراود سترايك"، وربما سيكون على حاله إلى أن تقع كارثة أشد فتكًا.

تعتبر كراود سترايك الأمريكية هي ثاني أكبر مقدم خدمات أمن سيبراني في العالم بعدما تضاعف سهمها خلال آخر 12 شهرًا)، وتستخدم أكثر من 29 ألف شركة منتجاتها لردع الهجمات السيبرانية. وكان تحديث برمجيات كراود سترايك هو السبب في هذه الفوضى العالمية، والتي ربما ما كانت لتنجح أقوى الهجمات السيبرانية وأحكمها تدبيرًا في إحداث هذا التأثيرعلى هذا النطاق.

سهم كراود سترايك 400%

وطرحت الشركة أسهمها في البورصة عام 2019، أجرت نحو 31 صفقة استحواذ واستثمار في كيانات أخرى ذات صلة، وتنمو أعمالها بشكل سريع للغاية. حقق سهم كراود سترايك عائدًا يتجاوز 400% منذ طرحه في البورصة، وفي حين أن إيراداتها بالكاد تجاوزت 3 مليارات دولار في عام 2023 (مقارنة بـ500 مليون في 2020)، كان يأمل البعض أن تصل قيمتها السوقية قرب تريليون دولار بحلول 2030.

وحلت كراود سترايك في المرتبة الأولى بقائمة «فورتشن» لأفضل 50 شركة مدرجة في البورصة تتمتع بوضع مواتٍ للنمو في عام 2021، فيما صنفتها «كاناليز» للتحليل، كشركة رائدة للنمو بين شركات الأمن السيبراني في 2023.

وتصنف «كاناليز»، كراود سترايك باعتبارها الشركة الرائدة عالميًا في مبيعات منتجات الأمان للنقاط الطرفية والتي تعد أمرًا حيويًا لحماية أمن الشركات والمؤسسات وحتى الحواسيب الشخصية والخوادم وأجهزة التوجيه، بحصة سوقية بلغت 18.5% في منتصف عام 2023.

الولايات المتحدة تسيطر على السوق

وتسيطر الولايات المتحدة على سوق الأمن السيبراني بشكل مطلق، حيث بلغت حصة شركاتها من إيراداته 72 مليار دولار في 2023، تليها الصين بنحو 14 مليار دولار، ثم المملكة المتحدة بمقدار 10 مليارات دولار، والأمر كذلك بالنسبة لسوق الحوسبة. وفقًا لـ أرقام، فايننشال تايم و موقع كراود سترايك.

اقرأ أيضاًالبورصة تعيد فتح اكتتاب سندات خزانة مصرية بـ 8.8 مليار جنيها

ماذا تعرف عن شركة «كراودسترايك CrowdStrike» التي عطلت أعتى الأنظمة العالمية؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الولايات المتحدة بورصة لندن الولايات المتحدة الأمريكية مايكروسوفت شركة كراود سترايك كراود سترايك أزمة مايكروسوفت ملیار دولار فی کراود سترایک

إقرأ أيضاً:

الذهب يسجل خسائر أسبوعية والسوق تترقب بيانات أمريكية

يقترب الذهب من تسجيل تراجع أسبوعي، اليوم الجمعة، بعد قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، الذي أشار إلى إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال 2025، في حين تحول تركيز السوق إلى بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة، المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم.

وسجل الذهب في المعاملات الفورية 2594.59 دولار للأونصة. وخسر المعدن النفيس أكثر من 2% على مدار الأسبوع. واستقرت أيضاً العقود الأمريكية الآجلة للذهب عند 2609.30 دولار للأونصة.

ويترقب المستثمرون الآن بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، وهو مقياس التضخم المفضل لدى المركزي الأمريكي، للحصول على المزيد من الأدلة حول التوقعات الاقتصادية في الولايات المتحدة.

Gold set for weekly drop; traders await US data for cues https://t.co/sWZlnckKYs pic.twitter.com/XUzqsef6kg

— Reuters Asia (@ReutersAsia) December 20, 2024

وقلص البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، كما دفع إشارة البنك عن التباطؤ المتوقع في خفض أسعار الفائدة الذهب إلى أدنى مستوى له منذ 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأظهرت بيانات، أمس الخميس، نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثالث، في حين تراجعت طلبات إعانة البطالة، مما عزز التوقعات بأن البنك المركزي سيتبع نهجاً حذراً في تخفيف السياسة النقدية في العام المقبل.

وصوت صناع السياسات في بنك إنجلترا بأغلبية 6 أصوات مقابل 3 لصالح الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، أمس الخميس. وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز أن من المتوقع على نطاق واسع أن تترك الصين أسعار الفائدة على الإقراض دون تغيير في وقت لاحق من، اليوم الجمعة.

ويقلل ارتفاع أسعار الفائدة من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة عند 29.02 دولار للأونصة، وهبط البلاتين 0.4% مسجلاً 919.70 دولار للأونصة. وخسر البلاديوم 0.2% ليسجل 904.21 دولار. وتقترب المعادن الثلاثة من تسجيل خسائر أسبوعية.

مقالات مشابهة

  • صنعاء: خسائر جسيمة جراء الاستهدافات الصهيوأمريكية للموانئ اليمنية 
  • خبير اقتصادي: مصر أعلى دولة إفريقية تحقيقا للإيرادات السياحية بـ14.4 مليار دولار
  • خسائر فادحة تهز ثروات البرازيل وسط انهيار العملة وتضخم العجز المالي
  • بقيمة 5 مليار دولار .. الولايات المتحدة تُوافق على بيع مصر معدات عسكرية لتعزيز أمنها القومي
  • شركة العاصمة الإدارية: 11 مليار جنيه إجمالى ضرائب هذا العام تم سدادها للدولة
  • خالد عباس: متوقع أن تتجاوز أرباح شركة العاصمة الإدارية 30 مليار جنيه
  • البورصة المصرية تتكبد 33 مليار جنيه خسائر أسبوعية
  • المعدن الاصفر يتجه لتسجيل خسائر اسبوعية
  • الذهب يسجل خسائر أسبوعية والسوق تترقب بيانات أمريكية
  • 8 مؤسسات تدير أصولاً بقيمة 635 مليار دولار تنضم إلى «أبوظبي العالمي»