العالم يخسر مليارات الدولارات.. توابع الخلل التقني العالمي
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
الخلل التقني العالمي.. تعرض العالم لهزة عنيفة وذلك بسبب الخلل التقني الذي ضرب العديد من الدول وأدى إلى توقف الخدمات داخل المطارت والمصارف وانقطاع الإنترنت، جراء برنامج حماية أصدرته شركة كراود سترايك للأمن السيبراني على عدد لا يحصى من أجهزة الكمبيوتر.
وتستعرض «الأسبوع» خلال السطور التالية تفاصيل الخلل التقني العالمي.
انهارت أسهم شركة «مايكروسوفت» التكنولوجية العملاقة في تعاملات قبل فتح الأسواق اليوم، نتيجة العطل التقني الذي أصاب الأجهزة والكمبيوترات والخوادم التي تعمل بنظام «ويندوز» ليل أمس الخميس وصباح اليوم الجمعة.
وخسرت الشركة التي تقدر قيمتها السوقية بنحو 3.2 تريليون دولار، ما يزيد على 23 مليار دولار على الفور بعد هبوط قيمة أسهمها بأكثر من ثلاثة في المئة في التعاملات المستقبلية المبكرة، في ظل توقعات بأن ترتفع نسبة الخسائر مع فتح الأسواق الأميركية في وقت لاحق من اليوم.
أما الشركة المسئولة عن العطل التقني الذي ضرب الشركات والمصالح حول العالم وهي شركة "كراود سترايك" للأمن الإلكتروني وتقدر قيمتها السوقية بنحو 125 مليار دولار، فتشير التوقعات إلى خسارتها 20 مليار دولار في الأقل من قيمتها بمجرد فتح الأسواق للتعاملات.
وبحساب بسيط للقيمة السوقية للشركات المدرجة على مؤشرات الأسهم للبورصات الكبرى حول العالم فإن هبوطاً بنسبة نقطة مئوية يعني مئات مليارات الدولارات من الخسائر، هذا فضلاً عن الخسائر المباشرة للشركات والأعمال التي تعطلت والخسائر غير المباشرة التي سيتطلب احصاؤها وقتاً طويلاً.
أضرار مباشرة وغير مباشرة ناتجة عن العطل التقني العالميمن ناحية أخرى، وبعدما أعلنت الشركة المسؤولة عن العطل أنها سحبت التحديث لأنظمة مايكروسوفت وأصلحت الخلل بدأت بعض الأعمال تعود تدريجاً، لكن مع استمرار الاضطراب في قطاعات مثل النقل الجوي والخدمات الصحية وغيرهما من الجهات التي تتطلب أعمالها الدقة العالمية في الأمن والسلامة، لذا فهي تحتاج وقتاً أطول لإعادة تشغيل الأنظمة وعودتها لطبيعتها المعتادة.
حتى بعض الشركات والجهات التي تستخدم أنظمة تشغيل إلكترونية غير تلك التابعة لـ «مايكروسوفت» تعرضت أيضاً للأعطال، بسبب ارتباطاتها بأعمال أخرى تستخدم نظام «ويندوز» أو ما يماثله من منتجات «مايكروسوفت».
ومع أن بعض المصارف الكبرى والشركات المالية الكبرى تستخدم أنظمة «احتياط» فإن العطل التقني الذي ضرب العالم كان هائلاً، فأصاب كثيرين بالاضطراب إن لم يكن التوقف التام للأعمال.
وتقتصر التقديرات الأولية للخسائر على انهيار القيمة السوقية للشركات وحتى للبورصات ذاتها التي تعطل التداول فيها ولو لفترة قصيرة، إضافة طبعاً إلى حساب خسائر شركات الطيران مثلاً نتيجة تعطل آلاف الرحلات وما يمكن أن يطالب به مئات آلاف المسافرين من تعويضات نتيجة الأضرار غير المباشرة.
على أية حال سيتضح الحجم الحقيقي للخسائر التي منيت بها الشركات والأعمال حول العالم بعد فترة، حين تحسب كل شركة وهيئة ومؤسسة خسائرها المباشرة وغير المباشرة نتيجة العطل التقني، والذي تباينت مدته ما بين شركة وأخرى وهيئة ومصلحة وأخرى.
توقعات خسائر العطل التقني العالميوسيظل من الصعب حساب الخسائر مع تعطل مئات الشركات والهيئات والمصالح حول العالم، من عمليات المصارف والشركات المالية إلى منافذ الدفع بالمحال إضافة إلى المطارات والمستشفيات وغيرها. لكن دراسة قبل 10 أعوام من معهد "بونمون" قدرت في المتوسط أن انقطاع الشبكات يؤدي إلى خسارة في الدقيقة بنحو 9 آلاف دولار.
وبالطبع ارتفع هذا الرقم كثيراً الآن خلال عام 2024، لكن حتى على هذا الأساس فإن الانقطاع لمدة ساعة يمثل خسائر بعشرات وربما مئات ملايين الدولارات، وهناك عوامل عدة تؤثر في تقدير الخسائر في الدقيقة نتيجة الأعطال التقنية، منها حجم الشركة وقيمة أعمالها وطبيعة نشاطها إضافة إلى مدى تأثر أسهمها في السوق الذي يقلل من قيمتها السوقية، وعلى سبيل المثال وبحسب دراسة المعهد، فإن الشركات الصغيرة قد تكون معدلات خسائرها في المتوسط 5 آلاف و600 دولار في الدقيقة، يرتفع ذلك المتوسط بالنسبة إلى الشركات الأكبر طبعاً.
ولا يعرف أيضاً مدى قدرة الشركات والأعمال على تعويض أية خسائر من شركات التأمين، إذ إن مثل هذه الأعطال غالباً ليست ضمن عقود التأمين، بالتالي يصعب الحصول على تعويضات فضلاً عن أن شركات التأمين ذاتها كانت من بين التي تعرضت للتعطيل خلال الأزمة، بالتالي منيت أيضاً بخسائر لم تحص قيمتها بعد، وعلى رغم أن العطل حدث بينما بعض الأسواق المالية مغلقة بسبب اختلاف التوقيت في مناطق الكرة الأرضية فإن هناك أسواقاً كانت مفتوحة، بالتالي توقفت عملياتها مما يعني خسائر يصعب تقديرها ولا حتى بصورة تقريبية.
وسيأخذ العالم وقتاً في حساب خسائره نتيجة عطل نجم عن «تحديث» برامجي من شركة لنظم تشغيل إلكترونية تابعة لشركة تكنولوجيا كبرى، وتستخدم في معظم الأجهزة والمعدات حول العالم، وحتى في النهاية لن يكون الحساب دقيقاً بل تقديرياً، والأرجح أنه سيكون بمئات المليارات في أقل تقدير.
اقرأ أيضاًخبير لـ «حقائق وأسرار»: مصر لم تتأثر بالخلل التقني العالمي لهذا السبب
بعد الخلل التقني العالمي.. ارتباك جزئي بمواعيد الرحلات الجوية بالمطارات المصرية
هل تحققت نبوءة ليلى عبد اللطيف بعد الخلل التقني الذي أصاب العالم؟ «فيديو»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: هجوم إلكتروني شركة كراود سترايك الخلل التقني العالمي خرق أمني الخلل التقنی العالمی العطل التقنی التقنی الذی حول العالم
إقرأ أيضاً:
شركة 44.01 العُمانية تفوز بجائزة XFACTOR بقيمة مليون دولار لحلولها المبتكرة في مجال إزالة الكربون
أُعلن في نيويورك عن فوز الشركة العُمانية الناشئة 44.01 في فئة "الهواء" ضمن مسابقة XPRIZE العالمية لإزالة الكربون، حيث حصلت على جائزة XFACTOR التي تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي، ويعتمد مشروع 44.01، الذي يُنفذ في الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، على تقنية التقاط الكربون المباشر من الهواء، حيث يتم التقاط ثاني أكسيد الكربون من الجو وتحويله إلى معدن، مما يضمن عدم عودته إلى الغلاف الجوي مرة أخرى.
وتحدّت مسابقة XPRIZE العالمية، التي امتدت لأربع سنوات، الفرق من مختلف أنحاء العالم لتطوير حلول عالية الجودة وقابلة للتوسع لإزالة ثاني أكسيد الكربون، وقد شارك أكثر من 1300 فريق من قرابة 80 دولة حول العالم، وتم اختيار 20 فريقًا نهائيًا في مايو 2024، وأُعلن عن الفائزين اليوم في نيويورك.
ويُعد مشروع 44.01 من أوائل المشاريع في العالم التي تلتقط ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزنه بشكل دائم تحت الأرض، وقد رأت لجنة تحكيم XPRIZE أن المشروع يُمثل نموذجًا واعدًا لحل آمن وعالي الجودة مع قابلية توسعه في مجال إزالة الكربون لإحداث فرق ملموس في مواجهة تغيّر المناخ.
وقال طلال حسن، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة 44.01: إن نجاح مشروع "حَجَر" هو دليل على الدور الريادي الذي يمكن لمنطقتنا أن تؤديه في مجال إزالة الكربون من الغلاف الجوي، وتوفير فرص عمل جديدة خلال مرحلة الانتقال في قطاع الطاقة، ويحتاج مناخنا إلى حلول فعّالة لإزالة الكربون التي يمكن تنفيذها على نطاق واسع، لذلك نحن نعمل بجد لتوسيع نطاق تقنيتنا في الشرق الأوسط وتصديرها إلى العالم.
وقد أثبتت شركة 44.01 فعالية تقنيتها في "التمعدن" في كل من سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل حاليًا على التوسع عالميًا.
الجدير بالذكر أنه يمكن تنفيذ تقنية "التمعدن" في جميع قارات العالم، حيث إنها تؤدي دورًا كبيرًا في إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، والإسهام في التخلص من الكربون المنبعث من الصناعات الثقيلة، وكذلك دفع الدول إلى تحقيق أهدافها نحو الحياد الصفري.
وتقوم 44.01 بإزالة ثاني أكسيد الكربون عن طريق تحويله إلى صخر، وتعتمد تقنية الشركة الرائدة على تسريع العملية الطبيعية لتمعدن ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى تخزينه بشكل دائم خلال أقل من 12 شهرًا، وتستقبل الشركة ثاني أكسيد الكربون المُلتقط مباشرة من الهواء أو من العمليات الصناعية الصعبة لإزالة الكربون منها، مما يُسهم في خفض الانبعاثات وإعادة التوازن إلى مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتُعد هذه العملية آمنة، وقابلة للتوسع، ودائمة إلى الأبد.
وتُعد XPRIZE الجهة العالمية الرائدة في تصميم وتنفيذ المسابقات واسعة النطاق لحل أكبر التحديات التي تواجه البشرية، وعلى مدار أكثر من 30 عامًا، أسهم نموذج XPRIZE الفريد في ديمقراطية الابتكار من خلال تحفيز الحلول المبتكرة المستندة إلى العلم والمقدمة من الجمهور، بما يُسرّع الوصول إلى مستقبل أكثر عدالة ووفرة.