تجيء مشاركة “جوقة سراج” الفلسطينية في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الثامنة والثلاثين لهذا العام، لتحمل إلى جمهور المهرجان الأردني والعربيّ عبق الأغنية الفلسطينية من ناحية، والتجديد الحاصل على الأغنية العربية، من حيث الاحتفاء بالطرب الأصيل والاشتغال المدروس على روائع الفن والطرب، من ناحية أخرى .
والمتصفح لبدايات وسيرة هذه الجمعية، التي تأسست سنة 2004 في قرية الرامة الفلسطينية، ومنذ تأسيسها وهي بقيادة المايسترو سامر بشارة، يدرك أنها معهدٌ فني يشجي الذائقة ويعزز من مكانة الأعمال الباحثة عن الصفاء الطربي الأصيل الممزوج برونق الإنسان وشغفه الدائم باللحن والغناء في حمل الكلمة والارتباط بالعصر الذهبيّ للأغنية العربية، وإعادة أمجاد الأعمال التي استقرّت في الذاكرة ويعاد إنتاجها اليوم والعمل عليها .


تشارك “جوقة سراج” يوم الخميس 25/7/2024 في الساحة الرئيسية للمدينة الأثرية بجرش، حيث تتجلى الفرقة في إحياء التراث وإعادة توزيع أغانٍ تحمل العديد من المعاني الإنسانية والطابع الاجتماعي الحضاري، للحفاظ على الفن والموسيقى، فقد انطلقت الفرقة من حاجتنا وافتقادنا إلى الألوان الطربية التي تقوم بتجسيدها بالكلمة واللحن والتوزيع والغناء، كما انطلقت من خطورة ضياع الموروث وتوقّف الفرق العاملة وتشتت الجهود وضياع الإرث الموسيقي بين هنا وهناك .
البداية كانت عن طريق مجموعة من الفنانين الفلسطينيين من أبناء قرية الرامة الفلسطينية في الجليل، التأمت سنه 2005 وأطلقت أولى أعمالها “سوا ربينا”، لتزداد طموحًا وتصميمًا مع السنين، فتصبح معهدًا تدريبيًّا لطلاب المدارس، ولتكون الجوقة الأكبر والأكثر تأثيرًا في فلسطين الـ 48 ، في ما تجمعه من أصالة وإبداع، ومن “سوا ربينا” إلى “حبايبنا حوالينا”، إلى “زهرة الحرية”، إلى عروض ناجحة، مثل “سيد درويش”، إلى التلحين والغناء لعمالقة الفن العربي، مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفيروز ووديع الصافي وسيد مكاوي وغيرهم .
أما الاهتمام بالهوية الفلسطينية وتجذيرها بالأغنية، فكان له النصيب الأكبر في عمل الفرقة، مثل عرض “يا مروح بلدك”، وعرض “وينك” الذي اتكأ على كلمات مغناة لشعراء وملحنين فلسطينيين، مثل الشاعر سميح القاسم، وسالم درويش، وسامر بشارة، وعلاء عزام .
وبعد سنة 2020 ، انطلقت الجوقة إلى الإنتاج الذاتي للأعمال الفنية على مستوى دولي، مثل أوبرا “غربة حب”، والمسرحية الغنائية “شيوخ الطرب” التي جمعت ما بين السرد والقصة والتثقيف، وغيرها من الأعمال .
الجميع بانتظار “جوقة سراج” على الساحة الرئيسية لمدينة جرش الأثرية العتيقة، بما يحمله المكان من أصالة، والجمهور من حسٍّ طربيٍّ وتراثيٍّ أصيل .

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

تحقيق أيرلندي يجد مستوى “مروع جداً” من الاعتداءات الجنسية في المدارس التي تديرها الكنيسة

سبتمبر 4, 2024آخر تحديث: سبتمبر 4, 2024

المستقلة/- قالت الحكومة الأيرلندية يوم الثلاثاء إن تحقيق حكومي كشف عن مستوى “مروع جداً” من الاعتداءات الجنسية في المدارس الدينية، وخاصة تلك التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية، على مدى ما يقرب من قرن من الزمان مع 2395 ادعاء.

ووجد “التحقيق الاستقصائي” الأولي 884 متهماً بالاعتداء الجنسي في أكثر من 300 مدرسة في جميع أنحاء البلاد بين عامي 1927 و2013. وقالت الحكومة إن معظم الحالات حدثت من الستينيات إلى التسعينيات.

وقالت وزيرة التعليم نورما فولي في مؤتمر صحفي إن هذه الخطوة ستتبعها لجنة تحقيق من المرجح أن تجد حالات إضافية.

وقالت فولي “إن مستوى الاعتداء صادم. إنه صادم حقاً، وكذلك عدد المعتدين المزعومين”.

واستند التحقيق الأولي إلى السجلات التي تحتفظ بها المؤسسات الدينية وشهادات الضحايا. وهو الأحدث في سلسلة من التقارير في العقود الأخيرة حول مزاعم الاعتداء وسوء المعاملة من قبل الكهنة وأعضاء الطوائف الدينية، وخاصة في الكنيسة الكاثوليكية المهيمنة في أيرلندا.

ومن المقرر أن يتم نشر الوثيقة في وقت لاحق من يوم الثلاثاء بعد تقديمها للضحايا.

وافقت الحكومة الأيرلندية على إنشاء تحقيق قانوني كامل، في أعقاب نتائج “تقرير التحقيق الاستقصائي”، الذي نُشر مساء الثلاثاء.

وذكر التقرير أن المصدر الأساسي للبيانات بشأن مزاعم الاعتداء الجنسي هو الأوامر الدينية والمدارس نفسها.

وحذر التقرير من أن العدد الحقيقي للادعاءات من المرجح أن يكون أكثر، نظرًا لأن الاعتداءات لا يتم الإبلاغ عنها بشكل عام.

أكثر من نصف الأشخاص البالغ عددهم 884 المتهمين بالاعتداء الجنسي ماتوا الآن.

قالت مؤلفة التقرير، المحامية ماري أوتول، إن هناك “عددًا مرتفعًا بشكل خاص من الادعاءات في المدارس الخاصة”.

تم تسجيل 590 ادعاءً في 17 مدرسة خاصة، شملت 190 من المعتدين المزعومين.

أجرى 149 من الناجين مقابلات أو قدموا عرضًا مكتوبًا للتحقيق الاستقصائي.

وبحسب التقرير، فإن الاعتداء الجنسي “كان مصحوبًا غالبًا بعنف شرس”.

وقال الضحايا إن الاعتداء حدث في الفصول الدراسية، والمهاجع، والمرافق الرياضية، وفي الأنشطة الموسيقية وغيرها من الأنشطة اللامنهجية.

بالنسبة للعديد منهم، “توقفت طفولتهم في اليوم الذي بدأ فيه الاعتداء”.

وتتعلق الشهادات بالسنوات بين الستينيات والتسعينيات.

كما كان لدى الناجين “اعتقاد قوي بأن ما كان يحدث كان منتشرًا لدرجة أنه من المستحيل أن يمر دون أن يلاحظه الموظفون الآخرون، وأعضاء وقيادات الطوائف الدينية”.

وقال الأشخاص الذين تعرضوا للإساءة لمؤلفي التقرير إن “قوة الكنيسة الكاثوليكية اخترقت حياتهم بكل الطرق” وكانوا يعتقدون أنه لا يوجد أحد يمكنهم إخباره، بما في ذلك والديهم.

كما تُظهر القصص الشخصية كيف عانى الناجون من مشاكل الصحة العقلية والإدمان في وقت لاحق من حياتهم نتيجة للصدمة التي عانوا منها عندما كانوا أطفالاً.

وأشارت فولي إلى أن التقرير أوصى بأن تساهم المنظمات الدينية في خطة التعويض المالي.

وقالت إن الضحايا والناجين أظهروا “شجاعة غير عادية” في التقدم لمشاركة قصصهم الشخصية.

كما أشادت بالراحل مارك رايان، الذي تحدث عن تجربته في التعرض للإساءة في كلية بلاكروك في دبلن في السبعينيات.

وقد ظهرت شهادته، إلى جانب شهادة شقيقه ديفيد، في فيلم وثائقي إذاعي بثته هيئة الإذاعة الوطنية الأيرلندية RTÉ بعنوان “Blackrock Boys” في عام 2022، والذي أحدث تأثيرًا عامًا كبيرًا.

وقالت جمعية قادة المبشرين والمتدينين في أيرلندا (AMRI): “نحن ندرك أنه لا يمكننا أبدًا معرفة عمق الألم والمعاناة التي تحملها الناجون وما زالوا يتحملونها”.

وقالت المنظمة إنها عملت مع الأعضاء “لتسهيل التعاون الكامل” مع التحقيق الاستقصائي وستقوم “بفحص التوصيات بعناية والرد وفقًا لذلك”.

وقال فولي إن المدارس يجب أن تكون أماكن “ملاذ، وليس أماكن للرعب” وأن المعتدين “دمروا” الشباب الذين كانوا في رعايتهم بدلاً من بنائهم.

وتخطط الحكومة الآن لتعيين رئيس للتحقيق الكامل، والذي يُطلق عليه لجنة التحقيق، ووضع شروط مرجعية.

وقال نائب رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن إن “مستوى وحجم الانتهاكات المروعة داخل المدارس التي تم الكشف عنها في صفحات التقرير صادم، ويجب أن تكون هناك مساءلة كاملة وتحقيق العدالة لأولئك الذين تعرضوا للانتهاك”.

مقالات مشابهة

  • “دندرة” .. أول فرقة موسيقية بالذكاء الاصطناعي في العالم
  • بدور القاسمي تطلق “الوكالة الإعلامية الطلابية” لتمكين الجيل الجديد من رواد الأعمال
  • اتفاقية تعاون بين “الهيئة الملكية للجبيل وينبع” وجامعة “الأعمال والتكنولوجيا”
  • “الزادمة” يؤكد على الرسالة الهامة التي يحملها الإعلام في خدمة قضايا المجتمع المختلفة
  • “حماد” يبحث مع عمداء بلديات الجنوب سبل حل المشكلات التي تواجه سير عمل البلديات
  • تحقيق أيرلندي يجد مستوى “مروع جداً” من الاعتداءات الجنسية في المدارس التي تديرها الكنيسة
  • “هيئة الطرق”: ارتفاع نسبة الإنجاز في مشروع صيانة طريق الرياض – نجران – شرورة إلى 25%
  • “الخارجية الفلسطينية”: تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي لخارطة الضفة الغربية استخفاف بالشرعية الدولية
  • بعد حذف أغنياتها.. جمهور شيرين عبد الوهاب يدعمها بـ”مقاطعة روتانا”
  • “ويتيكس” 2024 يعرّف الراغبين بافتتاح مقرات لشركاتهم في دبي على بيئة العمل التنافسية والمرنة في الإمارة