متحدث باسم الدعم السريع لـAWP: الجيش السوداني يتحمل مسؤولية المجاعة
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
(وكالة أنباء العالم العربي) - رفض المتحدث باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي الاتهامات الموجهة للدعم السريع بأنه يحاصر مدينة سنار من أجل تجويعها، ونفى إخراج ثلاثة ملايين فدان من الإنتاج الزراعي في السودان.
وقال قرشي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الجمعة "نحن لا نحاصر مدينة سنار بغرض تجويعها، بل نحاصر العناصر المسلحة المرتبطة بالحركة الإسلامية وعناصر الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان".
وأضاف "ليس لدينا عداء مع المواطنين يجعلنا نسعى لتجويعهم، بل نحن نحاصر العدو الموجود داخل مدينة سنار. ليس صحيحا (خروج ثلاثة ملايين فدان من الإنتاج الزراعي) إذ ليست لدينا علاقة بالعمل الزراعي، هدفنا واحد هو تصويب بندقيتنا وقواتنا نحو العدو، أما ما يخص المواطنين وأعمالهم فليس لدينا أي اختصاص بذلك".
كانت وزارة الخارجية السودانية قد اتهمت قوات الدعم السريع هذا الأسبوع بتعمد تعطيل النشاط الزراعي في مناطق إنتاج الغذاء في البلاد وترويع المزارعين لإحداث مجاعة في السودان. وقالت الخارجية السودانية إن قوات الدعم السريع تدمر البنى التحتية للقطاع الزراعي وتنهب الآليات والتقاوي ومحاصيل الموسمين الشتوي والصيفي.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان من العام الماضي بسبب خلاف حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعا إلى مناطق أخرى.
وأحكمت قوات الدعم السريع منذ الأشهر الأولى للصراع قبضتها على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وإقليمي دارفور وكردفان غربا، ثم سيطرت على ولاية الجزيرة وسط البلاد في ديسمبر كانون الأول قبل أن تبسط نفوذها على ولايتي سنار في الجنوب الشرقي والقضارف شرقا.
وأكد المتحدث باسم قوات الدعم السريع أن الاتفاق مع الأمم المتحدة بخصوص إدخال المساعدات للمناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع ما زال يجري البحث في تفاصيله، قائلا إن قوات الدعم السريع ستعلن عن كل الإجراءات قريبا.
وقال قرشي مستنكرا عند سؤاله عن مدى استعداد الدعم السريع لانسحاب مشروط بالاتفاق مع الجيش وضمان دولي حتى تعود المشاريع الزراعية الكبرى للعمل "ما هي علاقتنا بالزراعة حتى ننسحب أو لا ننسحب؟ هم يتكلمون هكذا لاستعطاف العالم، نحن في الدعم السريع لم نعطل الزراعة أصلا، بل ندخل المساعدات الإنسانية ونرغب في زيادتها.
"هم (الجيش) يتكلمون عن هذا كلما حاصرناهم في مدينة وأحسوا بالضغط والهزيمة، يخرجون ليستعطفوا العالم عبر الادعاء أننا حاصرنا المدن وجوعنا المواطنين وغيرها من الأكاذيب. نحن قادرون على إدارة وتشغيل المشاريع (الزراعية)، بل إننا نسيطر عليها، ولسنا بحاجة لطرف ثاني أو ثالث ليفعل ذلك".
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، عبرت الإمارات و14 دولة أخرى عربية وأفريقية منها المغرب والأردن وموريتانيا ونيجيريا في بيان عن القلق تجاه حالة الأمن الغذائي وخطر المجاعة في السودان.
وردا على سؤال حول كيفية تفادي المجاعة وأزمة نقص الغذاء، قال قرشي "لا نتحمل أي مسؤولية لأننا لم نشعل الحرب في السودان... موقفنا ثابت بالدعوة لوقف الحرب. قيادات الجيش المتمثلة في عبد الفتاح البرهان وياسر العطا هي من ترغب في استمرار الحرب".
وأضاف "نائب ومساعد البرهان صرحا بأنه لا مفاوضات مع الدعم السريع، فكيف نتحمل نحن المسؤولية؟ الذي يتحمل مسؤولية المجاعة والكوارث التي تحصل في الدولة السودانية هو الذي أشعل الحرب ودعا لاستمرارها".
وتابع قائلا "ندعو لوقف الحرب، وندعو لعملية تفاوضية لإدخال المساعدات الإنسانية بغرض إغاثة المواطنين وإنهاء معاناتهم فيما يتعلق بالغذاء وغيره. لذلك نحن لا نتحمل أي مسؤولية في هذا الجانب، بل نحمل الجيش وأعوانه من الأحزاب السياسية هذه المسؤولية كاملة".
وأعلن رمطان لعمامرة، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، يوم الجمعة انتهاء مباحثات استمرت تسعة أيام في جنيف مع الجيش السوداني والدعم السريع دون التوصل لاتفاق بين الطرفين، على الرغم من أنه وصفها بأنها "خطوة أولية مشجعة في عملية أطول وأكثر تعقيدا".
ورحب المبعوث الأممي بالالتزامات التي أعلنها أحد الطرفين لزيادة المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، غير أنه لم يحدد أي من الطرفين قدم هذه الالتزامات، التي لم يفصح عنها أيضا.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع
حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع، ولن يعني ما سيكتب في أوراقها وإعلاناتها أي شيء. سيعتمد الدعم السريع، كما فعل دائمًا، على سلاح مليشياته وأموال الذهب المهرب وأموال المواطنين من الغنائم، وعلى أموال ونفوذ الإمارات، وهي التي ستحدد لحميدتي ووزرائه وللذين اختاروا التحالف معه كل شيء.
ستضاف حكومة الجنجويد إلى مشاريع الإمارات في ليبيا واليمن والصومال، وهي المشاريع الانفصالية والاستقلالية، والتي تسعى عبرها إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية من موارد الشعوب المنهوبة، وإلى توسيع نفوذها في المنطقة واستخدامها كأدوات للمساومة على القضايا والملفات الإقليمية، ليصب كل ذلك في اتجاه تموضع تسعى إليه كلاعب سياسي واقتصادي وأمني رئيسي في المنطقة لا يمكن تخطيه من قبل اللاعبين الأساسيين في العالم. ولا يهمها في سبيل ذلك إن تقسمت الدول أو ماتت شعوبها أو تشردت.
ولكن السودان ليس كغيره، وربما ذلك أمر قد تمت ملاحظته مبكرا منذ بداية الحرب. فلقد خسرت الإمارات بسبب دعمها للجنجويد على مستوى الرأي العام العالمي كما لم يحدث في كل تجاربها السابقة، وستستمر في الخسارة. كما أن الدعم السريع يختلف عن كل المشاريع الأخرى، فهو مليشيا متهمة بأفظع جرائم الحرب، وفي مقدمتها الإبادة الجماعية. جماعة عسكرية أسسها النظام البائد لتحصين نفسه من التمرد والانقلابات وتضخمت تباعا لتصبح شركة أسرية تعمل من أجل المال والسلاح والسلطة بلا أي مشروع. في هذه الحرب ظل الدعم السريع يحاول في كل حين أن يعتنق مشروعًا جديدًا، بدءًا من حرب في سبيل الديمقراطية، إلى حرب ضد ما يسمى بـ “دولة 56” الظالمة، وصولًا إلى حرب ضد قبيلة أو قبيلتين. وكلها محاولات فاشلة لإضفاء شرعية على المشروع الأساسي، وهو دولة عائلة حميدتي المالكة.
لن تسمح الفظائع التي عايشها السودانيين من عنف المليشيا قديمًا، والآن في هذه الحرب التي دخلت كل البيوت بتغيير الرأي العام، الذي انحاز بصورة غير مسبوقة ضد الدعم السريع وفظائعه وانتهاكاته. ولن تؤثر في ذلك محاولات تجميل مصطنعة من مشاريع مستعارة بعضها عظيم كالسودان الجديد للزعيم الراحل جون قرنق، مشاريع قرر قادتها اليوم أن مصالحهم التكتيكية تتقاطع مع بنادق وذهب وأموال الجنجويد والإمارات، ليهزموا أنفسهم لا المشاريع. وستظل دولة المواطنة المتساوية والديمقراطية والسودان الجديد والجيش الواحد القومي البعيد عن الصراع السياسي أهداف نضال الملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني عبر السنين، وأهداف الثورة التي خرجت ضد النظام البائد الذي صنع الجنجويد ومكنهم وأرسلهم ليحاربوا خارج البلاد ومكنهم من صنع علاقاتهم الخارجية المستقلة و امبراطوريتهم الاقتصادية.
لن نستطيع بصورة عملية مقاومة الحرب واستمرارها وسيناريوهات تمزيق السودان بدون الحديث بوضوح عن الدول التي تتدخل في الصراع السوداني ومن قبله لعقود عبر استغلال هشاشة الأوضاع الداخلية، من الإمارات ومصر، إيران، تركيا والسعودية وغيرها من الدول التي تدعم الحرب بالسلاح والمال والنفوذ وتتجه بالحرب في السودان إلى حرب كاملة بالوكالة لا يملك السودانيين من العسكريين والمدنيين القرار في استمرارها أو إيقافها. لتستمر أو تتوقف حينها في سبيل أجندات تلك الدول الخاصة التي تسعى لتحقيقها من خلال دماء وأرواح ومقدرات السودانيين.
أخيرا، تمزيق السودان لن يتم عبر سلطة أو حكومة الجنجويد الموازية، بل يمكن أن يحدث فعليا فقط إذا لم تتوقف آلة الكراهية البغيضة التي أشعلتها الحرب والتي تستثمر فيها العديد من الجهات، هذه الكراهية التي تزيد بسببها الشقة الاجتماعية بين مكونات السودان، تلك التي تنفي مواطنة البعض والتي تصنف الناس على أساس مناطقهم، قبائلهم، إثنياتهم وأديانهم لتمنحهم الحقوق أو تنزعها عنهم، والتي تعتبرهم محاربين أو مسالمين إذا كانوا من هذه القبيلة أو تلك والتي تسترخص دماء بعض السودانيين وتجعلها أقل من دماء سودانيين آخرين. وهي عنصرية وكراهية وتعصب ليست وليدة الحرب، ولكنها أشعلتها وزادتها ضراما وهي بدورها تعود لتزيد من اشتعال وتأجيج الحرب. كراهية يتمزق السودان من خلالها كل يوم وبسلطة وحكومة موازية أو بدونها.
محمد ناجي الأصم
إنضم لقناة النيلين على واتساب