أكد النائب قاسم هاشم، أن "مسار الصراع مفتوح مع العدو ومرتبط بإمكانية وقف الحرب في غزة والتوصل إلى هدنة"، لافتا إلى أن "العدو الاسرائيلي يحاول أن يأخذنا إلى حيثما يريد ويتجاوز ويتمادى أكثر فأكثر عن طريق استهداف مناطق خارج الحدود في الجنوب وعلى مسافة بعيدة من المعركة".
وشدد في حديث الى برنامج "أحداث في حديث" عبر "صوت كل لبنان 93,3" على أن "لبنان ملتزم عدم تعديل القرار 1701 وتطبيقه بكل مندرجاته"، مؤكدا أن "كل ما هو على علاقة بهذا القرار قابل للبحث ولكن المطلوب أولا هو تنفيذ القرار من قبل العدو وعلى المجتمع الدولي أن يضمن ذلك".
وردا على سؤال عما إذا كانت المسيرة التي أطلقها الحوثيون وانفجرت في تل أبيب ستنعكس على تخفيف حدة الصراع على الجبهة الجنوبية، أوضح هاشم، أن الموضوع يتوقف على ما قد يقدم عليه العدو.
وأشار إلى أن "المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسية الذي زار لبنان، جاء في جولة استطلاعية ولن تشمل لبنان فقط وهي من أجل وقف إطلاق النار لأنه في حال تفاقم الوضع في المنطقة سيهدد العالم كله".
ورأى هاشم أن "لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المنتظر لن يكون له تداعيات كبيرة على مسار الحرب، لاسيما أن الإدارة الأميركية كانت منذ تسعة أشهر شريكة مع العدو الاسرائيلي من الناحية السياسية والعسكرية"، وأضاف أن "الذي يراهن عليه نتنياهو اليوم هو إبقاء المنطقة على حالها من التوتر الدائم لأن ذلك يساهم في إبقائه في موقعه".
واعتبر هاشم أن "دعوات المعارضة لعقد جلسات انتخابية مفتوحة لن تصل إلى حل في الملف الرئاسي وكل الجهود عادت إلى مبادرة الحوار الداخلية التي دعا إليه الرئيس نبيه بري لأنها السبيل الأسهل للتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ومن بعدها يتم البحث على طاولة الحوار في الإحتمالات والخيارات كافة والمواصفات المطلوبة"، موضحا أنه "لم يتم تحديد أي موعد لعقد لقاء بين وفد من نواب المعارضة ونواب كتلة التنمية والتحرير".
ورأى أن "السجال القائم بين عين التينة والقوات، يفسر أن هناك من يريد رفع المسؤولية عن دوره وتغطية فشله في عدم قدرته على التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية وفق الآليات الدستورية التي يتبعها الرئيس بري".
وردا على سؤال عن العلاقة بين كتلة "التنمية والتحرير" و"التيار الوطني الحر"، قال: "إنها من حسن إلى أحسن ويجري التداول حاليا بالنقاط المرتبطة بقبول النائب جبران باسيل للحوار".
وشدد هاشم على أن "لبنان قائم على الحوار وطبيعته تفرض الاستثناء خارج القاعدة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الصحة اللبنانية: 3 شهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي صباح اليوم
قالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم السبت، إن ضحايا اعتداءات الاحتلال على بلدات الجنوب وصل إلى 3 شهداء منذ صباح اليوم.
اقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يحذر سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم
وأكدت وسائل إعلام لبنانية إلى وقوع إصابات في أوساط الشعب اللبناني في بلدة بني حيان جنوب البلاد إثر تعرضه للإصابة بقنابل ألقتها مُسيرة إسرائيلية.
وفي هذا السياق، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، :"حريصون على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودة سكان الجنوب إلى منازلهم".
وأضاف :" سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة".
الصراع بين لبنان وإسرائيل هو واحد من أكثر النزاعات تعقيدًا وديمومة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعكس تراكمًا طويلًا من القضايا السياسية، الأمنية، والجغرافية. بدأ هذا الصراع بشكل بارز منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، عندما تدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان، ما أضاف تحديات سكانية واقتصادية إلى هذا البلد الصغير. تطورت الأحداث مع مرور الزمن، خاصة بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كانت تتمركز في بيروت آنذاك.
شهدت العلاقات بين الجانبين تصاعدًا خطيرًا مع ظهور حزب الله في الثمانينيات، الذي يعتبر لاعبًا رئيسيًا في هذا الصراع. تم تأسيس الحزب بمساعدة إيران كقوة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني، والذي استمر حتى عام 2000. رغم انسحاب إسرائيل من معظم الأراضي اللبنانية، فإن النزاع لم ينتهِ، حيث لا تزال مناطق مثل مزارع شبعا مثار جدل بين الطرفين.
في عام 2006، اندلعت حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله بعد أسر الحزب جنديين إسرائيليين، ما أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية اللبنانية وسقوط آلاف القتلى والجرحى. ومنذ ذلك الحين، استمر التوتر على الحدود الجنوبية، وسط مواجهات متفرقة وحروب كلامية.
يُعقِّد هذا الصراع تدخل قوى إقليمية ودولية، حيث يلعب كل من إيران وسوريا دورًا في دعم حزب الله، بينما تحظى إسرائيل بدعم قوي من الولايات المتحدة. يعتبر هذا النزاع جزءًا من شبكة أوسع من الصراعات في المنطقة، مع تأثيرات تمتد إلى السياسة اللبنانية الداخلية والتوازنات الإقليمية.